أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - 4/15اغتراب الغربة














المزيد.....

4/15اغتراب الغربة


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 09:51
المحور: الادب والفن
    


الزمن شتاء
بدأ رشيد يعتاد على النظرات التعيسة لأصدقاء الحي الذين أعاد ربط علاقاته القديمة معهم ،فبعد أربع سنوات في الجامعة عاد مكللا /مكبلا بورقة يتضايق كثيرا من ذكر اسمها .
حفظ كذلك الجواب الجاهز والردود غير المقنعة له ولو ظاهريا:مازلت أنتظر ؟دفعت طلبا لهذه الجهة أو تلك...لقد اكتسب خبرة لا بأس بها في الردود اللبقة كل يجيبه حسب مستواه ونوعه وجنسه..بل أخذ يكتسب كذلك تجربة متميزة في قمع كل من تسول له نفسه إهانته عبر أسئلة استنكارية.
أحيانا يحس أنه يتيم، تخلى عنه الجميع بعد تخلي الدولة التي آمن أنها ستوفرله فرصة عمل ،لكن من حسن حظه أنه ليس الوحيد فبحيه هذا صديقان حميمان مجازان كذلك
علي مجاز في الكيمياء منذ سنتين ومن سوء حظه تزوج عند تخرجه مما أضاف له أعباء أخرى كبيرة كان أعنفها مشاكل داخلية لزوجته مع أمه مما دعاه إلى الطلاق إرضاء لأمه وشفقة على زوجته من الجحيم الذي وجدا نفسيهما فيه بشكل مفاجئ :يلتقي به يوميا فيتناجيان بعضهما البعض ويعيدان رسم ترنيمات حياتهما و الإستعداد الوهمي كما يقولا لإمتحانات تستنفرهما إعلاناتهما في الجرائد والانترنيت وتحبطهما نتائجهما المخيبة للآمال .
أما الصديق الثاني فاسمه صابر مجاز منذ أربع سنوات في الجيولوجيا لكنه لم ينتظر طويلا وأحس بالإهانة التي تلحقه وهو ينتظر السراب فأقسم على عدم الإلتحاق بالوظيفة العمومية فاشتغل على مراتب في أحد مصانع التعليب الخاصة بالتمور حتى وصل منصب مراقب للشافات، بل ينوب عن المدير أحيانا أثناء غيابه.
عاش الثلاثة طفولة مشتركة وزمالة متميزة في الإعدادي والثانوي لكنهم افترقوا بعد الباكالوريا بعد أن اختار كل منهم شعبة خاصة قدر أنها قد تلبي طموحاته المستقبلية/وهاهم يلتقون من جديد وكعربون على صداقة الطفولة تكلف صابر بمصاريف رشيد وعلي في المقهى والجرائد.
أحس رشيد أن السنة تمر بسرعة فقد تغير موعد غروب الشمس ،وعوضا عن غروبها في السابعة أصبحت تغيب في السادسة إلا دقائق، فاتحة جسد النهارلهيجان الليل الذي يقتحم الجميع فيه الجميع إلا ذاته، فلا تجد ما تقتحم سوى السراب وإعادة حكي مترادفات الحياة البئيسة.
الليل طويل لذلك يكسر رشيد روتينه بالتفرج على التلفاز تارة قناة خاصة التي تبث أفلام الخيال العلمي وتتحدث عن الهجرة خارج الأوطان.
ينام متأخرا لكنه يحرص على الإستيقاظ المتأخر ،حينها ينصرف إخوته إلى المدرسة وأباه إلى عمله في الثانوية ،فلا يحس بإحراج في الفطور مثلما يكتفي بما يتبقى منه شفقا على أمه من إعادة الطهي ،ورغم أن أمه طردت عنه مرارا هذه الوساوس والأفكار التي تخالجه والتي يصرح بها أحيانا رغم أنها لا توجد إطلاقا لكن أحيانا يصرخ وسط الجميع ما موقعي من الإعراب في العائلة؟ في المجتمع ؟ مما يزيد من آلامه المعنوية.
كل صباح جمعة يترك له أبوه مبلغ عشرين درهما يقدر أنها هي المصاريف المتعددة لرشيد طوال الأسبوع، ورغم أنها تكفيه كثيرا فيصر على عدم صرف الكثير منها، لقد فكر في جمعها لتدبر أي سفر محتمل، وكلما كانت الفرصة مواتية يلمح أنه صرفها في المقاهي والجرائد والانترنيت...
حرص على استعارة الجرائد من صديقه صابر في إشارة لأبيه أنه لا ينفق مصروفه اليومي في الأشياء التافهة كشرب خمر أو تدخين سيجارة أما الغراميات فظن أن أباه لن يمانع في ذلك كتفريغ لمكبوتات على أهبة الإنفجار ،وكل ما ذكر مآرب تمنى تحقيقها لكن ظروفه الذاتية والموضوعية الحالية تمنعه من ذلك،وهي التي أقنعته بتحمل الحرمان على أشياء أخرى لا يدرك عواقبها خاصة سمعته التي حرص كثيرا على المحافظة عليها بالغالي والنفيس.



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتراب الغربة
- في ذكرى النكبة
- اغتراب الغربة 2/15
- اغتراب الغربة 1/15
- الخريطة الدينية بالمغرب من خلال صناعة النخبة بالمغرب
- نخبة النخبة بالمغرب
- العطب المدني والثقافي في المجتمع المغربي من خلال صناعة النخب ...
- الأحزاب المغربية ومتاهات السياسة من خلال كتاب صناعة النخبة ب ...
- البدون التائه
- قراءة في كتاب صناعة النخبة بالمغرب للكاتب عبد الرحيم العطري
- تساؤلات حزينة
- التقرير العام للملتقى الأول للمرأة
- رسالة إلى مثقف
- ملاحظات حزينة في ذكرى ثامن مارس
- كيف أصبح يوم 8 مارس يوما عالميا للمرأة ؟؟؟؟
- الإرهاب الآخر
- مالك الحزن
- التقرير العام للمنتدى الأول للشباب
- شارون والعرب ومعضلة النسيان
- مارسيل خليفة :التراث الخالد


المزيد.....




- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - 4/15اغتراب الغربة