أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد البوزيدي - الإرهاب الآخر














المزيد.....

الإرهاب الآخر


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 06:06
المحور: حقوق الانسان
    


يوما عن يوم تنهال علينا وسائل الإعلام بغازات فكرية قوامها الترويج للثقافة الامبريالية و التي اتخذت من مصطلح الإرهاب حصان طروادة لمواجهة كل عدو لها حتى و لو كان وهميا.
و عوض أن نتصدى لهذه الهجمة الإيديولوجية الخطيرة و التي تندرج ضمن خرافة نهاية التاريخ, و صراع الحضارات التي تجعل من كل من يقاوم احتلالا إرهابيا. واصلنا دق الطبول و الترويج لكل ذلك كالببغاء البليد الذي لا يدرك خبث الخطاب و العلقم الذي يختزنه متناسيين الإرهاب الخطير الممارس على الشعوب المعزولة وعلى الشعبين الفلسطيني و العراقي الأعزلين.
إن ما يجري في العراق وسط صمت رهيب يضمر تواطؤا مكشوفا ليستدعي تساؤلات مريبة حول كياننا و إحساسنا بعمق العلاقة المفترض أن تربط بيننا كعرب لهم تاريخ عريق .و إلا لماذا يقيم الآخرون الأرض و يقعدونها لمجرد وفاة فرد واحد منهم و لا نتحرك نحن و لو أعدم منا العشرات .فهل وصل الدم العربي هذه الدرجة في بورصة القيم العالمية؟ و لماذا لا يحافظ على نفس قيمة النفط العربي؟
و ككل ساعة, نواصل هضم المأساة بدم بارد.اعتقالات عشوائية منذ مدة حتى أن الأمر ليدعو للتساؤل حول عدد الأسرى العراقيين المدنيين في سجون الاحتلال التي لنا أن نتخيل طريقة التعذيب و الاستنطاقات داخلها.
مداهمات في عز الليل تفزع الأطفال و النساء و تنزع منهم ذويهم لمجرد الاشتباه فيهم و لمدد متفاوتة دون حسيب و لا رقيب . و الأغرب أن ذلك يقدم للشعوب العربية مصورا في مختلف القنوات كل صباح, اقتحامات للمقدسات على اختلاف أنواعها مع استثناءات للشيعة وفق حسابات سياسية خاصة, قتل بكل هدوء و دون صوت يندد بالمجزرة القائمة التي تخترق فيها كل الاتفاقات الدولية , تخريب للبيوت , تجريف للبساتين و إعدام لأشجار النخيل ,اقتحام للأجواء و زيارات متوالية لكل المسؤولين و بطريقة استفزازية تضرب عرض الحائط كل ما له علاقة بما يسمى السيادة.
إن كل ما سبق و ما خفي أعظم ـ ليستدعي من جميع المثقفين الكف عن الصمت المباح و الضغط بكل قوة لتشكيل جبهة موحدة لوقف الجرائم الإرهابية البشعة التي ترتكب داخل العراق باسم تكريس الديمقراطية و الحرية... و إلا فغدا على من سيأتي الدور؟.
و الغريب أنه عند محاولة المعاملة بالمثل, يتم وصف ذلك بالإرهاب!!أ ليس هناك إرهاب أفظع مما يمارس على العراقيين ماديا و على سائر البشرية إعلاميا ؟!إرهاب تمثل فيه بعض القنوات التلفزية دور الأبطال , بينما المخرج وحيد و هو الولايات المتحدة الأمريكية.
لنلاحظ جيدا كيف أنه باختطاف أحدهم و لو طبيعي ألا يكون سوى جاسوس أو عميلا و لو تقمص العمل في منظمات دولية تساعد الاحتلال على تكريس هيمنته.كيف يهبون و يتصلون بكل القوى المؤثرة على المسلحين هناك, و يناشدون عبر القنوات الفضائية للإفراج عن أهاليهم. ترى هللا ناشدوا بوش أو تجرؤا يوما على طلب الكف ـ لا للاعتقال ـ عن قتل الأبرياء، في كل وقت و حين يصاب شخص أجنبي غير عربي تقام التظاهرات ويبدأ العويل ويتجلد الجميع حتى من العرب أنفسهم و يتجاهل قضايا شعب و معتقلين هنا و هناك. ناهيك عن المشردين, أما الألم النفسي فذاك ملف شائك آخر لا يدرك عمقه سوى من تجرع أطباق أبو غريب التي مرت سريعا وهاهي تعود بقوة في صور خطيرة تذل العالم العربي بالدرجة الأولى والعالم الذي بارك احتلال العراق ثانيا ،أما العملاء في العراق فهم الذين يصفقون لكل مايقع حتى ولو استهدفهم شخصيا ،الم تقتحم مقرات وتخرب مقرات أحزاب دون شيئ يذكر ،ورغم ما وقع مازالوا يمتنون لبوس شل"تحريرهم " من شخص صدام الذي يصرح بعض العملاء أن خرق حقوق الإنسان في عهده كان اقل مما يحدث حاليا
لكن من ينادي ومن المخاطب إم الكلام يذهب سرابا في الفراغ فنحن شعب النسيان بامتياز .
ورغم كل ماوقع مازال الببغاوات العرب يصرحون بكل وقاحة لا للإرهاب .
هل هناك إرهاب أفظع مما يمارسونه أنفسهم من طمس الحقائق و عبادة الجلاد و لو كان عدوا تاريخيا و الضحية ستبقى تنزف إلى ما لا نهاية حتى و لو افترضنا أنها خصم قد يكون رد طبيعيا على من يعتدي على بلده وأهله؟.



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالك الحزن
- التقرير العام للمنتدى الأول للشباب
- شارون والعرب ومعضلة النسيان
- مارسيل خليفة :التراث الخالد
- أنا أو الطوفان
- ملاحظات حول الحركات الإسلامية بالمغرب
- المثقف في زمن اللامعنى
- كل عام ..............ونحن...........
- الطفلة الكائن المقهور
- الثرات الغنائي بواحات وادي درعة
- صرخة أخرى :لماذا يمنعوني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- ناجي العلي :الشهيد الحاضر/الغائب


المزيد.....




- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا
- الأمن السعودي يعلن اعتقال مقيم هندي لتحرشه بفتاة ويشهر باسمه ...
- اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار ...
- كيف تفاعل مغردون مع صورة اعتقال الشرطة الأميركية تمثال الحري ...
- بسبب حرب غزة.. مذكرات الاعتقال الدولية ترعب نتنياهو وقادة جي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد البوزيدي - الإرهاب الآخر