من رساله الله الاخيره الى البشريه

عبد الفتاح علي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6747 - 2020 / 11 / 29 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

من رسالة ألأخيرة إلى البشرية
يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وأفوا بعهدي أوف بعهدي .فهل
إن المتتبع لآيات القران سيجد إن الله يولي إهتماما بالغا لبني إسرائيل ،وهذا الأهتمام يشوبه الغموض والألتباس فنرى القران يمتدحهم تارة ويذمهم تارة اخرى .
عندما نتمعن في هذه ألأية نرى وكأن هناك ميثاق عهد بين الله وبين بني إسرائيل .وهذا واضح من قول الله أفوا بعهدي اوف بعهدكم .القران لم يوضح الصيغة او الشكل الذي تم بموجبه هذا العهد .هل خاطب الله مباشرة بني اسرائيل بصوته أم كان من خلال النبي موسى .
إن كاتب هذه الأية من حيث يدري او لا يدري قد وجه إهانة كبرى للذات الألهية وانتقص من مكانة الله وأستصغره عندما وازى بين الله خالق الكون والقادر على كل شئ وبين مجموعة من البشر والتي لا وزن لها اطلاقا على الساحة الدولية انذاك ،حيث تتواجد حضارة مصر الفرعونية وحضارة وادي الرافدين واللتين تركا للبشرية خزين هائل من المعارف والعلوم .
الغريب في هذه الأية يبدو وكأن الله يتوسل لبني اسرائيل بأن يوفوا بعهدهم ،وهذا يعني إن الطرف الأقوى في هذا العهد هو بني إسرائيل وليس الله !!!
مقدمة الأية تقول يابني اسرائيل أذكروا نعمتي التي انعمت عليكم . تقول كتب التفاسير إن هذه النعم هي تخليصهم من عذاب واستعباد الفرعون لهم وايضا انقاذهم من الموت عندما لحق بهم الفرعون بجيشه وشق موسى البحر بعصاه .ومن نعمه عليهم ايضا أن جعل منهم الأنبياء والملوك كما جاء في الأية [ وإذ قال موسى لقومه ياقوم أذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم الأنبياء وجعلكم ملوكا وأتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين ].
السؤال هنا هل يستحقوا فعلا بني إسرائيل كل هذه النعم ؟ والطامة الكبرى هي عندما يقول الله لهم يا بني أسرئيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين !!!
دعونا نتوقف عند العهد الذي قطعه الله على نفسه لبني اسرائيل .العهد هو ان الله سيمكنهم من ألأرض وفي الأخرة لهم جنات النعيم . أما العهد الذي لم يوفوا به بني اسرائيل هو اولا أن يطيعوا وينفذوا ما امرهم به الله وثانيا وهو الأهم ان يعترفوا بنبوة محمد .انها مقايضة رخيصة بكل معنى الكلمة .فكيف سمح الله لنفسه ان يكون في مثل هذا الموقف المسئ له وهو خالق السماوات والأرض وما عليها والجبار والمهيمن على كل شئ .وما الذي اجبر الله على ان يكون في هذا الوضع الذي لا يحسد عليه . وهنا نتسائل هل كان الله يعلم ان بني اسرائيل سوف لن يوفوا بعهدهم ؟ فأن كان يعلم فتلك مصيبة وان كان لا يعلم فألمصيبة اعظم .
يقول الله في أخر الأية واياي فأرهبون.فهل أرتهب بني اسرائيل منه ؟
ان بني اسرائيل بقوا على موقفهم ولم يوفوا بعهدم . فماذا فعل الله بهم عندما انذرهم بقوله واياي فأرهبون . لاشئ على الأطلاق . لو قارنا بين فعل الأقوام التي ابادها الله وبين فعل بني اسرائيل سنجد ان فعل بني اسرائيل اكثر فضاضة وبشاعة مما ارتكبته تلك الأقوام التي اباداها الله .
كل ما تقدم هو لو كان المتحدث هو الله .أما اذا كان المتحدث النبي محمد وهو كاتب القران فأن فهم الأية سيكون مخلف تماما .إن محمدا كان كباقي أهل الجزيرة العربية يكن احتراما كبيرا لأهل الكتاب وخاصة اليهود او بني اسرائيل لذلك سعى بشتى الوسائل الترهيب منا والرغيب على ان يحصل منهم اعتراف بنبوته . وكلى الأيات التي كانت تمتدح اليهود والنصارى كانت تصب في هذا الأتجاه . وقد أصر اليهود والنصارى على موقفهم ولم يعترفوا بمحمد انه نبي .
لقد غاب عن ذهن محمد مسألة في غاية الأهمية والتي تخص عدم اعتراف اليهود بنبوته . ان اليهود لم يعترفوا بعيسى بأنه نبي وانه ابن الله على الرغم من انه من أ بناء جلدتهم وتنطبق عليه الكثيرمن الصفات الواردة في التوراة والتي يجب توفرها في المسيح المخلص ،فكيف يعترفون بمحمد انه نبي . عندما يئس محمد من اعتراف اليهود بأنه نبي أنقلب عليهم . وهذا ما تؤيده الأيات التي جاءت في ذم اليهود مثل نعتهم بأحفاد القردة والخنازير وقتلة الأنبياء . السؤال هنا هل كان الله يعول على أعتراف اليهود بنبوة محمد حتى تنجح الخطة التي رسمها لمحمد ؟
أن مطالبة الله لبني اسرائيل ان يوفوا بعهدم لم تكن ذات معنى لأن محمدا قد نجح في فرض كونه نبي على كامل الجزيرة العربية بقوة السيف .
مرة اخرى نقول إن هذه الأية تؤكد أن القرآن هو نتاج بشري .

#عبد_الفتاح_علي_رضا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين