أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الفتاح علي رضا - الحزب الشيوعي العراقي الى اين














المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي الى اين


عبد الفتاح علي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6703 - 2020 / 10 / 14 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا جدال من ان الحزب الشيوعي العراقي هو من اعرق الأحزاب السياسية في تاريخ العراق الحديث.وطوال عقود عليه ن الحزب لم يستفاد او يستثمرها بشكل جيد ل لازلتكي يتفادا الأخطاء السياسية التي ارتكبها في مسيرته وخاصة قبل وبعد سنة 1963.
ويمكن اجمال الأسباب التي ادت الى هذا التراجع في مكانة الحزب في الوقت الراهن بما يلي:
1ـ الضعف في قيادة الحزب
ان الرفيق فهد الذي يعتبر المؤسس الفعلي للحزب كان يمتلك مؤهلات فكريه وسياسية وقيادية من الطراز الرفيع . ان كل من تبؤ قيادة الحزب بعد اعدامه ولحد الأن لم يكونوا ابدا على ذلك المستوى الذي كان عليه فهد.وهذا مما كان له الأثر السلبي في السياسات التي كان ينتهجها الحزب بعد اعدام فهد .
2ـ عدم الألتزام بمبدأ النقد والنقد الذاتي
ان قيادة الحزب كان لديها حساسية مفرطة تجاه اي نقد لسياسة الحزب يصدر من أي عضو في ق واعد الحزب .وقد تجلى ذلك بشكل واضح قبيل وبعد تشكل الجبهة الوطنية سنة 1972 . ويمكنني القول ان هذه الحساسية لازالت موجودة لحد الأن .ان قيادة الحزب كانت ولازالت تتعامل مع اي نقد يوجه لسياسة الحزب بتعال وبلا ابالية ، لأنها تعتقد انها شبه معصومة من الخطأ .ان عدم الأستماع وعدم الأخذ بنظر الأعتبار لأراء او نقد الأعضاء بل وحتى اصدقاء الحزب قد يكون يؤدي به الى الوقوع بأخطاء كارثية عند رسم سياسة الحزب .انا لازلت أتذكر في فترة انعقاد الجبهة الوطنية ان جميع محاضر الأجتماعات الحزبية التي كانت ترفع الى قيادة الحزب كانت تتظمن فقرة تقول لاتوجد آراء مغايرة لسياسة الحزب !!!! مع العلم أنه كانت توجد اراء مغايرة لسياسة الحزب ولكن كان يجري طمسها
والتعتيم عليها ،بل واحيانا توجه توبيخات الى ا لذي يقول تلك الأراء .
أما على صعيد النقد الذاتي فأن قيادة الحزب كانت تمارسه بنوع من الحذر والأستحياء ولا تتناول او تتوقف بشكل جرئ على جميع مكامن الأخطاء التي ارتكبتها عند رسم سياسة الحزب في مرحلة تاريخية معينة
3ـ اليمين واليسار في قيادة الحزب
يمكن القول ان اصطلاح اليمين واليسار قد تبلور بشكل واضح خلال سنتي 1960و1961.في هذه الفترة بدء التخبط وعدم الوضوح في سياسة عبد الكريم قاسم واتخاذه بعض المواقف العدائية تجاه الحزب الشيوعي ورافقها في نفس الوقت التقرب من بعض عنصر حزب البعث وحركة القوميين العر ظنا منه انه ربما سيتمكن من احتوائهم وامتصاص نقمتهم عليه .وهنا واجهت قيادة الحزب وضع سياسي معقد وخطير .لقد كان امامها خياران .اولهما الأستمرار في دعم حكومة عبدالكريم قاسم (وهذا كان موقف الحزب الشيوعي السوفيتي ) وهذا ما يمكن توصيفه بالتيار اليميني في قيادة الحزب .اما ثانيهماهو الأطاحة بعبدالكريم قاسم واستلام السلطة وهذا يمكن توصيفه بالتياراليساري .ان قيادة الحزب تبنت الخيار الأول تمشيا مع موقف الحزب الشيوعي السوفيتي واهملت بشكل كلي الخيار الثاني الذي كانت هناك امكانية قوية لتنفيذه من دعم جماهيري واسع وايضا امتلاك احزب تنظيمات حزبيه داخل صفوص القوات المسلحة .وهنا يجب التنويه انه في تلك الفترةبدأت تظهر مؤشرات قويه بقرب وقوع انقلاب عسكري يطيح بحكم عبدالكريم ولكن قيادة الحزب لم تأخذ على محمل الجد ولم يكن لديها اي خطة عملية لمواجهة الانقلاب .والدليل على ذلك انها اصدرت بيان موجه الى اعضاء الحزب تقول فيه ماذا تفعل ايها الرفيق عند حدوث انقلاب !!!في حين ان القول الصحيح هو ماذا سيفعل الحزب عند وقوع الأنقلاب .اني أكاد ان اجزم بأن النزعة اليمينية في قياة الحزب قد تجذرت فيهامنذ ذلك التاريخ ولحد الأن .وللأستدال على ذلك اذكر مايلي :
في سنة 1968 طرح التيار اليميني في قيادة الحزب فكرة حل الحزب والأنظمام الى الأتحاد الأشتراكي الذي تأسس ابان فترة حكم عبدالرحمن عارف وهذا ما اصطلح عليه لاحقا بخط أب السئ الصيت والذي رفضته الغالبية العظمى من اعضاء الحزب والذي كان السبب الرئيسي لحدوث الأنشقاق الذي حصل داخل الحزب .
في سنة 1972 دخل الحزب في تحالف مع حزب البعث واطلق عليه لاحقا اسم الجبهة الوطنية .لقد كانت هناك معارضة واسعة من قبل قواعد الحزب وانصاره لأنخراط الحزب في هذ التحالف ولكن قيادة الحزب لم تأخذ ذلك بنظر الأعتبار.وقد اثبتت الأحداث لاحقا صحة رأي الرافض ذلك التحالف .في الثمانينيات وفي كردستان كرر الحزب نفس الحزب الخطأ عندما بدأبالتقرب كثيرا من الحزب الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني وقد دفع الحزب ثمنا باهظا جراء هذا التقارب .ان احد قيادي الحزب الشيوعي برر ذلك الخطا بقوله انه كان قصر نظر من قبل قيادة الحزب وكأن الحزب لم يخرج للتو من تجربته المريرة مع حزب البعث .اما ما بعد سقوط النظام سنة 2003 فقد شابت سياسة الحزب التخبط وعدم الوضوح وخاصة عندما تبنى مع باقي الأحزاب السياسي الأسلاميه مبدأ الديمقراطية التوافقية .اما الدليل الأبلغ والأخطر على تجذر النزعة اليمينية في قيادة الحزب هو دخول الحزب في تحالف مع التيار الصدري والذي عرف فيما بعد بتحالف سائرون .لقد بحت اصوات كثيرة من الغالبية العظمى من اعضاء الحزب واصدقائه بل وحتى افراد من قيادة الحزب بعد م الدخول في هذا التحالف ولكن قيادة الحزب كعادتها ضربت كل ذلك بعرض الحائط .لا أدري لماذ هذا الوله والولع بألدخول في تحالفات مع أحزاب وقوى سياية لا يؤتمن جانبها .
ان جميع تلك الأسباب التي ذكرتها كانت وراء انحسار وتضائل مكانة الحزب حاليا .
لقد آن الأوان للحزب أن ينتفض على نفسه ليستعيد دوره الريادي بين جماهير الشعب .وأول خطوة يجب أن يقوم بها هي التخلص من بعض قيادي الحزب الذين لعبوا دورا مدمرا في الحالة المأساوية التي عليها الحزب الأن .ان البعض من هؤلاء لعبة الصدفة وبغفلة من الزمن اصبحوا في مركز قيادة الحزب ويتحكمون في رسم وتوجهاته السياسية .



#عبد_الفتاح_علي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الله الأخيرة الى البشرية 4
- العراق الى أين
- من رساله الله الاخيره الى البشريه 2
- من هو الحاكم الفعلي للعراق
- عوده الي سبب انهيار الاتحادالسوفيتي
- من رسالة الله الأخيرة الى البشرية
- هل الرأسمالية آخر نظام اقتصادي تصل إليه البشرية.


المزيد.....




- إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البر ...
- رئيس الوزراء الأرمني يعلن إحباط -محاولة انقلاب-
- اليونان: الآلاف يحتجون على الضربات الأمريكية على المواقع الن ...
- بوتين يوقّع قانونًا لإنشاء تطبيق مراسلة بديل عن واتساب وتيلي ...
- شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاع ...
- السودان ـ مقتل العشرات بينهم أطفال في هجوم على مستشفى
- ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ودعوات لتوسيع ...
- مجلس النواب الأميركي يحظر استخدام -واتساب- على أجهزته
- واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأف ...
- منظمة تتهم علامات تجارية فاخرة بالمساهمة في إزالة غابات الأم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الفتاح علي رضا - الحزب الشيوعي العراقي الى اين