أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحداد - أسطورة العرّاب















المزيد.....

أسطورة العرّاب


ماجد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 6745 - 2020 / 11 / 27 - 11:09
المحور: الادب والفن
    


أرى عددا لا بأس به من القراء ينتقدون دكتور #أحمد_خالد_توفيق بأن رواياته دون المستوى ، و أن سلسلة #ما_وراء_الطبيعة روايات مراهقة وموجهة لتلك الفئة العمرية .
الحقيقة رغم أن التذوق الفني والأدبي ليس حكرا على أحد ، وان معايير فلسفة الجمال في مبحث القيم معايرها نسبية جدا ، وليست مطلقة ، لكنهم تقريبا متفقون حول قانون واحد يحكم العمل الفني ليدخل في تقييم أنه عمل جميل وهو ( النظام ) .
لكن أنا أرى أنه بناء على كل ذلك وأشياء أخرى سمحت بظهور هذا النقد المتعجل السطحي لتلك السلسلة .
المستوى البلاغي في أسلوب احمد خالد توفيق جرئ وشهي ، وحبكته السردية في السيناريو مُحكمة . وعنصر التشويق مستمر بشكل غزير إلى آخر كلمة دون توقف .
بغض النظر على أن احمد خالد توفيق من خلال شخصيته الرائعة رفعت اسماعيل _ ببذلته الزرقاء التي تجعله فاتنا كما كان يقول على نفسه _ أن يعلٌم جيلا بأكمله حب الادب القصصي _ خصوصا أنه لم يتوقف على إنتاج ما وراء الطبيعة فقط . بل كان الرجل محظوظ بقدرته على وفرة إنتاجه . حتى أنه نقل لنا كثيرا من الروايات العالمية سواء أكانت ترجمة للروايات في سلسلة #روايات_عالمية_للجيب بشكل مباشر ، أو من خلال الكنز الذي اوقعته عليه قريحته في التجول حول الروايات العالمية ، واطلاعه على علوم وفلسفات عديدة جعله ينتج سلسلة #فاننازيا التي تتجول بنا في عوالم الأدب والفكر الإنساني كله من خلال شخصية تتجول هي الأخرى في عقلها من ما قرأته بطلة السلسلة محدودة الذكاء ( عبير ) من خلال جهاز المحاكاة الذي اخترعه زوجها DJ _ ومن خلال ذلك كنا جميعا ونحن نقرأ له يحفزنا في البحث في التراث الانساني ، أو البحث عن كتب تشرح بعض المعلومات العلمية التي يدرجها في سلاسله تلك .
اغلب النقد الذي وجٌه لاحمد خالد توفيق يتلخص في نقطة واحدة وهي أن رواياته موجهة للمراهقين .
على الرغم أن المؤسسة العربية لو طبعت تلك السلسلة في كتب اكبر بدلا من شكل الكتيبات الجيبية التي ساعدتنا جميعا على سهولة القراءة أعطى انطباعا شرطيا أن الروايات لصغار السن ، بحكم أن المطبوعات بتلك الأحجام اشتهرت بها كتب التسالي والفكاهة ك #ميكي_جيب او سلسلة #زوم لنفس المؤسسة . بجانب نقطة اخراجية مهمة وهي أن المؤسسة العربية كانت تضع شعارها _اللوجو _ الخاص بها وهي لتلميذين ولد وبنت سعداء بجانب اسم المؤسسة ، وهو الشعار الذي تربت عليه كل اجيال مصر لفترة طويلة في الكتب المدرسية الخارجية #سلاح_التلميذ ... بداهة يجب أن يرتبط شرطيا هذا الشعار بالطفولة خصوصا أن الرسم به فعلا اطفال . صراحة أنا أعذر كل نقاده في الوقوع في هذا الفخ لأن الحياد في القياس أمر شاق جدا نفسيا قبل أن يكون عقليا ... خصوصا أن هناك أمر مقارنة في غاية الأهمية يثبت أن جميعهم وقعوا في الفخ الذي ذكرته جعلهم يتهمون احمد خالد توفيق أنه مؤلف المراهقين وهو :
لا يمكن بتاتا أن نغفل عن التشابه الخط العام بين روايات ما وراء الطبيعة وبطلها رفعت اسماعيل وروايات #دان_براون العديدة التي يحركها بطل واحد وهو عالِم الإنسان _الانثروبولوجي _ #روبرت_لانجدون بنفس منطق حل الالغاز ، والباحث الشهير على حل تلك الخوارق والغوامض . بل بالعكس رغم عبقرية دان براون الا أن الأسلوب البلاغي عنده أقل جمالا وتلذذا من أسلوب احمد خالد توفيق ، ولكن كلاهما متفقان في روعة السرد وتوتر الأحداث بطريقة كريشندو متقنة ، وايضا التشويق لا يتوقف لكل منهما . لكن يتفوق عليه كاتبنا أنه صاحب روح ساخرة ناقدة المجتمع بأسلوب لاذع ولطيف في نفس الوقت ، ظهرت في أغلب أعماله وعلى رأسها ما وراء الطبيعة ، والأهم أنه لا يستطيع أحد اتهام الكاتب بالسرقة من دان براون لأن شخصية رفعت اسماعيل مكتوبة قبل شخصية روبرت لانجدون بعشرين عاما تقريبا .
لكن رغم ذلك نعتبر دان براون أنه الاكثر قراءه وتقديرا من المثقفين ، خصوصا أنه يناقش الاساطير بطريقة علمية ، وهو ايضا ما يفعله احمد خالد توفيق في احايين عديدة لكن كان براون كتبه مطبوعة في قطع اوراق كبيرة ، وعدد غزير ، وغلافها مصمم بفن ، والامساك بكتب كبيرة يملأ اليد فيعطي شعورا بمزيدا من الراحة والاسترخاء والثقة ، وايضا الكتب الكبيرة تحتاج لجلسة مستعدة في مكان مناسب مما يوحي بطقوس خاصة تحترم القراءة ، بعكس الكتيبات الصغيرة التي حجمها يعطي انطباعا بصغر قيمة المحتوى ، وجعلها للجيل للحصول على التأشيرة في أماكن عديدة حتى في المواصلات لسهولة حمله . وهذا شئ صعب تحييده في التقدير البشري الا بمجهود مضاعف كما ذكرنا آنفا .
السبب التجاري عليه عامل بالضغط على الكنز الملهم للكاتب الذي نتحدث عنه ... التتابع للسلسلة الذي من المفترض أن يستمر للابد مرهق عقليا للكاتب ومنهك وحارق لمصادر إبداعه . زاد من تأثير الإقلال من قيمة هذا الكاتب في نظر بعض النقاد أو بعض المثقفين ، حيث أن اصغر المعترضين عليه من جيل مواليد السبعينات فما بالك باكبرهم ، وهذ لأن المعايير لازالت عالقة بهم بالمفهوم الكلاسيكي للأدب وفي الغالب في الفن كله ، وهو ما يجعلهم تلقائيا يقارنوه بأدب نجيب محفوظ ويوسف ادريس وتوفيق الحكيم وكل اجيالهم ، وهذا المعيار لا يمكن تعميمه ، وإلا سنظل عائشون على وجبات الماضي التي لن تعمل على تنويع وتطوير حياتنا على الكوكب .
ما رأيك عزيزي القارئ في #جول_فيرن الذي كان ثورة في وقته في جعله رأس القمة في أدب الخيال العلمي والذي بسببه تنعمنا باختراعين من إبداعه وهما ( الغواصة والصاروخ ) ، بجانب الهامه لنا للسفر إلى القمر .
في النهاية احمد خالد توفيق يستحق ما وصل إليه من نجاح عن زميله الكبير في نفس المؤسسة دكتور #نبيل_فاروق ...
دكتور نبيل فاروق كان توثيقي بشكل قصصي أكثر منه اديب ، اغلب اتجاه مخابراتي في قالب روائي ، لكن لا ننكر أننا تعلمنا الكثير علميا من خلال نفس التحفيز على البحث عن تلك المعلومات العلمية الجميلة الذي يستخدمها في سلسلة ملف المستقبل التي هي أيضا ذات طابع مخابراتي .
أرجو أن يقرأ النقاد أكثر كثيرا في فلسفات الجمال ، ويبذلون جهدا اكبر في التأمل والحياد التام عند النقد .
ندعو للممتع ذو القلم المبهِر والمبَهٌَر احمد خالد توفيق بالرحمة الذي شكٌّل وعي جيل بأكمله ، وكنت أتمنى أن يحضر امتع أعماله ما وراء الطبيعة على الشاشة ، على الرغم أن أحداث المسلسل ليست هي في الروايات الا قليلا جدا لكن يكفيه أن يكون ملهما لإنتاج عمل تليفزيوني وهو في قبره .



#ماجد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبودية ( تحلبل تطور العبودية وصورها المستقبلية من منظور عل ...
- العاب العقل
- دكتور فاروق الباز يعيد لأرتيميس ضياؤها - الجانب الآخر من الق ...
- العبودية الجديدة ( نبوءة ماركس )
- تأثير مانديلا وخدعة ديچافو
- ماذا بينك وبين ابراهيم ايها البُرص ؟
- الحدس
- خطيئة الوزغ ( البُرص )
- الاعراب في الإسلام وأسطورة رع
- ابن القيم يعترف بإيمان أفلاطون وأتباعه يكفرون المصريين القدم ...
- أسطورة كنتاكي
- تحليل للمؤامرة الجندرية
- العصر الجديد ( مستقبل اطفالنا المنطقي )
- العصر الجديد ( الجزء الثاني ) اتحاد دمنهور
- انا عايزة السما مش الأرض
- الملحد المؤمن ( لا يوجد ملحد على الكوكب بعد )
- البشر من دموع القمر ( اصل كلمة رمة )
- العاملون عليها
- ليلة رأس السنة
- صلى الله علينا وسلم ( السيف المُقنِع )


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحداد - أسطورة العرّاب