الحدس

ماجد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 12:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

اتعرف ما هو الحدس ؟
هي عملية عقلية معقدة جدا بمعالج خارق السرعة _ Processor _ يخرج لك النتيجة في هيئة ومضة في مخك !!!
لا شئ خرافي خارج الفقاعة ابدا ...
والحدس ليس مقدسا ... أنه معالجة لمعلومات مخزنة من الاول في دماغك وتظهر نتيجة نهائية نسميها الحدس .
المشكلة أننا نتوقع أن تلك التسمية مقدسة وهي ليست كذلك ...
الصوفية ليست هي الرقصة حول قبر أو تمتمات أو تعاويذ ، انها فهم لتلك العظمة التي جعلت اينشتين يحدس معادلة الطاقة .
فمثلا نجده يقول :
( "يَكمُن الغموض الأبدى الذي يكتنف العالَم في القدرة على فهمه... فحقيقة أنه قابل للفهم معجزة")
أو مقولته :
( أن أكثر البشر ذكاء يقف أمام الكون كطفلٍ في مكتبة مليئة بالكتب متعددة اللغات، هو يعرف جيداً أن أحداً ما قام بوضع هذه الكتب، ويشتبه في وجود ترتيب معين لها لكنه ما يزال عاجزاً عن إيجاد هذا الترتيب، ولا يمكنه قراءتها بعد. )
هذا عقل يتعامل مع الكون كلغات لا يعرفها لكنه يحاول التوصل إلى صيغة لفهم ترتيب الكتب والحروف والكلمات من خلال معلومات مخزنة تراكمية لا يستطيع معرفتها بالضبط لكن مخه عالجها وأعطاه نتيجة من كثرة التأمل والمحاولة على الورقة فخرج حدسه في معادلات لم يجربها بنفسه بل من تصوراته الذاتية بناء على معرفة تراكمية لمن سبقه ... لذلك اتهمه فيزيائيون في عصره أن نظريته مجرد فن جميل وليس فيزياء .
لكن الزمن اثبت خطأهم وصحة حدسه هو .

نيوتن كل يوم كان يسقط أمامه تفاح وملاعق وكرات ... لماذا في تلك اللحظة الثمينة فقط انتبه للجاذبية ؟
من قال إن الحدس غيبي ؟
اذا كان الوحي نفسه ليس غيبي بل له آلية علمية لها اضاءات داخل النص والتراث الديني ..
بين هذا وبين الخرافة شعرة ...
العرفانية هي السبب في حدس كل النظريات التي نعرفها في البداية ، والتي نسميها فرض الفروض كأول حجر في البحث العلمي .
إنما عندما يسقط العقل لما يواجه التجربة التي قد تعارض حدسه فينكرها وبشدة
عندئذ يسقط العقل .

#ماجد_الحداد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل