أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد عبد الشفيع عيسى - سيرة أدبية لصيرورة النظام الاقتصادي العالمي: الرأسمالية المتوحشة تتجمل..!














المزيد.....

سيرة أدبية لصيرورة النظام الاقتصادي العالمي: الرأسمالية المتوحشة تتجمل..!


محمد عبد الشفيع عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 6740 - 2020 / 11 / 22 - 00:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا يغرنّك كلّ ماتراه على السطح الظاهر للعلاقات الدولية، فليس كل ما يلمع ذهبا. و من تحت الجلد الظاهر، يبقى العظم والشحم واللحم للنظام العالمى هو هو إلى حدّ بعيد، رباعية التوسع الرأسمالى: الحرب، الهيمنة (بالاستعمار، ثم من دون "استعمار")، و تدخل الدولة في المجال الاجتماعي الداخلي إن لزم، و التقدم التكنولوجى (المادى) المتواصل .. فى غياب كلّى أو شبه كلّى للإنسان ..!
فلم يزل "الحيوان" و "الطفل" ثاوياً تحت رداء الإنسان المعاصر، يوجهه كلاهما بالغريزة والميول غير الرشيدة .. برغم القانون الدولى و "مواثيق الشرق" العابرة للقارات، تحت الأعلام المرفوعة – زورا فى كثير من الأحيان – من أجل نشر الديموقراطية ودعم حقوق الإنسان و "مكافحة الإرهاب"، باستخدام الأسلحة المجربة لأدوات السياسات الخارجية للقوى العظمى خلال القرون الخمسة الأخيرة : الدبلوماسية، الأدوات الاقتصادية (الجزاءات أو العقوبات ، والمكافآت والمنح)، التدخل العسكرى ولو باسم "التدخل الإنسانى" العتيد ....!
و هلْ انخدعْنا، حتى نخبة النُّخب منا، بالهدوء الذى ران على سطح العلاقات الدولية، فى ظل استتاب واستقرار حكم الرأسمالية المتفرّدة أو "القوة العظمى الوحيدة"، بعد سقوط الاتحاد السوفيتى عام 1990حتى الآن ..؟
و هل خُدِعْنا بالخَدَر (اللذيذ) للركود الذى صنعته أو اصطنعته الرأسمالية فى عقر دراها بعد اختفاء وهج "تدخل الدولة"، لمعالجة الأزمات الاقتصادية خلال العقود الزمنية الأربعة منذ أزمة "الكساد العظيم" 1929-33 حتى أزمة النفط 1973 ..؟
طوال أربعين عاماً كانت الرأسمالية (طيبة) في عُقر دارها الأوربي-الأمريكي، تخفى أنيابها بملمس ناعم رشيق: ما يسمى "دولة الرفاهة"، وخاصة عن طريقسياسات الإنفاق الاجتماعى الموسّع ولو بعجز الموازنات الحكومية. ولكن كما قال الشاعر :
إذا رأيت نيوب الليْث بارزةً.. فلا تظنّنّ أن الليث يبتسمُ..!
ومنذ منتصف السبعينات ( بُعَيْد 1973) خلقت لنا "الليبرالية الـطيبة" رأسمالية أخرى متوحشة تمارس بقوة الهيمنة "الرباعية" سطوتها، متذرعة بقوة المنظمات النقدية والمالية التابعة لها (صندوق النقد الدولى ، والبنك الدولى) وبالسيطرة الأمريكية بالذات، والأوروبية من بعدها، على أدوات التداول النقدى، منها ما يسمى بالإمبريالية النقدية للدولار، و التحكم في أسواق المال والسندات والديون، و احتكار قمم التكنولوجيا العليا، المادية، المتواصلة، من منابعها على أيدي الشركات العملاقة عابرة الجنسيات، وخاصة الشركات المائة الكبرى في مختلف القطاعات التكنولوجية المتقدمة.
لم يعد مسموحاً فى ظل ذلك، بإقامة نظام اقتصادى واجتماعى فى بلد أو منطقة ما، بغير اتباع وصايا الرأسمالية العالمية، ولا هو بمسموح لأحد بالخروج من "قفص الطاعة" الذهبى الخشن، برغم بروز قوة أقطاب دولية، فعلية أو محتملة، على رأسها الصين وروسيا.
و إن "الليبرالية الجديدة"، المتوحشة تلك، تنتشر وتتوسع باستخدام مغريات المعونة، ومهددات العقوبات الاقتصادية الانفرادية، وبالتدخل العسكري إن لزم، وبالتفوق التكنولوجى الغربى-الأمريكى فى جميع الأحيان. و (العصا لمن عصِي) ؛ فمن يحاول (الخروج عن الخط المرسوم) مصيره محتوم، المواجهة بحروب الخنق الاقتصادى، وبالحسم العسكري إن لزم . وأما إن أطاع فله أن يخرج من (طابور العقوبة) ولو كان باسم (قائمة الدول الداعية للإرهاب) إلى نعيم الرضا المحسوب والمشروط. نعيم محدود بالطبع، لا يشبهه سوى ذلك النعيم الذى وُعِد به الرئيس السادات بعد حرب أكتوبر 1973، فلم ينل منه غير (الانفتاح الاقتصادى)، والأزمة الاقتصادية المزمنة المتواصلة حتى اندلعت ثورة كاملة، ثورة 25 يناير 2011 .
نعيم محدود، برضا محسوب، ومشروط إذن. هذه مشروطية النعيم المحدود المحسوب، الذى لا يزيد، نكرر القول، للأسف، عن النعيم الذى وعُد به الرئيس السادات من الغرب والولايات المتحدة قبل 46 عاماً تقريباً. ليست مشروطية مقترنة باتباع برنامج اقتصادى معين فقط، مثل تلك البرامج الموصى بها من صندوق النقد الدولي، ولكنها تصل إلى ما لم يصل إليه خيال أكثر المتشائمين تشاؤماً على امتداد الوطن العربى الكبير .. أنْ يتم ربط المال المحدود، المشروط، بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ..!
فهل رأيتم إلى أى حد وصلنا إليه فى هذه الفترة من فترات تطور العلاقات الدولية المعاصرة. وهل رأيتم كيف انحدرنا إلى هذا الدرك الأسفل من النار .. كما قلنا من قبل..؟
ولكن هل تغير شيء جذري حقا؟ أم أن الرأسمالية المعاصرة هي هي: توسع لا متناهٍ باستخدام القوة، يزيد عليه فى منطقتنا العربية ارتباط عضوى للرأسمالية المعاصرة، في فترة "الليبرالية الجديدة" و المتوحشة، بالصهيونية فى أدنى مراحل تغيرها وانحدارها إلى الترويج (القانونى) و (العلني) لاقامة (الدولة اليهودية) بدعم أمريكي غير محدود، كما هو معروف .
وكما ابتدأت سياسات التوحش الرأسمالي بالقوة، فإنها إذْ تمتزج بالتوحش الصهيونى هذه الأيام، تنتهي بالقوة أيضا، حتى لتفرض ربط المعونة بالتطبيع القسْريّ مع الكيان ..؟
فهل رأيتم ما فعلت بنا عنصرية الرأسمالية المتوحشة، والصهيونية، وإلى أى دَرك انحدر هذا العالم الآن ..؟ و لكن لا جديد، ولم نفاجأ تاريخياً. و إنما انخدعنا بالهدوء المؤقت الذي فرضته سياسة الإخضاع، لعشرات قليلة من السنين خلت، في نوع من التجميل المصنوع للوجه القبيح .

(العودة إلى ديار الحبيب):
لكأننا بعد ما سبق، و أنه لا جديد في سيرة الرأسمالية الحديثة والمعاصرة، يمكن أن نستعيد بيت الشعر الذي قاله "عنترة العبسىّ" فى مطلع قصيدة عصماء، يتحدث عن أنه لا جديد لديه يقوله، أكثر من الشعراء الذين سبقوه (حيث كان ابتداء قصائدهم دائماً بالبكاء على أطلال البيوت المغادرة ، و من مفارقة ديار الحبيب). و هكذا قال عنترة :
هل غادر الشعراء من مُتَرَدَّمِ .. أمْ هلْ عرفت الدار بعد توَهُّمِ ..؟
هذا، و لكنّ التاريخ لا يعيد نفسه دائما؛ فلنتهيأ إذن لما هو قادم من الأيام..!



#محمد_عبد_الشفيع_عيسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مجلس الشرق الأوسط- على غرار -مجلس أوربا-..؟ كيف يكون..؟
- إعادة الاعتبار إلى -شبه الجزيرة العربية- : تاريخٌ شِبْهُ مجه ...
- من غرائب وعجائب العنف في العلاقات الدولية: ثنائية السيف والر ...
- من الفشل في إدارة الأزمات إلى الغباء التاريخي؛ و إعادة البحث ...
- الاقتصاد يتبع السياسة في -الشرق الأوسط-: العرب، تركيا، إيران ...
- حلم ليلة صيف عجيبة.. و اتفاق أبراهام .!
- من الأوتوماتون إلى الإنسان: الثورة التكنولوجية المنتظَرة
- قبل كورونا: نموّ للبعض و تهميش للآخرين..!
- عن عالم ما قبل -كورونا-: سلاسل العرض الممدودة بين أمريكا وال ...
- في عالم ما قبل -كورونا-: عودة إلى أطروحة التطور غير المتكافي ...
- كورونا: مقدمة فكرية لظاهرة الوباء الكوني الراهن
- تأملات وشذرات حول الإيديولوجيا السياسية الصهيونية مع محاولة ...
- نظرات من نافذة -الاقتصاد السياسي- على عالم -ما قبل كورونا-
- الحلقة المفرغة لتداول السلطة في بلدان الوطن العربي و العالم ...
- الاقتصاد السياسي للفقر: سؤال النظرية والتطبيق (موجز)
- الليبراليون الجدد في الوطن العربي على مقاعد الحكم
- بيْن التجارة و السياسة، و من الطبيعة إلى الاقتصاد..!
- النهاية الوشيكة للعالم على أيدي الليبراليين الجدد..ونداء من ...
- سبعون عاما.. وخمسون..وأبعون.. فرصٌ ضاعت، وفرصٌ أخرى تلوح في ...
- إعادة الاعتبار إلى -نظرية المؤامرة- في الوطن العربي: بين الم ...


المزيد.....




- صوفيا ملك// الاستعدادات الحربية للإمبريالية الأطلسية وصراع إ ...
- البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية والجي ...
- ب? توندي س?رک?ن?ي د?ستگيرکردني ه??سو?اواني نا?ازي د?ک?ين ل? ...
- زهران ممداني... يساري مسلم يهزّ نخبة نيويورك
- استمرار شرارة انتقام النظام المخزني من عائلة قتيل جهاز الأمن ...
- رائد فهمي: المتغيرات تؤكد أهمية السير على طريق التغيير الشام ...
- لا حادث… بل جريمة نظام
- موعد نزال جيك بول ضد خوليو سيزار تشافيز والقنوات الناقلة
- استمرار الحراك في مدينة مالمو/ السويد تضامنا مع الشعب الفلسط ...
- كيف تصدّى المسلمون والشيوعيون لمحاولات طمس البوسنة؟


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد عبد الشفيع عيسى - سيرة أدبية لصيرورة النظام الاقتصادي العالمي: الرأسمالية المتوحشة تتجمل..!