أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - بعض من معاناة نساؤنا














المزيد.....

بعض من معاناة نساؤنا


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 08:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يتجسّد سلوك الناس وأفكارهم من خلال التعليقات التي تكشف لنا عن مفاهيم المجتمع العرجاء والتي عشعشت في عقولهم ومن ضمنها ما جاء عن لسان الغالبية بخصوص الفنانة المحترمة أمل خضير التي أبت المكوث في بيتها والاستسلام لقدرها في انتظار الموت كما تفعل غالبية النساء عند تقدمهن بالعمر بل فضّلت المشاركة بالحياة بأناقتها المعهودة دوما وأخذت تُغني بأمسيات لمطاعم معينة لتُحيي بأغانيها أجواء الملل التي أحاطت بالبلاد للحد الذي أصابت حياتنا بالشلل التام، فواجهت ما واجهته من تنمّر لأصحاب العقول المنغلقة بتعليقاتهم المسيئة بحقها، ويا لهول عبارات الاستهانة والاستهزاء التي نالت من شكلها وعمرها، والعبارة التي تتكرر دوما بالكوبي بيست "جماعتك شبعوا مي ورد وعليك الرجوع لربك والاستغفار وعليك أن تقضي ايامك الاخيرة بالعبادة والرجوع لله وتلك التي تقول"ماذا تنتظرين بعد هذا العمر انظري الى وجهك بالمرآة جيدا اتظنين انك صغيرة، لقد فات الأوان وما عليك سوى ذكرا لله عسى أن يعفو ويغفر لك اللهم اهديها الى الصراط المستقيم امين يارب العالمين " والكثير غيرها وعلى نفس الشاكلة والغريب لم يقتصر التنمر على الرجال فقط بل وشاركت به النساء من مختلف الأعمار، وهنا نصل لقمة الانحطاط الفكري الذي تعيشه المرأة العربية من خلال التعرّض لها فيما لو أرادت الحياة ,وبأفكار أختزلت كيانها بالزواج وعليها أن تنتهي يمجرّد إنها تزوجت فما بالنا وقد تقدّم بها العمر ؟هي تابعا للرجل وما عليها سوى الدوران في فلكه ؟ والصراط المستقيم يعني التوقف عن الحياة عند الكِبر واقتصارها على العبادة، !!!
ولا أدري ما الذي سيستفيده الله من عبادتها له، فهل هو بحاجة إليها ؟
وما التغيير الذي ستحدثه عندما تقضي بقية حياتها وتُقصر افعالها على العبادة وتكرار ذات الفعل يوميا بانتظار موتها؟
وحتى الرجال لدينا تنتهي حياتهم حين بلوغهم لسن معين رغم أن الحياة أعطتهم فرص أكثر من النساء من حيث الرقيب والحساب لكون المجتمع يركز انتقاده وتمرده على النساء فقط، ولهذا نجدهنّ أكثر خنوعا واستسلاما. وكأن مشاركة المرأة بالحياة جريمة لا تُغتفر، وكأن تقدمها بالعمر صار لطخة عار وعليها أن تدفن نفسها بقبورهم التي هيئوها مسبقا لكل من تقدّم به العمر .
تشعر النساء بالفوبيا من فكرة تقدمهنّ بالعمر لكون مجتمعنا البائس حدّد لها دورها وحصره بالإنجاب وحين يبلغ الأبناء سناً معيناً والذي يؤهلهم للذهاب كلٍ لسبيله ستنتهي مهمتها ويكمل الرجل حياته بالبحث عن زوجة أصغر منها و يكمل طريقه فيما لو كان قادرا عليه فلا يعيبه شيئا سوى نقص المادة لديه.
ومن بين الف من هذه العقول العاطلة عن العمل سوى من مراقبة الناس نجد من بينهم شخص واحد فقط يرفض فكرة التدخل بأمور الغير وهذا إن دلّ على شيء فلا يدل سوى على إننا أمة غرقت ببؤسها وعشقت الموت فأخذت تشجّع أي كائن حي عليه, فاستكان مجتمعنا في قعر الأمم بهم فلا من إنتاج يُذكر لهم ولا من ابداع لديهم، معتمدين على بلدان الكفر بكل احتياجاتهم من الابرة للكيبورد الذي يتنمرون به على أنفسهم ولولا البلدان التي يصفونها بالكفر لما استطالت ألسنتهم هكذا ولكانوا الان يتنقلون ع البعران ويسكنون الخيام. هذا جزء لا يتجزأ من بين ملايين الأجزاء التي تواجهها المرأة العربية على العموم، ولا أدري كم ستصمد هذه الانسانة بوجه هذا المجتمع الذي شاخ تفكيره وعجز في أن يقدم شيء لنفسه فبات يطلق تنمره على كل من ينبذ العجز.
الفنانة الجميلة والمتألقة أمل خضير اعتذر لكِ وأأسف لهذه العقول التي نخرها الجهل فمن يتقدم به العمر عليه أن يدفن نفسه بالحياة ولا غرابة من تفكيرهم هذا بعد أن دُفنت عقولهم منذ ولادتهم بخرافات لا طائل لها لغاية ما دُفِنت مجتمعاتنا بقاع حضيض الأمم.
وأُصبت بيأس قاتل من إمكانية استقامة هذه الامة، واحباط شديد لانعدام الأمل لدينا بهذه العقول التي نخرتها العادات والتقاليد والمفاهيم التي سحقت العقل وأججت الخرافة بداخله. فيا اصحاب تلك العقول ، العجز لا ينحصر بالتقدم في العمر بل ينحصر بالعقل العاجز عن العطاء و بشيخوخة افكاره البائسة، فطالما يكون الإنسان صحياً وقادراً على العطاء فلا تستقيم معه مفردة العجز، بل تنطبق على عقولكم العاجزة على العطاء.



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في مواقف الحياة
- السكوت على الخيانة بحد ذاته خيانة
- ذبح العقول مرتبط بذبح العجول
- تفعيل قانون العنف الأسري من أجل عراق خالي من العنف
- عن الأحداث الأخيرة
- غياب العقل وغياب الضمير معاً
- القوانين وتأثيرها على تهذيب أو استهتار الرجال
- فيروس العقول أخطر بكثير من فيروس كورونا
- ما يحتمله الإنسان مُرغما لا يُدرج من ضمن القوّة
- بحث في كتاب (الأنثى هي الأصل ) للكاتبة والأديبة نوال السعداو ...
- صورة مُزرية لذكر شرقي
- وفاة البروفيسور عالم الفيزياء Stephen Hawking خسارة كبيرة لل ...
- لنكسر حاجز الصمت أمام ظاهرة التحرّش
- رد على مقال الشاعرة فاطمة ناعوت (سأقولُ يومًا لأطفالي إنني ز ...
- اسطوانة الدعارة المشرعنة في العراق (تعدد الزوجات)
- وداعا جان نصار
- ايهما الاهم _ جمال ألعقل ام ألشكل ,أم هما متساويان ؟
- الحجاب حرية شخصية
- تأملات في مفاهيمنا المعكوسة
- تعديل أم تخريب لقانون الاحوال الشخصية العراقي


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - بعض من معاناة نساؤنا