أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - ما يحتمله الإنسان مُرغما لا يُدرج من ضمن القوّة














المزيد.....

ما يحتمله الإنسان مُرغما لا يُدرج من ضمن القوّة


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 5826 - 2018 / 3 / 25 - 22:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ليس هناك أسهل من الطاعة والعبودية وقبول الحياة على ما هي عليها دون أي إعتراض ولا محاولة للإرتقاء بها,ولسان حال صاحبها يقول ليبقى الوضع على ما هو عليه فالقناعة كنز لا يفنى ,هو لا يدرك بأن حياته ستكون في رجوع مستمر لكون عجلة الحياة تدور وهوقابع في مكانه قانعاً بحياته وخانعاً لها حيث لا يعرف الحراك طريقا له بفضل الرضا بما هو مقسوم, وكذلك قناعاته الثابتة التي ستترتب عليها تبعات خطيرة حيث تُطمسه بهاوية تأخذه بعيدا عن واقعه لينغمس بمشاكل لا تُعد ولا تُحصى لكونه استسلم لقدره .
هناك فكرة شائعة آمن بها الغالبية حيث تسعى هذه الغالبية لقبول الواقع مهما كان سيء ويفسروا فعلهم هذا ,أو فكرتهم هذه على انهم عاجزين عن تغيير واقعهم ولا بديل لهم سوى التكيف معه ليكسبوا راحة بالهم وليرفلوا بالراحة والهناء مبرّرين استسلامهم هذا بسؤالهم المتكرر دوما وهو: بماذا سينوب المتمرّد سوى من ارهاقا وتعبا بمحاولته في تغيير الواقع,ليحوّلوا استسلامهم ورضوخهم لواقعهم المزري إلى انتصاراً , ويوهموا انفسهم بالعقلانية وبرؤيتهم الواعية للواقع متوهمين بأنهم يتمتعون بشخصية سويّة وبصحة نفسية يفتقد لها المتمردين والمثاليين الذين يعيشون في عالم الخيال , وهم بتفكيرهم هذا يعمون انفسهم من رؤية غبائهم .
نعيش بين أمثال هؤلاء وهم غالبية ,وفي أوساطهم نرى كم مهول من التناقضات وهم مثالاً حياً للإنسان السلبي الذي يولد ويموت دون أن يُقدّم شيئاً للحياة سوى أبناء على شاكلتهِ ليحملون أسمه فقط .
هؤلاء ولِدوا في مجتمعاتنا حيث يولد الإنسان بها مسلوب الإرادة منذ البدأ , ومعدوم من ابسط الحقوق وأولها حرية الاختيار,التي تقمع وتشل عقله وتفكيره ,فلا يحق له ان يختار طائفته ولا مذهبه حيث يتوارث المذهب والطائفة قبل حتى ولادته, لتبدأ لديه رحلة القمع والخنوع والطاعة والقبول بالواقع مهما كان مخالفاً لتكوينه دون أي حق له في الإعتراض ,وتبدأ الحياة تسلب منه حريته شيئا فشيئا فينعدم لديه منذ أول يوم لولادته حرية الاختيار ,فلا اختيار لديه سوى من أفعال بسيطة غير محسوبة على الإنسان ومن ثم سيتوارث عادات وتقاليد أهله ومذهبهم وستكون له كجينات لا يمكن تغييرها , كما إنه سيتوارث بقية الصفات بل وحتى العادات وسيكون مُجبرا على اختيارها دون إرادة منه لكون عقله أخذ قالبا محددا واستمر عليه دون القدرة على الخروج منه ,ويستمربحياته بلا تفكير ولا حتى وقت لديه للقراءة والتأمل والتحليل ليختار ما سيتلاءم مع تكوينه ,وكل طائفة ستُلقن أبنائها على تقديس طائفتها هي دون غيرها ,وكذلك يصح الكلام بالنسبة للأديان لكون كل من اعتنق مذهب يعتقد بأن المذهب الذي اعتنقه هو الصحيح وبأن الله قد اصطفاه عن بين بقية المذاهب, دون أن يسأل نفسه هل أخطأ الله مع بقية المذاهب ومن ثم صحح من أخطائه بالمذهب الآخر الذي جاء به سابقاً؟!!
ينطبق هذا على المرأة والرجل معاً , ولكن لكون المرأة مسلوبة الحقوق أكثر من الرجل حيث الإضطهاد عليها هو مضاعفا , بمعنى إنها مُضطهَدة من قبل المُضطهَد وعليه سيكون إستسلامها للواقع سهلا ومقبولاً أكثر من ما يكون مقبولا للرجل, وخصوصاً لكون الإستسلام هو سمة من سمات الأنوثة حسب معايير مجتمعنا , هذه المعايير قد إلتصقت بعقلها الغير واعي دون أن تدري ,فما يُعيبها هو تحدّيها وتمرّدها , ولكن الإستسلام لا يعيبها بشيء فهو صفة من صفات الجمال لها , فتحوّل إستسلامها إلى قوّة حيث قالواعن المرأة العراقية بأنها قوية وقوتها نابعة من صبرها , قوية لكونها تحمّلت أعباءً كثيرة , وفعلا هي كذلك , حيث تحمّلت متاعب الحمل والولادة والجزء الأكبر من عبأ الأبناء , وبمفردها تحمّلت أعمال المنزل إضافة لعنجهية الزوج والإهانة في سبيل الحفاظ على اسرتها, وتحمّلت مسؤولية إعانة الأسرة في زمن الحصار وكانت تعمل خارج البيت وداخله ,ولا زالت تعمل في مجالات عديدة في سبيل تدبير قوت يومها وشؤون أسرتها ,فيقولون عنها رغم كل هذا هي لا زالت صامدة !!.
ولكن أي شخص يستطيع أن يتحمّل اعباء مثل هذه بل وأكثر منها حيث لم يكن يتوقع يوما بأنه قادرا على أن يتحمّلها ,ولكنه يجد نفسه يتحمّل لا لكونه قويا بل لأجل البقاء على قيد الحياة بفعل الغريزة التي تُجبره على تحمّل المزيد من الأعباء في حال إضطرته الظروف لتحملها .
فمن أين تأتي قوة الإنسان ؟
وهل ما تحمّلته المرأة هنا يُدرج من ضمن القوة ؟ أم إنه الصبر الذي صارت مجبرة عليه؟



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في كتاب (الأنثى هي الأصل ) للكاتبة والأديبة نوال السعداو ...
- صورة مُزرية لذكر شرقي
- وفاة البروفيسور عالم الفيزياء Stephen Hawking خسارة كبيرة لل ...
- لنكسر حاجز الصمت أمام ظاهرة التحرّش
- رد على مقال الشاعرة فاطمة ناعوت (سأقولُ يومًا لأطفالي إنني ز ...
- اسطوانة الدعارة المشرعنة في العراق (تعدد الزوجات)
- وداعا جان نصار
- ايهما الاهم _ جمال ألعقل ام ألشكل ,أم هما متساويان ؟
- الحجاب حرية شخصية
- تأملات في مفاهيمنا المعكوسة
- تعديل أم تخريب لقانون الاحوال الشخصية العراقي
- الخروج عن المالوف
- صيادلة أم مافيات دواء ,أطباء أم قصاصي رؤوس
- ما بين التحريم والتحليل
- لا غايات تُبرر بوسائل مغلوطة
- هل هي روح صديقتي أم هي الذكرى ؟
- للذين صفّقوا وهلهلوا للانتصارات أقول لهم
- قانون تعدد الزوجات ومحاولة العودة لسوق النخاسة والسمسرة بالن ...
- اليوم يوم للمرأة ودلال .. وغدا سيكون قهرها حلال
- ملخّص لرحلة حياة انسان عربي


المزيد.....




- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- يوسف بلايلي يُغضب الجزائريين بسبب سوء تصرفه مع حكم (امرأة)


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - ما يحتمله الإنسان مُرغما لا يُدرج من ضمن القوّة