أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - صيادلة أم مافيات دواء ,أطباء أم قصاصي رؤوس














المزيد.....

صيادلة أم مافيات دواء ,أطباء أم قصاصي رؤوس


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 5665 - 2017 / 10 / 10 - 22:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



فما بين حانة المافيات ومانة القصابين كثُرت أعبائنا وزادت همومنا
ذهبتُ لعيادة الطبيبة بعد طول انتظار رجوعها من الحج ابتغاءً لغسل ذنوبها لترجع صفحة بيضاء لا غبار عليها ولكن سرعان ما تسوّد صفحتها بعد حين فتعاود الكرّة للحج لتُبيّض صفحتها ثانيةً وهكذا تستمر هذه الدوامة بين التبيّيض والتسويد طالما الطريق مفتوحا لها والوسيلة متوفرة وسهلة للغاية وما عليها سوى جمع ملايين أخرى من المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بها .
وجدتُ العيادة مُكتظة بالنساء ,اللواتي انتظرن طويلا رجوعها , يلتحفنّ بالعباءات السوداء لكون السواد صار زيا رسميا لهنّ ,انظر في عيونهنّ ولا أجد سوى نظرات بلهاء بانتظار الرحمة ممن لا تتحرك رحمته إلا بعد أن تحريك أياديهنّ بالنقود .
اقرأ وجوههنّ ولا أجد سوى البؤس عنواناً لها بعد أن اعتلتها تلك النظرات,وجوه بائسة ونظرات بلهاء وعقول مُتعبة ويائسة من رحمة الله لهنّ ولا ادري كم من المشاكل تدور برأس كل واحدة منهنّ , غالبيتهنّ يجرجرن أبنائهن معهنّ كعادة نساء بلدي المبتليات بالأبناء دون أزواجهنّ,هذه التي تأن وتبكي من الألم دون أن يرف لها جفن أحدهنّ وتلك التي كانت ضحية لفشل عملية وأعداد تذهب لتأتي أخرى وإلى ما لا نهاية من تكبّد آلام الحمل والولادة ومشاق الحياة الزوجية , تتصاعد أصواتهنّ حيناً بسبب عدم انتظام الدور وتخفت حيناً آخر وعندما استفسرت من السكرتيرة عن سبب عدم الالتزام بالمواعيد والدخول العشوائي للمريضات أجابتني دون خجل بان هؤلاء من أقارب وأحباب الدكتورة يدفعنّ أكثر ويجلبنّ لها الهدايا .
من ضمن الهدايا كانت هناك لوحة مُعلّقة على الجدار عبارة عن آيات قرآنية مكتوب عليها هدية من المريضة فلانة الفلانية للطبية فلانة الفلانية ولوحات أخرى تتضمن آيات قرآنية فقط ,وتحت ستار الدين تتم السرقة العلنية فلا خوف من بعدها .
وأنا انتظر دوري تخيلتُ الباب الذي تقبع خلفه تلك الطبيبة والذي سيُفتح لي بعد حين هو باب من أبواب الجنة ثم تخيلتُ نفسي عند خروجي من تلك الباب وكأنني سأخرج من الجحيم أو سيتم إطلاق سراحي من سجن مؤبد .
بعد طول انتظار وتحمّل أجواء تشل العقل جاء دورنا ودخلنا للحاجة (الطبيبة) التي كانت تضع على رأسها الحجاب بشكل مٌحكم ومُبالغ به مما يتوافق مع لقب ’’الحاجة’’, ويُرافق حجابها وجه مُتجهم للغاية وزاد من تجهمه دخولنا ,نحن السافرات أنا وابنتي , نحن الكافرات بدينها وبربها وبكل ما تؤمن به , مهما كانت أخلاقنا ومهما كانت أفكارنا فنحن مرفوضات من قِبلها ولا يهما دواخلنا طالما لا يوجد غطاء نحجب به رؤوسنا .
هذه الطبيبة وأمثالها الكثيرات صرنّ نسخة مستنسخة منها , الالتزام بالحجاب, الاعتناء بوضع لوحات تُمثّل آيات قرآنية كعنوان للصدق وللاستقامة , الجشع , الوجه المتجهم, انعدام الإحساس والشعور بالمرضى .
بعد الفحص والتشخيص كتبت لنا التحاليل والسونار والدواء وحددت لنا , وأكدت علينا بأن نعمل أشعة السونار والتحاليل بالمختبر والعيادة التي حددتها لنا لكونها لا تتعامل إلا مع هذه المختبرات , وكذلك الأدوية علينا أن نشتريها من الصيدلية التي تتعامل معها أيضا !! وأكدت على اسم الصيدلية .
الغريب هو أن يتمسك أمثال هؤلاء بالمال أكثر من غيرهم فيكون لهم المال غاية ومبتغاة , والوسيلة تبرر غاياتهم , عبيدا لغاية اسمها المادة رغم معرفتهم من أنها زائلة .



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين التحريم والتحليل
- لا غايات تُبرر بوسائل مغلوطة
- هل هي روح صديقتي أم هي الذكرى ؟
- للذين صفّقوا وهلهلوا للانتصارات أقول لهم
- قانون تعدد الزوجات ومحاولة العودة لسوق النخاسة والسمسرة بالن ...
- اليوم يوم للمرأة ودلال .. وغدا سيكون قهرها حلال
- ملخّص لرحلة حياة انسان عربي
- أنا لا اصلي صلاتكم
- حوار مع أحد المغيبين
- جرائم ترتكب بالخفية بحق الغالبية وأخص منهم النساء
- لا بدّ من زوجة أخرى
- جرائم تُرتكب بحق النساء
- ذات اصيل موحش
- كعادتنا كل عيد اضحى
- حكاية امرأة من بين ملايين النساء
- حوار مع احدى المحجبات عن الحجاب وأسبابه ونتائجه
- لحظات ما قبل الاحتضار
- رؤوسهم بلا عقول
- استحلفكم بالله
- هل هي جانية ام مجني عليها ؟


المزيد.....




- إيهود باراك: نتنياهو يكذب كما يتنفس.. وترامب لا يفهم شيئا في ...
- راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة والمسيحيون يعانون بسبب الاحت ...
- راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة والمسيحيون يعانون بسبب الاحت ...
- كنائس بروتستانتية تدعو الحكومة الهولندية للاعتراف بفلسطين
- بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.. قطر تحكم بالسجن خ ...
- أفغانستان بعد أربع سنوات من استيلاء حركة طالبان على السلطة
- 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال ...
- وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و ...
- -إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا ...
- فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - صيادلة أم مافيات دواء ,أطباء أم قصاصي رؤوس