أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بن ابراهيم - في الغزوات بين صلح الحديبية وفتح مكة : نحو اصلاح كرنولوجيا النسي الجاهلي (1)















المزيد.....



في الغزوات بين صلح الحديبية وفتح مكة : نحو اصلاح كرنولوجيا النسي الجاهلي (1)


محمد بن ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6728 - 2020 / 11 / 10 - 00:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


توقفنا في المقال السابق عند تحقيق غزوة أحد في السبت التاسع من شوال العدة على رأس 32 شهرا من الهجرة الفعلية، وتعقدت فيما بعدها متاهة النسي بحيث أضحى البحث عن نقطة ارتكاز كرنولوجي جديدة بعد الهجرة وأمر بني النضير وأحد، ضروريا لحصر ما بين معركة أحد وصلح الحديبية بعد ذلك بالقهقرى، سيما بعد أن تمكنا من تكميم قوله تعالى: "قريبا" الواردة في الآية 15 من سورة الحشر بسبعة أشهر بين أمر بني قينقاع على رأس 20 شهرا، وأمر بني النضير على رأس 27 شهرا من الهجرة الفعلية، وتأكد لنا من التبصر في القرءان، ومن استقراء المادة المصدرية أن صلح الحديبية جدير باعتباره نقطة ارتكاز كرنولوجي جديدة في سبيل اصلاح فساد كرنولوجيا ضلالة النسي الجاهلي، وبما دلنا على ضرورة تحقيق قفزة زمنية تؤدي دور الحصر والمنخال في آن واحد فتغربل ما قبلها وما بعدها، ولم يسعفنا الحذر المنهجي في متابعة أئمة المغازي وفق عمليات طرح رؤوس الشهور، فالروايات التالية لغزوة أحد متضاربة وأعتى من ما قبلها، سيما وأن الفارق الزمني بين توطينهم لأحد في شوال النسي وتوطيننا والجمهور لغزوة أحد قد وصل إلى ثمانية أشهر ولا يمكن التأسيس على روايات بدر الموعد التي لم يتحصل لنا منها شيء يذكر أمام اختلافهم في الموعد المضروب بين شهرين ورأس الحول إلى الحول والعام واستحالة التحديد الآلي للشهر-"بناء على "قابل/ المقبل"- الذي كانت فيه في ظل حتمية الاختلاف على الموعد لاختلاف العدتين، فلو تواعدوا لاختلفوا في الميعاد، وقد وجهتنا الآية إلى ما نحن بصدده الآن حتى يتسنى لنا تجريب كل الاحتمالات والخيارات المتاحة.

1. صلح الحديبية: شوال النسي/ ذو الحجة العدة.

ذهب ابن اسحاق إلى تأريخ صلح الحديبية بذي القعدة النسي من الطور 18 على رأس 67 شهرا (+2 = 69 ) من (تأريخه الفاسد للهجرة)، المواطئ لشهر صفر العدة من السنة السادسة للتأريخ العمري، على رأس 60 شهرا من الهجرة الفعلية، الموافق: يونيو ويوليوز 627. وقال الواقدي: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِهِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ. وهو: ذو القعدة النسي نفسه الذي أرخ به ابن اسحاق -غير الذي يؤرخ به الجمهور- لصلح الحديبية في السنة السادسة للتأريخ العمري، على رأس 69 شهرا من الهجرة الفعلية، وإن كان التأريخ السائد حاليا قريبا من التأريخ الصحيح بمجرد صدفة كلندارية لمتابعتهم ابن اسحاق والواقدي في اسم الشهر والسنة على أنها للعدة وللتأريخ العمري، والواقع الذي لا يرتفع أنهما أرخا بسنة ست من توطين الهجرة في ربيع الأول النسي المواطئ لشعبان العدة، الموافق: مارس 622 م.غ، قبل محرم التأريخ العمري، وقبل الهجرة الفعلية.
ورد عند الواقدي في متن الروايةَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رَأَى فِي النّوْمِ أَنّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ، وَحَلّقَ رَأْسَهُ، وَأَخَذَ مِفْتَاحَ الْبَيْتِ، وَعَرّفَ مَعَ الْمُعَرّفِينَ، فَاسْتَنْفَرَ أَصْحَابَهُ إلَى الْعُمْرَةِ، فَأَسْرَعُوا وَتَهَيّئُوا لِلْخُرُوجِ... إلى أن قال على لسان رواته: وقدم "بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ الْكَعْبِيّ فِي لَيَالٍ بَقِيَتْ مِنْ شَوّالٍ سَنَةَ سِتّ" على الرسول وهو في المدينة قبيل خروجه معتمرا. وحاصل ذلك أن الرسول إن كان خرج فعلا لهلال ذي القعدة فان وصوله إلى مكة قد كان بعد ليال عشر في المتوسط الى ثنتي عشرة ليلة، وحيث أن الرسول - بصرف النظر عن منهج المحدثين- رأى في رءياه أنه عرف مع المعرفين، فإن خروجه لهلال ذي القعدة مخالف لرءياه ومفارق للمسافة بين مكة والمدينة، والتي لا تقل بأي حال من الأحوال عن عشرة ليال إلا لمن وصل الليل بالنهار وجد في السير، فكيف يتسق هذا مع ما رءاه من أنه عرف مع المعرفين؟ بل كيف يكون ذلك كله في ذي القعدة والرسول قد أقر قريشا على فرض الحج في ذي الحجة بعد الغاء النسي؟ ثم كيف تكون العمرة أو الحج أيا كان في شهر ذي القعدة العدة على ما يرون وقريش المعتدة بالنسي هي المتحكمة في تحديد الأشهر الحرم ومواسم المنسكين؟ وكيف يخرج المسلمون إلى مكة لأداء منسك في شهر ذي القعدة لو كان حقا شهر عدة وقريش على ضلالة النسي؟ وفوق هذا وذاك كيف خرج الرسول لأداء منسك إن لم يكن الشهر الذي أداه فيه شهرا حراما وفق العدة المستقيمة؟
الخلاصة من هذا كله أن قول الواقدي: خرج الرسول يوم الاثنين لهلال ذي القعدة الذي أرخ به وابن اسحاق للصلح قول لا محل له، وخالفه البغدادي بيوم الخميس ؟ ولا يمكن بأي حال متابعتهما في الشهر، فضلا عن التأريخ ، إذ تاها في متاهة النسي الجاهلي وخطأ توطين الهجرة في ربيع الأول النسي، وأشكل عليهما التأريخ بشهور الضلالة على أنها شهور عدة مستقيمة فأثبتا المحرم مطلقا. وفي المصنف (- ابن أبي شيبة الكوفي –ج 8- الصفحة 505 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال: "خرج رسول الله (ص) إلى الحديبية، وكانت الحديبية في شوال" وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا إسماعيل بن الخليل عن علي بن مسهر أخبرني هشام بن عروة عن أبيه قال: خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية في رمضان، وكانت الحديبية في شوال، وهذا غريب جدا عن عروة. (عمدة القاري - العيني - ج 14 - الصفحة 6).
الحاصل من هذه الروايات المتضاربة أن الفقهاء والشيوخ استبعدوا الروايات المعزوة إلى الفاعلين الأساسيين لصالح ما استقر عند أئمة المغازي والسير، فتابعوا ابن اسحاق والواقدي على فساد تواريخهم دون نظر، وكأنها وحي نزل، بل وأقحموا على روايات بعض الفاعلين المعاصرين للأحداث شهر ذي القعدة كما في حديث أنس: حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، أَنَّ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَخْبَرَهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ إِلَّا الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ : عُمْرَةً مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ ، أَوْ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَعُمْرَةً مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَعُمْرَةً مِنْ جِعْرَانَةَ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَنَسًا ، كَمْ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : حَجَّةً وَاحِدَةً وَاعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ هَدَّابٍ.( صحيح مسلم كِتَابُ الْحَجِّ بَابُ بَيَانِ عَدَدِ عُمَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَمَانِهِنَّ حديث رقم 2284 / موقع جامع السنة وشروحها). وعند الدراقطني: (خرج معتمرا في رمضان/ عمرة القضية). وقال المحب: فلعلها التي فعلها في شوال وكان ابتداؤها في رمضان. وروى أبو بكر بن أبي داود في (فوائده) من حديث ابن عمر: (أن النبي، صلى الله عليه وسلم، اعتمر قبل حجته عمرتين أو ثلاثا، إحدى عمره في رمضان)، ولعله أراد ابتداء إحرامه بها، وتسمى عمرة القضاء (عمدة القاري - العيني - ج ١٠ - الصفحة ١١٢)، وقد أعمتهم التعلات والتمحلات عن خوض غمار الأمر وتحقيقه فجمعوا بينما لا يجمع، واستكانوا للجاهز الذي أجمع عليه ائمه المغازي، وحيث أن الحرمات قصاص بنص القرءان فإن الأمر لا يحتاج إلى كثير عناء فمتى عرفنا أيان شهر الحديبية عرفنا أيان شهر عمرة القضية، ونستفيد مما جمعوه أمرين: أن اختلاف الشهور المذكورة منصرف إلى أن بعضها شهور عدة، وبعضها الآخر شهور ضلالة النسي، والأمر الثاني: أن الطور الذي كان فيه صلح الحديبية، وكذلك الطور الذي كانت فيه عمرة القضية يجب أن تتواطأ فيه الشهور المذكورة. (رمضان/ شوال/ ذو القعدة ) ويتحقق ذلك وفق التحقيق الكلنداري والكرنولوجي فقط في الطورين 19 و20 من دورة النسي، وعليه يكون صلح الحديبية في الطور 19 حيث يواطئ شهر ذي القعدة العدة رمضان النسي، ويواطئ شهر ذي الحجة العدة المستقيمة شهر شوال النسي، وهو الذي انعقد فيه على التحقيق صلح الحديبية، وحيث أن الرسول رأى في رءياه أنه عرف مع المعرفين فان الصلح لم ينعقد إلا بعد استنفاد الرسول لجميع فرص دخوله مكة لتحقيق رءياه في ذلكم العام ليعرف مع المعرفين، وبناء على ذلك كله نقول أن:
صلح الحديبية قد انعقد يوم الاربعاء العاشر من ذي الحجة العدة المستقيمة، من السنة السادسة للتأريخ العمري، على رأس 70 شهرا من الهجرة الفعلية للرسول، المواطئ بشوال النسي من الطور 19 على رأس 77 شهرا (+ 3 = 80 ) من التأريخ الفاسد للهجرة عند كل من ابن اسحاق والواقدي. الموافق 23 أبريل 628 م.غ. وخرج الرسول في شهر رمضان النسي من الطور 19 المواطئ لذي القعدة العدة من السنة السادسة للتأريخ العمري على رأس 69 شهرا من الهجرة الفعلية، وبين محل تحقيقنا لصلح الحديبية ومحل توطينهما له 10 أشهر، وبين توطيني وتوطين الجمهور متابعة منهم لأئمة المغازي في اسم الشهر والسنة شهر واحد. وفي محرم العدة على رأس 71 شهرا التالي لذي الحجة العدة وطن ابن اسحاق والواقدي عمرة القضية.
الحق أنني سبق وحققت هذا الصلح قرآنيا من خلال الاشتغال على مفهوم بضع سنين الوارد في سورة الروم قبل أن أحققها حاليا روائيا وكرنولوحيا وكلنداريا، فتبين بذلك صحة الروايات التي استغربوها، وموافقتها لما نزعم أن القرءان طواه من أمر بضع سنين في سورة الروم، فيكون بينها وبين فتح مكة يوم الأربعاء 13 رمضان العدة المواطئ لشعبان النسي 622 يوما عددتها كلنداريا ليلة ليلة. ( الذين يجعلون الفتح في الجمعة أرخوه برمضان النسي، وكلا اليومين مذكورين لكن تم قلبهما فجعلوا يوم الخروج يوما للفتح) والعدد المذكور هو مفهوم القرءان لبضع سنين في سورتي يوسف والروم بحسب ما استنبطناه منه، وبشكل آلي تكون عمرة القضية على هذا التحقيق في العام القابل: في ذي الحجة العدة المستقيمة من السنة السابعة للتأريخ العمري، على رأس 82 شهرا من الهجرة الفعلية للرسول، المواطئ بشوال النسي من الطور 20 على رأس 89 شهرا (+ 3= 92 ) من التأريخ الفاسد للهجرة. الموافق: السبت 11 أبريل 629 م.غ، وهو شوال النسي الذي أرخا به غزوة حنين. أما التأريخ الذي أرخا به عمرة القضية فهو: ذو القعدة النسي من الطور 19 على رأس 78 شهرا (+3 =81) من تأريخهما الفاسد للهجرة، المواطئ لشهر محرم العدة من السنة السابعة، على رأس 71 شهرا من الهجرة الفعلية، الموافق: ماي ويونيو 628. أي مباشرة بعد صلح الحديبية على التحقيق. وبين توطينهما وتوطيننا لعمرة القضية 11 شهرا، والطور 20 طور اثبات للمحرم، وبيني وبين الجمهور شهر واحد فهم يؤرخون لها بذي القعدة العدة قبل ذي الحجة العدة الذي كانت فيه على التحقيق. اما الخميس والاثنين الذي ذكر فلا محل له كفاتح لأي من القعدتين؛ والاثنين هو الفاتح لذي الحجة العدة الذي أرخنا به صلح الحديبية.

2. فتح خيبر وتكميم قريبا الدنيوية:

• تحقيق شهر الخروج إلى خيبر بإصلاح كرنولوجيا النسي الجاهلي وخطأ توطين الهجرة:

أرخ ابن اسحاق لغزوة خيبر بعد الحديبة، في شهر المحرم من ما أسماه السنة السابعة، وقال: ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين رجع من الحديبية، ذا الحجة وبعض المحرم، وولى تلك الحجة المشركون، ثم خرج في بقية المحرم إلى خيبر.
قوله: أقام حين رجع من الحديبية، ذا الحجة هو: ذو الحجة النسي من الطور 18 على رأس 68 شهرا (+ 2 = 70) من تأريخه الفاسد للهجرة، المواطئ لشهر ربيع الأول العدة من السنة السادسة على رأس 61 شهرا من الهجرة الفعلية، الموافق : يوليوز وغشت 627، وقوله وولى تلك الحجة المشركون ، شاهد على تأريخه بشهور ضلالة النسي.
قوله وبعض المحرم = قول لا محل له في الطور 19 من أطوار النسي، كونه طور حل وترك للمحرم، فهو صفر النسي مستهل الطور 19 على رأس 69 شهرا (+ 3 = 72) من تأريخه الفاسد للهجرة ، المواطئ لشهر ربيع الثاني العدة من السنة السادسة للتأريخ العمري على رأس 62 شهرا من الهجرة الفعلية، الموافق : غشت وشتنبر 627. وقوله في السنة السابعة، هو بتأريخه الفاسد للهجرة. قال ابن إسحاق: ، فأقام يحاصرها بضع عشرة ليلة إلى أن فتحها في صفر. وروى ابن سعد، وابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: خرجنا إلى خيبر لثمان عشرة من رمضان، الحديث. ( تنبيهات الصالحي الشامي ) وفيها أيضا أنهم اختلفوا في مدة الحصار ما بين بضع عشرة ليلة الى أربعين ليلة ووصولا إلى ستة أشهر.
وقال البغدادي في المحبر ثم سنة سبع ، فيها خرج صلّى الله عليه وسلّم في المحرم إلى خيـبـر ، فحاصرهم بضعة عشر يومًا وارتحل منها إلى قرى عربية فلم يلق كيدًا ، وانصرف مستهل شهر ربيع الآخر.
أمأ الواقدي فلم يصدر ترجمته للغزوة بالتأريخ على عادته، وروى عن رواته: قَالُوا: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْحَجّةِ تَمَامَ سَنَةَ سِتّ ، فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ بَقِيّةَ ذِي الْحَجّةِ وَالْمُحَرّمِ، وَخَرَجَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ- وَيُقَالُ خَرَجَ لِهِلَالِ رَبِيعٍ الْأَوّلِ- إلَى خَيْبَرَ. ويجب التنبيه هنا إلى أن توطينه الفعلي للغزوة في سنة سبع، هو بتأريخ الهجرة من ربيع الأول النسي، فالتحقيق الكلنداري والكرنولوجي يثبت أنهما أرخا لخيبر بصفر النسي مستهل الطور 19 ، وحيث أن صلح الحديبية كان عندنا في ذي الحجة العدة المستقيمة، فانه بناء على كل ذلك نقول أن الرسول خرج لحصار خيبر وفق التحقيق في:
شهر ربيع الأول العدة من السنة السابعة للتأريخ العمري، على رأس 73 شهرا من الهجرة الفعلية للرسول، المواطئ لشهر محرم النسي من الطور 20 على رأس 80 شهرا (+ 3 = 83) من التوطين الفاسد للهجرة. الموافق شهر يوليوز وبداية شهر غشت 628 م. غ، وفي روايات الغزوة عند الواقدي ما يؤكد ذلك:
"وَكَانَ مَحْمُودُ بْنُ مَسْلَمَةَ يُقَاتِلُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمئِذٍ، وَكَانَ يَوْمًا صَائِفًا شَدِيدَ الْحَرّ، وَهُوَ أَوّلُ يَوْمٍ قَاتَلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ النّطَاةِ وَبِهَا بَدَأَ، فَلَمّا اشْتَدّ الْحَرّ عَلَى مَحْمُودٍ وَعَلَيْهِ أَدَاتُهُ كَامِلَةً جَلَسَ تَحْت حِصْنِ نَاعِم يَبْتَغِي فَيْئَهُ، وَهُوَ أَوّلُ حِصْنٍ بَدَأَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يَظُنّ مَحْمُودٌ أَنّ فِيهِ أَحَدًا مِنْ الْمُقَاتِلَةِ. إنّمَا ظَنّ أَنّ فِيهِ أَثَاثًا وَمَتَاعًا- وَنَاعِمٌ يَهُودِيّ، وَلَهُ حُصُونٌ ذَوَاتُ عَدَدٍ فَكَانَ هَذَا مِنْهَا- فَدَلّى عَلَيْهِ مَرْحَبٌ رَحًى فَأَصَابَ رَأْسَهُ".
"وَكَانَ أَبُو رُهْمٍ الْغِفَارِيّ يُحَدّثُ قَالَ: أَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ، وَنَزَلْنَا خَيْبَرَ زَمَانَ الْبَلَحِ، وَهِيَ أَرْضٌ وَخِيمَةٌ حَارّةٌ شَدِيدٌ حُرّهَا. فَبَيْنَا نَحْنُ مُحَاصِرُونَ حِصْنَ الصّعْبِ بْنِ مُعَاذٍ فَخَرَجَ عِشْرُونَ حِمَارًا مِنْهُ أَوْ ثَلَاثُونَ، فَلَمْ يَقْدِرْ الْيَهُودُ عَلَى إدْخَالِهَا، وَكَانَ حِصْنُهُمْ له منعة، فأخذها المسلمون فانتحروها". ولا عبرة بعدم انضباط أزمان العرب للتقسيم الحالي للفصول طالما أن الرواية الأولى قد صرحت بالحر الشديد وأكدت الثانية أن زمن الخروج إلى خيبر كان في زمان البلح، والبلح في لسان العرب: بلح: البلح: الخلال، وهو حمل النخل ما دام أخضر صغارا كحصرم العنب، واحدته بلحة. الأصمعي: البلح هو السياب. وقد أبلحت النخلة إذا صار ما عليها بلحا. وفي حديث ابن الزبير: ارجعوا، فقد طاب البلح، ابن الأثير: هو أول ما يرطب البسر، والبلح قبل البسر لأن أول التمر طلع ثم خلال ثم بلح ثم بسر ثم رطب ثم تمر.( لسان العرب - ابن منظور - ج 2 - الصفحة 414) وهذه الحيثية مفصلية في تأكيد خروج الرسول إلى خيبر بعد صلح الحديبية في شهر يوليوز 628 م.غ. الموافق لربيع الأول العدة من السنة السابعة للتأريخ العمري على رأس 73 شهر من الهجرة الفعلية، لمحاصرتهم في حصونهم المنيعة.

• تأريخ الخروج الى خيبر من شهر ربيع الأول:
• الروايات والحيثياث:
بقية المحرم (السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج 3 – الصفحة 791 ).
خرج في صفر، ويقال لهلال ربيع الاول ( مغازي الواقدي/ غزوة خيبر)
قال الحافظ: نقل الحاكم عن الواقدي، وكذا ذكره ابن سعد أنها كانت في جمادى الأولى. وروى ابن سعد، وابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: خرجنا إلى خيبر لثمان عشرة من رمضان (سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج 5 – الصفحة 153 / الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج 2 – الصفحة 106).
"ويوم فتح خيبر وهو الرابع والعشرون من رجب". (بحار الأنوار - المجلسي - ج 97 – الصفحة 168) وروى الشيخ في المصباح عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:...ويوم فتح خيبر على يديه وهو السابع والعشرون من رجب (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 97 – الصفحة 383).
فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقِ خَيْبَرَ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ إذْ أَبْصَرَ بِرَجُلٍ يَسِيرُ أَمَامَهُ، عَلَيْهِ شَيْءٌ يَبْرُقُ فِي الْقَمَرِ كَأَنّهُ فِي الشّمْسِ وَعَلَيْهِ بَيْضَةٌ. ( المغازي/ غزوة خيبر).
فَلَمّا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَاحَتِهِمْ لَمْ يَتَحَرّكُوا تِلْكَ اللّيْلَةَ، وَلَمْ يَصِحْ لَهُمْ دِيكٌ حَتّى طَلَعَتْ الشّمْسُ ( المغازي/ غزوة خيبر)
فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَيْهِمْ، فَعَمّى اللهُ عَلَيْهِمْ مَخْرَجَهُ إلّا بِالظّنّ حَتّى نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَاحَاتِهِمْ لَيْلًا. ... فَلَمّا صَبّحَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَايَنُوهُ أَيْقَنُوا بِالْهَلَكَةِ (المغازي/ غزوة خيبر).
والظاهر من قول ابن اسحاق بقية المحرم، ومن الروايات الواردة عن ليلة مقمرة أن الرسول خرج إليهم في حدود ليلة الجمعة السبت 15 ربيع الأول العدة المستقيمة، المواطئ لمحرم النسي من الطور20، الموافق 26 يوليوز 628 م.غ. فصبح خيبر الثلاثاء لثمان عشرة ليلة خلت منه، الموافق 19 آب العبري 4388 عبرية.

• مدة الحصار وتأريخ فتح خيبر.
الظاهر من استقراء الروايات وتشعب الأحداث، أن الحصار قد دام أكثر من بضع عشرة ليلة، وأنه امتد لشهور، فالبغدادي أرخها بمحرم النسي، وأرخ لانصراف الرسول منها بمستهل شهر ربيع الآخر، كما أن ابن اسحاق أرخ لخروج الرسول ببعض المحرم النسي/ ربيع الأول العدة، وأرخ فتحها بشهر صفر النسي، وعلى هذا وغيره فإننا نرجح أن الحصار قد طال لشهور، سيما وأن الحصون كانت ثلاثة مجاميع وفي كل واحد منها ثلاثة حصون أو أكثر، والروايات تفيد بأن المسلمين قد وجدوا بعد فتح حصونهم من الطعام والعتاد وآلات الحرب ما علموا أنهم كانوا يظنون أن الحصار يكون دهراً.
الحيثيات والتفاصيل المتشعبة لا تستقيم مع أربع عشرة ليلة؟ فالطور 19 الذي أرخ فيه ابن اسحاق للغزوة، أثبت فيه المحرم، وهو طور حل وترك، وقال بعد الغزوة: فأقام رسول الله بالمدينة شهري ربيع وجماديين ورجبا وشعبان وشهر رمضان، وبث فيما بين ذلك السرايا، وهذه شهور نسي من الطور 19، ما يفيد أن الغزوة انتهت عنده في نهاية صفر النسي ومستهل ربيع الأول النسي، وذكروا عن الواقدي رجوع الرسول منها لغرة شهر ربيع الأول، فيما أرخ ابن سعد للغزوة في جمادى الأولى، وذهبت الروايات الشيعية إلى أن فتح خيبر كان في شهر رجب، وأقرب ما عند السنة وعلى منهجهم في هذا الباب ما روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بخيبر ستة أشهر يصلي الظهر والعصر جمعا ويصلي المغرب والعشاء جمعا.(رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر الجدي قال الذهبي: منكر الحديث)، وعند الواقدي حَدّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عن الحارث بن عبد الله بن كعب، عَنْ أُمّ عُمَارَةَ قَالَتْ: لَقَدْ وَجَدْنَا فِي حِصْنِ الصّعْبِ بْنِ مُعَاذٍ مِنْ الطّعَامِ مَا كُنْت أَظُنّ أَنّهُ لَا يَكُونُ بِخَيْبَرَ، جَعَلَ الْمُسْلِمُونَ يَأْكُلُونَ مَقَامَهُمْ شَهْرًا وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْحِصْنِ، فَيَعْلِفُونَ دَوَابّهُمْ، مَا يَمْنَعُ أَحَدُهُمْ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ خُمُسٌ، وَأُخْرِجُ مِنْ الّبُزُوزِ شَيْءٌ كَثِيرٌ يُبَاعُ فِي الْمَقْسَمِ، وَوُجِدَ فِيهِ خَرْزٌ مِنْ خَرْزِ الْيَهُودِ..."، وهذه رواية تفيد أنهم أقاموا بعد فتح هذا الحصن شهرا وأكثر، ولنا ان نتخيل كم استغرق فتح باقي الحصون قبله والتي بعده. ولنا ان نتسأل كذلك عن سر مخالفة ابن سعد لشيخه الواقدي في تأريخه للغزوة بجمادى الأولى بعد صفر، الذي أرخ به شيخه لخيبر إن لم يكن ما دفعه إلى ذلك دفعا هو تعليق شيخه لتأريخ الأحداث من صفر الذي أرخ به للغزوة إلى غاية شعبان، حيث استأنف التأريخ للأحداث بسرية عمر بن الخطاب إلى تربة في شعبان سنة سبع بتأريخه الفاسد للهجرة، وبين صفر وشعبان ما يزيد عن خمسة أشهر، ما يعني أنه خصص عمليا كل تلك المدة لخيبر وتشعباتها، وحتى نكون أكثر دقة في ضبط هذ الأمر نذكر أن الشهور التي أرخت بها غزوة خيبر في المصادر هي: المحرم، صفر، ربيع الأول، جمادى الأولى، رجب، رمضان، فتلك ستة أشهر اختار منها كل واحد منهم شهرا يناسبه فأرخ به للغزوة. أما ابن اسحاق وإن ذكر أن الرسول أقام بالمدينة بعد عودته من خيبر يبعث سرياه فقد علق التأريخ من محرمه لخيبر إلى غاية عمرة القضاء المؤرخة عنده بذي القعدة النسي من الطور 19 على رأس 78 شهرا (+3 =81) من تأريخه للهجرة، المواطئ لشهر المحرم من السنة السابعة للتأريخ العمري، على رأس 71 شهرا من الهجرة الفعلية، الموافق: ماي ويونيو 628. أي أنه وطن عمرة القضاء في الطور الذي كان فيه على التحقيق صلح الحديبية وغزوة خيبر؟ فكان ما بين تأريخه لعزوة خيبر في محرمه إلى غاية استئنافه للأحداث بعمرة القضية تسعة أشهر كاملة، وهذه الفواصل الزمنية الطويلة تقتضي أن حصار خيبر وما أعقبه من أحداث متصلة به، قد امتد لشهور وليس لأيام كما يزعمون. وقد قمت بإجراء عملية احصائية سريعة واعتباطية لما ورد عند الواقدي من أيام وأزمنة فتحصل منها 70 يوما، دون تقدير الأزمنة الضمنية، وكل ذلك يؤكد أن الحصار طال وأن اقامة الرسول بخيبر قد قاربت ستة أشهر كما روي عن ابن عباس.
وإذا كان القرءان قد بين لنا من خلال سورة الحشر ومن خلال اشتغالنا على اصلاح كرنولوجيا الغزوات بين بدر وأحد أن دلالة قوله تعالى: "قريبا" (وهو تعبير دنيوي لا علاقة له بما ورد في سياق الساعة والقيامة) الوارد في الآية 15 من سورة الحشر، هي سبعة أشهر أي المدة الفاصلة بين أمر بني قينقاع على رأس 20 شهرا وأمر بني النضير على رأس 27 شهرا، وحيث أن القرءان ذكر في سورة الفتح التي نزلت في طريق الرجوع من الحديبية: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (18-19). وفيها أيضا قوله تعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا.
وحيث :أن القرءان لا يتناقض وإن كان يأتي بمحارات العقول.
وحيث: أن الدلالة الكمية للفاصل الزمني الوارد في قوله تعالى "قريبا" بسورة الحشر تمثل سبعة أشهر بينية
وحيث: أن سورة الفتح بشر الله فيها الرسول والمسلمين بخيبر بنفس التعبير: قريبا.
وحيث: أن صلح الحديبية الذي نزلت فيه سورة الفتح كان على التحقيق القرءاني والكلنداري والكرنولوجي والروائي في شهر ذي الحجة العدة على رأس 70 شهرا من الهجرة الفعلية.
وحيث أن: الروايات تضاربت في تاريخها بين ستة شهور مختلفة (المحرم. صفر. ربيع الاول. جمادى الاولى. رجب. رمضان).
وحيث أن: الروايات اختلفت في تحديد مدة الحصار اختلافا كبيرا.
وحيث أن: ابن اسحاق علق التأريخ للأحداث من محرمه لخيبر إلى غاية عمرة القضية في ذي القعدة النسي.
وحيث أن: الواقدي علق التأريخ للأحداث من صفره لخيبر إلى غاية شعبان.
وحيث أن: رواية ابن عباس عن اقامة الرسول بخيبر لا تحدد مدة الحصار بقدر ما تحدد مدة الاقامة.
وحيث أن: الروايات الشيعية تؤرخ لفتح خيبر ب 24 رجب.
وحيث أن ابن سعد أرخ للغزوة بقوله: ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر في جمادي الأولى سنة سبع.
وحيث أن هناك رواية أخرى تذكر خروج الرسول في رمضان إلى خيبر.
فأنه بناء على ذلك كله نقول:
أن: الرسول خرج إلى خيبر في زمان الحر والبلح، في ليلة مقمرة، 15 ربيع الأول العدة من السنة السابعة للتأريخ العمري على رأس 73 شهرا من الهجرة الفعلية، فصبحهم بعد ثلاث، في حدود يوم الثلاثاء 19 ربيع الأول العدة، لثمان عشرة ليلة خلت منه، الموافق 29 يوليوز 628 م .غ. بعد ثلاثة أشهر من نزول سورة الفتح.
أن: الرسول أقام يحاصرهم من يومه إلى أن فتح الله عليه خيبر بكاملها يوم السبت 24 رجب العدة من السنة السابعة للهجرة على رأس 77 شهرا من الهجرة الفعلية، المواطئ لجمادى الأولى النسي من الطور 20 على رأس 84 شهرا (+ 3 = 87) من التأريخ الفاسد للهجرة، الموافق: 29 نونبر 628 م. غ. وبالتأريخ العبري فإن ذلك كان موافقا ل 24 كسليف 4389 عبرية: ذكرى اعادة تدشين الهيكل الثاني أيام الحموشيين، وكان الفتح على التحقيق القرءاني والروائي بعد سبعة أشهر من نزول سورة الفتح، وطال الحصار وما اتصل به من حروب وتفاصيل من 18 ربيع الأول إلى 24 رجب لمدة 120 يوما (أربعة أشهر).
أن: الرسول أقام بعد فتح خيبر لقسمة الغنائم وكتابة العهود وترتيب الأوضاع الأمنية والاجتماعية في خيبر وفدك وما اتصل بها من 24 رجب العدة المذكور إلى حين عودته إلى المدينة في حدود 18 رمضان العدة من السنة السابعة للتأريخ العمري، على رأس 79 شهرا من الهجرة الفعلية، المواطئ برجب النسي من الطور 20 على رأس 86 شهرا (+ 3 = 89) من التأريخ الفاسد للهجرة، وكانت إقامة الرسول بخيبر وما اتصل بها من أعمال على ذلك من 18 ربيع الأول العدة إلى 18 رمضان العدة، ستة أشهر كما روي عن ابن عباس، وإنه لمن السهولة بمكان الاطاحة بجميع الروايات أو الأقوال التي تجعل مدة الحصار والإقامة أقل من ذلك على ضوء الروايات النزقة التي أوردوها في شأن زواج الرسول من السيدة صفية وقد أعرس بها من عرس قبيل قدوم الرسول إلى خيبر بأيام، لمخالفتها صريح النص القرءان. والاحتجاج بسبي اوطاس احتجاج بحديث خرافة واهية، وليست على منهج القوم في الاحتجاج بشرط الصحيح وإن صححه من صححه، وهو في أقصى درجات التنزل احتجاج باللاحق على السابق، ثم إن الرسول على ما تزعم الروايات تزوجها ولم تكن عنده سرية ومتى ما كان ذلك لزمتها العدة الكاملة، وجميع تبريرات القوم بخصوص هذه المسألة تمحلات فارغة، وأينما تمحلوا فاعلم أن في القضية ما فيها، وفي جميع الأحوال فإنها تبقى مجرد روايات أحاد ينفيها القرءان نفيا قاطعا. ومن العجب العجاب أني لا أعلم للسيدة صفية حديثا واحدا مخرجا فيما يسمونه الصحيح، ولعل ذلك من جهلي.
أنظر الاعوام 59 و60 و61 في الكلندار النبوي على الرابط أسفله
https://drive.google.com/drive/folders/18Rfe2SwMAd60Gwch0r5p1falHvGVh37c?usp=sharing



#محمد_بن_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الغزوات بين بدر وأحد: نحو اصلاح كرنولوجيا ضلالة النسي الج ...
- كفى كذبا... الرسول لم يولد في شهر ربيع الأول.
- السيرة النبوية : ابن اسحاق أرخ لعشرية الرسول بالمدينة بشهور ...
- معركة بدر في فصل الصيف: : ابن اسحاق أرخ الهجرة في ربيع النسي ...
- معركة بدر في فصل الصيف: الجمعة 17 صفر العدة / رمضان النسي. ( ...
- غزوة السويق لم تكن في شهر ذي الحجة ؟
- اوهام النسأة الجدد : في النسيء القرآني والنسيء التقويمي (3)
- اوهام النسأة الجدد : في النسيء القرآني والنسيء التقويمي (2)
- اوهام النسأة الجدد : في النسيء القرآني والنسيء التقويمي (1)
- النبي داوود وقضية النعاج وجهة نظر أخرى
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (6)
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (5)
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (4)
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (3)
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (2)
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (1)
- محاولة في الكرنولوجية النبوية الشريفة
- عمر النبي نوح المضاعف بين الألف سنة وال 1000 سنة
- الحجة في القرءان وحدة للقياس بمدين
- وحدات قياس الأجل في القرءان: الحول نموذجا


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بن ابراهيم - في الغزوات بين صلح الحديبية وفتح مكة : نحو اصلاح كرنولوجيا النسي الجاهلي (1)