أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - ماكرون وخطاب الكراهية والعنصرية














المزيد.....

ماكرون وخطاب الكراهية والعنصرية


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 9 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجمعة 16 من أكتوبر الجارى طالعتنا وكالات الأنباء العالمية بتفاصيل الجريمة البشعة التى جرت فى
ضاحية "كونفلان سانت-أونورين" غربي باريس، حيث قتل مدرس التاريخ "صامويل باتى" على يد أحد تلاميذه، وهو لاجئ روسى متطرف من أصل شيشانى، بذريعة أنه عرض على التلاميذ رسوماً كاريكاتيرية تسخر من الرسول عليه الصلاة والسلام. مساء الأربعاء 21 أكتوبر الجارى، أقامت السلطات الفرنسية في جامعة السوربون العريقة بباريس تكريما وطنيا رسميا للمدرس بحضور أعضاء الحكومة وعدد من الشخصيات الفرنسية والأجنبية، وألقى الرئيس إيمانويل ماكرون بالمناسبة كلمة أشاد فيها بشجاعة المدرس، قائلا إنه قتل "لأنه كان يجسّد الجمهورية" وإنه "بات اليوم وجه الجمهورية". وأكد ماكرون "أن فرنسا لن تتخلى "عن نشر الرسومات الساخرة" ولن ترضخ للتهديدات، وأن باتي راح ضحية للإرهاب، رغم أنه لم يكن عدواً بالنسبة للإرهابيين، ولم يكن عدوا للديانة التي يستخدمونها لتدبير وتنفيذ جرائمهم"، ذلك حسبما جاء فى التغطية الإعلامية لـ "فرانس 24" وهو موجود على الإنترنت صوت وصورة وتقرير مكتوب بعنوان: "ماكرون في حفل تأبين بجامعة السوربون للمدرس الفرنسي: صامويل باتي قُتل "لأنه كان يجسّد الجمهورية". ونشرته معظم الوكالات العالمية، وبعدها قامت الدنيا ولم تقعد. فبين متهم لماكرون بنشر خطاب الكراهية والتعصب، والاعتداء على الاسلام لكسب أصوات اليمين المتطرف فى انتخاباته القادمة، وبين قائل إنه ماسونى عنصرى جاء من متحف الاستعمار القديم،
وبين من دعا لمقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية، وبين مظاهرات حاشدة فى العالمين العربى والإسلامى، وفى أوروبا أيضاً، وبين من أدانه من المثقفين الفرنسيين بخطاب الكراهية وتهديد السلم الاجتماعى الفرنسى، وبين من راح يدافع عنه بأنه لا يقصد الإسلام كدين، وإنما يقصد الإسلام السياسى وتنظيماته التى لا تخلوا من تطرف وإرهاب وسياسة وانتهازية، وبين من ردوا عليهم بأن كلماته كانت واضحة ضد الإسلام حين قال لم يكن باتى عدواً للإرهابيين ولا للديانة التى يستخدمونها لتدبير وتنفيذ جرائمهم، وأكدوا على ما سبق أن قاله فى خطاب له الجمعة 2 أكتوبر: «إن الإسلام دين يعيش في أزمة في كل مكان من العالم»، وإن على فرنسا «التصدي للانعزالية الإسلامية»، التي تسعى إلى «إقامة نظام موازٍ» وإلى «إنكار الجمهورية».
ولقد ذهب البعض من مثقفينا ليعطى لماكرون مخرجاً بأن معركة الحداثة والتنوير فى فرنسا كان عمادها فصل الدين عن الدولة بتأصيل سيادة العلمانية وحرية التعبير والرأى، لكنهم لم يذكروا أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أصدرت فى 25 أكتوبر 2018 حكماً تاريخياً بعدم اعتبار الإساءة للنبى، محمد صلى الله عليه وسلم، نوعا من حرية الرأى، وأن إهانة النبى تؤدى بالضرورة لتعميم الهجمات على كل المسلمين، ويعمل على زيادة أجواء عدم التسامح الدينى. لعل تصريحات ماكرون هى من شجعت باتى وتسببت بالتالى فى مقتله على يد الإرهابى الغبى، وتسببت أيضاً بطعن سيدتين مسلمتين، ووقائع أخرى لحرق القرآن والاعتداء على المحجبات، وتهديد المسلمين وإرهابهم التضييق عليهم.
ولايفوتنا هنا أن نستنكر الجريمة الإرهابية البشعة، ولا نجد لها مبرراً، كما لا يمكننا أن نبرئ كثيرين ممن أججوا النيران، إذ كانت فرصة تلقفها أردوغان للنيل من ماكرون غريمه التقليدى فى ليبيا وسوريا والعراق ومالى والبلقان بأكثر من دفاعه عن الإسلام والمسلمين، ومعه زمرة من المتربصين من التيارات الإسلاموية التى لا يعنيها الدين قدر ما تقصد به من سياسات انتهازية، للتصعيد وإدخال الجميع إلى معركة تحرق الأخضر واليابس، تؤسس للعنصرية والكراهية دون عقل أو منطق يروح ضحيتها أبرياء هبوا لنصرة الرسول والزود عن الدين والمقدسات.
ولعل سلاح مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية الذى اتخذته الشعوب الإسلامية يمثل ورقة ضغط فاعلة وسلمية، ربما نبهت المجتمع الفرنسى وشركاته إلى خطورة خطاب الكراهية العنصرى الذى يمارسه ماكرون، وأن ما ذهب إليه شيخ الأزهر من دعوة المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات والاحترام الكامل المتبادل، فيه مخرج عقلانى مقبول، وليس فى ذلك سابقة، فقانون معاداة السامية نافذ وحاكم فى أوروبا، ويمنع أياً من كان من الإشارة بسوء لا لليهودية فحسب بل حتى للكيان الصهيونى وممارساته ضد حقوق الفلسطينيين. وعلينا أن نضغط كعالم إسلامى فى هذا الإطار، وأن نمارس فى مقاومة الاعتداء على ديننا ورسولنا ومقدساتنا قدراً من الموضوعية والقانونية والتحرك القوى المسالم، ولعل سلاح المقاطعة والتقاضى فيه مخرج، ليتعلم المروجين لخطاب الكراهية والعنصرية الدرس، ويتوقفوا عن محاولات تدجين الآخر وتعليبه على مقاسهم وأفكارهم، وينصرفوا عن محاولاتهم إعادة هيكلة الإسلام أو الإساءة إليه.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسريبات هيلارى: لئلا يرقص البيض مع الحجارة
- د. مراد وهبة .. -فاوست- فى مسوح جديدة
- د. مراد وهبة: عندما تخذل السياسةُ الفلسفةَ
- توفيق الحكيم والبطولة بأثر رجعى: حين تخذل السياسة الفن
- د. مراد وهبة واللص الذى يسرقنا مرتين
- جو بايدن واستعادة المكانة الأمريكية المفقودة
- بيروت والوطن الذى فى حضرة الموت
- ويعيش جمال حتى ف موته
- تأملات حول نكتة - أو العالم فى نكتة
- رئيس من متحف العنصرية القديم
- -فن المسافات- بين فلسفة التراث والمعاصرة
- من قبيل -البيداجوجى-
- ترامب: أسوأ الخيارات للبيت الأبيض -بالإيمان يمكنك أن ترى الأ ...
- عندما يُسَخر الرئيس كل مقدرات الدولة لمصالحه الشخصية
- كورونا: موت النظرية والإنسان الصغير
- هل -كورونا- حرب صينية أمريكية؟
- محمود درويش: وكم نمشى إلى المعنى .. ولا نصلُ
- أزمة سد النهضة: رؤية الأحزاب والخبراء
- المجتمع المصرى والسياسة: مشاهد تنذر بالخطر
- إعادة هندسة النخبة والجماهير


المزيد.....




- مهلة -الأسبوعين- التي حددها ترامب بشأن روسيا أصبحت الآن في ا ...
- نصائح موضة عملية لتنظيم حقيبة السفر بأناقة
- مصر.. أول تعليق رسمي على تغيير اسم شارع -قاتل السادات- خالد ...
- نتنياهو: الخطر الإيراني يفوق التهديد الذي مثلته القومية العر ...
- باريس تحترق.. القنوات المائية ومرشات التبريد هما الملاذ الوح ...
- أين اختفى الفهد الأسود؟ القضية تتفاعل في بلغاريا وتكهّنات بع ...
- بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. هل تتوقف الحرب في غ ...
- -نزع سلاح حزب الله-.. هل ما زال لبنان يمتلك هامشا للتفاوض؟
- إغلاق جزئي لبرج إيفل ومنع وسائل النقل الملوثة... حالة تأهب ق ...
- صحيفة لوفيغارو تستعيد وصف جحيم باريس خلال موجة الحر عام 1911 ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - ماكرون وخطاب الكراهية والعنصرية