أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - تسريبات هيلارى: لئلا يرقص البيض مع الحجارة














المزيد.....

تسريبات هيلارى: لئلا يرقص البيض مع الحجارة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6706 - 2020 / 10 / 17 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالأمس البعيد، أرادت لنا الولايات المتحدة الأمريكية أن نضع كل بيض المنطقة العربية فى سلة واحدة هى تملكها، واليوم يريد ترامب لهذا البيض أن يراقص الحجارة.
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطلع هذا الأسبوع برفع السرية عن قضية تسريبات هيلاري كلينتون صخباً كبيراً لا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما فى منطقة الشرق الأوسط والعالم،
وأعاد ملف البريد الإلكتروني الذي كانت تستخدمه وزيرة الخارجية السابقة، للأضواء مرة أخرى، ربما كورقة ضغط أخيره على الديمقراطيين، فى سباقه الإنتخابى الذى بدا له خاسراً فى معظم استطلاعات الرأى، حيث كشفت رسائل البريد الخاص الذي كانت تستخدمه هيلاري أسراراً وتفاصيلاً كثيرة عن مخططات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لنشر الفوضي فى الشرق الأوسط.
وقد أعاد قرار نشر تسريبات كلينتون للأذهان والميديا كل الأجواء التى سادت فى هذا الشأن أثناء التنافس الانتخابى الذى خسرته أمام ترامب فى 2016، وأكد على خطورة الفضاء السيبرانى، وما يمكن أن ينتج عنه من تفاعلات وآثار وتداعيات خصوصاً فى محيطنا العربى، وأحيا من جديد كل الفضائح التى أبداً لا تموت فى ذلك الفضاء الافتراضى الذى تحول واقعاً مجنوناً فى عالمنا المعاصر.
والمتابع للميديا الأمريكية سوف تدهشه أن جاءت طلقات ترامب "فشنك"، ولم يتلقفها منه إلا قناة فوكس نيوز التى امتطاها وزير خارجيته وعرابه "بومبيو" مصرحاً: "سننشر هذه المعلومات حتى يتمكن ‏الأميركيون من رؤيتها لمعرفة الحقيقة"‏. ولا أعرف أى حقيقة تبناها هو أورئيسه أو دافعا عنها منذ دخولهما البيت الأبيض، اللهم إلا الخداغ والغش والتطاول وقلة القيمة والابتزاز الذى راحت تمارسه إدارتهم على محيطنا العربى والتآمر ضد مصالح شعوبنا وبلداننا.
وتابعت طوال الأسبوع الواشنطون بوست والنيويورك تايمز وأخبار الكونجرس ونوابه، فلم أجد صدىً يذكر فيهما عن التسريبات والإيميلات حتى ولا النذر اليسير، غاية انشغالهم كانت تغطيات ومقالات ومقابلات عن كورونا وسياسات ترامب الخائبة بشأنها، وهل شفى بالفعل أم هو يغامر بإعادة نشرها وفريقه غير الملتزمين بالإجراءات الوقائية سواء فى البيت الأبيض أو مؤتمراتهم الانتخابية، وكذلك عن جلسات الاستماع والإجراءات القانونية بشأن تعيين القاضية "إيمى كوناى باريت" فى المحكمة العليا، أو تأجيل القرار لما بعد الانتخابات كما حدث مع أوباما عندما طلب تعيين القاضي "ميريك جارلاند" ليحل محل القاضي الراحل أنتونين سكاليا بعد وفاته في فبراير 2016، ولم يوافق الجمهوريون حينها، وطلبوا تأجيل التعيين لما بعد السباق الانتخابى. وكان انشغالهم الأخير بشأن إلغاء المناظرة الثانية بين المرشحين الرئاسيين، لا أكثر.
ويبدوا أن رصاصة ترامب الطائشة لم تصب هدفها فى الولايات المتحدة، وإنما أخطأته إلى عالمنا العربى، فأصابت إعلامه بالحمى وطاشت الاتهامات من هنا وهناك وتعالى الصياح والتلاسن بين بارونات الإعلام المفلسين. لكأن ترامب أراد أن يكون الختام باستخدام نظرية الأرض المحروقة، وأن يخلف ورائه معارك للديمقراطيين إن كسب بايدن لا يستطيعون السيطرة على تداعياتها بسهولة. فقد أزعجنا بوجوده الثقيل، واليوم يريد أن يكون رحيله تدشيناً لمحرقة كبرى وحرب سياسية لا تخمد نيرانها بين بلداننا العربية وبعضها، وفى داخل كل بلد وقواها السياسية المتناظرة والمتنافسة، وأيضاً المتنابذة بالألقاب والنعوت وأساليب كيد النسا والسباب. وفى هذا ليس تقليلاً من أهمية التسريبات والإيميلات، بل علينا دراستها وتحليلها والاستفادة منها، بشرط عدم إبتلاع الطعم حتى الثمالة، فنحقق لهم أغراضهم فى تحكيم ماضينا البعيد فى مستقبلنا القريب، ذلك إذا صحت التسريبات.
يا سادة، لا تنساقوا وراء غواية ترامب المدمرة بالتسريبات والإيميلات، ولا تجعلوها مدخلاً أوسع للشقاق والخلاف وحرب الإعلام الغشيم الفارغ من كل معنى أو قيمة. فلا الديمقراطيين هم المجرمون وحدهم يريدون نشر الفوضى الخلاقة فى بلادنا، ولا الجمهوريون ملائكة منزلون، فقد بدأوا تنفيذ فوضاهم هم أيضاً مع جورج بوش الصغير وكوناليزا رايس. وكانت سياسات الحزبين ضد مصالحنا على طول الخط، رغم ادعاءاتهم طوال الوقت بالصداقة والشراكة الاستراتيجية والتعاون المشترك.
ياسادة إنه منطق محركى الدمى الكبار والمتلاعبين بالعقول، وهم من اخترع نظرياتها.
ياسادة لا تلتقطوا الطعم، واحذروا أن تسمحوا لترامب أو بايدن ومن ورائهم بأن يشغلوكم ويشاغلوكم ليتلاعبوا بكم فى سيرك إعلامى تمرح فيه الضباع الضالة، ولا تسمحوا للبيض على مسارحكم السياسية والإعلامية أن يرقص مع الحجلرة، لئلا ينكسر البيض ولا تبقى لنا سوى الحجارة.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. مراد وهبة .. -فاوست- فى مسوح جديدة
- د. مراد وهبة: عندما تخذل السياسةُ الفلسفةَ
- توفيق الحكيم والبطولة بأثر رجعى: حين تخذل السياسة الفن
- د. مراد وهبة واللص الذى يسرقنا مرتين
- جو بايدن واستعادة المكانة الأمريكية المفقودة
- بيروت والوطن الذى فى حضرة الموت
- ويعيش جمال حتى ف موته
- تأملات حول نكتة - أو العالم فى نكتة
- رئيس من متحف العنصرية القديم
- -فن المسافات- بين فلسفة التراث والمعاصرة
- من قبيل -البيداجوجى-
- ترامب: أسوأ الخيارات للبيت الأبيض -بالإيمان يمكنك أن ترى الأ ...
- عندما يُسَخر الرئيس كل مقدرات الدولة لمصالحه الشخصية
- كورونا: موت النظرية والإنسان الصغير
- هل -كورونا- حرب صينية أمريكية؟
- محمود درويش: وكم نمشى إلى المعنى .. ولا نصلُ
- أزمة سد النهضة: رؤية الأحزاب والخبراء
- المجتمع المصرى والسياسة: مشاهد تنذر بالخطر
- إعادة هندسة النخبة والجماهير
- إن السفينة لا تجرى على اليبس


المزيد.....




- شاهد كيف تدفقت مياه فيضانات إلى مقصورة مترو بنيويورك بعد أمط ...
- إسرائيل توسّع نفوذها في السويداء بدعوى-حماية الدروز-
- تقرير: تدمير الأراضي الرطبة يهدد العالم بخسائر تفوق 39 تريلي ...
- 5 أسئلة لفهم سبب الاشتباكات في السويداء
- الجزائر: البرلمان يناقش تعديل قانون مكافحة تبييض الأموال وتم ...
- شاهد.. أرسنال يخطف هدف الهلال السعودي ووست هام يضم موهبة سنغ ...
- 30 شهيدا في غزة وأزمة الوقود تهدد المستشفيات المتبقية
- كينيا تسهل تأشيرات الدخول لمعظم الدول الأفريقية والكاريبية
- كاميرا الجزيرة ترصد آثار اعتداءات المستوطنين على الممتلكات ا ...
- -ميتا- تطارد لصوص المحتوى في منصاتها


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - تسريبات هيلارى: لئلا يرقص البيض مع الحجارة