أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - د. مراد وهبة: عندما تخذل السياسةُ الفلسفةَ














المزيد.....

د. مراد وهبة: عندما تخذل السياسةُ الفلسفةَ


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6680 - 2020 / 9 / 18 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنتهينا فى مقالنا السابق "د.مراد وهبة واللص الذى يسرقنا مرتين" للإشارة إلى محاولات النظام العالمى لإحياء قيم ومفاهيم الاستعمار القديم ولكن بأساليب مغايرة عنوانها المراوغ "التطبيع والسلام" وهدفها المضمر إنهاء القضية الفلسطينية وإعادة رسم الخرائط الجيوسياسية لمنطقتنا للتحكم فى مصائرنا، وتسويغ استلاب بلادنا ومقدرات شعوبنا مرة أخرى، فى حركة يقودها دونالد ترامب وكوشنر وماكرون ونتانياهو ، وتابعيهم، وأصبح علينا توضيح علاقة د. مراد وهبة من ذلك كله. وهنا نورد كلاماً منه، وآخر عنه، وجميعها فى حسبة بسيطة عليه لا له، فهو شريك بالانحياز للاستعمار والاحتلال وتسويغ أفكاره والترويج لحججه والدفاع عن ممارساته، ووضع ذلك كله فى إطار راح يغلفه بالفلسفة والتسامح والتنوير ومناهضة الأصولية الدينية، بينما يمارس نحو مسعاه أقصى درجات التعصب والمخاتلة وتذويب الهوية والدعوة للاستسلام، ما أظهر خواء الفكرة وإفلاس الفيلسوف وإنكشاف تماهيه مع العدو الصهيونى وسياساته، وهو أمر ليس جديد عليه منذ إشتراكه فى التسعينيات مع جماعة كوبنهاجن للتطبيع، د. لطفى الخولى، والسفير صلاح بسيونى، ود. عبد المنعم سعيد، وغيرهم، الذين أعطوا هدايا مجانية للمحتل الصهيونى وحاولوا تبييض وجهه على حساب القضايا العربية، وضد توجهات شعوبنا التى رأت فيما يفعلونه تفريط وخيانة.
فى حواره مع سليمان الهتلان فى حديث العرب بتاريخ 21 أغسطس الماضى – موجود على الإنترنت- أدان مراد وهبة النخبة المثقفة لأنها ترفض صفقة القرن قبل قراءتها، بدلاً من الذهاب للحوار حولها، واتهم المثقفين بالخيانة والأصولية لأنهم دائما يتشككون فى الغرب ويهاجمون الآخر – لاحظ الغرب وليس الكيان الصهيونى المغتصب- وأنهم بذلك يشجعون الإرهاب ويقفون فى نفس مربعه. ويالها من جرأة وسقطة، إذ يصف من يقفون مع الحقوق المغتصبة والأرض المحتلة، وضد الممارسات الوحشية لجيش الاحتلال، بأنهم يشجعون الإرهاب وهم الخونة! المغالطة هنا أنه يعلم بالضرورة مثلنا جميعاً، ومما رشح عن ملامح هذه الصفقة الظالمة، ومن تصريحات ترامب ونتانياهو والطفل المعجزة كوشنر، أنها ترفض حل الدولتين كما أقرتها الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبى والجامعة العربية، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية قبل ترامب. وأنها تقايض الفلسطينيين على الأرض والوطن بحفنة دولارات، فكيف لا يرفضونها؟ وكيف لايرفضها المثقفون العرب؟
المصيبة أنه يقر بأنه كتب منذ سنوات يحث الفلسطينيين على اتخاذ "أبو ديس" عاصمة بديلة للقدس، وحكى قصة لاتدينه فحسب بل تسئ إلى مابقى منه من نخونة وعروبة وضمير وتصمه بالتبعية والعمالة، بأنه التقى عميد كلية الإنسانيات بتل أبيب الذى أخبره مبكراً بأن أبوديس ستكون هى عاصمة فلسطين وليس القدس. فقال مراد وهبة: لكن عرفات لن يقبل، وبادره العميد: نشيله ونجيب غيره، قال مراد: وإذا غيره لم يقبل، فقال : نشيله وهكذا لغاية ما نجيب واحد يقبل. ثم راح مراد يشرح بفخر وحفاوة مغزى الحوار الذى على إثره كتب مقاله "أبوديس عاصمة لفلسطين" بأن إسرائيل بتعمل تراكم لأى فكرة على مدار سنين حتى تمهد الآخرين لقبولها، وباعجاب قال: شوف عملوا إيه من أيام عرفات وصولاً بعد سنوات طويلة لصفقة القرن، وهم يراكمون على الفكرة بما يجعلك تمشى فيها من حيث لاتدرى وتفاجأ اخيراً بالمسألة. إذا لم يكن فى اعترافه هذا إقراراً بأنه رضى أن يكون بوقاً يروج للأفكار الإسرائيلية ويكتبها نيابة عنهم ليمهد لقبولها، أليس فى ذلك إقراراً مهيناً منه، بأنه شريك فى التمهيد للصوص لسرقة الأرض واغتصاب الحقوق؟ ثم أليس فى ذلك انحيازاً منه للإسرائيليين، وتعصباً للدفاع عن أفكارهم والترويج لها؟ أليس التعصب نوعاً من الأصولية والدجماطيقية اللتين طالما صدع رؤسنا فى التفلسف بشأنهما؟ أليس بذلك يعطى لإسرائيل الحق فيما ينكره علينا؟ ولماذا فى مواجهتنا يقف منتصباً متهماً العقل المصرى الذى لايقبل بما يقول هو ويرى بالتخلف والأصولية، بينما لا يتحدث أبداً لا هو ولا زملاؤه من مجموعة كوبنهاجن للتطبيع المجانى عن العقل الاسرائيلى المراوغ. لماذا يكيل مراد وهبة بمكيالين فى مواجهة قضية سياسية يحيلها هو إلى رؤية فلسفية، ظناً منه أنه يمكن مراوغتنا والهروب بها إلى حيث يريد الاسرائيليون والمحتالون على حقوقنا وعقولنا ورؤانا العادلة معهم. أين الفلسفة والمنطق وحتى الضمير الإنسانية مما يقدمه لنا مراد وهبة نيابة عن ودفاعاً عن وتمهيداً للصوص الذين يسرقوننا مرتين.
كان هذا هو الكلام منه، أما الكلام عنه، فموعده المقال القادم.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توفيق الحكيم والبطولة بأثر رجعى: حين تخذل السياسة الفن
- د. مراد وهبة واللص الذى يسرقنا مرتين
- جو بايدن واستعادة المكانة الأمريكية المفقودة
- بيروت والوطن الذى فى حضرة الموت
- ويعيش جمال حتى ف موته
- تأملات حول نكتة - أو العالم فى نكتة
- رئيس من متحف العنصرية القديم
- -فن المسافات- بين فلسفة التراث والمعاصرة
- من قبيل -البيداجوجى-
- ترامب: أسوأ الخيارات للبيت الأبيض -بالإيمان يمكنك أن ترى الأ ...
- عندما يُسَخر الرئيس كل مقدرات الدولة لمصالحه الشخصية
- كورونا: موت النظرية والإنسان الصغير
- هل -كورونا- حرب صينية أمريكية؟
- محمود درويش: وكم نمشى إلى المعنى .. ولا نصلُ
- أزمة سد النهضة: رؤية الأحزاب والخبراء
- المجتمع المصرى والسياسة: مشاهد تنذر بالخطر
- إعادة هندسة النخبة والجماهير
- إن السفينة لا تجرى على اليبس
- التنوير ومؤسساتنا الثقافية الغائبة
- تناقضات عالم أضحى غابة: حكاية الدب الذى صار أرنباً


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - د. مراد وهبة: عندما تخذل السياسةُ الفلسفةَ