أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - وليد خليفة هداوي الخولاني - الورقة البيضاء والتحديات السوداء














المزيد.....

الورقة البيضاء والتحديات السوداء


وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)


الحوار المتمدن-العدد: 6723 - 2020 / 11 / 4 - 08:59
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


ان المشكلة التي تمر بها البلاد ليست مشكلة قلة موارد بالأساس، فالموارد متاحة رغم ما تعرضت له البلاد من نهب وسلب طيلة السنوات من 2003-2020، لكن تنامي ثروات الفاسدين وتغلغلهم في إدارة الدولة وإيراداتها. يبقى الخطر الذي يهدد تلك الموارد. ففي شمال البلاد تتحكم سلطات الإقليم في الموارد النفطية، وايرادات المنافذ الحدودية والمطارات، وعلى الرسوم الخاصة بالمرور والاحوال المدنية وغيرها. وتستحصل فوق ذلك حصة إضافية من استحقاقات باقي أبناء شعب العراق من خزينة الدولة. وفي باقي انحاء العراق تذهب الكثير من الموارد لجيوب الفاسدين والمتنفذين. ابتداءا من سراق المليارات في المشاريع الصورية انتهاءا بموظفي البلديات والضرائب الذين يمسكون سجلات العقارات وبناء الدور داخل المدن وخارجها دون اجازات مقابل فرضهم رسم الجيب الذي يبتدأ من نصف مليون دينار صعودا لحسابهم الخاص ويحرمون خزينة الدولة من هذا المصدر وقس على شاكلتهم. كما آل ضعف البلاد والسياسات غير الحكيمة وضعف الجيش العراقي والقوات الامنية بعد تفكيكها من قبل الولايات المتحدة الامريكية. التي جمعت قوى الشر وفي مقدمتهم (القاعدة) وربيبتها الدواعش لتصفي حسابها معهم على ارض العراق، حيث أدت لسقوط ثلث مساحة العراق بيد الدواعش وتدمير البنى التحتية، وأنفاق المليارات في شراء الأسلحة وتجنيد المزيد من القوات الأمنية.
ورغم الضائقة المالية الخانقة الحاصلة في البلاد، والتي كان الجميع يحذر منها ومنذ أعوام سابقة، فإن الحكومات التي حكمت العراق منذ 2003 حتى الان لم تجد حلا لهذه المشكلة، إذ كان معظم الفاسدون استمروا بجمع المزيد من الأموال على حساب شعب مستباح. وحتى في جائحة كورونا وانتفاضة الشعب المستمرة، فإن الفاسدين ما تركوا فرصة فيها لهم فائدة الا واغتنموها وأصبح الكثير منهم من الأغنياء وأصحاب المليارات، بعدما كانوا حفاة عراة يعيشون على الصدقات. لذلك وبدلا من ان يشيدوا المشاريع الاستراتيجية والبنى التحتية ويدعموا القطاع الخاص ويدخروا شيئا في صندوق الأجيال القادمة، اخذوا يعبثون بالموازنة شرقا وغربا، واتونا بنظريات عجيبة وغريبة، فجاؤا بالآلاف من المسميات، وعينوا مئات الالاف من خاصتهم ومعارفهم على موازنة الدولة مع تعويضات بعشرات المليارات، عدا العشرات من مليارات الدولارات التي نزلت في حسابهم، حتى أتت على خزينة الدولة عن بكرة ابيها، الى ان "طاح الفأس بالرأس ".
ولا زالوا يناورون في قانون الانتخابات يريدون العودة مجددا للتسلط على رقاب الناس من جديد، رغم ان الحكومة التي تأتي بعد الانتخابات يرثى لها من الان. فالعراق بوضعه المالي الحالي امام مستقبل مجهول في ضل ضعف سلطان الدولة وتنازع السلطات. أكثر من 40 مليون انسان عراقي مهددون بخطر عدم توفر المال اللازم لدفع مرتبات الموظفين والمتقاعدين، وهذا ما آل اليه ملف العبث والفساد، وسوء إدارة البلاد.
ان الورقة البيضاء بكل ما تضمنته من أفكار لا يمكن ان يكتب لها النجاح ببقاء الأحوال على ما هي عليه الان، ودون السيطرة الأمنية للدولة على السلاح والامن والموارد في كل انحاء العراق من الشمال الى الجنوب وتكون لها الكلمة الفصل في كل الأمور، وعلى الشعب العراقي ان يعي ان كان يريد الرفاهية والتقدم وتجاوز الفقر فعليه ان يفتح ملف الاستثمار ويمسك قويا به، وخاصة ميناء الفاو الكبير وخط سكة الحديد من البصرة الى اوربا عبر تركيا. لان هذه المشاريع تقف بالضد من مصالح دول عربية وغير عربية. وستحاول شراء الضمائر الفاسدة من اجل تمرير مؤامراتها ضد مصالح هذا الشعب.
لا تنفع التظاهرات من اجل التعيين، فالدولة في حيرة من توفير رواتب لموظفيها ومتقاعديها، فمن اين لها المزيد من الأموال لتعينات جديدة، وليس التعيين هو الوسيلة الوحيدة للحياة، فالقطاع الخاص والاستثمار هو الطريق الأفضل للغنى والرفاهية.
كما لا يمكن للورقة البيضاء النجاح بوجود فاسدين يأكلون الحلوى ثم يلحسون الكاغد الذي كانت فيه كي لا يتركوا لغيرهم حتى شم رائحتها.
لذلك فالوقت القادم ليس وقت، تسابق على المناصب او تقاسم الغنائم، وانما لا بد وان يتاح المجال للأكفاء من أبناء العراق لقيادته، بعيدا عن الأحزاب والمحاصصة والطائفية، فأن العراق اليوم امام مخاض عسير في المرحلة القادمة، وبحاجة الى الرجل المعجزة القادر على إدارة أمور العباد و البلاد ، والحفاظ على وحدة وحدتها، وسلامة امنها وارضها وحدودها وحسن إدارة الاقتصاد والتنمية، واجتثاث الفاسدين ، وتوفير الموارد المالية اللازمة لرفع مستوى الدخل وتشغيل الايدي العاملة وتعيين الخريجين والعاطلين والقضاء على داعش التي بدأت تنشط، والخروج بالعراق من أزمته الراهنة.



#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)       Waleed_Khalefa_Hadawe#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوبى للبصرة مرتين، مرة للنفط ومرة لميناء الفاو والحماية الام ...
- قراءة إحصاءات كورونا على مستوى العالم في الساعة 2400 من يوم ...
- مشروع قانون مناهضة العنف الاسري العراقي مشروع لتشظية وتفتيت ...
- الدفاع عن رجل الشرطة مهمة الدولة والمجتمع
- قراءة إحصائية لجائحة كورونا في العالم والعراق في الساعة 1630 ...
- بشرى للمتقاعدين وزارة المالية توزع كورونا مع الراتب مجانا مص ...
- شمس العالم علام تُحوّل لطاقة كهربائية، وشمسُنا تُحرقنا
- امام انظار اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية كورونا يدق ن ...
- هل سيتحول العراق الى بؤرة لجائحة كورونا قراءة إحصائية للفترة ...
- الكاظمي الشهيد الحي
- طيف سامي .......كلمة حق
- وزارة الكهرباء وتعظيم الجباية
- الجيش الأبيض قتال حتى النصر
- قراءة إحصائية لجائحة كورونا عالميا تحمل اخبارا سارة، تزايد ن ...
- جائحة الدواعش
- الحصانة الامنية لرجل الشرطة ضد الفسادوالاختراق
- كورونا الى اين والتعايش معها كالتعايش مع اسد جائع في قفص مغل ...
- (رؤية امنية لتفعيل دور وزارة الداخلية)
- داعش و العبث بالأمن والفرصة الأخيرة للحكومة الانتقالية
- محنة العلم والكتاب في بلدي


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - وليد خليفة هداوي الخولاني - الورقة البيضاء والتحديات السوداء