أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - وليد خليفة هداوي الخولاني - الحصانة الامنية لرجل الشرطة ضد الفسادوالاختراق















المزيد.....



الحصانة الامنية لرجل الشرطة ضد الفسادوالاختراق


وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)


الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 22:30
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


1- مقدمة:
مفهوم الحصانة : ان اصل كلمة الحصانة ( )مأخوذة من كلمة (الحصْن) وهو واحد و(الحصون )
للجمع يقال (حصْن حصين) بيّن الحصانة من الاماكن المنيعة وحصّن القرية تحصينا (بنى حولها)، و(احُصَن) الرجل إذا تزوج فهو مُحصَن وأحصنَت المرأة عفّت.
وتستخدم الكلمة كذلك بالمفهوم القانوني كما هو متعارف عليه للحصانة الدبلوماسية( )التي تعني الامتيازات التي يتمتع بها الدبلوماسي ،والتي تقيد حتى السلطات في الدولة في اتخاذ الاجراءات القانونية عند ارتكاب ما يستوجب ذلك، وبمعنى اكثر تحديدا عن تامين حماية خاصة للدبلوماسي ومقر البعثة الدبلوماسية من اي عنف او اعتداء .
اما مفهوم الامن : فهو يعني الامان والأمانة بمعنى قد (آمن ) من باب فهم وسلم و(أمانا) و (أمنة")فهو (آمن)و(آمنه)غيره من الامن والامان ( ). وقوله تعالى (وهذا البلدِ الامين )( )قال الاعمش يريد به البلد الآمن وهو من الامن و(الأمن )ضد الخوف مطلقا اي سواء كان من العدو او من غيره او عدم توقع مكروه في الزمان الاتي. كذلك يعني نقيض الخوف ومعناه الطمأنينة والثقة وهدوء النفس الناتج عن كل ما يهدد الانسان في نفسه او ماله سواء من اخطار عمدية او غير عمدية طبيعية كانت ام بشرية( ) .
نخلص من ذلك الى انه بالإمكان تعريف الحصانة الامنية لرجل الشرطة على انها :"مجموعة الاجراءات والقواعد التي تضعها الدولة والتي تسعى من خلالها لتعزيز البناء الامني السليم لرجل الشرطة للعمل المنتج البناء والخلاق بعيدا عن الخوف والقلق والانحراف والاختراق الاجرامي او السياسي او الارهابي له والناتج عن ممارسات وافعال خاطئة او متعمدة ترتقي الى مستوى التجريم ، من خلال تبصيره بنتائج تلك الممارسات وازالة مسبباتها وتعزيز الارادة والوعي والايمان الذاتي الرافض لها كالرشوة والاختلاس او الفساد الاداري او الاخلاقي او الانخراط في صفوف العصابات الاجرامية او الارهابية اوغيرها من الممارسات السلبية ".
ان الخطأ وارد في الحياة اليومية، لكن التعلم والثقافة والتدريب يقلل من نسبة الخطأ سواء في الاداء اليومي او في الحياة العامة، وفي الحديث الشريف للرسول محمد (ص) "كل ابن ادم خطاء وخير الخطأين التوابون).
وفي الوقت الذي لا يغيب عن البال الجهد الكبير المضنى الذي يقوم به رجال الشرطة بمحاربة الارهاب والجريمة وتقديم الالاف من الشهداء والجرحى، فأن خير ما نقيم به هذه ان رسول الانسانية محمدا (ص) يقول: "عينان لا تمسسهما النار ابدا، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ".
2- الهدف من الدراسة: تهدف الدراسة الى التنبيه من الممارسات الخاطئة لدى البعض من رجال الشرطة، ولزيادة تحصينهم وتنويرهم وخلق المناعة والقوة والارادة لمقاومة مغريات الحياة ورفض مغرياتها الزائفة.
3- مصادر القوى العاملة في الشرطة:
ينتمي المتطوعون لمسلك الشرطة :
أ‌- الضباط:
اولا- خريجي الدراسة الاعدادية من المتقدمين للقبول في كلية الشرطة.
ثانيا- دورات الضباط العالية من المفوضين المؤهلين للقبول.
ثالثا- ضباط منقولين للعمل في وزارة الداخلية من الجيش وغيرهم.
رابعا- خريجي الكليات من المتقدمين للقبول في المعهد العالي لضباط قوى الامن الداخلي.
ب‌- المفوضون:
اولا- الطلاب من خريجي الدراسة المتوسطة من المتقدمين للقبول في معهد اعداد المفوضين.
ثانيا- ضباط الصف ومراتب الشرطة من الحاصلين على رتبة وشهادة تؤهلهم للدخول في اعدادية الشرطة.
ت‌- المراتب:
وهم من المواطنين المتطوعين للعمل كأفراد شرطة.
4- شروط القبول والافكار التي يحملها المتطوع عن اجواء العمل في مسلك الشرطة:
لا يتم قبول اي كان في قوى الامن الداخلي دون التدقيق والتحري السري عن سوكه واخلاقه وعائلته ومدى ولاءه لوطنه بسبب الخصوصية الامنية المتعلقة بالعمل في جهاز الشرطة .وهنالك اختلاف في الانحدار الطبقي فيما بين المتقدمين للتطوع ،فالبعض منحدر من عائلة محافظة والاخر من عائلة غنية والاخر من عائلة عليها مؤشرات اخلاقية او اجرامية او وجود سوابق اجرامية لدى بعض افرادها .لذلك يتم انتقاء العناصر النزيهة والتي لا مؤشر اخلاقي او اجرامي او امني تجاهها .وهنالك شروط تتعلق بالعمر والشهادة واللياقة البدنية والصحية اللازمة لأداء الواجب .
ويمكن القول ان النوايا الحقيقية للتقديم لمسلك الشرطة لا يمكن التكهن بها، حيث كانت الملاكات السابقة للشرطة تعاني من نقص كبير بالعنصر البشري بسبب العزوف عن التطوع. بعد حسن الرواتب للشرطة وقلة فرص العمل بسبب الارهاب والبطالة أصبح التقدم بالألاف. ورغم توفر فرص كبيرة لإدارة الشرطة لاختيار العناصر من حملة الشهادات والكفاءات لكن لا زالت تسجل جرائم مثل الرشوة والفساد الاداري مما يخل بالأداء في هذا المسلك، ان الاهداف التي يبتغيها المتقدم لمسلك الشرطة واحدا مما يلي:
أ‌- مصدرا للرزق والعمل على خدمة الشعب واداء الواجب بما يرضي الله والضمير.
ب‌- لأجل التباهي والضن بأن الشرطة فوق القانون.
ت‌- التأثر ببعض الاعمال المنحرفة والضن بإمكانية تحقيق المنافع المادية غير المشروعة من خلال سلوكيات غير مقبولة كقبول الرشاوى والهدايا.
ث‌- قيام ابعض الأنظمة السياسية في بعض البلدان بقبول المحسوبين على النظام، من اجل ترسيخ النظام وخاصة الأنظمة الدكتاتورية.
5- مغريات العمل وفرص الانحراف المتاحة في مركز الشرطة:
دوائر الشرطة ذات التماس المباشر مع المواطنين مثل مراكز الشرطة ولو انها أحد مراكز الضبط الاجتماعي، او المواقع الاخرى ذات التماس مع المواطنين، هذه المواقع تبدو في البعض منها التي لا تتوافر فيها المناعة الكافية من المغريات المتاحة اثناء العمل وخاصة عند تواجد البعض من ضعاف النفوس. ومن المغريات المتاحة عروض مثيرة للأموال وعروض مثيرة للبغايا والمنحرفات، لذا فان ضعيف الارادة والايمان يسقط في هذه الاغراءات لا محالة. ان صور الاغراء والانحراف المتاحة في هذه الدوائر كالاتي:
أ‌- الجانب المادي: ويقوم بعرضه:
اولا- حملة الحقائب الدبلوماسية: المليئة بالنقود من العملات الوطنية والاجنبية وهؤلاء هم التجار والمقاولون وكبار الملاكين واصحاب العقارات ومدراء الشركات والمترفين وسراق المال العام ممن يقع منهم تحت طائلة القانون.
ثانيا- المنحرفون من معتادي الجرائم ممن تتوفر لديهم الاموال نتيجة لجرائمهم كعصابات الخطف والمتاجرين بالمخدرات أو غاسلي الاموال القذرة ومن على شاكلتهم.
ثالثا-المواطنون العاديون ممن يقعون تحت طائلة القانون محاولة منهم للتخلص من العقاب.
ان العرض قد يصل الى مئات الالاف او الملايين في الجريمة الواحدة سواء من العملة الوطنية او الاجنبية.
ب‌- الجانب الجنسي: ويتم من خلال كبس اوكار الدعارة وجلب القوادين والسماسرة والمومسات الى مراكز الشرطة للتحقيق معهم. حيث يتم عرض المبالغ المالية الضخمة وعرض ممارسة العمل الجنسي مع المومسات مقابل تسوية بعدم عرض الموضوع على القضاء، فتعرض المومسات مفاتن جسدهن في محاولة للإغراء ويعرض السمسير او السمسيرة ما في وكرهن من فتيات تحت تصرف رجل الشرطة في اي وقت يشاء مع تقديم مبالغ شهرية نظير السكوت وعدم عرض موضوعهم على القضاء.
6- موقف رجال الشرطة تجاه المغريات: تنتاب رجل الشرطة وهو يواجه هذه المغريات وجها لوجه بين تاجر يعرض عليه مالا ضخما، واخر يسلمه مشروعا جاهزا واخر يهديه سيارة حديثة، ومومس شابه تدعوه لفراشها مجانا.... تنتابه تجاه هذه المغريات هواجس عديدة.... تعتمد على مدى ايمانه بالله وخوفه من عقابه اولا.... ومدى حمله لقيم الرجولة والحفاظ على يمين الخدمة الذي ردده عند التخرج ثانيا.... وعلى الخوف والتردد خشية انكشاف امره وتعرضه للعقاب ثالثا.... وهكذا تكون هنالك المواقف الاتية:
أ‌- ان من يخاف الله يؤمن بحديث جبريل عليه السلام المشهور لما سأله الرسول (ص) عن الإحسان قال: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ( ) "لذلك فهو يخشى الله قبل ما يخشى البشر ،ويرفض كل هذه العروض التي تفوح منها الروائح النتنة ، لأنه مؤمن ان الله يراه .
ب‌- ولكن ضعيف الايمان ومن يتبع خطوات الشيطان ،الذي يوسوس له ويدفعه للسقوط في آتون الفساد ،حيث قال ابليس لرب العالمين "رب بما اغويتني لا زينن لهم في الارض ولاغوينّهم اجمعين(39) الا عبادك منهم المخلصين (40)"( ).
وهكذا فمع وجود الشيطان وضعف الايمان لدى البعض ينمو الفساد ويترعرع.
7- انواع الحصانة الامنية لرجل الشرطة: يمكن تقسيم الحصانة الامنية لرجل الشرطة الى:
أ‌- الحصانة ضد الدافع المادي (الرشوة، قبول الهدايا، المطالبة بتقديم المقابل مقابل الخدمات.. الخ.
ب‌- الحصانة ضد الدافع الجنسي (التحرش والتعاون مع السماسرة او القوادين وارتياد دور الدعارة مقابل السكوت عن نشاطات الفساد).
ت‌- الحصانة ضد الفساد الاداري (اختلاس المال العام او استغلال الوظيفة).
ث‌- الحصانة ضد التعاون والانضمام للعصابات الاجرامية.
ج‌- الحصانة ضد التعاون او الانضمام للعصابات الارهابية.
ح‌- الحصانة ضد التعاون او الانضمام لشبكات التجسس الاجنبية.
8- سبل ووسائل اختراق الحصانة الامنية:
أ‌- وسائل الاختراق للحصانة الامنية ضد الفساد والانحراف (الدوافع المادية والجنسية والفساد الاداري):
اولا- قبول الهدايا والولائم:
خير ما نبدأ به هذا الموضوع ما جاء في القران الكريم في سورة النمل) (عندما ارسل سليمان (ع)كتابه الى بلقيس ملكة سبأ يدعوها للإسلام أذ "قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)".
وقد اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ الْلَّتَبِيَّةِ ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ ، قَالَ : هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا ، ثُمَّ خَطَبَنَا ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ : هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي ، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ ، وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطِهِ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ بَصْرَ عَيْنِي وَسَمْعَ أُذُنِي " .( ) وقد يضن البعض بأنه عندما يقدم خدمة للمواطن بأن يرجع له حقا او يدفع عنه ظلما بحكم موقعه قد يبرر شرعية الهدية ،لكن هذا الضن خطأ ، ولنا في قول رسولنا محمد (ص) موعظة حيث يقول :" من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له عليها هدية فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا."( ). وقيل ان الهدية تطفئ نور الحكمة وتمي وتصم. واول من رد الهدية في الاسلام هو الخليفة عثمان بن عفان(رض) وذكر الفقهاء من آداب القضاة فقالوا: "لا ينبغي للقاضي ان يقبل هدية من أحد الا رجل كان يهاديه فيما يلي الحكم".
ويكره في الاصل رد الهدية الا لسبب شرعي كأن تكون من مال حرام او يتقرب بها لقصد محرم
فعلى البعض الذي يقبل بالهدية او يطالب بها بأن يسأل نفسه ما نوع العلاقة ال تربطه بمقدمها؟ وما هي مناسبتها؟ انهم يغتنمون فرص المناسبات لرجل الشرطة، وكأنما هنالك التزامات عائلية متينة؟ لكن الحقيقة ان من يهادي رجل الشرطة في اثناء الخدمة لا يهاديه بعد ان يكون خارجها، لا بل اذا راه في الشارع قد يعبر الجانب الاخر لكي لا يتقابل معه، كما ان رجالا في الشرطة دورهم متلاصقة يهادي صاحب المنصب البسيط صاحب المنصب الحساس دون غيره من نظراءه الا ما ندر.
ان قبول الهدية ودعوات الولائم يجعل رجل الشرطة واقعا تحت تأثير صاحب الهدية وينحاز اليه في التحقيق في جرائم يرتكبها وبالتالي ينحرف عن اداء رسالته ويحنث باليمين الذي اداه للقيام بواجبه بأمانه واخلاص ...وبهذا يكون قد حصل خرق أمنى اجتماعي.
ثانيا- قبول الرشاوي:
الرشوة جريمة نص عليها قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 في المواد (307-314) وعاقب عليها بالسجن، وقد رفع القرار 160 لسنة 1983عقويتها الى السجن لمدة 10 سنوات، وتعرّف الرشوة بانها " طلب الموظف او المكلف بالخدمة العامة او قبوله لنفسه او لغيره عطية او منفعة او ميزة او وعد بشيء من ذلك لإداء عمل من اعمال وظيفته او الامتناع عنه او الاخلال بواجبات الوظيفة "
وقد جاء في القران الكريم " ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: (188)
وجاء في القران الكريم سورة المائدة (26)" وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" أن الرشوة من أنواع السحت المحرم بالقرآن والسنة.
وجاء في الحديث الشريف "لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم " واللعن من الله: هو الطرد والإبعاد عن مظان رحمته وكذلك ": الراشي والمرتشي في النار."
قام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يقبل الله منه عملاً أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به).
وقال رسول الله (ص) "ما من قوم يظهر فيهم الرشا الا واخذوا بالرعب وهذا الرعب هو الوعيد المعجل "ويبدو الرعب على كل مرتشي حيث انه يسقط خوفا إذا فوجئ بأحد من دائرة المفتش العام او مرجعه الاعلى إذا كان من محاربي الفساد، ومن باب الرشوة هدية المنقطعين الى العلماء والمتعلقين بالسلطان ليدفعوا عنهم الظلم قيل لان دفعه واجب على القادر عليه من مسلم او ذمي..
ان قبول الرشوة يعني الانحياز لاحد أطراف الدعوى على حساب الطرف الاخر، وذلك يعني ان يكون ظهيرا للمجرمين، ويعين باطلا ليدحض به حقا وبذلك يكون قد برء من ذمة الله ورسوله، حيث يقول الرسول محمد (ص) "من اعان باطلا ليدحض به حقا فقد برء من ذمة الله ورسوله "
كان عمر بن الخطاب(رض) في باب ما متوفر بأيدي الولاة والعمال من مستفاد الولاية علامات يقول فيها "لي على كل خائن امينان الماء والطين، ومر يوما ببناء يبنى بحجارة وجص فقال لمن هذا؟ فذكروا انه لعامل له على البحرين ،فقال: ابت الدراهم الا ان تخرج اعناقها "( )
وعن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ((ايما وآل احتجب من حوائج الناس احتجب الله عنه يوم القيامة وعن حوائجه وان اخذ هدية كان غلولا وان اخذ الرشوة فهو مشرك )( ) وقول الامام الصادق عليه السلام ((الرشى في الحكم هو الكفر بالله العظيم)) ( ).
وتعرض الرشوة على الضابط او المفوض او الشرطي بأشكال مختلفة كالنقد، الهدية، المنفعة، الوليمة، من اناس معرضين للعقاب او الحكم عن جرائم ارتكبوها هم او اقاربهم ضد اخرين او ضد الحق العام. ولما كانت بعض الجرائم تصل عقوبتها الى الاعدام وان المتهم مستعد لان يدفع الكثير من اجل التلاعب في الادلة وتخليصه من العقاب.
ان قبول الرشوة غالبا ما ينتهي برجل الشرطة الى السجن، وبذلك يجلب العار لنفسه والعذاب والويل لعائلته، ويترك كرسي السلطة ليستقر به الحال في السجن في غرفة يشاركه فيها المجرمين والقتلة واللصوص.
ان تحقيق الخرق يتم بمجرد اخذ الرشوة اذ تنهدم المفاهيم الاخلاقية بالتدريج ثم يتغلب الشر على الخير ويترسخ داخلها، ان خسارة اخذ الرشوة من خلال الحكم عليه يعني خسارة للمجتمع وان تحصين رجل الشرطة بتبصيره بنتائج الرشوة سواء من خلال العقاب الالهي او البشري ضروري جدا للحيلولة دون سقوطه في مهاوي الجريمة
ثالثا- الاختراق تحت تأثير العامل الجنسي: من المعلوم ان مركز الشرطة يتعامل مع الجريمة والانحراف في المجتمع من قتول وسرقات وسلب ومخدرات وبغاء وسمسرة ...الخ. وفي جرائم البغاء والسمسرة بالذات تعرض المومس نفسها لرجل الشرطة ويعرض القوادون خدماتهم مجانا لرجال الشرطة مقابل عدم الاخبار عنهم الى القضاء وغلق محلاتهم، كما يعرض البعض منهم مبالغ شهرية مقابل التغاضي عن ممارساتهم.
وبالتأكيد فان مقاومة الاغراء هذا يتطلب صبرا وعزيمة وايمانا لدى رجل الشرطة. وان الضعف تجاهها يقود رجل الشرطة الى الانحراف. ان إطلاق العنان للرغبات الجنسية واقامة العلاقات المشبوهة مع السماسرة والمومسات يمثل انحرافا خطيرا لدور رجل الشرطة في المجتمع ولرسالته في الحياة، كما ان التغاضي عن عن ممارسات البغاء في المجتمع يمثل اشاعة للرذيلة والفساد وانتشار الامراض الجنسية الخطيرة كالإيدز وغيره. حيث يقول الله تعالى في سورة المائدة " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) وفي سورة الاسراء يخاطب الله تعالى ابليس في سورة الاسراء بقوله" وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) ان مشاركة ابليس في الاموال الحرام والاولاد واردة سواء اولاد الزنا لمن يتعاطون المال الحرام, او تصور ان من يأخذ نقودا من المومسات ويشتري حليبا لطفله فهذا الحليب من مال حرام وكذا الابن سيكون ابن حرام .
رابعا- الادمان او تعاطي المسكرات والمشروبات الكحولية ولعب القمار:
الخمرة( )في اللغة العربية ما خامر العقل وعرفه صاحب القاموس بانه ما اسكر من عصير العنب او عام كالخمرة ، ويعتبر تناول الخمرة والادمان عليها من العادات السيئة في الحياة ،ولا بد من تحذير رجل الشرطة منها وقد جاء في القران الكريم في سورة المائدة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)"ة في تحريم الميسر والقمار انها رجس من عمل الشيطان ، والرجس كلما استقذر من عمل. وقد روي عن رسول الله محمد (ص) ان الخمرة ام الخبائث ومفتاح كل شر.
والقمار( )لغة بكسر القاف اللعبة التي يحصل فيها الغالب من المغلوب شيئا ،وقد يكون الشيء نقودا او منافع او اية مواد عينية اخرى وربما يراهن البعض في القمار على ابنته او زوجته .وقد عاقب قانون العقوبات العراقي بالحبس او الغرامة كل من فتح او ادار محلا لألعاب القمار واعده لدخول الناس .
كما عاقب قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 في المواد 386-388 بالحبس او الغرامة كل من وجد في حالة سكر بيّن او فقد صوابه او أحدث ازعاجا او شغبا او عاد الى ذلك وقد يودع المدمن على الخمر لمدة ستة أشهر في أحد المصحات او المستشفيات الحكومية لأغراض العلاج.
ان ادمان رجل الشرطة على الخمر ولعب القمار يبعده عن واجبه ويرمي به في احضان البؤر المنحرفة، وحيث انه يحتاج لمزيد من النقود للتعود على شرب الخمر الامر الذي يضطره للاستدانة ثم يبدأ الطرف الذي يقدم النقود باستغلال رجل الشرطة مقابل القيام بأفعال غير قانونية أو التوسط له او التستر على مخالفاته وجرائمه وعند ذلك يتحقق الخرق الامني الاجتماعي.
ومن دراسة استطلاعية ( )قام بها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في بغداد عن عينة من نزلاء سجن ابي غريب بلغت 229 سجينا تبين ان 24% منهم ارتكبوا جرائمهم تحت تأثير مسكر وأن 60% منهم تعاطوا المسكر قبل ساعة – ساعتين من ارتكاب الجريمة وان 67% منهم كانوا فاقدي الادراك جزئيا وان 67% منهم ارتكبوا الجريمة بدافع الحصول على المال و19% بدافع الجنس و14% بدافع العدوان .
خامسا- مصاحبة البؤر المنحرفة :يحاول الكثير من المنحرفين اقامة علاقات مع رجال الشرطة يهدفون من خلالها الى الاستفادة من نفوذ وسلطة رجل الشرطة في تطبيق القانون للتغطية على ما يمارسون من نشاطات اجرامية منحرفة ،ويقول الشاعر الجاهلي عدي بن زيد( ) :
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الاردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل واسأل عن قر ينـــــــــــه فكل قرين بالمقارن يقتدي
كفى واعظا للمرء ايــــام دهره تروح له بالواعظــــــــــــــات وتغتذي
ولابي بكر الخوارزمي ( ):
لا تصحب الكسلان في حاجاته كم صالح بفســـــــــــاد اخر يفسد
عدوى البليد الى الجليد سريعة والجمر يوضع في الرماد فيفسد
وقال الحكماء "مجالسة العقلاء تزيد في الشرف "كما ان مصاحبة العناصر السيئة لا بد وأن تقود رجل الشرطة الى الانحراف فقد يكون هذا الصاحب من السماسرة او من لاعبي القمار او من المعتادين على شرب الخمور ...او من اصحاب السوابق ..رغم ان التعليمات تمنع مرافقة رجل الشرطة لمثل هؤلاء الاشخاص ...ان مماشاتهم تدفع برجل الشرطة للسقوط لا محالة في مسلكهم وتعرض سمعته ومستقبله الى التحطيم ...ولنا في قول الامام علي بن ابي طالب (ع) لعبرة :
فلا تصاحب اخا الجهل وأيــــــــاك وايـــــــــــاه
فكم من جاهـــل أردي حليمـــــــــا حين آخاه
يقاس المرء بالمــــرء إذا مــــــا هو ماشــاه
وللقلب على القلـــــب دليل حين يلقــــــــاه
وللشيء من الشيء مقايس واشبــــــــــاه
سادسا- الجهل بالقانون وضعف الثقافة المهنية العامة: الجهل بالقانون لا يعفي من العقاب، ومن اجل الحصول على رجل شرطة عادل، وحازم لا بد من ان يكون ذلك الرجل مثقف، فالثقافة تعني فهم القوانين التي ينفذ بموجبها حدود واجبا ته ويعرف مدى صلاحياته، ان مشكلة الكثير من رجال الشرطة انهم لا يقرأون، وهنالك فراق بينهم وبين الكتاب. فمن المفروض على رجال القانون ان يكون لدى كل واحد نسخة لكل من القوانين التي ينفذها بالإضافة الى اقتناء الكتب الامنية التي تثقف في موضوع واجبات الشرطة ومكافحة الجريمة والارهاب.
فرجل الشرطة الذي يطلق النار على متهم يفر امامه ظنا منه ان القانون قد خوله بقتله فيقتله، وربما هو بوضع لا يسمح القانون له بذلك، ويتم محاسبته قانونا ويعد ذلك انحرافا. وربما يكون مخولا في القتل لكنه لا يستخدم صلاحياته فيقتله المتهم وفي ذلك خسارة لنفسه ولوطنه ولعائلته، وهذا نوع من التخبط بالجهل.
سابعا- الولاءات العشائرية :الضابط يمثل القانون وعشيرته هم الشعب ونخوته هما الحق والعدالة ، لذلك فانحياز رجل الشرطة نحو احد ابناء عشيرته لإعطاء حقا ليس له، على حساب حقوق اخرين وفي هذا خرق للجانب الاجتماعي الامني لسمعة الضابط وولاءه لدائرته ، يقول الرسول (ص)( ):" من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا , فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله " ولا عبرة بالسبب او الدافع فالحق يعلو ولا يعلى عليه لذا على رجل الشرطة ان يكون ولائه للدولة فقط.
ثامنا- الثرثرة وافشاء اسرار العمل: تؤدي الثرثرة والبوح بأسرار العمل امام الناس الى تسرب المعلومات الامنية وفي ذلك خطر على العمل الامني والخطط المعدة لمكافحة الجريمة والارهاب مما يؤدي لحصول خروقات امنية. ومن عجب رأينا في مناقشات البرلمان العراقي وفي الفضائيات وفي الصحافة ان محاضر التحقيق او قصاصات الوزير وغيرها تنشر فيها، وهذا الاسلوب يعد خرقا لشرف المهنة التي توجب التقيد بأسرار العمل وعدم البوح بها لا بيعها للفضائيات مقابل مبالغ.
ب‌- الخرق الامني السياسي لرجل الشرطة: -
ويتم الخرق السياسي الامني لرجل الشرطة بالأساليب التالية: -
اولا- استغلال رجل الشرطة ماديا وتقديم مبالغ مجزية والتورط في ذلك من اجل الحصول على معلومات تجسسية لصالح العدو.
ثانيا- استغلال الدافع الجنسي للحصول على المعلومات الامنية السرية وخطط الوزارة واسماء وعناوين منتسبيها.
ثالثا- استغلال نقاط السيطرة لإدخال الاسلحة والمتفجرات لأعمال التخريب داخل البلد.
رابعا- حرق وتدمير او تفجير الدوائر المسؤول رجل الشرطة عن العمل فيها او حمايتها.
خامسا- تهريب ثروات البلد الاقتصادية الى الخارج في محاولة لألحاق الضرر باقتصاد البلد.
سادسا- نشر العملات المزورة في الاسواق المحلية لغرض اضعاف الثقة في العملة الوطنية وهدم الاقتصاد الوطني.
سابعا- نشر المواد المخدرة من اجل تدمير الارادة والاخلاق والقيم في المجتمع.
ثامنا – الترويج للأفلام الاباحية الجنسية للعمل على تفكيك العوائل ونشر الرذيلة والفساد في المجتمع
تاسعا – نشر الدعارة والاتجار بالرقيق الابيض لدول اخرى خارج القطر.
وفيما يلي توضيح تلك الاساليب:
اولا- استغلال رجل الشرطة ماديا وتقديم مجزية والتورط في ذلك من اجل الحصول على معلومات تجسسية لصالح العدو: - يتم ذلك من خلال تقديم مبالغ نقدية مجزية لرجل الشرطة مستغلين وجود ظروف خاصة لمن يقع عليه الاختيار او ممن لديهم سلطات وامتيازات خاصة لمنصبه او موقعه. ثم توريطه من خلال اخذ وصولات او صكوك او كمبيالات ويتم شحنه بالأفكار المضادة لبلدة بشكل مدروس ومتدرج ثم يتم تهديده بطلب الاموال التي بعهدته ثم يتم الوصول به الى تقديم معلومات عن بلده مبتدئين بمعلومات بسيطة وما ان يبدا خطواته.. حتى يبدا بالسقوط.. ويتحقق عند ذلك الخرق الامني السياسي لرجل الشرطة.
ثانيا - استغلال الدافع الجنسي للحصول على المعلومات الامنية: -
الدافع الجنسي اسلوب معروف عالميا ومستخدم في تجنيد الوكلاء للتجسس نتيجة لضعف كثير من الرجال امامه ويكون اسلوب التجنيد والحصول على معلومات اما خلال التهديد بخلق فضيحة له من خلال تصويرة اثناء ممارسته للجنس مع احدى العميلات او فتيات الفنادق (المومسات) وتهديده بها او من خلال استدراجه للحصول منه على معلومات بعد اغراءه جنسيا.
يتعلم المرشحون الجدد من المدربين في مدرسة الموساد اسلوب تجنيد العملاء في المخابرات، ومن الناحية السيكولوجية، تراعى نقاط الضعف في الشخص الذي يراد تجنيده، وتدرس جيدا السمات الشخصية والمزاجية لهذا الشخص قبل عملية الاقتراب منة. وهناك ثلاث أساليب رئيسية تستخدمها الموساد للتجنيد( )،وهي : الجنس والمال والعاطفة. إن فكرة التجنيد لدى الموساد تشبة دحرجة صخرة من قمة تلة، اي الوقوف على رأس تله ودحرجة جلمود من هناك، وهذه هي الطريقة التي يتم بها تجنيد العملاء، يتم اخذ شخص وجعلة تدريجيا يقوم بشيء مخالف للقانون او الاخلاق حيث يتم دفعه منحدرا عن التلة، اي الايغال في العمالة والتورط مع المخابرات الاجنبية.
ثالثا- استغلال نقاط السيطرة لإدخال الاسلحة والمتفجرات لأعمال التخريب داخل البلد: -
ليس ثم فرق بين مجند تجسسيا لصالح العدو وبين رجل شرطة مهمل او مرتشي في أحد نقاط السيطرة يسمح مرور المركبات دون تفتيشها كما هو مفروض في واجبه وخاصة عندما تكون نقطة السيطرة هذه حدودية، حدود دولية، او حدود محافظات مداخل المحافظات الرئيسية فكلاهما المجند الصالح للمخابرات الاجنبية والمهمل او المرتشي يسمحان او يغضان النظر من دخول الاسلحة والمتفجرات الى داخل البلد وفي ذلك ضرر على الامن القومي للبلد والامن العام كذلك. ان تقديم مثل هذه الخدمات لقاء رشوة او عطية تافهة يعد اخلالا جسيما بواجبات الوظيفة وليس هناك من مجال للنية الحسنة ولابد من توعية رجال الشرطة بذلك اذ ان الواجب هو الواجب ولابد من تنفيذه بحذافيره وبكل امانه ودقة واخلاص..
رابعا - حرق وتدمير او تفجير الدوائر المسؤول رجل الشرطة عن العمل فيها او حمايتها: -
تحتوي الكثير من دوائر الشرطة على مستمسكات ووثائق مهمة في اثبات المواطنة. كما في دوائر الجنسية او الحراسة على دوائر ذات علاقة بأمن البلد واقتصاده وسمعته بشكل عام. كما في وزارات الدولة الاخرى ومحطات الكهرباء والمؤسسات الامنية او الاقتصادية او الاجتماعية.
لذا فان تعريض هذه الاماكن للتخريب او الاهمال الذي ينتج عن حريق او تدمير انما يعد خدمة لأهداف سياسية لقوى معادية للبلد. سواء قصد ذلك رجل الشرطة ام لا. ان مجرد اهمال رجل الشرطة في الحراسة قد يستغلها اي عنصر معادي ويقوم بوضع مادة متفجرة او بإشعال النار (الصادرة من الجهات الاعلى. سواء من قبل الحراس او الامرين او المفتشين القائمين عليهم.

خامسا - تهريب ثروات البلد الاقتصادية الى الخارج في محاولة لإلحاق الضرر باقتصاد البلد: -التهريب جريمة نصت عليها القوانين العقابية. والتهاون فيه يلحق ضررا. وقد نهب المحتلين الكثير من اثار بلدنا كمسلة حمورابي وغيرها. وقد يقع التهريب على الثروة الحيوانية. وقد يقع على تهريب النفط وقد يقع على تهريب العملات الصعبة وقد يقع على بعض – وسائل البنية التحتية للبلد كأسلاك الكهرباء لتهريب النحاس الى الخارج او تهريب محولات كهرباء يمر من خلال نقاط السيطرة او من خلال المساحات الحدودية الشاسعة التي تفصل بين العراق والدول المجاورة لذلك فان الكثير من المهربين يعرضون على رجال الشرطة حصصا نقدية كبيرة لقاء تغاضية عن عمليات التهريب. قبول رجال الشرطة بذلك والتستر على المهربين يعني تقديم خدمة للأعداء لتنفيذ مخططاتهم في النيل من العراق. وبذلك فيتم حصول خرق في الجانب الامني السياسي لرجل الشرطة.
سادسا: - نشر العملات المزورة في الاسواق المحلية لغرض اضعاف الثقة في العملة الوطنية وهدم الاقتصاد الوطني: - وذلك بطرح عملات ورقية مزورة. الهدف منها اضعاف العملة الوطنية. ان متابعة مروجيها الذين لديهم ارتباطات بجهات اجنبية او بعصابات يعتبر واجبا وطنيا. في حين ان التغاضي عن ذلك او قبول مبلغ معين كرشوة السكوت وعدم المتابعة فان ذلك يعد خيانة خاصة.
سابعا – تجارة المخدرات ونتائجها المروعة اجتماعيا( ):- تعتبر المتفجرات من الآفات الاجتماعية الخطيرة ، وان التقارير المحلية تشير الى انتشار المخدرات بشكل كبير في المحافظات الجنوبية، ان انتشار المقاهي الخاصة بالشباب والتي تستخدم لتعاطي حبوب الهلوسة والمخدرات ، ان استمرار نمو وتطور هذه الظاهرة يشير الى القصور الواضح في وسائل المكافحة ،ورغم عدم توفر بيانات عن تورط بعض المنتسبين في التعاطي ، فان استمرار الظاهرة يطرح سبب عدم استئصالها ، وعند قيام رجل الشرطة بتعاطي المخدرات سيفتح ثغرة في الحصانة الامنية ونظرا لان العراق ليس بلدا لزراعة المخدرات فان المخدرات تدخل للعراق من البلدان المجاورة .
ثامنا – الترويج للأفلام الاباحية: لم تعد الاقراص الاباحية التي تباع في الاماكن العامة وحدها اداة لتفكيك القيم والعادات والتقاليد في المجتمع العراقي حيث تعمل على نشر الرذيلة والفساد وهي قد تكون من ورائها مافيات خاصة تعمل على استيرادها وتوزيعها، لا بد من عدم التهاون مع مثل هذه الاعمال، واتخاذ الاجراءات القانونية بحق حائزيها ومتداوليها.

تاسعا- نشر الدعارة والاتجار بالرقيق الابيض والاعضاء البشرية:
يقول الرسول محمد (ص)( )،" انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق "
يقول الشاعر احمد شوقي
انما الامم الاخلاق ما بقيت فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
ان تفكيك القيم الاجتماعية ، من خلال نشر الدعارة او استهداف فئة الشابات من الفتيات لأغراض التهريب الى خارج البلاد ومن ثم استعبادهن جنسيا مقابل مبالغ ضخمة، يؤثر على سمعة البلاد ، وما قامت به عصابات داعش من الاتجار بالفتيات الايزيديات خير مثال على ذلك ، لقد كان اغراء داعش للعديد ممن ضللهم واعترافهم بانهم كانوا يتصورون انهم سوف يتزوجوا الكثير من النساء ، ولقد اعترف بعض افراد داعش بانه اغتصب اكثر من مئتي فتاة ، ان هذه الاعمال لا ترضي الله وضرورة الانتباه الى الاغراض المبيتة خلف ذلك من تدمير البلد والاساءة لقيمه وعاداته وتقاليده وحضارته .
9- وسائل واساليب التحصن ضد الانحراف:
ان للتحصين الامني وسائل تسعى لوقاية رجل الشرطة ولضمان تحصينه من الانحراف ويمكن اجمال هذه الوسائل بما يلي:
أ‌- تعزيز الايمان بالله ومخافته.
ب‌- تعزيز روح المواطنة والولاء للوطن.
ت‌- التوعية الامنية المستمرة بنتائج الخروقات الامنية ونتائجها السلبية.
ث‌- معالجة الحاجات الخاصة برجل الشرطة.
ج‌- التثقيف على قواعد السلوك الوظيفي لرجل الشرطة وطباعتها وتوزيعها للجميع.
ح‌- تعزيز قيم الفداء والتضحية والقدوات الحسنة في النزاهة والشجاعة والبطولة
خ‌- التشجيع على الثقافة وطبع الكتاب الامني وتداوله بين رجال الشرطة.
د‌- تنشيط دور الجهات الرقابية في مكافحة الفساد ومعالجة عوامله.
ذ‌- تسليم الوظائف القيادية وفقا لمعايير النزاهة والادارة الكفؤة.
ر‌- تقديم الحماية القانونية والامنية والحماية من الفصول العشائرية لمن يتعرضون لها بسبب اداء الواجب.
ز‌- اخضاع القبول في قوى الامن الداخلي لمعايير دقيقة تستند الى التفوق الدراسي والاخلاق والنزاهة والسمعة العائلية والاخلاص للوطن.
وفيما يلي شرحا لاهم المقترحات السابقة:
أ‌- تعزيز الايمان بالله ومخافته: ويتطلب ذلك ان ان يعزز رجل الشرطة الايمان بالله وان يعمل على تنفيذ ما وصى به الله المؤمنين من الصبر والعمل الصالح والعدل والاحسان وخشية الله:
اولا- الايمان والعمل الصالح: حيث قال الله تعالى في سورة النحل الآية 97" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)، وعندما سئل رسول الله (ص) "يا رسول الله ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إن لم تره فإنَّه يراك" فالانضباط الحقيقي للإنسان ان تعبد الله كأنك تراه.
ومن يؤمن بالله ايمانا حقيقيا فأن رزقه الكريم يأتيه من الله ولا يظلم ويبشره الله بالجنة
ثانيا- الصبر: للصبر مزايا كثيرة:
1) الصابر يحبه الله. قال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} الأمور التي تعين على الصبر: * معرفة أن الحياة الدنيا زائلة لا دوام فيها. * معرفة الإنسـان أنه ملْكُ لله -تعالى- أولا وأخيرًا، وأن مصيره إلى الله تعالى. * التيقن بحسن الجزاء عند الله،
2) ان الصبر على الشدائد هو امتحان للمؤمن.
ثالثا- الرزق –المادة -: على رجل الشرطة الصبر على العيش او الرزق قل او كثر فأن الرزاق هو الله. وان يؤمن ب-
1) سورة النحل الآية 71" وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71).
2) ان الله ينزل الرزق بقدر كي لا يبغي العباد في الأرض الشورى (27): وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ولكن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27).
لذا على رجل الشرطة ان يكون قنوعا برزقه ولا ينظر لمن هو اعلى منه في الرزق، فكيف عندما يكون اقل راتب فوق المليون ويرتشي البعض.

ويقول الشاعر:
اقنع بالقليل تحيا غنيا ان من يطلب الكثير فقير
ان خبز الشعير بالملح لمـن يبغي النجاة كثير

رابعا- ان الله لا يظلم العباد وان ما يصيب الانسان هو نتاج عمله:
1) ان الله لا يظلم أحدا، حيث قال الله تعالى في سورة يونس الآية 44 "ان الله لا يظلم الناس ولكن الناس أنفسهم يظلمون "
2) ان الانسان يجازى على السيئة بمثلها حيث قال الله تعالى في سورة غافر "من عمل سيئة لا يجزى الا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب "
3) ان الانسان الذي يعمل صالحا يدخل الجنة.
4) ان الانسان الذي يعمل صالحا يرزق بغير حساب.
5) ان الحسنات تضاعف، حيث قال الله تعالى "ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها".
6) ان الله "لا يكلف نفسا الا وسعها ".
ويقول الشاعر:
من مشى مشية تيه ونسى ما كان فيه
وتردى بـــــــرداء ما ترداه ابيــــــــه
سوف يأتيه زمان يتمنى الموت فيه
خامسا-ان الله يستجيب للمؤمن إذا دعاه وذلك:
1) ان الله يجيب المضطر إذا دعاه، حيث قال الله تعالى في سورة النمل الآية 62:"امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ".
2) ان الله يطلب ان تدعوه ليستجيب لك حيث قال الله تعالى في سورة غافر الآية 60:"وقال ربكم ادعوني استجب لكم ".
3) ان الله قريب ويجيب دعوة الداع إذا دعاه.... حيث قال الله تعالى في سورة البقرة الآية 286" وإذا سألك عبادي عني فأني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان".
4) ان الله هو الضار وهو النافع حيث قال الله تعالى في سورة يونس الآية 107 " وأن يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله
سادسا - خشية الله:
على الانسان ان يخشى الله ولا يخشى الناس حيث قال الله تعالى " فلا تخشوا الناس واخشوني "، لذلك على رجل الشرطة ان يضع الحق نصب عينيه ولا يأخذه في الحق لومة لائم، لأن الله قادر على ضر الانسان او نفعه معاقبته او مكافئته.
سابعا- التزام العدل: يأمر الله بالعدل، وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل، ان الظلم نتائجه ليست جيدة وان الله لا يحب الظالمين.
يقول الشاعر:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم اخره يأتيك بالنـــــدم
تنام عينيك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
وما من يد الا ويد الله فوقها وما من ظالم الا وسيبلى بأظلم
ب‌- تعزيز روح المواطنة والولاء للوطن:
(المواطنة (بالفرنسية:( ) Citoyenneté "تعني الفرد الذي يتمتع بعضوية بلد ما، ويستحق بذلك ما ترتبه تلك العضوية من امتيازات. وفي معناها السياسي، تُشير المواطنة إلى الحقوق التي تكفلها الدولة لمن يحمل جنسيتها، والالتزامات التي تفرضها عليه؛ أو قد تعني مشاركة الفرد في أمور وطنه، وما يشعره بالانتماء إليه."
او تعرّف بانها( )" الصفة التي تُمنح للمواطن والتي تتحدد بموجبها عدة أمور منها؛ الحقوق، والواجبات ومن هنا فإن للمواطنة خصوصيّة ليست لأي صفة أخرى، فهي تتضمن انتماء المواطن لوطنه النابع من حبه له، وخدمته له في كافة الأوقات والأحيان، واحترام المواطنين الآخرين الذين يعيشون معه على الأرض ذاته........ فكل المواطنين الذين يعيشون على أرض الدولة هم شركاء في المغنم والمغرم، ولا مجال إلا للعمل المشترك من اجل البناء والعطاء".
فعلى رجل الشرطة ان يفهم انه ليس فوق الاخرين وان السلطة الممنوحة له والتي بضمنها (7) حالات يستطيع بها استخدام سلاحه للقتل وذلك بموجب قانون واجبات رجل الشرطة رقم 176 لسنة 1980 لم تعطى لأكبر مسؤول في الدولة، وان هذه السلطات والصلاحيات انما فوضها الشعب له من اجل حمايته (اي حماية الشعب) وليس من اجل التكبر والكبرياء او التعالي على ابناء الشعب. فالأموال التي يتقاضاها العاملون في الاجهزة الامنية انما تستقطع من خزينة الدولة وهي اموال العراقيين كلهم ولكنها تعطى لرجال الامن كأجور خدمات امنية ، عليه ان يؤديها بكل كفاءه وتفاني ،فلا يجوز له بالتالي التعامل بفوقية وعنجهية مع ابناء الشعب فالشعب خوله هذه الصلاحيات للأغراض المحددة بموجب القانون من حماية ارواح الناس وممتلكاتهم ومصالح الدولة وانه مواطن له ما للأخرين من حقوق وواجبات ولا يشعر ولو للحظة واحدة انه اعلى منهم فيضطهد هم وانه اذا قصر في اداء واجباته و لم يحاسبه آمره فأن الله سبحانه وتعالى ليس بغافلا عنه وانه يراه ويعد انفاسه وقوله تعالى في سورة الصافات الآية 24 ‏:‏ ‏{‏وقفوهم إنهم مسؤولون‏}‏ أي قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم، التي صدرت عنهم في الدار الدنيا. قال ابن عباس‏:‏ يعني احبسوهم إنهم محاسبون( ).فعليه العمل وفقا لما يلي :
اولا- العمل وفق مبدأ المواطنة، والولاء للوطن، والشعور بانه مخول من المواطنين للدفاع عنهم وليس سيفا مسلطا على رقابهم.
ثانيا- التأكيد على احترام المواطن طالما انه لم يرتكب جريمة ، ومعاملة المواطن مرتكب الجريمة على انه برئ حتى تثبت ادانته ( المتهم برئ حتى تثبت ادانته ) ان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في المادة 11منه ينص "كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئاً إلى أن تثبت إدانته قانوناً بمحاكمة علنية تؤمن له فيها الضمانات الضرورية للدفاع عنه"( ). كذلك المادة 19 البند خامسا من الدستور العراقي النافذ" المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية عادلة، ولا يحاكم المتهم عن التهمة ذاتها مرة أخرى بعد الافراج عنه إلا اذا ظهرت ادلة جديدة" .كذلك فان المادة 14 من الدستور تنص " العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الاصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي" .كما ان البند اولا من المادة 37 من الدستور تنص على ان " حرية الانسان وكرامته مصونة" والبند ثالثا من نفس المادة ينص على " يحرم جميع انواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير الانسانية، ولا عبرة بأي اعتراف انتزع بالإكراه أو التهديد أو التعذيب، وللمتضرر المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي اصابه، وفقاً للقانون".
ت‌- التثقيف والتوعية المستمرة بنتائج الخروقات الامنية والاجتماعية:
لا بد ان تمارس اجهزة الشرطة دورا تثقيفيا على مستوى الفرد والعائلة والمجتمع، من اجل خلق البيئة الامنة النظيفة، فانحراف الفرد في المجتمع ربما ينتج عنه ضررا كبيرا للوطن وللعائلة، مما يتطلب من رجل الامن ان يقوم بدور ارشادي من خلال موقعه الوظيفي والتنسيق مع الجامعات والمعاهد والمدارس وغيرها من مؤسسات الضبط الاجتماعي في تربية الجيل الشبابي ووقايته من الجريمة عبر بيان مسبباتها ومخاطرها ونتائجها السلبية تجاه الفرد والمجتمع. وفي مجال الاسرة يكون له نفس الدور، فالتفكك الاسري يؤدي لتشتت افراد الاسرة وحصول ظواهر التسول والجريمة فأما ان يكون افراد الاسرة المفككة ضحايا للجريمة او متهمين. ناهيك عن الالاف من الايتام وضحايا الحرب مما يتطلب من رجال الشرطة ان يكونوا على درجة عالية من المهنية وضبط النفس والسمو بها فوق الشبهات والانحرافات.
ان الخروقات الامنية التي يمكن ان تحصل على صعيد الواجب كمرور عجلة مفخخة من نقاط السيطرات يمكن ان تودي بحياة العشرات من الشهداء والجرحى، ومليارات الدنانير من الاضرار المادية، عدا النتائج المعنوية والاثار الاجتماعية التي لا تقدر بثمن التي تتخلف في العشرات من اسر الضحايا.
ث‌- معالجة الحاجات الخاصة برجل الشرطة:
تؤثر الحاجات في السلوك الاداري لأي موظف في الدولة، ورجل الشرطة هو احد موظفي الدولة، وقد عجز علماء الادارة في حصر تلك الحاجات في قائمة معينة نظرا لتجددها وتطورها مع الزمن، فقد ظهرت قديما الثلاجات والمبردات واجهزة التلفاز ...الخ، والان ظهرت اجهزة التكييف المركزية والحاسبات الالكترونية والهواتف الخلوية والسيارات الحديثة ...الخ التي تجعل العالم قرية صغيرة، ولا نعرف ماذا سيحصل في المستقبل اذا علمنا ان احد الاثرياء سافر بمكوك فضائي الى الفضاء بمئات الملايين من الدولارات. لكنا لا نذهب بعيدا في تصنيف حاجات رجل الشرطة ونعود الى تصنيف بعض الحاجات الاساسية حسب تصنيف علماء الادارة( ) الى الاتي:
اولا- الحاجة الفسيولوجية :وتتعلق بكل ما يحافظ على نمو الجسم وضمان الحياة فيه كالحاجة الى المأكل والملبس والمشرب والمأوى والهواء والدواء ، وتعتبر هذه الحاجة ام الحاجات ويبين القانون المدني على ان الحاجة ملجئه وللإمام علي (ع) " لا تعجبن لجائع سل سيفه" كما ان نظرية القوة القاهرة وتعريفها ( )" القوة القاهرة هي كل أمر لا يستطيع الانسان ان يتوقعه، كالظواهر الطبيعية )الفيضانات والجفاف، والعواصف والحرائق والجراد) وغارات العدو وفعل السلطة ، ويكون من شأنه أن يجعل الالتزام مستحيلا “هذه القوة القاهرة تجعل الانسان يسلك سلوكا غير طبيعيا ، وتعالج الحاجة الفسيولوجية ضمن مسألة الرواتب والاجور ، وتعتبر الرواتب والاجور لمنتسبي الشرطة جيدة ومجزية اثناء الخدمة ، لذلك فالعجب كل العجب لرجل شرطة يمد يده الى المال الحرام او يطالب بالرشوة ، ونقترح في هذا المجال ان يقوم صندوق شهداء الشرطة ببناء احياء لمنتسبي الشرطة من خلال بناء دور واطئة الكلفة لضباط ومنتسبي الشرطة ، وبأرباح قليلة ليحل ازمة السكن او استيراد سيارات بدون ضرائب ومن خلال استقطاع اقساط شهرية ممن يحتاجون لهذه الدور والسيارات .
ثانيا- الحاجة الاجتماعية: ان الانسان اجتماعي بالفطرة ويميل بطبيعته للاجتماع والتآلف الذي يظهر لجميع الناس من خلال الجمعيات والمقاهي والنوادي والمنظمات الشعبية.
ان الكثير من الامراض النفسية كالجنون والشعور بالعظمة والكآبة تتأتى من الحالات الاجتماعية، لذلك يتطلب الحال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لذلك فهنالك حاجة لتحليل شخصية رجل الشرطة وتقسم الشخصية الاجتماعية الى:
1) شخصية اجتماعية منفتحة:
أ‌) بتطرف: لا يعين بوظيفة علاقات عامة لأنه يفسدها.
ب‌) طبيعيا: يصلح لجميع الوظائف.
2) شخصية اجتماعية انطوائية: -
أ‌) بتطرف: لا يصلح للوظيفة ويتطلب المعالجة.
ب‌) طبيعيا: يصلح لوظائف تتطلب تركيز ذهني كموظف حسابات او تدقيق لكنه لا يصلح موظف استعلامات. (العالم اديسون كان انطوائي طبيعي).
ان الحاجة الاجتماعية تقتضي مراقبة الفرد بعد تعيينه لتقويم اعوجاجاته النفسية.
3) الحاجة الانانية: ان الحاجة الاجتماعية تعبر عن حاجة الفرد الى المجتمع اما الحاجة الانانية فهي تمثل حاجة الفرد مع نفسه، وهذه من الصعوبة كشفها فهي نفسية مستورة. كيف انظر الى الناس؟ وكيف ينظرون الي؟ وكيف انظر انا الى نفسي؟ إذا اجاب كل شخص على السؤال: من انا؟ وهي تتجلى بمقدار ما يحترم الرئيس لمرؤوسه. ان فهم هذه العوامل الثلاثة في سلوك الانسان امر في غاية الاهمية وموازنة هذه الحاجات قدر الامكان يمكن ان يوفر في سلوك الافراد ويقلل فرص الانحراف.
ج‌- التثقيف على قواعد السلوك الوظيفي لرجل الشرطة وطباعتها وتوزيعها للجميع:
ان قواعد السلوك الوظيفي تحدد الاسس والضوابط التي يجب ان يسير عليها رجل الشرطة وفي مقدمتها قواعد الاحترام والانضباط وعدم تناول المسكرات او (الكبسلة) اثناء الواجب، وعدم الانتماء للتنظيمات الحزبية وحماية صحة الموقوفين والمحتجزين ومنع التعذيب في التحقيق والامتناع عن الرشوة والفساد الوظيفي ومعاملة المواطنين بالاحترام المطلوب والتقيد باستخدام القوة بالقدر اللازم ...الخ. الا انه يلاحظ عدم اطلاع نسب ربما تتجاوز 90% على هذه القواعد ولم تطبع وتوزع ولم يراقب التقيد بها من قبل الجهات الرقابية وفي ذلك خلل كبير يفسح المجال للكثير من رجال الشرطة للانحراف وما يتبع ذلك من اداء سلبي.
ح‌- تعزيز قيم الفداء والتضحية والقدوات الحسنة في النزاهة والشجاعة والبطولة:
يقول مسلم بن الوليد الأنصاري في وصف الجواد:
يجُودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الجَوادُ بِها والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُود
يضحي الكثير من رجال الشرطة بحياتهم، وقسم اخر بجزء من جسده فداء للوطن، ان الاهتمام بالتضحية والفداء، والاهتمام بعوائل الشهداء والجرحى وتكريمهم بما يليق وتضحياتهم، واشاعة مفهوم التضحية والفداء في سبيل الوطن، سوف يجعل رجل الشرطة يضحي في سبيل وطنه غير مباليا بمن هم وراءه لأنه مقتنع ان هنالك من يرعاهم بعد الله (جل جلاله). والعكس يولد الاحجام عن التضحية خشية المصير المجهول الذي ربما يجابه عائلته.
خ‌- التشجيع على الثقافة وطبع الكتاب الامني وتداوله بين رجال الشرطة:
ان من اهم العوامل التي تجابه رجل الشرطة في العمل، هي ابتعاد معظم رجال الشرطة عن الثقافة وقراءة الكتاب الامني، ففي عنصر بشري يزيد على 600 ألف رجل شرطة لا يوجد الا عدد محدود من حملة شهادات الماجستير والدكتوراه، ومع وجود نسبة لا باس بها من حملة البكالوريوس، نجد شحة في تأليف واعداد الكتاب الامني وان وجد فلا توجد رغبة في اقتنائه، كما لا يجد الكتاب الامني تشجيعا او دعما يذكر. ان تكون مسؤولية رجال الشرطة التصدي للجريمة ومكافحة الارهاب والحفاظ على حياة الناس ويعزفون عن الاطلاع على المطبوعات التي تتناول مفهوم الامن او الارهاب او العمل الشرطي، فذلك مؤشر سلبي يتطلب تشجيع القيادات على طباعة الكتاب الامني والتشجيع على اقتناءه من المعنيين بالحفاظ على الامن، فبدون تطوير القدرات الذهنية والعملية تقل كفاءة الاداء وتتدنى الخدمات الامنية. وبدون التشجيع على تأليف واعداد الكتاب الامني نفقد جانبا مهما من جوانب كفاءة الاداء.
د‌- تنشيط دور الجهات الرقابية في مكافحة الفساد ومعالجة عوامله: وهذا يتطلب من الجهات الرقابية إضافة الى محاربة الفساد الاداري والمالي ان:
اولا- التأكد من تطبيق احكام الدستور كمنع التعذيب او عدم تفتيش بيوت المواطنين دون امر قضائي ...الخ.
ثانيا – التأكد من تطبيق قواعد السلوك الوظيفي كاملة.
ثالثا- متابعة الاثراء الفاحش لبعض الضباط والمنتسبين وفقا لمبدأ من اين لك هذا؟ .
رابعا- القيام بندوات للتوعية عن مخاطر واضرار ونتائج الفساد المالي والاجتماعي على الفرد والمجتمع.
خامسا- متابعة تنفيذ القرارات الصادرة من المقرات العامة بالنقل، وتفهم ظروف من يطلب النقل وتقديم توصية بهم لقطع دابر الوساطات او المطالبة بالرشاوى مقابل النقل او الانفكاك وغيره
ذ‌- تسليم الوظائف القيادية وفقا لمعايير النزاهة والمهنية والادارة الكفؤة: ان الوحدة بآمرها وبذلك فأن تسليم القيادات الى عناصر كفؤة ومخلصة ونزيهة ومهنية سيخلق كل مقومات مكافحة الفساد ويرتقي بمستوى الاداء الى اعلى ما يمكن. كذلك الحال في اختيار المستشارين والخبراء، بعيدا عن اية اعتبارات اخرى.
ر‌- تقديم الحماية القانونية والامنية من الفصول العشائرية لمن يتعرضون لها بسبب اداء الواجب : يعاني البعض من رجال الشرطة ضباطا ومنتسبين من الملاحقات العشائرية ، وتشير المعلومات المستقاة من بعض الضباط اثناء القاء المحاضرات ان البعض منهم دفع عشرات الملايين لفصل متهم مطلوب بقتل اثناء الواجب ، اضافة الى تعرضهم للتوقيف لفترات طويلة ، ونرى ان تنامي ظاهرة الفصول مع ضباط ومنتسبي الشرطة ستحد من كفاءة الاداء وتؤدي لامتناع رجل الشرطة عن التدخل المباشر في جرائم القتول او الخطف ، وعند استطلاع راي (50) من الضباط في استعدادهم لقتل شخصا يخطف احدا امامهم وقتله وفقا للصلاحية الممنوحة بقانون واجبات رجل الشرطة رقم 176 لسنة 1980، (1) فقط من (50) وافق على اطلاق النار وتخليص المخطوف ولدى الاستفسار عن السبب بيّن الضباط خوفهم من الملاحقات العشائرية والقانونية .الامر الذي يتطلب توفير الحماية بشكل ملموس من الملاحقات العشائرية ، وافهام رجال الشرطة على كيفية استخدام صلاحياتهم بالشكل الصحيح للحيلولة دون تعرضهم للمسالة القانونية وتكثيف التدريب في هذا الجانب .
ز‌- اخضاع القبول في قوى الامن الداخلي لمعايير دقيقة تستند الى التفوق الدراسي والاخلاق والنزاهة والسمعة العائلية والاخلاص للوطن :ان تنامي ظواهر قلة الضبط لدى الكثير من منتسبي الشرطة ومثال ذلك في بعض افراد السيطرات الذين نتعامل معهم اثناء مرورنا بها والناتج عن اختيار بعض العناصر غير المؤهلة ،اضافة لضعف التدريب في هذا الجانب وقد ظهرت اخيرا مصطلحات ينادى بها الضابط الاعلى مثل (باشا) او (حاج) ، وتحدي الامرين بعبارات في بعض السيطرات من قبل بعض الضباط او المنتسبين ، (مثل لواء على نفسك ) او (فريق على نفسك) وذلك عند اعلامه برتبتك في نقطة السيطرة دون ابداء اي مراسيم للاحترام، حتى اصبح عدم ابراز الهوية خشية من التعرض لما لا يليق فاذا كان هذا تعاملهم مع كبار الضباط فكيف يكون تعاملهم مع الضباط الاقل رتبة وكيف يكون تعاملهم مع المواطنين . وذلك يتطلب التدريب على مفاهيم الضبط والربط المسلكي واتخاذ أقسى العقوبات بحق المسيئين منهم وابراز مثل هذه السلوكيات المنحرفة ومعالجتها من اجل ايجاد شرطة تطبق شعار الشرطة في خدمة الشعب على اتم وجه وبأكمل صورة.



#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)       Waleed_Khalefa_Hadawe#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا الى اين والتعايش معها كالتعايش مع اسد جائع في قفص مغل ...
- (رؤية امنية لتفعيل دور وزارة الداخلية)
- داعش و العبث بالأمن والفرصة الأخيرة للحكومة الانتقالية
- محنة العلم والكتاب في بلدي
- كورونا .... الفايروس الإرهابي ... لا تستهينوا به ويوم 5/5 يو ...
- مقارنة معدل عدد المصابين بفايروس كورونا لكل مليون نسمة في دو ...
- شدو الاحزمة بعد وباء كورنا.... الوباء المالي قادم
- قراءة إحصائية لنسب الوفيات لكل 100 حالة متعافي في جائحة كورو ...
- كورونا....ورفع اسعار المواد الغذائية
- رفقا بالمرضى يانقابة صيادلة العراق
- كورونا ........ليست لعبة بوبجي
- كورونا وعباد الله في العراق
- محمد توفيق علاوي والمهمة المستحيلة
- العراق ليس ميدانا للقتال والصراع الدولي
- العجز المرعب في ميزانية 2020 والمستقبل المجهول للعراق في ضل ...
- الشعب هو الكتلة الأكبر
- علم العراق رمز البحث عن الهوية
- الغاء مكاتب المفتشين العموميين خطوة بالاتجاه الصحيح
- اجراءات منع التجوال
- تصاعد نسب الطلاق هل هو من علامات قيام الساعة


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - وليد خليفة هداوي الخولاني - الحصانة الامنية لرجل الشرطة ضد الفسادوالاختراق