أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد عبو - بيداغوجيا الدرس الفلسفي














المزيد.....

بيداغوجيا الدرس الفلسفي


محمد عبو

الحوار المتمدن-العدد: 6717 - 2020 / 10 / 28 - 17:51
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تبلورت المقاربة بالكفايات على أنقاض بيداغوجيا الأهداف، التي كانت معتمدة منذ السبعينات من القرن الماضي، إلى حدود ظهور العيوب والنواقص التي نجمت عن الاشتغال بها، فهي تقوم أساس على صياغة أهداف إجرائية يجب أن يمتلكها التلميذ، دون مراعاة الفوارق بين المتعلمين أو حتى دون الانتباه إلى مدى تحصيلهم الدراسي، لأن التحصيل الدراسي في بيداغوجيا الأهداف مرتبط بالامتحانات والاختبارات، ففيه يعرف التلميذ مدى تحقيقه الأهداف المسطرة.
على إثر ذلك ظهرت الثورة على بيداغوجيا الأهداف من داخلها أولا، أي من منظريها وروادها، ككانييه مثلا،الذي دعا إلى تجاوز مفهوم الهدف الإجرائي بمعناه الضيق إلى مفهوم القدرة الفابلة للتطور والتطور.
اعتمادا على هذا المدخل البسيط لابد من توضيح مسألة في بالغ الأهمية، ألا وهي الاعتقاد الراسخ لدى البعض في كون المقاربة بالكفايات ضد أو متجاوزة لبيداغوجيا الأهداف، بحيث أن الأصح هو أن المقاربتين مختلفتين وليستا متناقضتين،. إذ أن المقاربة بالكفايات هي وليدة بيداغوجيا الأهداف، كما أنها تعتمدها إضافة إلى اعتمادها على الذكاءات المتعددة كنظرية، وعلم النفس الفارقي كمرجعية نظرية.
وقد يخلط البعض بين الأهداف كبيداغوجيا والكفايات كمقاربة، وهو خلط تنتج عنه انعكاسات تربوية خطيرة، تظهر على مستوى التدبير والتخطيط للدرس، فعلى الرغم من أن المقاربة بالكفايات تعتمد الأهداف كمرجعية نظرية، فهذا لا يعني أنها تعتمدها كنسق وإنما كأساوب مساعد في العملية التعليمية التعلمية.
تقوم المقاربة بالكفايات في مادة الفلسفة على ثلاثة لحظات أساسية هي المفهمة والأشكلة والمحاجة، قصد تتويج ذلك بكفاية أساسية هي الكتابة الفلسفية، لذلك لا يمكن للمدرس في هذه المادة التي تتطلب النقاش الفكري الحر، أن يشتغل ببيداغوجيا الأهداف التي يمكن اختزالهنا في الشحن والإلقاء والتي ترى المتعلم مجرد مستقبل سلبي، يتلقى المعارف فقط، أما الكفايات كمقاربة فتنظر إلى المتعلم كمتفاعل نشط يقوم المدرس بتوجيهه وإرشاده إلى بناء المعارف.
إن بيداغوجيا الأهداف لا تمنح للتلميذ وقتا لمي يتفاعل أو يتساءل أو يبني معارفه، ذلك أن كل الوقت مخصص للمدرس الآلة الذي يلقي الدرس، في حين أن المقاربة بالكفايات تعمل على توزيع زمن التعلم والتعليم بين المدرس والتلميذ، فنجذ في الجذاذة حيزا لأنشطة المدرس، وحيزا آخر لأنشطة المتعلم.
إن إحصاء إيجابيات ومميزات المقاربة بالكفايات، قد يلزمه كتاب بأكمله، لذا سنختصر ما أمكن بعض نتائج اعتماد هذه المقاربة على الممارسة التعليمية للمدرس، وأول ما نشير إليه هو نظرة هذه المقاربة، وبالتالي نظرة المدرس المشتغل بها إلى المتعلم، إذ تراه متعلما نشيطا، مساهما في بناء المعارف، وهذا ما يدفع المدرس إلى اعتبار نفسه مساعدا في بناء المعرفة، كما أن المتعلم هو قلب العملية التعليمية التعلمية، أضف إلى ذلك أنه من مبادئ السوسيوبنائية التي تعتمدها المقاربة بالكفايات كسند ومرجعية، أن المعرفة مبناة وليست معطاة، وأنها ليست ثابتة لذلك لابد من استخدام النقد، ومن مبادئها أيضا أن التعلم يحصل في وضعية تعلمية سياقية، (الصراع السوسيومعرفي: نظرية فيكوتسكي) فنظرية البناء هذه تجعل المتعلم هو الأساس إضافة إلى تفاعله مع أقرانه أو مع الراشدين، ويفحص معارفه التي بناها بنفسه، كما أن فيكوتسكي تحدث عن المنطقة المجاورة للنمو، التي يكون فيها الدور الأساسي للأقران، حيث يساهمون في بناء معارفهم بالتفاعل فيما بينهم، ومع الراشدين...
كل هذه النظريات والأفكار إن تشبع بها المدرس، سيكون هناك فرق لا محالة، وهكذا فالاشتغال بالكفايات تبصر ووعي تنتج عنه آثار إيجابية مهمة...
المصادر والمراجع المعتمدة
الخمار العلمي، مستقبل التربية والثقافة في المغرب، إديسيون بلوس، ط، 2015
El Khammar El Alami, Les Methamorphoses de l ecole, Edition plus, Edition 2019
التوجيهات التربوية لمادة الفلسفة 2007



#محمد_عبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهاج مادة الفسفة بين بيداغوجيا الأهداف والمقاربة بالكفايات
- الغايات الكبرى للتربية عند أوليفيي روبول
- ما أساس النظرية العلمية؟
- التعليم الأولي وكفاءات الطفل المبكرة
- السعادة تطور مفهوم
- في هوية الشخص


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد عبو - بيداغوجيا الدرس الفلسفي