أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - هل يوقف السودان الزحف التطبيعي العربي ..؟؟















المزيد.....

هل يوقف السودان الزحف التطبيعي العربي ..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6714 - 2020 / 10 / 25 - 20:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يميز السودان عن الإمارات والبحرين اللتان وقعتا اتفاقيتين تطبيعيتين مع دولة الإحتلال ،أن السودان دولة لديها ارث وتراث حزبي ومجتمعي ومؤسساتي وقوى نقابية...لديها وزن شعبي وجماهيري وحضور في الشارع السوداني،والسودان من الدول التي وقف شعبها دوما الى جانب شعب فلسطين ونظر الى قضيتها على انها قضية العرب الأولى،والسودان هو الذي احتضن القمة العربية في أغسطس1967،بعد هزيمة حزيران/1967،قمة اللاءات الثلاثة،لا صلح ولا مفاوضات ولا إعتراف،وفيها قال الزعيم الخالد عبد الناصر مقولته المشهورة " ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".
والتطبيع مع دولة الإحتلال الصهيوني الذي مهد له رئيس المجلس العسكري الإنتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان،تحت ضغوط إماراتية وسعودية،بلقاء مع رئيس وزراء الإحتلال في مدينة عنتيبة الأوغندية في 5/2/2020 ،والذي قال فيه البرهان بأنه لم يصاب بالرهبة عند مصافحة نتنياهو.
دولاب التطبيع لم يدر،حيث قوى وأحزاب سودانية ومؤسسات نقابية،قالت بأن مؤسسات الحكم الإنتقالية لا تعطي الحق للمجلس العسكري الإنتقالي في اتخاذ قرارات في القضايا الخلافية،ومنها التطبيع مع دولة الإحتلال .
من بعد لقاء البرهان نتنياهو ودوران عجلة التطبيع العلني على الجبهتين الإماراتية والبحرانية وتوقيع اتفاقيات ومعاهدات عدم إعتداء وعلاقات دبلوماسية،تصاعدت الضغوط على المجلس العسكري السوداني من قبل حلف التطبيع العربي ومن قبل أمريكا واسرائيل،من اجل توقيع معاهدة تطبيع سودانية – اسرائيلية،والهدف من هذه العملية،ليس فقط تقديم خدمة لترامب في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة التي لم يتبق عليها سوى أسبوع،أو تقديم خدمة لنتنياهو،لكي يخدم مصالحه الشخصية والإنتخابية،فما يجري أبعد من عملية سياسية،فالمطلوب إقامة تحالف امني – عسكري اسرائيلي مع عربان التطبيع ضد ايران ومحورها في المنطقة. رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك حاول أن يربط التوقيع على اتفاقية التطبيع ومعاهدة إنهاء ما يسمى بحالة الحرب بربط ذلك بمصادقة البرلمان السوداني عليها،ولكن حجم الضغوط الممارسة على السودان من قبل حلف التطبيع العربي وأمريكا واسرائيل، كبيرة جداً ودفعت المجلس العسكري للموافقة على إتفاقية التطبيع،تحت حجج وذرائع الأوضاع الصعبة المعيشية والإقتصادية التي يعيشها السودان الذي يبلغ حجم دينه الخارجي 60 مليار دولار،ونسبة تضخم بلغت الشهر الماضي 167%،ولكن توقيع اتفاقية التطبيع،مقابل فتات مالي 81 مليون دولار تقدمها امريكا كمساعدات للسودان،ودفع السعودية تعويضات بقيمة 335 مليون دولار عن السودان كتعويض للعائلات الأمريكية نتيجة الهجمات على سفارتيها في كينيا وتنزانيا،لا يبرر الإرتماء في احضان دولة الإحتلال والسقوط الأخلاقي والسياسي والإستراتيجي للمجلس العسكري وخيانة مصالح السودان وشعبه القومية،فإسرائيل هي المستفيد الأول من التطبيع مع السودان لجهة إستثمار أراضيه الزراعية وثروته الحيوانية والإستفادة من اجواء السودان في قضية السياحة،استخدام أجواء السودان لإختصار الجهد والوقت وتوفير المال في الطيران الى اثيوبيا وجنوب افريقيا وأمريكا اللاتينية ،والشيء الأهم لإسرائيل موقع السودان على شواطىء البحر الأحمر، وبما يمكنها من التحكم في حركة الرجال والسلاح والتجارات من الشمال الى الجنوب،وهذا مهم لها في ضبط تهريب السلاح الى قطاع غزة عبر خط السودان - مصر – قطاع غزة،وكذلك يمكن ذلك من عقد اتفاقيات أمنية،والقيام بعمليات أمنية مشتركة،ومنع دول معادية مثل ايران وتركيا من إقامة قواعد بحرية لها.
الجناح العسكري في المجلس الإنتقالي المرتبط بالسعودية والإمارات، الذي فرض التطبيع على السودان،دون موافقة الكثير من المكونات الأخرى قوى واحزاب ونقابات،دفع بالعديد من القوى والأحزاب للقيام بمظاهرات واحتجاجات شعبية،بل هدد الصادق المهدي زعيم حزب " الأمة" بسحب تأييده للمجلس العسكري الإنتقالي، ويبدو بأن هذا الإتفاق التطبيعي سيشكل حجر الرحى في تشكيل جبهة واسعة من القوى والأحزاب والنقابات السودانية الرافضة للتطبيع،والتي ترى بأن هذا التطبيع ليس له علاقة بالسلام،ولا في تحقيق مصالح الشعب السوداني ولا المصالح الوطنية للسودان،بل هو خضوع واستسلام مقابل فتات يعطى لعسكر من اجل استمرار سيطرته على الحكم وقمع الشعب السوداني،الجبهة المتشكلة من القوى والأحزاب والنقابات السودانية حزب الأمة وقوى اعلان الحرية والتغيير والحزب الشيوعي والنقابات وفي مقدمتها نقابة المحامين ...تقول بشكل واضح بان المجلس العسكري الإنتقالي لا يملك أي صلاحية في التقرير بشأن القضايا الخلافية،تطبيع علاقات مع الإحتلال الصهيوني,,,,ولذلك من الهام جداً العمل على مستوى عربي،لكي تتشكل جبهة واسعة من القوى والأحزاب والنقابات،تأخذ على عاتقها قبر التطبيع مع الإحتلال الصهيوني،وإعادة الصراع الى أسسه والبوصلة الى إتجاهها ....ولعل المثال الحاضر في الذهن لتشبيه ما يجري في السودان وما جرى في لبنان بعد الإجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982،وتشكيل حكومة عميلة في لبنان بقيادة المغدور بشير الجميل،حيث ان قوى المقاومة والقوى الوطنية والمجتمعية الحية في لبنان،قبرت اتفاق 17/ايار بعد عام واحد من توقيعه ...وهنا يستحضرني ما كتبه الروائي والأديب غسان كنفاني الذي اغتاله الموساد الصهيوني قبل 48 عاماً (ما هي معركة فلسطين بالنسبة للعرب في الروايات الصهيونية؟ انها بلا تردد ترف لا ضرورة له).
نعم ترف لا ضرورة له وتعبير عن فهم عميق لطبيعة النظام الرسمي العربي ....نظام يقول الآن ويبرر استسلامه بأننا قدمنا الكثير لفلسطين ولم نستفد شيئاً....هو تبرير للإستسلام،فالتطبيع ما منحه لمصر والأردن والسلطة الفلسطينية سيمنحه للمطبيعين العرب،المزيد من الذل والهوان ونهب خيرات وثروات شعوبهم وافقارها وتجويعها..والتحكم في أمنهم وسيادتهم والسيطرة على أرضهم وموانئهم وشواطئهم وممراتهم المائية.
فهل سيكون السودان حجر الرحى في تشكيل جبهة عربية واسعة توقف الزحف التطبيعي نحو العواصم العربية..؟؟؟هذا ما ستجيب عليه قادم الأيام،وهو يتوقف على القوى والأحزاب والنقابات والقوى الحية في العالم العربي،فهل هناك من يبادر ويعلق الجرس..؟؟

فلسطين – القدس المحتلة
25/10/2020



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مايسترو- التطبيع سيخرج للعلن
- جائحة -كورونا- ومخططات لفرض وقائع جديدة في البلدة القديمة وا ...
- القدس تُستباح ...وتعاني الخذلان
- هل سيكون لبنان ساحة التفجير للمنطقة..؟؟
- هل إلتف نتنياهو على المظاهرات بالإغلاق ..؟؟
- -اسرائيل- اخترقت حاجز الصد العربي...ما العمل ..؟؟؟
- خيار ونهج التطبيع العربي يتوسع ويتمدد
- التطبيع وجسوره الفلسطينية والعربية
- الزيارات الأمريكية للعديد من الدول العربية،هل تحقق أهدافها.. ...
- الأقصى ما زال في دائرة الإستهداف
- التطبيع العلني الإمارتي ....يعري النظام الرسمي العربي المنها ...
- نعم أبا ادهم المقدسي تكلم بحرقة وبصدق،وبيته يهدم بيديه
- لا حرب أهلية في اسرائيل...ونتنياهو  قد يسقط من بوابة جائحة - ...
- ما الجديد الذي حمله ويحمله العيد للمقدسيين..؟؟
- انهم يستهدفون الثقافة والهوية والرواية والوجود الفلسطيني
- هل سيكون آب لهاباً..؟؟
- الحرب على المؤسسات المقدسية مستمرة ومتواصلة
- الشهداء يعودون هذا الأسبوع
- الضم أقر من حيث المبدأ ...وخباثة أمريكية – اسرائيلية للتطبيق
- إنهم يغتالون فرحنا ويغتالون كل شيء جميل في حياتنا


المزيد.....




- ترامب يتوعد روسيا بعواقب وخيمة إذا لم يوافق بوتين على إنهاء ...
- محمد صلاح أو -الملك المصري-: كيف تحول صبي صغير إلى -رمز وطني ...
- دعما لغزة.. مناوشات وقنابل الغاز في فولوس خلال احتجاجات على ...
- حرائق غابات مستعرة في اليونان وسط انتشار سريع للنيران بسبب ا ...
- وفاة بشلل الأطفال في غزة تعيد القلق إلى سكان القطاع بعد عام ...
- بارقة أمل للعائلات المكتظة بالخيام.. شاحنة مياه تصل غزة وسط ...
- جوزاف عون يبلغ لاريجاني رفض لبنان أي تدخل خارجي في شؤونه
- على غرار -هند رجب-.. ناشطون يدعون المحامين العرب لملاحقة إسر ...
- بدرية طلبة تنفي اتهامات القتل وتجارة الأعضاء وتؤكد نيتها الل ...
- ضمن مجموعة -النساء الملهمات-.. دمية باربي جديدة لفينوس وليام ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - هل يوقف السودان الزحف التطبيعي العربي ..؟؟