أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - التطبيع وجسوره الفلسطينية والعربية















المزيد.....

التطبيع وجسوره الفلسطينية والعربية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 18:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحديث عن التطبيع،والذي يعني إقامة علاقات طبيعية في ظروف غير طبيعية مع دولة الإحتلال،سياسية،اقتصادية،امنية،استخبارية،ثقافية،تجارية،فنية ورياضية...الخ ،استمرار إحتلال الأراضي الفلسطينية والعربية،وهنا لا بد لنا من القول بأن التطبيع ما بين دولة الإحتلال والنظام الرسمي العربي دُشن بشكل فعلي بعد اتفاقية "كامب ديفيد" التي وقعها المغدور السادات مع دولة الإحتلال في 17/أيلول/1978،والتي جرى فيها استدخال ثقافة الهزيمة،حيث قال السادات بأن حرب تشرين 1973 آخر الحروب مع دولة الإحتلال،وبان اوراق الحل 99% منها بيد امريكا،وعلى الرغم من توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"،لكن التطبيع بقي في إطاره الرسمي السياسي،ولم يستطع ان يحقق اختراقات جدية على المستوى الشعبي الإجتماعي،وكل فرد له موقع في مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية،مثل فنانين،محامين،كتاب وصحافيين وغيرهم،كان يجري علاقات أو لقاءات تطبيعية مع دولة الإحتلال،كان يجرم ويطرد من المؤسسة او النقابة المنتمي اليها،وما ينطبق على اتفاقية "كامب ديفيد" المصرية،ينطبق على اتفاقية وادي عربه الأردنية مع دولة الإحتلال الموقعة في 26/أيلول 1994،حيث بقي التطبيع في إطارן الفوقي السياسي،ولم ينفذ الى المستوى الشعبي المجتمعي، ولكن مع توقيع اتفاقية أوسلو الكارثة في أيلول/1994 ،كان أوسلو الكارثة بمثابة القاطرة للتطبيع العربي الرسمي العلني مع دولة الإحتلال،حيث شكلت السلطة الفلسطينية"بلدوزر" التطبيع مع الإحتلال،ونجح الإحتلال في نقل التطبيع الى المستويات الشعبية والمجتمعية،،أنشطة وفعاليات مشتركة ولقاءات تطبيعية بين العديد من المؤسسات والشخصيات الفلسطينية مع مؤسسات وشخصيات اسرائيلية،والتي كان يُغلفها من يقومون عليها بالمصالح الفلسطينية العليا للشعب الفلسطيني،وهي مجرد مشاريع استثمارية وفوائد خاصة سياسية،اقتصادية،مالية للقائمين عليها،ومساهمة مجانية لإختراق الوعي الشعبي الفلسطيني" وكيه" و" تطويعه"،وكان البعض يعتقد بانه "جهبذ" زمانه،وأنه لا يحق لأحد مراجعته او مساءلته او انتقاده على مثل هذه الأفعال والأنشطة والفعاليات التطبيعية،هذه الأنشطة والفعاليات واللقاءات التطبيعية،والتي وصلت حد تشكيل ما يسمى بلجنة التواصل والحوار مع المجتمع الإسرائيلي،وجد فيه النظام الرسمي العربي المنهار والمتعفن ضالته،وبأنها تشكل له جسر المرور،لكي ينتقل بعلاقاته التطبيعية مع دولة الإحتلال من الإطار السري الى الإطار العلني،وهو" المندلق" والمتشوق للعلاقات التطبيعية مع دولة الإحتلال،ولنجد بعد قدوم الإدارة الأمريكية اليمينية المتطرفة بقيادة ترامب،والمشاركة في العدوان على شعبنا الفلسطيني بشكل مباشر لتصفية قضيته الوطنية بكل ركائزها،عبر ما يسمى بصفقة القرن الأمريكية وما يتفرع عنها من ضم وتهويد، بأن العديد من دول النظام الرسمي العربي،جزء من المخطط والمشروع الأمريكي لتصفية حقوق شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، عبر المشاركة في احتضان واعلان الشقين الإقتصادي والسياسي لصفقة القرن الأمريكية( البحرين احتضان الورشة المالية التي رعتها امريكا في المنامة حزيران 25 و26/2019) وحضور سفراء دول الإمارات وعُمان والبحرين لإعلان الشق السياسي من صفقة القرن في واشنطن الى جانب رئيس وزراء دولة الإحتلال نتنياهو والرئيس الأمريكي المتصهين ترامب في 28/1/2020،ومن بعد ذلك كثفت أمريكا واسرائيل من ضغوطهما على دول النظام الرسمي العربي المتعفن والمنهار لنقل علاقاتها التطبيعية من الجانب السري الى الجانب العلني،حيث جرت عدة لقاءات تطبيعية بين رئيس وزراء الإحتلال وعدد من قادة النظام الرسمي العربي،منها اللقاء التطبيعي مع رئيس ما يسمى بالمجلس العسكري الإنتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان في مدينة عنتيبة الأوغندية في 5/2/2020،والمقال الذي كتبه السفير الإماراتي يوسف العتيبة في جريدة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية ،والذي دعا فيه الى تطبيع العلاقات بشكل علني مع اسرائيل،واقامة علاقات تجارية واقتصادية معها،واعتبار وجودها مكون طبيعي من مكونات جغرافيا المنطقة،والقول بأن تطبيع العلاقات معها سيؤجل او يلغي ضم الأراضي الفلسطينية،كلمة حق يراد بها باطل،لتبرير والتخفيف من حدة السقوط الإماراتي الإستراتيجي والسياسي والأخلاقي في حضن دولة الإحتلال،وكل ذلك كان الإرهاصات والمقدمات على ان التطبيع العلني لدول النظام الرسمي العربي مع دولة الإحتلال قادم وبأسرع مما نتوقع،هذا التطبيع الذي بدأته مشيخة الإمارات العربية في الرابع من آب الماضي،والتي ستصدق على اتفاقيتها التطبيعية مع دولة الإحتلال بشكل نهائي في الثالث عشر من أيلول الحالي في واشنطن ذكرى مرور ستة وعشرين عاماً على كارثة أوسلو...والتطبيع العربي للنظام الرسمي العربي المنهار والمتعفن يتدحرج ويتوسع،فالبحرين والسعودية فتحتا مجالهما الجوي أمام الطيران الإسرائيلي المدني من أجل استخدامه للمرور،وسيكون ذلك مقدمة أمام سلاح الجوي الإسرائيلي لإستخدامهما....ومشيخة البحرين" العروبية" رفضت ان يوضع بند التطبيع الإماراتي على جدول اعمال جامعة الدول العربية الذي سيعقد في التاسع من الشهر الحالي على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورة عادية،بعد رفض ابو الغيظ أمين عام تلك الجامعة المتعبرنة طلب فلسطين بعقد جلسة طارئة لإتخاذ موقف من التطبيع الإماراتي مع دولة الإحتلال...التطبيع العربي والذي يقول ترامب المستفيد الأول منه في حملته الإنتخابية،والذي تهمه مصالح اسرائيل قبل مصالح امريكا،بأن هناك العديد من الدول العربية تسأل الإدارة الأمريكية متى سيأتي دورها في التطبيع،تصوروا الى أين وصلت الخيانة وحالة الإنهيار للنظام الرسمي العربي؟؟؟!! ...المهم هذا "الإندلاق" التطبيعي العربي سيشكل جسر التطبيع الإقليمي والدولي مع دولة الإحتلال،فما دامت دول عربية وإسلامية تطبع علاقاتها مع دولة الإحتلال بتشريع وموافقة من ما يسمى بجامعة الدول العربية ومنظمة دول التعاون الإسلامي،فالدول الأخرى لن تكون ملكية أكثر من الملك...وهذا جعل كل من جمهورتي صربيا وكوسوفو المولدتين من رحم الإتحاد اليوغسلافي الذي فككه الأمريكان،بعد محادثات زعيميهما التطبيعية للعلاقات بينهما في واشنطن بحضور الرئيس الأمريكيأمس الجمعة4/9/2020 تعلنان بانهما بصدد تطبيع علاقاتهما بإسرائيل،وصربيا مطبعة لعلاقاتها مع دولة الإحتلال سابقاً،ولكنها تعهدت بنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس حتى تموز/2021 ،في حين دولة كوسوفو ذات الأغلبية المسلمة تستعجل تطبيع علاقاتها مع دولة الإحتلال ونقل سفارتها الى القدس. العرب امريكا واسرائيل تنظران اليهما على انهما رعاع وقطعان بشرية وخارج البشرية العاقلة وفي هذا الصدد يظن كوشنر ونتنياهو أن العرب قطيع من “البغال”، لا يفهمون ولا يعرفون ولا يبحثون ولا يدرسون، ونتنياهو يضيف الى ذلك (كما تحدث عن العلاقات مع الامارات)، ان العرب لا عقول لهم “فقد أعلن أن العقل اليهودي والمال الاماراتي سيمكنان المنطقة من التقدم”.
علينا ان نفهم جيداً كعرب،بأن الأمريكان يستخدمون آلات ضخمة لفرم الثقافة .. ومطاحن لعقول البشر .. من اجل اسرائيل،وأختم بما قاله الكاتب العربي السوري الكبير بأن أمريكا "تقوم يعملية تعديل الثقافات والشعوب والأديان .. فتصبح ثقافات الشعوب لا تشبهها وأديانها لا تشبه أديان أجدادها .. وتتم اعادة تشكيل الشعوب وخفق ثقافاتها كما يخفق البيض لصناعة حلوى امريكية .. ويصبح ما كنا نراه في أفلام الخيال العلمي حقيقة من أن الضحايا يؤخذون الى مراكز تعديل الافكار والسلوك وتوضع خوذات على رؤوسهم ويتعرضون لصعقات الكترونية يتم فيها نقل مخزون الذاكرة من راس الى آخر .. فيصبح الفأر كلبا والقط دجاجة .. أما كيف ذلك فانه عبر مراكز أبحاث ضخمة .. تدرس كل ما لدينا في الثقافة من كتب تفسير الاحلام والامثال الشعبية الى أشعار نزار قباني .. ومن حكايا الجدات وقصص عنترة والزير الى أشعار المتنبي ..

فلسطين – القدس المحتلة
5/9/2020



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزيارات الأمريكية للعديد من الدول العربية،هل تحقق أهدافها.. ...
- الأقصى ما زال في دائرة الإستهداف
- التطبيع العلني الإمارتي ....يعري النظام الرسمي العربي المنها ...
- نعم أبا ادهم المقدسي تكلم بحرقة وبصدق،وبيته يهدم بيديه
- لا حرب أهلية في اسرائيل...ونتنياهو  قد يسقط من بوابة جائحة - ...
- ما الجديد الذي حمله ويحمله العيد للمقدسيين..؟؟
- انهم يستهدفون الثقافة والهوية والرواية والوجود الفلسطيني
- هل سيكون آب لهاباً..؟؟
- الحرب على المؤسسات المقدسية مستمرة ومتواصلة
- الشهداء يعودون هذا الأسبوع
- الضم أقر من حيث المبدأ ...وخباثة أمريكية – اسرائيلية للتطبيق
- إنهم يغتالون فرحنا ويغتالون كل شيء جميل في حياتنا
- قانون-قيصر- وصفة للتركيع والإستسلام
- تسارع وتيرة المخططات والإعتقالات والإبعادات عن الأقصى والقدس
- هموم المقدسيين تكبر كل يوم
- لا بد من خطة إنعاش للبلدة القديمة من القدس
- التمرد على بلطجة اليانكي تدشين لعصر جديد
- في العيد .....ما الجديد ...؟؟ ضم وتهويد و -كورونا- وتطبيع
- في ذكرى يوم القدس العالمي،النظام الرسمي العربي حرف البوصلة ع ...
- السياسة الإنتظارية للقيادة الفلسطينية ستقودنا نحوالكارثة


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - التطبيع وجسوره الفلسطينية والعربية