|
الضم أقر من حيث المبدأ ...وخباثة أمريكية – اسرائيلية للتطبيق
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 6607 - 2020 / 7 / 1 - 13:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ميشيل باتشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قالت : "الضم غير قانوني. نقطة انتهى. سواء كان بضم 30٪ من الضفة الغربية أو 5٪ منها" وأوضحت، أنّ أكثر من 200 من القادة السابقين الإسرائليين من الموساد والشين بيت والجيش والشرطة قالوا إنّ الخطوة تخاطر بإشعال "حريق خطير". وحذّر العاهل الأردني من "صراع واسع النطاق". كما حذرت الأمم المتحدة من أنّ الخطوة ستزعزع استقرار المنطقة،اعتقد بان كل هذه الأمور قد اخذهما الفريقان الأمريكي والإسرائيلي اللذان يعملان على خرائط الضم بعين الإعتبار، واللقاءات التي عقدت بين الطرفين بشكل مكثف في واشنطن وتل أبيب خلصت الى نتائج بأن تنفيذ الضم في الأول من تموز،قد يشعل حريقاً كبيراً في المنطقة،وتداعياته لن تنحصر في الساحة الفلسطينية،بل ربما تطال ساحات أخرى وخصوصاً بأن هناك ترابط وثيق بين ما يجري هنا وما يحدث في المنطقة والإقليم. الأوضاع في كامل المنطقة "رجراجة"،ونتنياهو يعالج الأمور من زاوية مصالحه الشخصية وبأن الأمور تبدأ من عنده وتنتهي عنده،وما يهمه بالأساس ان لا تصل الأمور الى محاكمته ودخول السجن،ولذلك كان مصراً على تحقيق الضم في الأول من تموز،وقال بأن شريكه غانيتس لا يمتلك حق التقرير بالإعتراض على الضم،والإدارة الأمريكية كانت تبحث عن ضم يحقق رغبة نتنياهو ولا يتعارض مع رؤية غانيتس ولا يهدد الحملة الإعلامية من أجل انتخاب ترامب لولاية انتخابية ثانية. الضغوط الأمريكية والإسرائيلية الكبيرة التي مورست على الأطراف العربية في النظام الرسمي العربي،والتي كان هناك قناعات كبيرة بان هذه الأطراف ستدعم عملية الضم من حيث المبدأ،ولكن نتائج زيارة رئيس الموساد الصهيوني يوسي كوهين الى الأردن وغيرها من الدول العربية،قادت الى نتائج تقول بأن الأردن ومصر على وجه التحديد لا تدعمان خطة الضم كاملة او جزئية،وبأن السلطة الفلسطينية اذا ما سكتت على الضم ستعجل في انهيارها،وهي تعاني حالة كبيرة من التآكل في الثقة بها من قبل الجماهير الفلسطينية،والفراغ الناتج عن انهيار قد يفضي الى ولادة مقاومة شعبية تطال كل مساحة فلسطين التاريخية،وليس لديها من مصالح أو امتيازات قد تخسرها،يضاف الى ذلك بأنه في ظل تسارع معدلات الإنتشار بالإصابة بجائحة " كورونا" وما تتركه من أثار مدمرة على الإقتصاد في اسرائيل وأمريكا،تجعل الذهاب الى خيار فرض الضم في اول تموز،خياراً يدفع بالمنطقة الى حافة الهاوية،ولذلك وجد الفريقان الأمريكي والإسرائيلي بأنه لا بد من البحث عن خيارات لتحقيق الضم الذي جرى إقراره من حيث المبدأ فيما يسمى بصفقة القرن الأمريكية،والذي بقي الخلاف متركزاً على حجمه وتوقيته،وهل سينفذ من خلال خطوة آحادية،او عبر عملية سياسية تجلب الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات ..؟؟،وهل سيكون في الضفة لأسباب تلمودية وتوراتية ..؟؟ ام في الأغوار لأسباب أمنية واستراتيجية ..؟؟ ام سينفذ في المنطقتين معاً..؟؟ام في اجزاء من هنا وهناك..؟؟؟ المهم في الأمر القول بأن نتنياهو يريد ان يحقق احلامه ومشروعه بإقامة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات،وكذلك يريد للضم ان يلغي أي فكرة أو إمكانية لحل الدولتين،وأن يتجاوز معارضة مجلس المستوطنات لقضية الضم،لأنه رغم كل الشروط التعجيزية لإقامة ما يسمى بالدولة الفلسطينية،تقول بإقامة " دويلة" فلسطينية،وهم يعتبرون ذلك خطر على امن اسرائيل،وعلى ما يسمونه بأرض " يهودا والسامرة" والتي هي جزء من ما يسمى بأرض الميعاد. ولذلك ما نشر عن خرائط الضم من حيث شمولها لبؤر استيطانية في عمق الضفة الغربية،عشرون بؤرة استيطانية وتوسيع الأرض حولها،هي تأتي في إطار تحقيق حلم نتنياهو والمستوطنين في تحقيق دولة اسرائيل الكبرى،وهذه الخطة البديلة او المعدلة لما ورد في خطة صفقة القرن الأمريكية،تدس السم في الدسم،وتريد أن تغري أطراف في السلطة الفلسطينية وجزء من النظام الرسمي العربي المتساوق مع صفقة القرن الأمريكية للموافقة على ذلك،بحيث تقوم اسرائيل بتحويل جزء من الأراضي المصنفة " جيم" الى "بي" وربما العمل على ايجاد ممر يربط ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة،وتعويض بنفس النسبة من الأرض في شمال البحر الميت. نعم هي خطة وخطوة خبيثة من الطرفان الأمريكي والإسرائيلي ل"صيد" الجانب الفلسطيني وكذلك لضمان موافقة الطرف الفاعل من النظام الرسمي العربي المنهار المتساوق مع صفقة القرن،والذي تحرجه الجبهة العالمية الرافضة لمخطط ومشروع الضم،من تأييد خطة الضم هذه،ولذلك هذا المشروع الذي نشرت خرائطه للضم،يتفق بشكل كلي مع رؤية نتنياهو والمستوطنين،بانه لا وجود لأي دولة فلسطينية ما بين النهر والبحر حتى بشروطها التعجيزية،أو على شكل جماعة لحد في الجنوب اللبناني. هم تعودوا على العرب والفلسطينيين، يقدمون التنازلات ولا يثبتون على مواقفهم،وهم لا يتراجعون عن رؤيتهم واستراتيجياتهم ومواقفهم،ومشروعهم الإستيطاني قائم منذ الغزوة الصهيونية الأولى لفلسطين على اقصاء الوجود الفلسطيني وطرده وتهجيره بعد إحتلال أرضه وإحلال المستعمرين الصهاينة مكانهم،وهم باتوا على قناعة تامة بان هذا النظام الرسمي الهالك والمتعفن والمثقل بمشاكله الداخلية من فتن وحروب داخلية والذي ينخره الفساد، ليس بالقادر على التمسك بما يسمى بمبادرته العربية للسلام المقرة في قمة بيروت 2002،حيث تخلى عن جزئها الأساس الأرض مقابل السلام والتطبيع،لكي يشرعن ويطبع وينقل علاقاته التطبيعية مع دولة الإحتلال من السر الى العلن،بل ويجاهر بها.والحالة الفلسطينية ضعيفة وتعاني من الإنقسام والتشظي، ولا تمتلك لا رؤيا ولا استراتيجية موحدتين . الجانب الفلسطيني قادر على قلب الطاولة على رأس الإسرائيلي والأمريكي،وهو الطرف الذي رفضه سيمنع تمرير المشروع والصفقة،ولكن الرفض لوحده لن يكون كافياً،بل المطلوب قرارات جريئة وغير عادية من طرفي الإنقسام،ترتقي الى مستوى المخاطر النوعية المحدقة بمشروعنا الوطني وقضيتنا الفلسطينية،المطلوب تصفيتها بكل ركائزها، قدس ولاجئين وحق عودة ورواية ..الخ. ولذلك يجب ان نكون حذرين جدا ،وأن لا نثق بالمطلق بأية مشاريع او حلول امريكية،فأمريكا ليست فقط منحازة تاريخياً لدولة الإحتلال،بل هي شريك مباشر في العدوان على شعبنا،فخرائط ومشاريع الضم، أمريكا قبل اسرائيل هي من تقرها،ولذلك صلابة الحلقة الفلسطينية وتوحدها وامتلاكها لرؤيا واستراتيجية واضحتين،وبرنامج وطني متفق عليه،مع فتح للقرار والخيار الفلسطيني على أرحب فضاء عربي- اسلامي ،وبما يشمل كل دول وحركات محور المقاومة العربي- الإسلامي،في هذه المرحلة هام جداً لمن يريد افشال مشاريع ومخططات الضم فكلفة الصمود والمقاومة أقل بكثير من كلفة الإستسلام،تجارب الشعوب والدول تقول بصوابية هذا النهج والخيار كوبا،كوريا الشمالية، فنزويلا،ايران ،سوريا و ح...ز ..ب ...ا لل ..ه وجماعة أنصار الله " الحوثيين في اليمن. لا يكفي ان تكون قضيتنا عادلة ومتفوقة أخلاقياً،فهذا العالم لا يحترم سوى القوي ولغة القوة،ولذلك يجب ان يكون خلف قضيتنا حلفاء أقوياء ..اثنان وسبعون عاماً ونحن نشتري الوهم والخداع والتضليل والبيانات والشعارات الزائفة من دول اوروبا الغربية الإستعمارية،بدون أي ترجمات عملية ،في حين يقدمون لدول الإحتلال كل أشكال الدعم واستمرار إحتلالهم لفلسطين.
فلسطين – القدس المحتلة 1/7/2020
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنهم يغتالون فرحنا ويغتالون كل شيء جميل في حياتنا
-
قانون-قيصر- وصفة للتركيع والإستسلام
-
تسارع وتيرة المخططات والإعتقالات والإبعادات عن الأقصى والقدس
-
هموم المقدسيين تكبر كل يوم
-
لا بد من خطة إنعاش للبلدة القديمة من القدس
-
التمرد على بلطجة اليانكي تدشين لعصر جديد
-
في العيد .....ما الجديد ...؟؟ ضم وتهويد و -كورونا- وتطبيع
-
في ذكرى يوم القدس العالمي،النظام الرسمي العربي حرف البوصلة ع
...
-
السياسة الإنتظارية للقيادة الفلسطينية ستقودنا نحوالكارثة
-
في ذكرى النكبة...نكبات شعبنا لم تتوقف
-
في ذكرى عيد العمال العالمي جائحة -كورنا- وإستغلال يتعمق وعدا
...
-
ال- تسونامي- التطبيعي العربي سيتواصل
-
في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني جائحة - كورونا- معاناة إضافية ل
...
-
صفقة تبادل أسرى ،ام بادرة إنسانية في ظل جائحة -كورونا-
-
هل ستقود جائحة - الكورونا- الى تفكك الإتحاد الأوروبي..؟؟
-
-غانتس-يستسلم وحكومة برئاسة نتنياهو
-
العمال الفلسطينيين بين مطرقة - الكورونا- وسنديان استغلال ارب
...
-
-اسرائيل- تزاحم المشاريع لحسم السيادة على القدس
-
هل سيحل فيروس- الكورونا- عقدة تشكيل الحكومة الإسرائيلية..؟؟
-
-الكورونا-حرب بيولوجية ام وباء ..؟؟
المزيد.....
-
كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل
...
-
وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
-
الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي
...
-
ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا
...
-
-القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في
...
-
السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل
...
-
معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب
...
-
ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و
...
-
عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
-
ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم
...
المزيد.....
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|