أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - -مايسترو- التطبيع سيخرج للعلن















المزيد.....

-مايسترو- التطبيع سيخرج للعلن


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6712 - 2020 / 10 / 23 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حالة الهرولة التطبيعية العربية تصل الى مستوى الفجور،حيث وصف كاتب صهيوني يدعى الداد باك في مقال نشره في صحيفة " اسرائيل هيوم"،التطبيع مع النظام الرسمي العربي ليس فقط بالهزة الأرضية،بل شرخ جوفي حقيقي بعد 72 عاماً من الصراع العربي- الإسرائيلي،وبأن ذلك سيؤدي الى اعادة تصميم الشرق الأوسط من جديد،ومن بعد توقيع الإتفاقيات والمعاهدات التطبيعية ما بين دولة الإحتلال ومشيختي الإمارات العربية والبحرين،والتي تشمل التمثيل الدبلوماسي وافتتاح السفارات والزيارات بدون تأشيرات الدخول،وتدشين الرحلات الجوية والتجارية،بمعدل 28 رحلة أسبوعية إماراتية و 19 رحلة اسبوعية بحرانية الى مطار اللد..يبدو بأن هناك المزيد سيخرج من صندوق التطبيع العربي الرسمي،فالنظام السوداني يقترب جداً من التوصل الى إتفاق تطبيعي مع دولة الإحتلال،مهد له بزيارة مشتركة لوفد أمريكي- اسرائيلي أمني وعسكري الى الخرطوم واتصالات حثيثة قام بها وزير الخارجية الأمريكي بومبيو مع رئيس المجلس العسكري الإنتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان ومع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك،والتمنع السوداني من إعلان التطبيع الكامل،قد يرتبط بالإحتجاجات الشعبية السودانية،ولكن الأرجح له علاقة بتحسين شروط التطبيع..وما سيخرجه صندوق التطبيع العربي من جعبته بعد السودان،هو الأهم حيث سيخرج مايسترو التطبيع العربي،والذي يشكل القيادة لهذا المشروع في الظل،فهو من اعطى الضوء الأخضر ولعب الدور البارز في إخراج التطبيع الإماراتي والبحراني والسوداني الى العلن، يخرج لكي ينضم الى قطار التطبيع العلني ،إنها مملكة آل سعود والتي ستهدي هذا التطبيع الى الرئيس القادم الفائز في الإنتخابات الأمريكية في شهر تشرين ثاني القادم،السعودية ستتولى قيادة دفة الحلف التطبيعي العربي مع اسرائيل،هذا الحلف الذي سيشكل تحالف استراتيجي أمني وعسكري ضد ايران ومحورها وحلفائها في المنطقة،وكذلك سيمارس الضغوط الكبيرة على روسيا والصين من اجل فرملة إندفاعاتها ووقوفها الى جانب طهران ومحورها في المنطقة،ومنع تفوقها العسكري والإقتصادي على امريكا،وسيستخدم هذا الحلف سياسة العصا والجزرة مع الدول العربية الأخرى التي تصر على البقاء خارج الصندوق التطبيعي العربي مع دولة الإحتلال ....يقول الكاتب الصهيوني إلداد باك في مقالته عن كيفية صنع جيل عربي تطبيعي من الشبان العرب أنّ «عمق التغيير في نهج الكثيرين في الشرق الأوسط تجاه «إسرائيل» مذهل، يكاد يكون لا يصدق» مستطرداً: «هنا أسمح لنفسي بأن أكتب هذا كمن شهد عن كثب أوبرا السلام في بداية التسعينيات في مؤتمر مدريد، في محادثات السلام في واشنطن وفي مسيرة أوسلو».
ونبّه الكاتب إلى أن «الحديث يدور عن جيل شاب من الإماراتيين، السعوديين، البحرينيين، الكويتيين، المصريين، الأردنيين، معظمهم ذوو تعليم عال، تمّ تأهيلهم في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث كانوا عرضة لأول مرة لعلاقات مع يهود وإسرائيليين، يرون نظرتهم للعالم في ما يتعلق بـ «العدو».
قد يكون في مقالة هذا الكاتب الصهيوني مبالغة مقصودة،لكي يخلق حالة من الصدمة والإحباط عند الشعوب العربية،ولكن علينا أن نتنبه جيداً بان ما يجري خطر جداً.
فالخطر في الفجور التطبيعي العربي الحالي،بخلاف اتفاقيتي " كامب ديفيد" ايلول /1978 ووادي عربة تشرين اول 1994 واتفاقية أوسلو الإنتقالية أيلول/1994،لأن ما يجري هو نقل للتطبيع من المستوى الرسمي السياسي الى المستوى الشعبي الجماهيري،أي تثبيت التطبيع كنهج وخيار وثقافة في المجتمعات العربية،والتعامل مع دولة الإحتلال كمكون طبيعي من جغرافيا المنطقة، ووجود من ينحاز ويتبنى الرواية الصهيونية من العربان أمثال بندر بن سلمان من الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في أرضه وطنه،وكذلك شيطنة كل من يقول بخيار ونهج وثقافة المقاومة في المنطقة عربياً وفلسطينياً،فهناك العديد من مشيخات الخليج العربية التي تصنف قوى المقاومة الفلسطينية والعربية كقوى "إرهابية"،والأخطر من ذلك أن يقود التطبيع الى صراع عربي – فلسطيني وأردني حول قضية المسجد الأقصى،حيث الوفود العربية التطبيعية القادمة للصلاة في المسجد الأقصى من البوابة الإسرائيلية،والتي يفتي رجال الدين والإفتاء الفلسطينيين بتحريمها،وبانها تشبه اقتحامات الجماعات التلمودية والتوراتية للأقصى،والخطر هنا في إطار التصدي لتلك الزيارات والصلوات من قبل المقدسيين،أن يعمد المحتل بالتنسيق مع الدول القادمة منها هذه الوفود الى تخصيص اوقات لها تقوم بها بالدخول الى الأقصى تحت حمايته وحرابه،وان يجري كذلك تجاوز الأوقاف الإسلامية والدولة الوصية ،بما ينهي إشراف إدارة الأوقاف الإسلامية إدارياً على الأقصى ونزع الوصاية الأردنية عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي المقدمة منها المسجد الأقصى،تلك الوصاية التي يجري تجويفها وقضمها شيئاً فشيئاً ،ودولة الإحتلال تعلن جهراً ونهاراً أنه لا سيادة على الأقصى سوى لسيادتها،وأي وصاية هي وظيفية في إطار السيادة الإسرائيلية،وتسمية الإتفاقيات التطبيعية العربية الرسمية مع دولة الإحتلال بإتفاق " ابراهام" يحمل دلالات خطيرة،حول حق اليهود بالأقصى وإرتباطهم التاريخي بهذه الأرض،وما ورد فيما بصفقة القرن الأمريكية يقول بحق أتباع الأديان بالوصول الى الأماكن المقدسة بحرية،وكذلك لم يرد ذكر للأقصى بل ما يسمى بالمعبد.
من هنا فإنني أدعو بشكل واضح الى ان تقوم المرجعيات الدينية من هيئة إسلامية عليا ومجلس اوقاف ودائرة اوقاف ودار الإفتاء ودائرة قاضي القضاة والمرجعيات الوطنية المقدسية وكذلك القيادتين الفلسطينية والأردنية بإتخاذ موقف واضح ووضع استراتيجية ورسم آليات عملية لكيفية التعامل مع ما يجري،وبما لا يتجاوز عدم التعاطي مع تلك الزيارات التطبيعية كامر واقع،ولكن من الضروري اتباع تكتيكات معينة لا تمكن المحتل من تحقيق اهدافه ومشاريعه في الأقصى،ولا يمكن دول تلك الوفود التطبيعية من الإتفاق مع الإحتلال لوضع وضع المسجد الأقصى تحت وصاية متعددة الأطراف منها امريكية واسرائيلية وسعودية وإماراتية وتركية بالإضافة الى الأردن والسلطة الفلسطينية.
سكوت الأردن والسلطة ومنظمة التحرير غير مبرر،وهما بالأساس المعنيتان بالأمر بشكل مباشر..فما يجري من زيارات عربية وحتى إسلامية من زيارات للأقصى والصلاة فيه عبر البوابة الإسرائيلية والتنسيق مع شرطة الإحتلال،هو تطبيع رسمي بإمتياز،ولكن هذا يحتاج الى موقف واستراتيجية في كيفية المجابهة،وبما لا يمس بجوهر الموقف،ولكن الطرق والأليات للمجابهة مهمة .

فلسطين – القدس المحتلة
23/10/2020
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائحة -كورونا- ومخططات لفرض وقائع جديدة في البلدة القديمة وا ...
- القدس تُستباح ...وتعاني الخذلان
- هل سيكون لبنان ساحة التفجير للمنطقة..؟؟
- هل إلتف نتنياهو على المظاهرات بالإغلاق ..؟؟
- -اسرائيل- اخترقت حاجز الصد العربي...ما العمل ..؟؟؟
- خيار ونهج التطبيع العربي يتوسع ويتمدد
- التطبيع وجسوره الفلسطينية والعربية
- الزيارات الأمريكية للعديد من الدول العربية،هل تحقق أهدافها.. ...
- الأقصى ما زال في دائرة الإستهداف
- التطبيع العلني الإمارتي ....يعري النظام الرسمي العربي المنها ...
- نعم أبا ادهم المقدسي تكلم بحرقة وبصدق،وبيته يهدم بيديه
- لا حرب أهلية في اسرائيل...ونتنياهو  قد يسقط من بوابة جائحة - ...
- ما الجديد الذي حمله ويحمله العيد للمقدسيين..؟؟
- انهم يستهدفون الثقافة والهوية والرواية والوجود الفلسطيني
- هل سيكون آب لهاباً..؟؟
- الحرب على المؤسسات المقدسية مستمرة ومتواصلة
- الشهداء يعودون هذا الأسبوع
- الضم أقر من حيث المبدأ ...وخباثة أمريكية – اسرائيلية للتطبيق
- إنهم يغتالون فرحنا ويغتالون كل شيء جميل في حياتنا
- قانون-قيصر- وصفة للتركيع والإستسلام


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - -مايسترو- التطبيع سيخرج للعلن