أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال آيت بن يوبا - سيهرب الإرهاب الديني في فرنسا من النوافذ














المزيد.....

سيهرب الإرهاب الديني في فرنسا من النوافذ


كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)


الحوار المتمدن-العدد: 6713 - 2020 / 10 / 24 - 16:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حرية – مساواة – أخوة

الجمعة الثانية على مقتل المعلم الفرنسي الموظف في الدولة الفرنسية صاموئيل باتي Samuel Paty.
الجمعة 16 أكتوبر+ 7 =23 أكتوبر 2020

كمثال فقط من الثراث الديني الآتي من الشرق الأوسط القديم نحو الغرب نقرأ أن المسافة بين النقطة (أ) و النقطة (باء) كان يتم تحديدها مشيا على الأقدام أو على الدواب بما كان يسمى "مسيرة شهر أو ثلاثة أيام" أو غير ذلك أي بفترة من الزمن دون تحديد سرعة تلك المسيرة ...و هذا يجعل هذا القياس غير دقيق بالنسبة لعصرنا و خاطئ ...

اليوم هناك مسافات هائلة تقاس بالزمن و بالسنوات الضوئية و لكن مع تحديد السرعة و هي سرعة الضوء أي ما يقارب 3مضروبة في عشرة أُسْ 8 أي 300000000 متر في الثانية .

السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء بتلك السرعة في الفراغ خلال سنة (أي 365 يوما) .و يمكن تحديدها أيضا بوحدة مسافة و هي 9461 مليار كيلومتر.و بما أن الأرقام كبيرة فقد تم الإلتجاء لهذه الطريقة لتحديد المسافات الفضائية بالسنة الضوئية ...

هذا المثال يبين أن وسائل النقل آنذاك لم تكن متقدمة مثل الآن وأنه كان هناك قصور إدراكي للبشر و لمجال تصوراتهم في عالمهم القديم.و لم يكن متاحا لهم أن يتصوروا ما نتصور نحن اليوم بسبب تطور العلوم و وسائل الرصد للكون من مسافات و عوالم ..

و لذلك فإن ما تم إنتاجه من نصوص دينية تشريعية لتنظيم مجتمعاتهم و تحديد قيمها كان إبنا لذلك الزمان و بيئته و محدودية وسائله التكنولوجية .و إذن فقصور المجال الإدراكي للبشر سببه تلك البيئة القديمة التي كانت ليست فقط ناقصة معرفيا و إنما أيضا من حيث العدل والمساواة و الحرية ..و بالتالي فلا يمكن منطقيا جعل ذلك التراث الديني مقياسا لعقل اليوم أو لقيمه أو لتشريعات تنظيم المجتمعات العصرية التي تجاوزت تلك العصور من الظلام و صارت فضاء للحرية و الديموقراطية و و المساواة بين الجنسين و الإنعتاق من العبودية القديمة و الجهل في كثير من مناطق الأرض التي بها حتى بلدان متخلفة فما بالك ببلد مثل فرنسا كان سباقا لإنتاج فكري أفضى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ...

و رغم أن الماسونية الفرنسية (أنظر رابط فيديو أسفله و مداخلة المعلم الأعظم السابق كوي أرسيزي Guy Arciset بحضور الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ) تقول بأن ثقافتها مميزة بأحد أركان إلتزاماتها و هو الإعتراف بالآخر و تعزي الإضطرابات التي حدثت منذ سنوات في ضواحي باريس ،وكان أبطالها شباب من دول جنوب البحر الأبيض المتوسط الذين جاؤوا لفرنسا من بلدان تقول أنها دينية و يساهمون في الإقتصاد الفرنسي ، لعدم الإعتراف بالآخر الذي يبحث عن شرعية مجتمعية لفرض ذاته لكنه يصطدم بالسخرية من شخصيته ، إلا أن الإعتراف بثقافة دينية مثل التي أعطينا مثالا عما فيها من قصور إدراكي أعلاه يعني الشطب و التنازل عن كل ما حققته فرنسا و دفعت عنه تضحيات جسيمة تاريخيا من أجل تشييده و هو الحرية و المساواة و علمانية الدولة لصالح ذلك القصور الإدراكي الذي ذكرنا أي لصالح سيطرة الجهل و التخلف الفكري على الذكاء و على العقل ...

و إذا كانت حقوق الإنسان نتيجة للثورة الفرنسية المجيدة على الظلم و اللا مساواة و الفقر وإستغلال الدين في السياسة و ما أنتجه ذلك من أمراض مجتمعية تصدى لها مفكرو عصر الأنوار و أرادتها فرنسا أن تكون عالمية ثم جاء ليركب عليها ذلك القصور الإدراكي الذي قلنا مصدره الشرق الأوسط ليصادر تلك الحرية و الديموقراطية و كل ما حققه الفرنسيون طيلة قرون بعمليات إرهابية غاية في اللؤم والخبث و الكراهية لأن فرنسا فتحت ذراعيها له و إحتضنته ، فلا أعتقد أن من لا يعترف بالحرية و العلمانية و قيم الجمهورية الفرنسية يستحق أن يكون على أراضيها بل أكثر من ذلك أن تكون له الجنسية الفرنسية ..

فهذا إن حصل يعني أن ذلك القصور الادراكي الشرق أوسطي الذي أراد السيطرة على فرنسا و على حريتها يقابله قصور آخر فرنسي في التشريع و الذكاء .و هذا شيء لا يمكن تصديقه ...

أعتقد أن من له مقياسا دينيا قديما و يريد السيطرة به على العقل في فرنسا سيصطدم بمقاومة شرسة تحيله إلى رماد في يوم من الأيام و تنتصر فرنسا ..لأن التاريخ القديم بين أن الفرنسيين الشجعان هم من أوقفوا زحف الغزاة بعدما سيطروا على الأندلس بالقوة و أرادوا الدخول لفرنسا فلم يستطيعوا حتى تم طردهم من الأندلس نفسها منذ عدة قرون .

بعبارة أخرى إذا كان الإرهاب الديني قد عجز عن الدخول لفرنسا من الباب و لجأ لدخولها من النوافذ ، فتحت ضربات الشعب الفرنسي القادمة لا محالة سيضطر للهرب مذعورا من النوافذ أيضا..
رابط الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=sfkZbR_svqQ



#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضوع الصحراء الغربية لا يحتاج القداسة أو الوطنية
- البوليزاريو متناقضة في فكرها و إسمها و أهدافها
- موضوع الصحراء موضوع مغربي داخلي و لم يعد قضية والمسؤولون الم ...
- فضاء الحرية بمدينة القنيطرة المغربية
- لا نريد ليبيا أو سوريا أو مصر في المغرب
- حركات صحراوية مغربية جديدة تعني نهاية بوليزاريو
- عباس مُطالب بالتنحي عن السلطة الفلسطينية قبل فوات الأوان
- إسرائيل : تغيير الجيران الذي قصده أدفيغور ليبرمان حصل
- الفلسطينيون يمثلون بعض و ليس كل العرب
- مبروك للمغرب برفض التطبيع مع إسرائيل إذا ..
- هنيئا للدول التي تبرم اتفاقيات سلام مع إسرائيل
- في مواساة لبنان إتفقت إسرائيل ودول عربية دون تنسيق
- فرضية ربوبية جديدة أكثر عقلانية هدية للشيعة في شمال إفرقيا و ...
- في حديقة الحيوان خلال رمضان قرب العاصمة الرباط
- رسالة للنائب البرلماني عن مدينة القنيطرة المغربية
- رئيس حكومة المغرب يعلن تحمل المسؤولية بغلق المدن 8 بسبب كورو ...
- وهبي :العفو عن معتقلي الريف مدخل للديموقراطية و تحسين صورة ا ...
- رغم الجائحة ألفين و عشرين سارة لبعض المغاربة
- رجاء صححوا مصطلح كمامة بمصطلح قناع الخاص بالبشر
- إقرأوا البلاغات الرسمية بفهم يا أصحاب السعادة المغاربة


المزيد.....




- فرح طفلك..  وثبت تردد قناة طيور الجنة نايل سات الجديد 2024
- سبيربنك يعلن عن نمو عملاء الخدمات المصرفية الإسلامية في روسي ...
- -اليهودي المقدَّس-.. قصة فلسطيني اعتنق اليهودية وقتلته نيران ...
- أغاني البيبي تفرح وتسعد طفلك..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن مستقبل -الإخوان- في الكويت والأردن: ...
- 3 أحفاد يهود.. هل تؤثر روابط بايدن العائلية على دعمه لإسرائي ...
- الشرطة الفرنسية تقتل جزائريا أضرم النار في كنيس يهودي
- أبو عبيدة: التحية لأخوتنا في المقاومة الإسلامية في العراق
- دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا
- جدل وسخط بين الأوساط الدينية في مصر ضد انطلاق -مركز تكوين ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال آيت بن يوبا - سيهرب الإرهاب الديني في فرنسا من النوافذ