أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان شيخموس - الدَّوالي لا تتشابه في بيتك يا أبي














المزيد.....

الدَّوالي لا تتشابه في بيتك يا أبي


عدنان شيخموس

الحوار المتمدن-العدد: 6702 - 2020 / 10 / 13 - 02:16
المحور: الادب والفن
    


وحدَها الشمعةُ خجولةٌ لاتضيءُ عنقودَ عنبٍ في كأسِ ماءٍ باردٍ .
تحتضنُ داليةٌ ذليلةٌ أسوارَ زيتونٍ و طينٍ.
هل تكفي حبةُ زيتونٍ صامدةٌ لتكونَ أشجارُ زيتوننا محطة َدخانٍ و مقبرة حافية.
لم تعدْ الدّاليةُ استراحةً أليفةً للعصافيرِ يا أبي تاركةً ضفافَ شمعةٍ تحترقُ تحتَ حرائقَ في محطةِ الرّوحِ.
لم يعدْ التّلُّ تلّاً و الجبل جبلاً شامخاً بينَ أصابعِ ريحٍ . حينَ دخّنَتْ الأرضُ قلماً أسودَ غابَ سيّدُ الرّملِ .
الوقتُ يذوبُ ثلجاً وكحلاً لأجنحةٍ احترقتْ بين ثلجٍ ونارٍ.
ثمّةَ غربةٌ طينيّةٌ ،قريةٌ غائبةٌ بينَ رموشِ تربةٍ حمراءَ ، يقبّلُ الرّحيمُ شفاهَ داليةٍ ناعسةٍ كلَّ فجرٍ
لا أبوابَ في دفترٍ مقدّسٍ ؛ فهرسُهُ صلصالٌ يتيمٌ ، لمن تغنّي أحجيةٌ في مواسمِ العنبِ.
ما زالَ النّهرُ يسبقُ ظلَّهُ تحتَ جناحي نورسٍ جريحٍ ، رُبّما يأتي قاربٌ من فصيلةِ الهواءِ ليمتطيَ الشمسَ عالياً في خمسِ سنواتٍ و أكثرَ ، وما زالت جهاتُ الزّيتونِ تبحثُ عن جرعةٍ في قميصِ الرصاصِ.
طريقٌ من ماءٍ
طريقٌ لهُ ذاكرةٌ من خرزٍ وبقايا نبيذٍ أحمرَ ، طريقٌ يلوِّحُ للعواصفِ .
من نافذةِ الشّمسِ تصلّي تراتيلٌ في قلبِ الشّمسِ.
من يفكُّ أزرارَ ياقةِ شمسٍ ثكلى ، شامخةٍ تحتَ شجرةِ العمر ِ، رافقَتْ غزلانَ اللّيلِ و أعشابَ الحياةِ .
أيّتها المدنُ المتسكّعةُ ، المتسوّلةُ بين ثنايا تربةٍ ضائعةٍ، لا غرفةٌ تنتظرُ قدومَ غائبٍ ، فالبئرُ ينحني لخريفٍ و يغنّي أغنيةً من رمانٍ.
يتيمةٌ سنواتُ تلٍّ مائلٍ ، لم ترسلْ قبلةً ،ولم تذرفْ مسبحةٌ سوداءُ دمعةً على كتفِ الرّيحِ
لم تنمْ شجرةُ التّوتِ في بيتِ أبي يا أبي
ولن تموتَ من وطأةِ سياطِ الغيابِ
لا تبتسمُ مسبحةُ أبي للأعشابِ الذليلةِ وحقولُ التّبغِ نائمةٌ في منفى أصفرَ .
لا تغرقُ الحقولُ في ساقيةٍ ضلَّتْ طريقَ الكلامِ ، فالأغاني تبتسمُ للبيادرِ وظلالِ النّعناعِ
لاتذوبُ سنديانةٌ في واحةٍ مرتجفةٍ
لا تنحني، تستريحُ تحتَ ظلِّ شمعةٍ ، و الانتظارُ زبدُ أغنيةِ المكان .
يأخذُ العمرُ أشياءً تشبهُ لونَهُ من صفصافةٍ ذابلةٍ .
لاتضحكُ الشّمسُ للقمرِ مرّتين
يبتسمُ الكوكبُ كلّما ذاقتْ السّنينُ وشاحاً من دخانٍ فالشّمسُ تعيدُ رائحةَ الزّبيبِ
الشّمسُ قلبُها أخضرُ تضيءُ قميصَ الطفولةِ حتّى يفيضَ النّهر ُعن مجرى الزّيزفونِ.
داليةٌ من وحلٍ ،وحلٌ إيقاعُهُ خرزٌ
داليةٌ لن تعيدَ للحقلِ ألحانَ روحِ قصيدةٍ غائبةٍ
داليةٌ تنزفُ عناقيدَ مكبّلةٍ تحتَ شجرةِ الزّيتونِ ، وتأخذُ بقايا ومضةٍ عالقةٍ في ميناءِ راحتيكَ
داليةٌ مثقلةٌ بضوءٍ لايغنّي للعصافيرِ كلَّ صباحٍ
من أشعلَ الحرائقَ في رئةِ الحبقِ ، لاتهزمُ لغةٌ على شفاهِ تنورةٍ عتيقةٍ.
نجمةُ الصَّباحِ تمشي عاليةً بين ثقوبِ حياةٍ
من قال: إنّهم ملحُ المكانِ؟
لا تدعْ يدكَ تطفو فوقَ صهوةِ الرّملِ
فالتّربةُ قاموسٌ كسيحٌ تحتَ لبلابِ البيتِ
و الطّفولةُ مرآةُ التّربةِ في سجلٍّ أزرقَ
أيّها المشهدُ لا تكنْ غامضاً خلفَ الطّريقِ
سأكونُ عنواناً في عيونِ الشّمالِ
الأرضُ أخبرتْ الشّمسَ بشهدِ اللّيالي على ناصيةِ نهرٍ في ومضةٍ ،يمضي ليعانقَ ظلّهُ ؛ ويرافقَ الحجلَ و لا يغرقْ
ولا ينتظرْ أغنيةً مهملةً على سفحِ الهواءِ
حتّى لا يفسدَ المشهدُ وتحترقَ القصيدةُ في مشهدٍ من غبارٍ
من قالَ: إنّكَ سلطانُ الكونِ
ومازلتَ نائماً تحتَ الرِّمالِ
فالنّهرُ لايعطشُ ولاينامُ على سريرٍ ؛ معطفُهُ مبلَّلٌ بذاكرةِ اللّامكانِ.
لم تتذكرْ السماءُ هويةَ الوردةِ و أسماءَ أحفادِ الفراتِ
لم يغازلْها الرّحيمُ في كتابٍ من ماءٍ
أو عزفِ أغنيةٍ تراقصُ النّهرين في جسدٍ من نعناعٍ
أسدلَ النّهرُ السّتارَ على عشقِهِ الأوّلِ
خطواتُهُ ترسمُ تاريخاً ومقصلةً .

اذا جئتُمْ تبحثونَ عن فرحٍ
وحدهُم يحلمونَ بالفرحِ العتيقِ
وحده قد ينجو من عاصفةِ الموتى
يتوضّأُ بالشّمسِ في محرابِ تراتيلِ مقبرةِ المكانِ
فالأنهار لا تتشابهُ في بيتك يا أبي
النهرُ كائنٌ حيٌّ
لايحملُ ذكرياتِ الحطّابِ في ذاكرةِ الخرابِ
والشّوق يخطفُ خريرَهُ في جزيرةِ القلب
شريطٌ طويلٌ ضلَّ طريقَ نهرٍ قصيرٍ
لم ينتحرْ ولم يذُبْ في عنوانٍ عريضٍ
اللّوحةُ هي الشّمالُ والمقاماتُ من رحمِ شموخِ الشّمالِ.



#عدنان_شيخموس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات الماء
- سيمفونيةٌ لا تشبهُ ثوبَ فراشةٍ
- شتلةٌ أينعَتْ تحتَ قرميدٍ أحمرَ
- قبورٌ تحلمُ بأجنحةٍ غيرِ مقيّدةٍ
- غرفةٌ تقبّلُ كفَّ أمّي
- صهيلُ ينابيعٍ يرقصُ ويداعبُ وشمَ نجمةٍ غائمةٍ
- حُقولٌ تَنْتَظِرُ خريراً تَحْتَ خيمةٍ عاريةٍ
- صوت الناي يردّده كأس نبيذ
- غيمة شاهقة لا شفاه لها
- ليس للكردي إلا حياة و نهوض من عنق الغيابِ
- تذوب الأرض ولا يذوب الثلج
- فراشة لاتموت تهيم فوق نهرالفرات
- نهرينبع من فانوسك
- فانوس من خرز
- مئة عام والفراشة بدون ضوء
- أمل
- سيمفونية بخور أنت
- الطفولة بعمق ديوار!
- قراءة شاملة لنصوص الشاعرة نزهة تمار
- الحياة مراَة الله


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان شيخموس - الدَّوالي لا تتشابه في بيتك يا أبي