أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اخلاص داود - النخب المثقفة في جلباب جامع المعلومات














المزيد.....

النخب المثقفة في جلباب جامع المعلومات


اخلاص داود

الحوار المتمدن-العدد: 6698 - 2020 / 10 / 9 - 22:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتكرر السؤال المثير للجدل عن دور النخب المثقفة في وضع البلد المتدهور وعلى وجه الخصوص الجانب الاجتماعي، وهو سؤال شائك كونه يطرح من عامة الناس بمختلف مستوياتهم التعليمية ومن نخبة المثقفين والمفكرين انفسهم، لهذا نجد اجابات العامة غلب عليها التعميم باتهام النخب بالفساد لاهتمامها البالغ لتسنم المناصب، وتأمين مصالحها الشخصية مستغلة مركزها الاجتماعي، وانقسام المجتمع إلى أحزاب و كتل سياسية يعمل كل منها على اسقاط وجهة نظر خصمه في تبني هموم المجتمع، ويذهب الرأي الثاني في تقسيم النخب بين مصلح اجتماعي يائس من ممارسة دوره في نشر المعرفة لعدم قدرته على مواجهة السيل الجارف من المعلومات التي يتلقاها المجتمع من وسائل التواصل الاجتماعي والتي اسهمت في تشتت الاختيار فيمن هو الافضل، يساعد في ذلك نقص القراءة التي اسهمت بفقر العقل الجمعي للمعرفة واجبرت النخبة المثقفة على الاعتكاف عن التأثير لتوجيه الرأي العام، وبين اتهام النخب لافتقارها للمعلومة الحديثة في الشرح والتفسير والتبين والتعليم واعتمادها على الاسلوب الرتيب، واتهام البعض بالترفع عن مخاطبة العامة لشعوره بعلو شأنه ويوجه ما توصل اليه من ابحاث واراء واصدارات للنخب المثقفة التي تتقاسمه المكانة العلمية والاجتماعية ذاتها.
ومع كل الاسباب المذكورة لتراجع دور النخب المثقفة في مجتمع في امس الحاجة لآرائه وتوجيهاته واصلاحاته اود ان اسلط الضوء لسبب اخر وهو حالة الالتباس وعدم التمييز بين جامع المعلومات والمثقف من حيث الاختلاف في تلقي المعلومة والتعامل بها وتوظيفها لخدمة البشرية سواء كانت ثقافية او اجتماعية، ومنها ما يلي:
- ان جامع المعلومات منذ بداية مشواره العلمي هدفه جمع المعلومات وحفظها وفهمها لغاية الحصول على شهادة يرتقي بها لوظائف تخدم حاجته ورغبته في الكسب المادي، ويهيء عقله على هذا المسار في رحلته المهنية ، ويهمل المعلومات الموسوعية . فيما المثقف اهتمامه الاول تطوير ذاته وحريص على انتقاء العلوم المعرفية التي توجه افكاره في الطريق الايجابي، ليصير عادة وسلوك ينعكس في تعامله مع عائلته والعمل والمجتمع المحيط، ويُعرفه الجميع واولهم اهل بيته انه مثقف.
- الكتب متخمة بالحكم والنصائح والارشادات وغزيرة في مواقع التواصل الاجتماعي لكنها منخفضة التأثير بالقارئ لأن اغلبها اسهامات جامع المعلومات، وهي معلومات متعارف عليها متناقله عبر الموروثات والتاريخ تتسم بالمنطق والعقلانية ومقدمة بأساليب مكررة، فيما ان المثقف لديه معلومات مبتكرة وغريبة ومؤثرة ومن صنع مخيلته ومتفردة، تحدث تغيير فكري وتثير نقاشات بناءة.
- كل هم المثقف هو البحث عن المعلومة ليذهب في حالة من التأمل والتفكير و التساؤل عن امكانية تطبيقها ويكون غير مهتم في نقلها او توجيهها للناس كنصيحة لهم، اذا وجد صعوبة في تطبيقها، وكل هم جامع المعلومات هو البحث عن المعلومة ليوظفها في عمله ويرتفع شأنه امام الناس، لهذا غالبا ما ينسى ما ذكره او قرأه او اوصى به او نصح به ويخالف اراءه التي يطرحها دون ان يدري اذا اقتضت المصلحة لضعف ايمانه بما يقوله.
- المثقف يحاول فهم وجهة نظر الناقد له لتصحيح اخطاءه لأنه دوما يشعر بحاجة للمعلومة وفي سعي لتطوير الذات ، كذلك لا يقيس هل من انتقده متعلم او غير متعلم بعكس جامع المعلومات الذي يشعر انه منتفخ بالمعلومات والديه الحكمة والمعرفة في كل شيء، ويشعر بالهزيمة والاهانة ويحاول ابراز ومقارنة شهادته ومركزه بالمنتقد له، ربما يتقبلها من شخص اعلى منه مرتبة في المنصب او الدرجة العلمية ، فهو يقيس هنا من قال له ولا يقيس خطأه.
- جامع المعلومات هو الذي يضبط سلوكه وفق مركزه الاجتماعي وشهادته العلمية في المناسبات وفي العمل في حين يتهاون ويهملها في تعامله مع اسرته و في حالة الغضب الشديد وفي الغالب يلجأ لأحكام بيئته لحل مشاكله، بينما المثقف يكون دقيق في تطبيق المعلومات مع اسرته ولديهم نصيبٌ وافر مما يعرفه يبرز في تصرفات العائلة وسلوكياتها.
- يستطيع ان ينتقل جامع المعلومات الى مرحلة المثقف في قرار ذاتي متأني ولكن من الصعب ان ينتقل المثقف الى جامع معلومات.
خلاصة القول، المثقف افعال صحيحة صادقة تؤثر بالمحيطين له وتسهم بتقوية ايمانهم بأهمية الثقافة وتشجعهم على اتخاذ مساره الحسن كقدوة لهم، ثم يأتي دوره في المشاركة الفعالة بقيادة مسيرة الاصلاح الاخلاقي والثقافي للبلد.



#اخلاص_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبت يدكم.. أرحلوا
- الى متى يا وزارة التعليم...؟
- الى متى يا وزارة التعليم....؟
- نسخة منه الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
- إكذوبة الغزو الثقافي
- هديل كامل ...و إعصار إيرما!
- (أسماء محروقة) و(عبوات لماعة)!!
- صاحبة الجلالة منتهكة ! و(البينة الجديدة ) سرقتني !
- لماذا خانتني زوجتي ؟
- المعلم العراقي ...وماذا بعد؟؟
- طوبى لمن اخرس الظلم وعقر الظالمين
- تاثير العمالة الوافدة ..بعدها الاقتصادي والصحي
- يأبى أن يكون هكذا...
- فشل ....وفشل ....ثم فشل اخر!!!
- خرائب الحضارات ...وضرب يد الرحمة!؟
- أجور الجامعات الاهلية تلدغ القلوب قبل الجيوب
- أنف توماس فريدمان لم يشم طبخة ترامب
- ما يحتاجه الرجل...ثلاثٍ في ثوب واحد
- حتى لا يختلط الحابل بالنابل
- لقطات...تذكر...خيبة امل


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اخلاص داود - النخب المثقفة في جلباب جامع المعلومات