أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم الرصيف - كشكول عراقي : القرود الثلاثة














المزيد.....

كشكول عراقي : القرود الثلاثة


جاسم الرصيف

الحوار المتمدن-العدد: 1605 - 2006 / 7 / 8 - 11:01
المحور: كتابات ساخرة
    


للفواجع مختصرات مبكية ، ولكن غالبا ً ما تتميز الفواجع الكبرى بمختصرات رديفة مضحكة في آن ، وكأن للأثنين ، الضحك والبكاء ، توأمة نادرة في تأريخ ألإنسانية الذي يطول سرد مضحكاته المبكيات ، أو مبكياته المضحكات ، سيّان !! ولكن عبقرية الفنان الذي إبتكر لنا شخصيات ثلاثة قرود ، وسمّاها على التولي : ( لا أسمع) ، و ( لا أرى ) ، و ( لا أتكلم ) ، جاءت واحدة من أبرز هذه المختصرات لفواجع ألإنسانية الكبرى ، وتاجها في هذه ألأيام ما يجري في العراق .

فمن ( لايسمع ) تراه ناطّا ً في كل فضائية ، وعلى صفحات كل جريدة متاحة ، ليتحدث عن ( الديمقراطية ) التي فارقت معناها على جثث آلاف الضحايا ألأبرياء، وعن ( العراق الجديد ) الذي عادت حياته اليومية إلى القرون الوسطى وشريعة الغاب بإمتياز لا يحسد عليه ، وعن ( إعادة ألإعمار ) لجيوب ( رابطة حرامية بغداد ) وحدها ، وعن ( صداقة ) العمة الكريمة ( متعددة الجنسيات ) ، التي تتناقص جنسياتها يوما بعد يوم على كثرة من المجازر البشرية المعلنة وغير المعلنة ، وعن دول ( الجوار الحسن وغير الحسن ) ، التي تتبدل أسماؤها حسب شهية طبق الغداء وطبق العشاء على موائد البيت ألأبيض وألأحمر وألأصفر وألأزرق ، وكل نطّة إعلامية تشفع بعلم عراقي بات يعرض لمجرد الديكور الدبلوماسي ، لأن ( هذا !! ) لايسمع ما يقوله الشارع العراقي غير المشمول ببركات ( المنطقة الخضراء ) .

والذي ( لايرى ) يحمل أثقالا هائلة القوة من ألأسلحة باحثا عن اعداء كالأشباح ، ويبحث عنهم في رقصة قتال يتشهاها الطرفان ، دليل من ( لايرى ) فيها لصوص أذكياء يقودونه في هذا الزقاق ليطلق النار هنا ، وفي ذلك الزقاق ليمحوه بضربة ( ديمقراطية !! ؟؟ ) واحدة لاتفرق بين من يحمل السلاح ضده وبين من لايحمل سلاحا ضد أحد ، ممن صارت جريمتهم في ( الديمقراطية النموذج !؟ ) ، انهم لايتواطأون مع ذات اللصوص على نهب البلد ولا يستسيغون قتل ألأبرياء لأنهم رفضوا هكذا ديمقراطية !! .و فيما ينشغل من ( لايرى ) في رقصته الحربية ذات الطابع الديمقراطي ، ينهب أدلاؤه اللصوص كل ما تطاله أياديهم ( الكريمة ؟! ) ، ومن ( لايسمع ) لايدري ماذا يحصل للناس في ظلال وضلال أقوال من ( لايرى ) !! .

والذي ( لايتكلم ) ، يعرف أن ( ألأطرش ) ألأول ( يهرف بما لايعرف !! ) ، على جناح المثل الشعبي : ( عرب وين طنبورة وين !! ) ، ويعرف أن حصاد ( ألأعمى )الدموي سيطيل من عمر رقصة الموت بينه وبين أعدائه الذين يتكاثرون ، ولكن هذا الذي ( لايتكلم ) ، وهو اللص ودليل الموت ، يستظل صاحبيه في المغانم لأنه عرف ( من أين تؤكل الكتف السمينة ) ، ولا يريد أن ( يقطع رزقه بيديه !؟ ) إذا نطق بكلمة حق تنقذ صاحبيه وتنقذ الناس مما يجري تحت مظلة ( العراق الجديد ؟! ) الذي بات شعبه على يقين أنه مغدور مرتين وفق المثل القائل ( لاإحتفظت برجلها ولا تزوجت سيّد علي ) !! .

والمضحك المبكي أن من ( لايرى ) يستشهد بما تراه مطاياه من اللصوص ، يؤيده في ذلك من ( لايسمع ) ، وإذا تكلم من ( لايسمع ) إستدل على ما رآه من ( لا يرى ) و( سكوت ) من ( لايتكلم ) عن رضى بما يجري ، واذا شاءت الظروف القاهرة لمن ( لايتكلم ) أن يتكلم ، تراه يستشهد بآيات مافعله من ( لايرى ) وما قاله من ( لايسمع ) ، في معرض الفواجع الدائمية التي باتت قوتا ً دسما لوسائل ألإعلام الصديقة وغير الصديقة ، المغرضة والمقرضة والمقروضة عذريتها ، في ساحة ( كهرمانة ) وهي مازالت تصب الزيت الساخن على نوع آخر من القرود ، في زمن العراق الجديد الذي لم تنته بعد فيه فاجعة ( الديمقراطية النموذجية ؟! ) .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشكول عراقي : ياما جاب الغراب لأمّه
- كشكول عراقي (10 ) : - قوّات الحسين
- حكم أيراني بالاعدام على الثقافة العراقية
- شلش العراقي
- مابعد العولمة العراقية !! - مقطوعات في السخرية مما يجري
- ما جناه ألإمام من المحاصصة
- كشكول عراقي - 9
- كشكول عراقي - 8
- كشكول عراقي -7
- كشكول عراقي - 6
- كشكول عراقي -5
- كشكول عراقي - 5
- كشكول عراقي - 4
- كشكول عراقي - 3
- كشكول عراقي - 2
- كشكول عراقي - 1


المزيد.....




- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم الرصيف - كشكول عراقي : القرود الثلاثة