: ازمة الديمقراطية... ديمقراطية الازمة في الغرب الامبريالي.

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 3 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اولا..يلاحظ ان المجتمع الطبقي البرجوازي، الراسمالي، واجه ويواجه وسيواجه ازمة عامة وشاملة وفي جميع المجالات، ازمة بنيوية تكمن في الاس الاقتصادي للنظام الامبريالي اي في الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج، وفشل هذا النظام الطفيلي في معالجة هذه المشكلة جذرياً.

ثانيا.. يستخدم الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين اساليب قذرة ومدانة وغير شرعية لمعالجة ازمتهم وعبر صنع سيناريوهات معادية للشعوب، من اجل التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة والعمل على تصريف جزء من ازمتهم العامة، ومن احدى هذه الاساليب الرخيصة والدنيئة والقذرة هي صناعة مايسمى بالمعارضة السياسية في البلدان المناهظة لنهج الولايات المتحدة الأمريكية،، ومايسمى بالثورات الملونة....، انها حجج واهية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة.

ثالثاً.. من الغريب، وليس غريباً من قبل قادة النظام الامبريالي العالمي انهم ينتقدون اساليب بعض الدول التي تستخدم القانون العادل والخاص بهم لمن يخرج عن القانون وخاصة ما يسمى بالمعارضة في هذا البلد او ذاك،بيلاروسيا، فنزويلا....، في حين ان اميركا اليوم ايضاً تواجه معارضة من الداخل، وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.... وهم يستخدمون ابشع اساليب القمع ضد المتظاهرين السلميين، فلم نرى الاعلام البرجوازي الكاذب في دول المركز او في دول الاطراف ينشر الجرائم والأساليب القمعية التي تستخدمها دول الغرب الامبريالي ضد المتظاهرين السلميين،اليوم، في حين يتم تسليط الضوء الأخضر، الاصفر والوهمي والغير عادل والغير صادق على ما يحدث في بيلاروسيا، فنزويلا، الصين....، هذه هي ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية. ومع ذلك يدعون بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعلنية....وتحت شعارات كاذبة ووهمية هدفها التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة بهدف تقويضها،ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان.....؟؟؟؟؟
رابعاً... ان الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية والمؤسسات المالية والاقتصادية والتجارية والعسكرية.....، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية وبالتنسيق مع حلفائهم في الدول التابعة لهم يقومون بصناعة ما يسمى بالمعارضة السياسية، وتشكيل مايسمى بمنظمات المجتمع المدني، وصناعة السيناريوهات السوداء ضد الشعوب والانظمة المناهظة لنهجهم بهدف تقويض هذه الدول والاستحواذ على ثروات شعوب هذه الدول وتنصيب حكومات ((صديقة-حليفة)) وما حدث في العراق، واوكرانيا ودول اوربا الشرقية وجورجيا وجمهوريات البلطيق ومنها بولونيا...، الا دليل ملموس على ذلك اليوم.

خامساً.. بيلاروسيا انموذجا للتدخل السافر من قبل اميركا وحلفائها المتوحشين.

**جريت الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا في 8 ايلول من هذا العام وفاز الرئيس البيلاروسي الاكسندر لوكيشينكا وحصل على 80 بالمئة من الاصوات، وحصلت ممثلة ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية سفتلانه تيخانوفسكيا على 10 بالمئة وبعد ذلك هربت خارج البلاد وهي طلبت من الرئيس البيلاروسي لوكيشينكا ان يسمح لها،وسمح لها بالسفر إلى ليتفا، وصرحت بانها امراة ربة بيت واقحمت في الانتخابات الرئاسية، وهي تجيد الطبخ وخاصة الكاتليتا وبعد اسبوع تم احتضانها من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية وعبر المخابرات البولونية واوكرانيا وليتفا وبدات تصرح انها الفائزة، وهي الرئيس الشرعي لبيلاروسيا والغرب ايدها في ذلك،واتخذت بعض الدول ومنها جمهوريات البلطيق واوكرانيا وبولونيا والجيك.... بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا وعدم الاعتراف بالرئيس لوكيشينكا، .....، ولكن بنفس الوقت لم يتم سحب السفراء....؟

**كان مخطط الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين في بولونيا اوكرانيا وجمهوريات البلطيق والجيك.. هو العمل على تقويض النظام الشرعي والمنتخب في يومي 9،10 بعد الانتخابات ولم يفلحوا بذاك وتم تقديم الدعم المادي والاعلامي لما يسمى بالمعارضة البيلاروسية وتخصيص 6 مليار دولار وبدأت قناة تليغرام، راديو الحرية، وbbc.,nexta, وغيرها من وسائل الإعلام المختلفة بتوجيه قادة ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية للعمل بهدف تقويض النظام الوطني والشرعي في بيلاروسيا، ولم يفلحوا بذاك، ناهيك من ان النظام الفاشي في اواوكرانيا..قد ارسل اكثر من 200 من العناصر القومية المتطرفة، الفاشية الى بيلاروسيا لاثارة القلق والفوضى، وبنفس الوقت زجت بولونيا نحو 2000 طالب بيلاروسي يدرس في بولونيا للمشاركة في التظاهرات ضد النظام في بيلاروسيا،

**ان اسلوب ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية هو اسلوب فاشي قذر ومدان بامتياز، بدليل ان الهدف الرئيس لهم وهو تنفيذ برنامج تم اعداده لهم من الخارج، من اهم نقاط هذا البرنامج هي الاتي ::
##الدخول في حلف الناتو والدخول في الاتحاد الأوروبي..
##العمل على الغاء جميع المعاهدات مع روسيا والخروج من ربطة الدول المستقلة ومنع استخدام اللغة الروسية.... اي تكرار سيناريو الانقلاب الفاشي الاسود عام 2014 في اوكرانيا.

##كما تدعوا اليوم ما يسمى بالمعارضة البيلاروسية الشعب البيلاروسي بالاضراب العام وعدم دفع الضرائب وعدم دفع خدمات السكن وتحريض الطلبة والطالبات بعدم الدوام، والتحريض على عدم شراء السلع المنتجة في بيلاروسيا والعمل على سحب الاموال من البنوك البيلاروسية......، بهدف خلق مشاكل اقتصادية للنظام الوطني في بيلاروسيا

سادساً.. لقد اثبتت التجربة ان ما تقوم به اميركا وحلفائها المتوحشين في صناعة ما يسمى بالمعارضة السياسية، هي صناعة ليس لها مستقبل، وان قادة ما يسمى بهذه المعارضة هم طابور خامس وعملاء النفوذ وخونة لشعوبهم وهم ادوات طيعة ومنفدة ومخربة لشعبها واقتصادها الوطني ويتحولون في الغالب الى لصوص محترفين. وكما يمكن القول ان قادة مايسمى بالمعارضة بشكل عام وفي بيلاروسيا بشكل خاص هم طابور خامس وعملاء النفوذ وادوات طيعة وخنوعة لتنفيذ ما يرسم لهم وبنفس الوقت يلاحظ هناك من الدراويش من الشباب باعمار 15-25 سنة لم يفهموا شيء ويرددون ما يقال لهم مثلاً (( نريد حرية، نريد استقلال، لا نريد لوكيشينكا،........))

##ان ما تم ذكره يعكس الحقيقة الموضوعية وهي ازمة الديمقراطية في الغرب الامبريالي وبنفس الوقت ايضاً نشاهد ديمقراطية الازمة، في دول المركز الامبريالي وفي دول الاطراف التابعين لهم،هذه هي الحقيقة الموضوعية الغائبة عند النخبة السياسية المافيوية والإجرامية والطفيلية الحاكمة في دول المركز وفي بعض دول الاطراف.

25/9/2020

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل