جريمة أثارة الحرب الاهلية والاقتتال الطائفي

سحر مهدي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 11:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

نصت المادة 195 من قانون العقوبات رقم 119 لسنة 1969 المعدل على مايلي (( يعاقب بالسجن المؤبد كل من أستهدف أثارة حرب أهليةأو أقتتال طائفي وذلك بتسليح المواطنين أو حملهم على التسلح بعضهم ضد البعض الاخر أو بالحث على القتال وتكون العقوبة الاعدام أذا تحقق ما أستهدفه الجاني ))
وكذلك نصت المادة الثانية من قانون الارهاب رقم 13 لسنة 2005 في فقرتها الرابعة (( تعد الافعال الاتية من الافعال الارهابية 4- العمل والتهديد على أثارة فتنة طائفية أو حرب أهلية أو أقتتال طائفي وذلك بتسليح بعضهم بعضا وبالتحريض أو التمويل )) واعتبرت هذه الافعال أرهابا عاقبت عليه بالاعدام في المادة الرابعة فقرة واحد
هذه الجريمة تهدف للتصدي لوحدة الشعب العراقي وأثارة الفرقة بين أبنائه وهدر الانظمة الاجتماعية وتزعزع الامن الداخلي للبلد وتفتت وحدته الوطنية وتهدم بناه التحتية وتهدر ثرواته البشرية والمادية وتعطل مسيرته في البناء وأعادة ألاعمار وتزرع بذور الشر والثأر التي ينهك الجميع تحت وطء العنف الدموي الذي يسحق ا لاخضر والاصفر ولايبقي سوى الثكالى والارامل في وطن يئن تحت ثقل الجراح
لهذه الجريمة عدة صور تتمثل بالاتي : -
اولا- أثارة الحرب الاهلية : - وهي من ا لجرائم التي تقع ضد النظام العام والتي وان لم تمس سلطات الدولة مباشرة ولكنها تلحق ضررا بالسلطة وبممارستها والتي يجب أن تبقى محترمة وفوق الميول والنزاعات لان الدولة وحدة روحية متماسكة والحرب الاهلية تحاول النيل من سلطات الدولة أنها تقدم العنف الخاص على فاعلية الدولة لتزعزع الرباط الوطني وتثير البغضاء وتجعل قسم من الشعب مسلحا ضد الاخر فتعبير الحرب الاهلية يقصد به الصراع المسلح ضمن اراضي الدولة بصورة مستمرة لغاية ما من قبل شعب الدولة ضد القسم الاخر أو ضد قوات الدولة عندما تكون مدعوة للدفاع عن احد القسمين المتقاتلين أو لاعادة الامن والنظام .وهي جريمة قائمة بذاتها لها مفهومها الخاص مستقل عن العديد من الجرائم التي قد تسببها من قتل وجرح ونهب وحرق وأتلاف وأية أضرار آخرى فهذه الجرائم لاتفقد خواصها على الرغم من تشابكها أو تكون هناك فرصة لارتكابها لذا يعاقب المجرم عن الجرائم التي ارتكبها فتميز الواحد عن الاخرى
وأثارة الحرب الاهلية هو ارتكاب فعل مباشر بنشاطات معينة غايتها أثارة قسم من المواطنين ضد القسم الاخر أي النشاط الممهد لاثارة الحرب الاهلية من تجميع الناس ابتداءا لاعطاء الحرب الاهلية أمكانية الحدوث مع وجود كمية معقولة من الاسلحة ويشترط حتى تقع الاثارة ان تكون موجهة لاثارة الحرب الاهلية في اراضي الجمهورية العراقية ويتساوى في العقوبة بموجب نص المادتين اعلاه كل الذين يعملون او يتعاونون باي طريقة كانت في الفعل المباشر لاثارة الحرب الاهلية او حتى من قاموا للتمهيد للفعل ثم تراجعوا أو ندموا
ثانيا :- الاقتتال الطائفي :- هو الاقتتال بين طوائف الشعب الواحد من قومية أو دينية أو مذهبية ضمن الديانة الواحد ة
ثالثا :- تسليح المواطنين :- هو تقديم السلاح سواء كان حربيا أو سلاحا ناريا أو أسلحة الاستعمال من قبل الجاني أو الجناة الذين قاموا بأثارة الحرب الاهلية كذلك تقديم الاعتدة الحربية للمواطنين العراقيين
رابعا:- حمل المواطنين على التسلح:- وهو الضغط عليهم وأجبارهم على حمل السلاح لغرض مقاتلة خصومهم من الطرف الاخر من المواطنين
خامسا :- الحث على القتال :-هو تشجيع المواطنين على مقاتلة الطرف الاخر من المواطنين ويقع الحث بالخطابة أو الكتابة أو بالتصريحات
وعند حدوث الحرب الاهلية لاسامح الله ووقوعها فأن هدف الجاني الارهابي قد تحقق كهدف أراده وحققه حتى وأن لم يشترك ماديا في تحقيقه ففي هذه الحالة المشرع خيرا فعل حينما اعتبر اثارة الحرب الاهلية والاقتتال الطائفي جريمة أرهابية وشدد من العقاب على مرتكبيها
حتى وان كان النشاط موجها شخصيا لاثارة تلك الحالة التي نجمت عنها حرب أهلية وقعت عن طريق الاثارة وهذا ما يحدث يوميا في اجهزة الاعلام المرئي والاذاعي والصحف عشرات الاشخاص الذين يحرضون بعض فئات الشعب العراقي ضد البعض الاخر ودون ان تتخذ السلطات الاجراءات القضائية ضدهم ان عدم تفعيل تطبيق فقرات قانون العقوبات وقانون مكافحة الارهاب المتعلقة بجريمة اثارة الحرب الاهلية واثارة الفتنة الطائفية خطأ تتحمل مسؤوليته الدولة بما يزيد الاحتقان الطائفي في البلد مع عدم ردع مشعليّ نار الفتنة من مختلف الفرقاء سنكون في الايام القادمة امام طوفان الكارثة الحقيقية

#سحر_مهدي_الياسري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل