أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - قضايا المؤتمر الاقتصادي















المزيد.....

قضايا المؤتمر الاقتصادي


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6688 - 2020 / 9 / 26 - 23:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حول الدولة التنموية الديمقراطية

بمناسبة المؤتمر الاقتصادي المنعقد هذه الأيام في الفترة : 26 /9 – 28 /9/2020 ، نعيد نشر هذا الجزء من مساهمة حول مفهوم الدولة التنموية ، والذي تمّ تناوله بالنقد والتحليل.
كما هو معلوم ارتبط مفهوم الدولة التنموية بتجارب دول شرق آسيا " اليابان ، كوريا الجنوبية، ، سنغافورة، ماليزيا، الخ" في أواخر القرن العشرين التي لعبت فيها الدولة دورا في التخطيط الاقتصادي الكلي ( رأسمالية الدولة)، وقد انبهر بها بعض الكتاب، وحاولو نقل تلك التجارب باعتبارها " بديل تنموى للنهوض بالسودان "( راجع الشفيع خضر : الدولة التنموية الديمقراطية، القدس العربي ، 22/4/ 2018). معلوم أن الاقتصادي تشالمرز جونسون قد عرّف الدولة التنموية بأنها دولة تركز علي التنمية الاقتصادية ، وتتخذ التدابير اللازمة لتحقيق هذا الهدف، وهي تجمع بين آليات السوق وتدخل الدولة.
كان من ايجابيات الدولة التنموية أنها أكدت دور الدولة في التخطيط الاستراتيجي، ودعم الصناعة، وتحقيق معدلات عالية في الناتج المحلي الاجمالي ، وقد اسهمت عوامل تاريخية وموضوعية وذاتية، وفي ظل غياب الديمقراطية ، استغلال فظيع للاطفال والنساء والعمال، تلوث البيئة، الصراع بين القطبين الاشتراكي والرأسمالي في فترة الحرب الباردة ، والتمويل الضخم من الدول الرأسمالية في نجاح تلك التجارب، والذي ادخلها في ديون ثقيلة، وهلل لها اقتصاديو البنك وصندوق النقد الدوليين باعتبارها تجارب يمكن أن تحتذى بها بلدان العالم الثالث.
لكن تلك النجاحات التي ما جاءت نتيجة لتطور باطني ، بل بدفع خارجي ، فقد تمّ انهيار تلك التجارب أوما يسمي بالنمور الآسيوية عام 1997 ، بعد أن ضربتها الأزمة الاقتصادية وانهارت العملة ، وانخفض معدلات النمو الاقتصادي، وتراجعت الصادرات ، وزادت البطالة ، وتدنى مستوي المعيشة، وتمّ اغراقها في ديون باهظة عجزت عن سدادها.
لا شك أن البلاد تعيش أزمة وطنية عامة تتطلب معرفة أسبابها وجذورها وخصوصية واقع البلاد دون النقل الأعمي لتجارب ما يسمي بالدولة "التنموية " فما هي أهم معالم دور الدولة في التجربة السودانية؟.
لعبت الدولة أو القطاع العام دورا قياديا ، رغم السير في طريق التنمية الرأسمالية الغربية منذ احتلال السودان عام 1898 م، وبعد الاستقلال التي كانت فاشلة، وكان من نتائجها:
أ – تشويه وتدمير القطاع الزراعي الذي يعتبر المصدر الرئيسي للفائض الاقتصادي اللازم للتنمية والمصدر لتأمين الغذاء، وبالتالي تأمين قرارنا وسيادتنا الوطنية.
ب – استمرار وتعميق الفقر حتى وصلت نسبتةأكثر من 65 % من السكان.
ج – تعميق التبعية للعالم الغربي ، ديون خارجية بلغت حوالي60 مليار دولار .
د – إهدار الاستثمارات والموارد الوطنية في برامج التصنيع الفاشلة، بل تم بيع أصول القطاع العام " سكك حديد ونقل نهري وبحري وجوي" وتمليك أراضي البلاد لمؤسسات إقليمية عالمية لمدة 99 عاما دون مراعاة حقوق أهلها والأجيال القادمة وتدمير القطاع الصناعي والزراعي والحيواني ونهب ثروات البلاد من ذهب وبترول وانهارت العملة الوطنية وأفلست البنوك، وتدهورت الأوضاع المعيشية حتي اصبحت نذر المجاعة تهدد البلاد.
فشل هذا الطريق يؤكد مشروعية قيادة قطاع الدولة أو القطاع العام في البرنامج الوطني الديمقراطي الذي ينتشل البلاد من التخلف، ويدفعها في طريق النهضة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
في فترة الاستعمار البريطاني للسودان ( 1898 – 1956 ) تصدت الدولة لإنشاء المشاريع الزراعية والخدمية مثل مشاريع القطن ( الجزيرة ، القاش ، طوكر ، جبال النوبة ،. الخ ) ، السكك الحديدية والطرق الداخلية ، خزان سنار ، ميناء بورتسودان ،. الخ. كما غزت بريطانيا السودان بالسلع الرأسمالية المستوردة، مما حال دون نمو الرأسمالية السودانية وقيادتها للنهضة الصناعية والزراعية.
- بعد الاستقلال لم تلعب الرأسمالية الوطنية دورها في النهضة رغم التسهيلات التي كانت تقدم لها، فقد ظل القطاع العام هو المهيمن.
- بعد انقلاب مايو 1969 تم تحجيم الرأسمالية الوطنية التي بدأت تلج ميدان الإنتاج الصناعي والزراعي بقرارات التأميم والمصادرة العشوائية ، ومنذ العام 1978 ، وبعد التخفيضات المتوالية للجنية السوداني انهار الإنتاج الصناعي والزراعي وتزايد النشاط الطفيلي الذي دمر الاقتصاد السوداني بتهريب الفائض الاقتصادي للخارج.
- وبعد انقلاب 30 / يونيو / 1989 سادت الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية على حساب الفئات الرأسمالية المنتجة، وتم تدمير الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي ونهب عائدات الذهب والبترول وأصول البلاد. وتمت الخصخصة وتشريد العاملين وتدهورت الأوضاع المعيشية ، رفعت الدولة يدها عن خدمات أساسية مثل : التعليم والصحة الذين دخلا دائرة الاستثمار الخاص ،و أفرزت حكاما طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد ، استغلوا الدين في السياسة ، وقهروا الناس باسم الإسلام.
بفشل الرأسمالية في قيادة النهضة الوطنية، يستحيل الحديث مرة أخري عن قيادتها تحت ستار "الدولة التنموية الديمقراطية" والتي تعني المزيد من الدمار وافقار الكادحين وإعادة إنتاج الأزمة بشكل أعمق من السابق، لا بديل غير قيادة طبقية جديدة تعبر عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين والقوي صاحبة المصلحة " فقراء ومتوسطي المزارعين ، مثقفين ثوريين، الرأسمالية المنتجة.الخ" ضمن تحالف الجبهة الوطنية الديمقراطية الاستراتيجي لانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية.
الهدف المباشر حاليا تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وتحقيق البرنامج الاسعافي الذي يعالج التدهور والخراب الاقتصادي، ويحقق التوازن الداخلي والخارجي، والتوجه للداخل دون الانعزال عن العالم، واستعادة الأموال المنهوبة، ووضع الدول يدها علي إنتاج الذهب والبترول والمحاصيل النقدية " صمغ ، حبوب زيتية ، القطن. الخ، وعودة شركات الصادر لها مع شركات القوات النظامية لوزارة المالية، وتركيز الأسعار ، وزيادة الأجور، ووقف تجارة العملة الحرة وتحديد الدولة لقيممتها ، وتغيير العملة، ودعم المزارعين والحرفيين ، وزيادة الضرائب علي السلع الكمالية، ورفض رفع الدعم وشروط صندوق النقد الدولي " تخفيض العملة، تحرير السوق، ورفع الدولة يدها عن التعليم والصحة. الخ"، ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي ، وإعادة تأهيل قطاع النقل" سكة حديد ، بري، بحري، جوي.الخ"، وتحقيق التنمية المتوازنة..
أشرنا سابقا في دراسة عن " مفهوم التنمية وحصاد التجربة السودانية" إلي ضرورة أن تراعي التنمية واقع وخصائص السودان واحتياجاته، وتستهدف الإنسان بتلبية احتياجاته الأساسية في التعليم والصحة وبقية الخدمات وتطويره من كل الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية.، فهذا أجدى من الحديث عن " الدولة التنموية" التي استهدفت تنمية فئات رأسمالية محددة علي حساب الأغلبية الساحقة من الفقراء والكادحين، وفشلت كما اكدت تجارب النمور الآسيوية، وغيرها، فدور الدولة وحده لا يكفي ، ولكن الي اين ، هل في توجه رأسمالي أم وطني ديمقراطي يفضي الي الاشتراكية؟. .



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكري ميلاده 93 عبد الخالق محجوب: نشأته الوطنية واعماله
- لماذا توجست الإدارة البريطانية خيفةً من مدينة عطبرة؟
- السلام لا ينفصل عن مهام الفترة الانتقالية
- الذكرى 74 لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني
- الاضراب السياسي واسقاط ثلاث ديكتاتوريات
- الذكرى 49 لانقلاب 19 يوليو 1971
- اعتذار واجب
- 30 يونيو لتحقيق السلام العادل والشامل
- 30 يونيو لاستمرارية الثورة وتحقيق أهدافها
- 30 يونيو لتحسين الأوضاع المعيشية
- تجربة مؤتمر الخريجين ( 1938 - 1947 )
- ذكرى 30 يونيو وتصحيح مسار الثورة
- إدانة ونبش جذور الإبادة الجماعية والعنصرية
- تسليم كوشيب للجنائية خطوة نحو العدالة والسلام
- تزايد هلع ونشاط القوى المضادة للثورة
- استغلال الدين واتساع التكفير في عهد نظام الإنقاذ
- لكل حزبه والنقابة للجميع
- حديث رئيس الوزراء د .حمدوك بين الواقع والمأمول
- عام من المجزرة بلا عدالة ومحاسبة
- أمريكا : مصادرة حق التنفس والحياة


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - قضايا المؤتمر الاقتصادي