محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)
الحوار المتمدن-العدد: 6685 - 2020 / 9 / 23 - 17:42
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
هيبة الدولة !! او في الدولة السفيهة "état prodigue".
" الفصل 38 من الدستور*؛
الصحة حق لكل إنسان.
تضمن الدولة الوقاية والرعاية الصحية لكل مواطن، وتوفر الإمكانيات الضرورية لضمان السلامة وجودة الخدمات الصحية. "
ابدعت عربيتنا القانونية في ادراج السفه توصيفا لغير القادر على ادارة شؤونه واملاكه واملاك الآخرين. وابدعت الدارجة التونسية في توصيف الكذوب المتحيل والافاق ب"السفيه" . وابدع عشاق السلطة عندنا في مزجهم الاستثنائي بين التوصيف القانوني الصرف لصفة السفيه ووفاءا لتونسة السفه ، حيث وعدوا وأخلفوا ، إلتزموا وإنقلبوا ، تحمَّلوا مسؤولية وأدبروا ، تلاعبوا بِمُؤسّسات الدولة و"هيبتها" المطمورة أصلا تحت أثقالٍ من الفساد والمحسوبيّة و التسويف ، يُتاجرون بآمال والام شعب كامل ومطلبه في حياة كريمة ، حُبّرت الخطابات حول التضامن الوطني و التضحية والتزام الحذر و الاصطفاف حول مجهود الدولة ومعاضدتها في " حربنا" المعلنة والمفتوحة ضد جائحة الكوفيد_19 القاتل للبشر قبل الاقتصاد ، أُقْتُطِع من الأجور ، جُمِعت التبرعات ، تتابعت الهِبات ، رُصِدت القروض وجُمّعت آلاف المليارات ، شُكّلت اللجان العلمية ، مُنِحت الترقيات والاوسمة ونُشِرت الأرقام والبحوث وتداول الإعلام السيناريوهات وانجازات جنرالات الحرب ضد الوباء !!!
ثُمّ عندما وقت الواقعة ودُقّت طُبول الحرب وجُنْدِلَ مِنّا من انطلق واثقا موعودا باستعدادنا للمعركة ، فرَّ القادة من الميدان و دخلوا كهوف الرِّدّة عن تحمُّل مسؤولية قيادة المعركة بدعوى خواء الخزائن و ضياع الأموال و محدودية الأسلحة الا من أيادينا الخاوية و رئاتنا المنهكة واجسادنا المتهالكة !!!
سادتي عُشّاق السُّلطة ، في حُكمِ القانون يُحجَرُ على السفيه بأمر قضائي لعدم قُدرته على التصرُّف السليم ، وفي حكم العُرف والمجتمع ينُبذُ السفيه لانعدام صدقيته ، أمّا أنتم فقد جاريتم إبداع عربيتنا القانونية ودارجتنا وزاوجتم بين الإثنين فاستحققتم الحجرَ والنبذ معا .
"الفصل 164 من مجلة الاحوال الشخصية * يُعرّّفُ السفيه بكونه «الشخص الذي لا يحسن التصرف في ماله ويعمل فيه بالتبذير والاسراف»"
* الدستور التونسي
َ
#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)
Ouhibi_Med_Najib#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟