أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - نجوم أمطار الصيف














المزيد.....

نجوم أمطار الصيف


سمر يزبك

الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 04:24
المحور: الادب والفن
    


من هو النجم المفترض في العملية العسكرية «أمطار الصيف»؟

الكاميرا تجازف. وعلى رغم الخوف من تهشيم عينها، «العدسة»، تبحث في وجوه الضحايا والقتلة عن بارقة أمل، للعثور على ما يمكن تفصيله، وتحويله إلى دراما يستطيع المشاهد متابعتها. ليس مهماً من هو البطل، فدائماً كان هناك أبطال ونجوم، ودائماً كانت هناك تسميات مختلفة لساحات الموت. تلاحقها الكاميرا، خائفة من التحول إلى مشاهد منفعل، والتخلي عن حيادها في نقل الحدث، واثبات أنها الآن الأقوى.

الكاميرا لا تعرف هل الجندي الإسرائيلي المختطف، غلعاد شاليت، هو الذريعة الأهم لإسرائيل حتى تطلق أحصنة الموت المعتادة. دباباتها وآلياتها الحربية تُغرق قطاع غزة في الظلام. وصورة النيران التي تأكل محطة الكهرباء، إسوة بالأطفال الخائفين وأمهاتهم، تفشل في التحول إلى صورة النجمة. الدبابات نفسها تحوّل ليل مدينة رام الله إلى نهار دائم، فتمتنع المدينة عن النوم، ولا تحظى الكاميرا بصورة لوجه المختطف، فربما تحوّل إلى نجم لو تمكنت من سرد حكايته.

وعلى رغم ظهور صورة المستوطن القتيل إلياهو آشير على بعض المحطات الفضائية، إلا أن الكاميرا تناولته بقدر من الحيادية، مقارنة بوجوه الشهداء الفلسطينيين الذين لم يكونوا بحاجة إلى العدسة كي يخرّوا مثل النجوم. وأما في المشاهد الخاصة باعتقال واختطاف النواب والوزراء الفلسطينيين، حيث ظهر أحدهم ظهوراً عابراً خجولاً، فإن الكاميرا اكتفت بالمراقبة من بعيد، من خلف ظهر الوزير أو النائب. لم نعرف، نحن الذين نراقب الموت عبر الشاشة، هوية الشخص الذي كان معصوب العينين، إذ اختفت اللقطة حين توقفت الكاميرا عن العمل، لأنّ الكاميرا تخاف أيضاً، وتحذر، وتحتمي. رأينا في المقابل وجوه جيران النواب والوزراء، ومرافقيهم، تتحدث أمام الكاميرا، ثمّ تشابهت الوجوه على أغلب المحطات.

وفي مشهد آخر يقول رجل عجوز إنهم لم يعرفوا ما حدث، ولماذا جرى تطويق حي «الطيرة» بحشد هائل من الدبابات والجنود الإسرائيليين. لا يواجه العجوز عين الكاميرا، بل يشرد في أفق بعيد، وتخيم قسوة طاغية. وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبني ليفي تتمتم بكلمات باردة، بين وقت وآخر، لكن الكاميرا لا تحب وجهها، كما تفعل مع الوجوه المذعورة للأطفال الفلسطينيين. وجوههم لم تتغير كثيراً منذ أن صنع آباؤهم تلك النظرات المقاومة منذ أكثر من نصف قرن، والتي يستردونها جيلاً بعد جيل، ومعها يكبرون ويشيخون.

كل النجوم التي حاولت كاميرا «أمطار الصيف» صناعتها كانت فاشلة، مشتتة، ضائعة، ولا تقدم للمشاهد سوى العدم. وربما لا تزال الكاميرا تائهة، واقعة تحت ذهول المباغتة، تدور هنا وهناك في عيون المراسلين المحتشدين بكثرة على مختلف المحطات الإخبارية. هؤلاء، كما يحدث عادة، يحظون بفرصة الوقوف أمام عين الكاميرا، ونكون نحن على موعد مع مشاهد القتل والدمار التي اعتدنا عليها في هذه البقعة من العالم.

ولعل الكاميرا، من جانبها، خافت التحول إلى ضحية، خصوصاً وقد علمتها التجربة أن النجم الذي يخر هو نذير الموت!



#سمر_يزبك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاميرا نوال السعداوي
- غابة اميرتو ايكو
- كاميرا حالمة
- مستعمرة العقاب
- الكاميرا والموت
- عودة المثقف الحر
- وثيقة بصرية عن الاعتقال السياسي
- عقول خلف القضبان
- المرأة في المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل
- إنهم يقتلون النساء
- قانون الأحوال الشخصية في سوريا: بين التعسف والمصادرة
- المثقفون وحراس الكراهية
- حكي النساء
- هل نترك الباب مفتوحاً لاحتواء الثقافة إلى الأبد؟
- من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟
- سمير قصير ودموع اميرالاي
- الاعلام العربي: قلق الهوية وحوار الثقافات
- نحن السوريون:مالذي سنكتبه
- دمشق تدعوك
- المثقف بين الإتباع والإبداع


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - نجوم أمطار الصيف