أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - كاميرا حالمة














المزيد.....

كاميرا حالمة


سمر يزبك

الحوار المتمدن-العدد: 1588 - 2006 / 6 / 21 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


ربما لم تعرض شاشات التلفزيون، حتى وقت قريب فيلماً، أو برنامجاً وثائقياً، أنصف الطبيب والثائر الأرجنتيني، أرنستو تشي غيفارا، كما فعل فيلم " فدائي حتى النهاية " والذي عرض على قناة الجزيرة مؤخراً، كان اسم تشي غيفارا، الرمز الأكثر نبالة لحلم الثوار بعالم أكثر عدالة، رغم محاولات الميديا الأمريكية، من خلال البرامج والأفلام الوثائقية والسينمائية_ كان واحداً منها من بطولة النجم العربي عمر الشريف_ أن تجعل منه، رجلاً خارجاً عن القانون، إلا أنها لم تستطع محو الصورة الحقيقة للحياة التي عاشها غيفارا، فالفيلم قارب حياته بهدوء غير مفتعل، وكأنه جّدة مسّنة، تمارس فعل الحكاية، المعتادة للأحفاد قبل النوم، عبر تواضع مبالغ في الإحجام عن ضخ المقولات الأيديولوجية، والذي كان بالتأكيد من حسنات الفيلم الرئيسية، الفيلم بحث أيضاً في أسباب ضياع الحلم، أو هكذا بدت الكاميرا وهي تفصّل أدق ما في حياته، حميمة ونضالاً، بحثت الكاميرا عنه في عيني ابنته الطبيبة، التي لا تذكره، إلا كخيالات تائهة، وفي عيون أعدائه قبل أصدقائه، الذين كانوا يسبلون جفونهم خجلاً من عين الكاميرا، وهم يتخيلون مشاهداً افتراضياً يزدريهم، ثم تنتقل الكاميرا إلى اليوم الذي أبحر فيه مع مجموعة من الثوار في أواخر ستينات القرن الماضي، باتجاه كوبا، لإسقاط حكم الديكتاتور باتيستا، ومن ثم تخليه عن منصبه في حكومة فيدل كاسترو، بعد نجاح الثورة في كوبا، وغيابه في إفريقيا، بحثاً عن ثوارت جديدة، وعودته ليموت مقتولاً، على أيدي الإستخبارت الأمريكية. لم يغفل الفيلم أي جانب من جوانب حياته، أضاءها بحيادية، والأشخاص الذين تحدثوا عنه، كانوا أشبه بأرواح قادمة من زمنه، ولا تشبه زمننا الحالي، عدا عن ابنته التي كانت تقول للكاميرا: أنا فخورة به، وحيادية الفيلم هي ميزة أخرى تضاف إلى ميزاته، لأنه قرأ التاريخ دون تطرف، وحاور عدة أطراف كانوا على علاقة وثيقة بعالم الثورات والأحلام التي عاش لأجلها غيفارا. الكاميرا التي حاولت إضاءة الإبهام والتنكر الخفي في حياته وأحلامه، تقمصت شيئاً يسمونه الآن، رومانسية الحلم الثوري، وصورت لنا مشاهد غاية في الجمال البصري والتقني، ربما كان ضروريا جداً في هذا الزمن، الذي تدور فيه الكاميرات المعلبة، المثلجة، تحت شعارات سياسية، وحملات إعلامية دعائية، فالكاميرا ليست آلة فقط، إنها روح أيضاً، وهي روح تختلف من عين إلى عين، ومن قبضة يد إلى أخرى، ولأن الفيلم لم يحاول تمرير مقولات سياسية و أخلاقية ، فقد مارس ودون أدنى تصميم، سطوته علينا، وهي سطوة النزاهة في تقديم الصورة الحقيقة، التي تمس ما يحدث، وما حدث على أرض الواقع، أوعلى على الأقل طرح الفيلم تساؤلاً، وجواباً في آن واحد: لا بد للقيم النبيلة أن لا تمر مرور الكرام في حياتنا، رغم التاريخ المزور، فالكاميرا صارت
تحتمل أكثر من وجه، ووجهها الحالم الآن، تبدى في عين غيفارا، العين التي لم تنم أبداً، رغم الموت.



#سمر_يزبك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستعمرة العقاب
- الكاميرا والموت
- عودة المثقف الحر
- وثيقة بصرية عن الاعتقال السياسي
- عقول خلف القضبان
- المرأة في المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل
- إنهم يقتلون النساء
- قانون الأحوال الشخصية في سوريا: بين التعسف والمصادرة
- المثقفون وحراس الكراهية
- حكي النساء
- هل نترك الباب مفتوحاً لاحتواء الثقافة إلى الأبد؟
- من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟
- سمير قصير ودموع اميرالاي
- الاعلام العربي: قلق الهوية وحوار الثقافات
- نحن السوريون:مالذي سنكتبه
- دمشق تدعوك
- المثقف بين الإتباع والإبداع
- سينما... يا بلدي
- الصورة التلفزيونية وفصام الواقع
- الطوفان في بلاد البعث


المزيد.....




- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - كاميرا حالمة