أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - الديك المعارض وحبة الفياجرا!!















المزيد.....

الديك المعارض وحبة الفياجرا!!


فيصل الدابي

الحوار المتمدن-العدد: 6680 - 2020 / 9 / 18 - 20:42
المحور: كتابات ساخرة
    


قال الطاهر بامتعاض شديد: كم أصابني صداع سياسي نصفي كلما استمعت لوسائل الاعلام المحلية إياها وهو تعزف باستمرار على وتر نظرية المؤامرة، لا أحد، يتمتع بالحد الأدنى من الثقافة العامة، يستطيع أن ينكر وجود وصحة نظرية المؤامرة، فهناك مؤامرات محلية يحيكها أفراد أو جماعات داخل البلد الواحد وهناك مؤامرات دولية تدبرها دول ومنظمات عالمية ضد دول أخرى فعلى سبيل المثال نجد أن أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية والمالية في كل بلد من بلاد العالم تنهمك في شغلها الشاغل وهو احباط مؤامرات الأعداء الحقيقيين أو الافتراضيين داخل البلاد وخارجها، وهذا شيء طبيعي للغاية وهو الذي يبرر إنشاء أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية والمالية في جميع دول العالم فوجود المنافسة وتضارب المصالح المحلية والدولية هو الطريق المعبد الذي تجري عليه المؤامرات على قدم وساق ولا بأس من أخذ الحيطة والحذر الطبيعيين من مكايد ودسائس المتآمرين والمتآمرات داخل البلاد وخارجها واحباطها إذا لزم الأمر!!
استطرد الطاهر قائلاً: لكن من غير الطبيعي على الإطلاق أن تصبح نظرية المؤامرة هي السبب الوحيد لتفسير كل البلايا والمصائب التي تحل بالأفراد والدول فهذا السلوك يدخل في خانة الهوس المرضي والارتياب الجنوني، فعلى سبيل المثال حكى لي صديق أفغاني أن حائط منزل والدته، المبني بالطين، قد سقط بسبب هطول أمطار مفاجئة لكن والدته اتهمت الامريكان بإسقاط حائط منزلها مع سبق الاصرار والترصد خصوصاً بعد سماعها بأن هناك شيء إسمه المطر الصناعي فقد أقسمت والدته برأس والدها أن المطر الصناعي الذي دبره المستعمرون الامريكان هو الذي أسقط حائط منزلها وراحت تستمطر اللعنات على المتأمرين الامريكيين وتؤكد لكل من هبّ ودبّ أن الامريكان هم السبب الوحيد لوقوع أي مصيبة في أفغانستان أو أي مكان في العالم!!
استطرد الطاهر بامتعاض أشد: لا شيء يثير حنقي أكثر من ترديد نظرية المؤامرة بصورة ببغائية كلما انكشف المستور داخل البلد، انظر لهذه المهزلة المستمرة، زعماء حكومتنا غير الرشيدة يغسلون دماغ الشعب عبر ترديد نظرية المؤامرة البدائية بشكل مستمر عبر مختلف الوسائل الاعلامية الحديثة، ويجتهدون في إيهام الشعب بأن العالم الخارجي بجلالة قدره قد ترك كل أعماله الهامة وتفرغ للتآمرعلى بلادنا بمختلف الوسائل والسبل، فإذا انقطعت الكهرباء بسبب التقصير الإداري المحلي، فهذه مؤامرة خارجية خطيرة تستهدف إثارة البلبلة والإضطراب في الجبهة الداخلية، وإذا تظاهر بعض الصبية وطالبوا ببعض الحقوق الصغيرة إسوةً بأقرانهم في دول العالم الأول فهذه مؤامرة دولية كبرى تستهدف ضرب الوحدة الوطنية!! وإذا انهار الجنيه أمام الدولار بسبب سياساتهم الاقتصادية الفاشلة فهذه مؤامرة عالمية خبيثة من العالم الخارجي لتركيع الحكومة بسبب رفعها لشعارات دينية تهدف لربط قيم الأرض بقيم السماء!!
هذه الفرضية الوهمية الباطلة تدحضها ملاحظتان صغيرتان، الأولى هي أن التآمر الاستخباراتي الخارجي يستهدف بالدرجة الأولى البلاد القوية، أما إذا كان البلد ضعيفاً وهشاً ويخلو من المخترعين والمكتشفين ولا يمتلك أي أسرار صناعية أو عسكرية حيث يستورد كل شيء من الخارج ابتداءاً من الملابس الداخلية التي تستر عورات أبنائه، مروراً بالأواني التي يأكل فيها وإنتهاءاً بالأسلحة والذخائر التي يسلـح بها قواته الأمنية المستأسدة على شعبه، بلد كهذا كيف يصلح أن يكون هدفاً استخباراتياً نموذجياً للعالم الخارجي؟! الملاحظة الثانية إذا كان العالم الخارجي المتآمِر ينجح دائماً في ضرب الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية فهذا إقرار مستمر بضعف مستوطن يتنافى مع القوة التي يُفترض وجودها في هذا البلد المتآمَر عليه العظيم الشأن الذي توهم ذات يوم أنه أصبح قوة عظمى ورفع شعار هزيمة أمريكا وروسيا معاً!!
علّق محجوب قائلاً: كلامك هذا يذكرني بحاج عابدين المسكون بجنون نظرية المؤامرة، كيف ابدأ حكايته لا أعرف لكنني سأحاول سردها على النحو الآتي: بسبب مؤثرات متباينة، أصيب حاج عابدين الذي تجاوز الثمانين من عمره بمرض نظرية المؤامـرة، تفاعل مركب النقص مع جنون العظمة فانتج جينات جنونية مشاكسة جعلت الرجل يتخيل باستمرار أن كل العالم قد ترك جميع أعماله وتفرغ للتآمر ضده واستهدافه في كل الأوقات، ولهذا فقد استعد هو للحرب بطريقته الخاصة وأخذ يعد خطوط الدفاع الخيالية ويشن الهجمات الاستباقية ضد الأعداء الوهميين!
ففي يوم السبت اتهم عابدين صديقه الوحيد إبراهيم الذي تجاوز الثمانين من عمره بأنه أخطر زير نساء على وجه الأرض وأنه يبتلع يومياً حبة فياجرا مع سبق الاصرار والترصد ويتقرّب منه بغرض مغازلة زوجته التى تجاوزت السبعين وأصبحت في عداد القواعد من النساء، وتوعد بشق رأس ابراهيم إذا اقترب من منزله مرةً أخرى، بهت الصديق المسكين من هول الاتهام فهو عملياً لا يستطيع أن يكون "كوب نساء" ناهيك عن أن يكون "زير نساء" حتى لو ابتلع جوالاً كاملاً من الفياجرا!!
في يوم الأحد روى أحد أقاربه نكتة طريفة فأنفجر جميع الحاضرين بالضحـك إلا هو فقد تجهم وجهه وأخذ يحقق مع صاحب النكتة فسأله ما هو مصدرها؟ ولماذا انتهت بهذه الطريقة المفاجئة؟ وخلص إلى اتهام قريبه باستهدافه شخصياً بتلك النكتة وتوعد بتلقينه درساً قاسياً لن ينسـاه أبداً!!
في يوم الاثنين أصيب الرجل بنزلة برد شخّصها هو على أنها اصابة بكورونا وأتهم أحد الجيران بأنه نقل إليه العدوى عمداً عندما عطس في وجهه في مصعد العمارة وهدد بالانتقام منه في الوقت المناسب!!
في يوم الثلاثاء اتهم صاحب بقالة مجاورة لمنزله بأنه مجرم حرب يتلاعب بأرواح الأبرياء لأنه حاول أن يبيع له خبز غير طازج وتوعد برفع شكوى عاجلة إلى وزارة الداخلية!!
في يوم الأربعاء اتهم كافة سكان الحى بالتآمر ضده لأنهم حضروا عقد قران لم يدع هو إليه من قبل صاحب المناسبة وتوعد برفع دعوى إشانة سمعة ضدهم واستصدار أمر قضائي يقضي بترحيلهم من الحي عن بكرة أبيهم!!
في يوم الخميس اتهم جميع أولاده وبناته بأنهم قد تحالفوا سراً مع والدتهم ضده ووصفهم بحفنة من الخونة والمارقين والقى محاضرات مطولة حول نشوز الزوجات وعقوق الأبناء ثم هدد باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة التى تمكنه من إعادة الأمور إلى نصابها بأسرع ما يمكن!!
في يوم الجمعة وجه عابدين اتهاماً غريباً إلى زوجته مفاده أنها تحرض ديكها اللعين على الصياح بالقرب من رأسه كلما همّ بالنوم ثم انفجر في وجهها صائحاً: "إما أنا في هذا البيت أو هذا الديك اللعين"، فردت عليه زوجته بكلمة واحدة "الديك"! لقد طلق حاج عابدين زوجته بالثلاثة بسبب ديك ثم أخذ يحكي لكل من هبّ ودبّ بأن الديك المتآمر ما أن سمع بخبر الطلاق ثلاثي الأبعاد حتى زغرد بأعلى صوته ثلاث مرات!! وأكد حاج عابدين وهو يتفجر من الغيظ بأنه لن يغمض له جفن حتى يقوم بخطف ديك مطلقته، الذي يلقبه بالشيطان الأزعر، ثم قطع رقبته وتمزيقه إرباً إرباً وإطعام لحمه النتن للكلاب الضالة، وما زال الرجل منهمكاً حتى هذه اللحظة في وضع الخطط التكتيكية المحٌكمة لتنفيذ هذا الهدف الاستراتيجي العظيم!!



#فيصل_الدابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجمل مكياج لأقبح جمل!!
- المعلقة السودانية موديل العلمانية !!
- أكبر مفارقات التيك توك!!
- المعلقة السودانية ــ مرحب بحكومة النسوان!!
- أكبرمفارقات الجرائم الكورونية
- المعلقة السودانية هروب كورونا من السودان!!
- الكورونا نائم لعن الله من أيقظه!!!
- الفارس عنتر وفيروس كورونا
- القديم انتهى الجديد جاري التحميل
- العيد في سجون كورونا
- بشرى سارة اكتشاف علاج لكورونا
- حديقة حيوانات كورونا !!
- بشرى سارة، كورونا سيرحل قريباً!!
- الكمامة ما زالت تحتل وجهي !!
- اضرب هم كورونا بالفرح!!
- لن اعطس في وجه حبيبتي
- العشق في الحجر الصحي !!
- لقاء حصري مع السيد كورونا!!
- أغرب أنواع السلوكيات الكورونية
- الخوف والحب في زمن الكورونا


المزيد.....




- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - الديك المعارض وحبة الفياجرا!!