أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - الفارس عنتر وفيروس كورونا















المزيد.....

الفارس عنتر وفيروس كورونا


فيصل الدابي

الحوار المتمدن-العدد: 6608 - 2020 / 7 / 2 - 17:37
المحور: كتابات ساخرة
    


الفارس عنتر وفيروس كورونا!!
قامت ملكة جمال الخيال باستخدام خلاط الزمن فالقت الماضي والحاضر والمستقبل في جوفه وادارت الخلاط العجيب وبعد ثواني من الدوران السريع واختلاط الأزمنة الثلاثة بشدة اوقفت الضجة الميكانيكية وصبت عصير اللحظة الحمستقبلية في كوب المستحيل وارتشفت منه جرعة واحدة فاختلط في ذهنها حابل الحاضر والماضي بنابل المستقبل ومن ثم شرعت في حكاية هذه القصة الحمستقبلية على النحو الآتي:
في الآونة الأخيرة، اكتملت فروسية عنتر الاسطورية وتم منحه شهادة القوة القاهرة الحصرية العالمية والبلطجة العشوائية الفوضوية الدولية كما تم منحة شهادة بروفسير في قطع الرؤوس البشرية من جامعة القتل العمد بعد أن أصبح الفارس الدولي رقم واحد في العالم بأسره باعتراف مجلس الأمن الدولي وباعتراف الأمم المتحدة فهو عبارة عن بلدوزر بشري في القوة والصلابة وهو يمتطي أقوى حصان في العالم وهو الحصان الآلي الأمريكي الذي استولى عليه عنتر عندما قام بغزوة البنتاجون التي سار بذكرها الركبان!! ويتسلح بسيف الساموراي الياباني الذي انتزعه بالقوة حينما قام بغزوة طوكيو الشهيرة التي اكتسحت سيرتها جميع مواقع التواصل الاجتماعي العالمية!! وهو يتغطى بدرع قرينتش الانجليزي الذي انتزعه من براثن الأسد الانجليزي عندما قام بغزوة لندن التي تم تسجيل عنفها الخيالي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية!! وينتعل الحذاء الفولاذي الألماني الذي أرسلته له المانيا بواسطة الـ دي اتش ال بعد تلقيها تهديداً رسمياً بأشرس غزوة عنترية!! ولديه مشط حديدي جلبه من غزوة فارس وقلامة أظافر فولاذية عاد بها من غزوة الروم!! بل أن مقتل الرجل الاسود جورج فلويد في الولايات المتحدة الأمريكية وخروج مظاهرات عالمية ضد العنصرية دفعت الفارس عنتر الأسود اللون إلى التفكير الجدي في شن غزوة البيت الأبيض وأسر الرئيس الأمريكي ترامب شخصياً وجلبه لجزيرة العرب وحبسه في الزنزانة الصحراوية بعد كتابة البيتين الشعريين التاليين بأعرض خط في أرضية أكبر شارع في واشنطن دي سي:
وأنا ابن سوداء الجبين كأنها ذئب ترعرع في نواحي المنزلِ
الساق منها مثل ساق نعامةٍ والشعــر منها مثـل حب الـفلفلِ
انتصب عنتر كالمارد في قلب الصحراء العربية المتاخمة لديار محبوبته عبلة ثم حدق في صورته الضخمة القافزة إلى عينيه الكبيرتين من المرآة البالغة الطول والضخامة والتي استولى عليها عندما قام بغزوة السند والهند في العام الماضي!! تأمل عنتر قوامه الديناصوري ورأسه الخرتيتي واستشعر حدة ولمعان سيفه البتار فشعر بأكبر فخر في العالم، ثم أطلق عنتر أقوى صيحة في التاريخ البشري (عبلة تناديني والحديد لا يقاويني)!! وعندها جفلت كل الحيوانات البرية واختفت جميع السناجب بسرعة البرق في جحورها العميقة ولسان حالها يصيح بفزع بالغ: باطن الأرض خير لنا من ظاهرها!!
ذات صباح، قام عنترة بشن غزوة مباغتة على هايبرماركت العولمة واستولى على طن من الملابس النسائية والعطور الباريسية وعندما استنجد مديرو السوق بالشرطة والجيش لردع عنتر بن شداد قام عنتر بالهجوم بسيفه الضخم على أفراد الشرطة والجيش فهربوا جميعاً واختفوا في جميع الاتجاهات ولسان حالهم يصيج: انج سعد فقد هلك سعيد!!
جمع عنتر غنائمه الأوربية التي استولى عليها من الغزوة الهايبرماركتية وقرر أن يهديها الى حبيبته عبلة بمجرد وصوله إلى ديارها الميمونة لكنه لم يستطع الصبر فاستخدم جواله الصيني وأرسل لها لقطة منها عبر رسالة واتسابية!!
فجأة، ظهر شيبوب من العدم، فصاح عنتر وهو يحتضن شيبوب: أين اختفيت يا اخي العزيز مشتاقين والله؟!!
قال شيبوب: عم صباحاً ومساءاً وظهراً وعصراً يا عنتر ما هذه الخرابيط المكومة أمامك يا فارس الفرسان ويا ملك الدروع والسيوف ومشعل نيران الضيوف؟!
رد عنتر بدهشة مستخدماً اللغة الارهابية الفصحى: تأدب يا شيبوب والا قطعت رأسك بالسيف، خرابيط في عينك، هذه أفخر هدية لأجمل محبوبة عربية وسأذهب غداً إلى ديار عبلة كي اسلمها لها مع كامل الحب والأشواق! الا تذكر ياشيبوب كيف قطعت بسيفي هذا رأس رئيس جمعية حقوق الإنسان وجعلته يتدحرج تحت قدميه عندما سألني بقلة أدب وقال لي بفلسفة قبيحة: أي شرف تتفاخر به وتدعيه يا عنتر عندما تشن غزوة على ناس آمنين فتقتلهم وتستولى على ممتلكاتهم بدون سبب ثم تتكرم ببعضها لاناس آخرين بدون وجه حق؟! أين الانسانية والفروسية في هذا السلوك الإجرامي؟! اليس في هذا السلوك عطاء من لا يملك إلى من لا يستحق؟! قال حقوق انسان قال!! هل تريد أن تلحق به يا شيبوب؟!
قال شيبوب بخوف شديد مشوب بحذر بالغ: أبيت اللعن يا اخي عنتر، يبدو أنك آخر من يعلم، لقد أغار كورونا على ديار عبلة وقتل جميع أفراد عائلتها وعبلة نفسها ترقد الآن بين الحياة والموت في غرفة العناية المركزة!
صاح عنتر بغضب شديد بعد أن استل سيفه الضخم: سأذهب الآن واقطع رأس كورونا بسيفي هذا وانتقم منه شر انتقام لتعديه على محبوبتي عبلة!
قال شيبوب: ابيت اللعن، لكن كورونا فيروس وليس فارس؟!
صاح عنتر بغضبة مضرية كاسحة: فيروس ماذا تعني بكلمة فيروس؟!
قال شيبوب : الفيروس لا جسم له ولا راس له ولا يرى بالعين المجردة وهو يهاجم الناس بلا سبب ويقتل الناس حسب المزاج وهو مجرد هواء قاتل يتسلل إلى رئتيك عبر فتحتي أنفك أو عينيك ويقوم بخنقك بدون يدين وعندها تموت يا عنترة في رمشة عين وتروح شمار في مرقة!!
شعر عنتر بالخوف لأول مرة في حياته ثم قال بتردد وخنوع: ثكلتك أمك يا شيبوب، يعني هل أصبح الهروب من كورونا واجب وطني؟!
رد شيبوب بحسم: شوف يا عنتر، أنا هارب من كورونا عدو البشرية رقم واحد وساغادر الجزيرة العربية إلى جهة غير معلومة فلا يمكنني مواجهة هذا العدو اللدود المجهول الهوية بأي حال من الأحوال!! وفجأةً، اختفي شيبوب بنفس السرعة التي ظهر بها تاركاً عنتر لوحده وهو يضرب أخماساً بأسداس!!
فجأة، ارتفعت دهشة مكونة من عشرة طوابق أمام عنتر عندما رأى والده شداد، المشهور بالشجاعة، يجري بعيداً عن دياره وقد اكتست ملامحه بخوف بالغ لا يمكن صدوره الا من أكبر رعديد في الدنيا!!
صاح عنتر في والده: ابيت اللعن! ابيت اللعن! لماذا تجري هكذا كالبعير المفزوع؟!
رد شداد وهو متقطع الانفاس: كورونا كورونا يطاردنا يا عنتر وعليه لا يمكن أن نكر، أهرب إذا اردت الحياة وإذا اردت الموت فانتظره، انت حر!!
بعد فترة قصيرة، وصلت رسالة واتسابية عاجلة من الانتربول الصحراوى مفادها أن عنتر بن شداد ارتعب من سيرة فيروس كورونا الشبحي الذي لا تبصره العيون ويتسلل للصدور عبر فتحات الأنوف ولا يمكن منازلته بالسيوف وشوهد عنتر فارس الفرسان وهازم الفرس والرومان ومؤدب الانجليز والامريكان وهو يخفي وجهه بكمامة ويهرب بسرعة في الاتجاه المعاكس لديار عبلة ولسان حاله يصيح بأعلى صوت: حب بتاع مين يا جدع انت، مافي أغلى منك يا روح!!



#فيصل_الدابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القديم انتهى الجديد جاري التحميل
- العيد في سجون كورونا
- بشرى سارة اكتشاف علاج لكورونا
- حديقة حيوانات كورونا !!
- بشرى سارة، كورونا سيرحل قريباً!!
- الكمامة ما زالت تحتل وجهي !!
- اضرب هم كورونا بالفرح!!
- لن اعطس في وجه حبيبتي
- العشق في الحجر الصحي !!
- لقاء حصري مع السيد كورونا!!
- أغرب أنواع السلوكيات الكورونية
- الخوف والحب في زمن الكورونا


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - الفارس عنتر وفيروس كورونا