أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماجد احمد الزاملي - إنتهاك مباديء حقوق ألإنسان التي أقَرَّتها الامم















المزيد.....

إنتهاك مباديء حقوق ألإنسان التي أقَرَّتها الامم


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 6678 - 2020 / 9 / 16 - 20:57
المحور: حقوق الانسان
    


عند انتهاء الحرب العالمية الاولى تُرجِمَ الاهتمام الدولي لحقوق الإنسان الى مواد معينة في ميثاق عصبة الامم، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تُرجِمَ هذا الاهتمام الى مواد في ميثاق الامم المتحدة الذي أقَرَّتهُ بالاجماع في مؤتمر سان فرنسسكو في الخامس والعشرون من شهر حزيران 1945 حيث اعربت شعوب الأمم المتحدة في ديباجة الميثاق تصميمها على تأكيد ايمانها من جديد بحقوق الإنسان الاساسية وبكرامة الفرد وقيمتة العليا وبالحقوق المتساوية للرجال والنساء ولكافة الامم الكبيرة والصغيرة من دون تفرقة بسبب العنصر او الجنس او اللغة او الدين حيث تُوِّجَت جهود المنظمة الدولية في العاشر من كانون الاول 1948 باصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على انه المستوى المشترك الذي ينبغي ان تستهدفه كافة الشعوب والامم حتى يًسعى كلُّ فردٍ وهيئة في المجتمع واضعين على الدوام هذا الإعلان نصب اعينهم الى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ اجراءات مُطَّرِدة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فَعّالة بين الدول الاعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها. عند انتهاء الحرب العالمية الثانية وعلى اثر ما حَلَّ بالعالم من مآسي وتضحيات والتي كانت السبب بموت الملايين، اتجهت افكار المجتمع الدولي من اجل وضع حداً لهذه النزاعات والحروب التي لم تجلب لهم سوى الويلأت والدمار الى اتخاذ الوسائل السلمية لحل المشاكل دون استخدام القوة العسكرية التي لايكون من ورائها سوى الدمار والفناء. وعلى ضوء ذلك كان لابد للمجتمع الدولي من الاحتكام واللجوء الى المنظمة الدولية لغرض حل هذه المشاكل والنزاعات بين البلدان بالطرق السلمية والقانونية دون اللجوء الى القوة وتَعَرُض الملايين من البشر الى أهوالها، وكذلك حتى تَمنَع عمليات الإبادة والقتل الجماعي على أُسس عرقية وإثنية او طائفية وكذلك حتى توفر ابسط الحقوق الانسانية للاشخاص.
لقد تَضَمَنت (المادة الاولى ) من الاعلإن المبادئ الفلسفية والتي تنص ,, يولد جميع الناس حرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق وهم قد وِهُبوا العقل والوجدان وعليهم ان يعاملوا بعضهم بروح الاخاء ،،
وتضمنت (المادة الثانية) على المبدا الاساسي الخاص بالمساواة وعدم التمييز فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات الاساسية وتراعى تلك الحقوق والحريات للجميع بلا تمييز بين العنصر او الجنس او اللغة او الدين. والمواد من (3- 21) تتضمن اعلان الحقوق المدنية والسياسية المعترف بها وهذه الحقوق ضرورية للتمتع بكل الحقوق الاخرى المنصوص عليها في الإعلان. وقد اعتمدت الكثير من الدول وضع هذه المواد في دساتيرها.
والمواد من ( 22 – 27 ) فهي تحدد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كحق العمل بحرية وبشروط عادلة والحماية من البطالة والحق في أجرٍ مساوٍ للعمل يكفل له ولإسرته العيش عيشة لائقة بكرامة، وفي ان يُنشيء وينضم الى نقابات حماية لمصلحته، وعلى العموم لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كافٍ للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولإسرته، ويتضمن ذلك التغذية الصحية والملبس والسكن اللائق والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترحيل والشيخوخة.
اما بخصوص المواد ( 28 – 30 ) فتعترف بحق كل انسان في التمتع بنظام اجتماعي ودولي يمكن ان تتحقق بمقتضاه جميع الحقوق والحريات الاساسية للإنسان كاملة ويؤكد على واجبات ومسؤوليات كل انسان تجاه مجتمعه.
و المادة (29 ) فانها توكد على ان لايخضع اي فرد في ممارسة حقوقه الاّ للقيود التي يقررها القانون. وقد حذَّرت المادة ( 30) من الإعلان من(انه لايجوز لاي دولة او جماعة او لاي فرد ادعاء اي حق بموجب الإعلان في القيام باي نشاط او باي فعل يهدف الى هدم اي من الحقوق والحريات النصوص عليها في الإعلان). ويحدد الإعلان الحقوق الاساسية لكل شخص في العالم بغض النظر عن لونه او جنسيته او دينه او رأيه وهذا الإعلان هو المعيار الدولي لحقوق الإنسان. وعلى الرغم من ان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان احدث تأثيرا كبيرا ومهما في العالم وعلى كافة المستويات سواءاً كانت دولية او وطنية، كما كان مصدر إلهام عند اعداد المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وكذلك دساتير وقوانين كثيرة من الدول اضافة الى احكام المحاكم. (فقد اتبعت الكثير من الدول سواء في دساتيرها وتشريعتها وعلى درجات مختلفة المبادئ والقواعد الخاصة بحقوق الإنسان الواردة في الإعلان، واصبح الإعلان مصدرا اساسيا لكل الجهود الوطنية والدولية لتعزيز حقوق الإنسان).
وان الإعلان بَقِيَ كمستوى للسلوك او مقياس لدرجة احترام او مدى التزام الدول بتلك الحقوق .(وبالرغم ماقيل عن الإعلان وما جاء فيه من ذكر للحقوق المدنية والسياسية الاّ انه ليس له قيمة قانونية ملزمه ، وانما له قيمة ادبية فقط ). واعتبر الإعلان الاساس في ولادة اكثرمن 100 اتفاقية دولية، خاصة بعد صدور العهدين الدوليين الأول الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والثاني الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عام 1966. كان للتواجد الدولي المتمثل بالعملاقين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي الاثر الاكبر في خلق حالة من التوازن في العالم في مرحلة مهمة سميت بالحرب الباردة والتي امتدت مابين 1945 –1991 . المجتمع الدولي قد مَرَّ بمرحلة تاريخية صعبة وحرجة خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء مايسمى بالحرب الباردة وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالقرار الدولي كقوة دولية عظمى مهيمنة تتخذ قراراتها دون الرجوع الى المنظمات او القوانين الدولية، حيث عملت على تهميش وإقصاء المنظمة الدولية بصورة انتقائية بل انها استعملت المنظمة الدولية أداة لتبرير فعالياتها غير القانونية واصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي القطب الوحيد الذي يُشرعِن ويفعل قرارات المنظمة الدولية حسب قناعاته وسلوكياته السياسية بالإستناد الى استراتيجيتها العالمية. وقد أصبَحَت حقوق الإنسان قِيمَة عُليا لايمكن تقسيمها، وأصبحت كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية مكفولة لكل الناس وفي كل بقعة من بقاع الارض وعلى أساس ثابت من المساواة وعدم التمييز.
استنادا الى ما بيَّنا اعلاه فان انتهاكات حقوق الانسان تشمل تعديات الحكومات الاستبدادية على الحقوق التي تعتمدها القوانين الوطنية والاقليمية والدولية ويمثل العراق في فترة حكم النظام الديكتاتوري السابق ونظام الشرعية الانتخابية الذي اعقب الاحتلال الامريكي للعراق نموذجا لتلك الانتهكات الصارخة لحقوق الانسان. ان عملية فهم ودراسة انتهاكات حقوق الانسان تتطلب منح المجتمعات المتضررة من تلك الانتهاكات الوسائل الكفيلة بمنع تكرار تلك الممارسات الضارة اعتمادا على سياسات المصالحة والبناء ومعالجة كافة الانقسامات والتصدعات التي ارتكبتها الانظمة الشمولية والاستبدادية، وتفعيل دور الهيئات والمنظمات الدولية مثل المحكمة الدولية لحقوق الانسان ولجنة حقوق الانسان للأمم المتحدة ومجموعة العمل الخاصة بحالات الاختفاء القسري التابعة للأمم المتحدة . لقد انتهكت الولايات المتحدة الامريكية الشرعية الدولية عندما استخدمت القنابل الذرية اثناء الحرب العالمية الثانية في اليابان وكذلك استخدامها الاسلحة المُحَرَّمة دوليا ضد العراق عام 1991 واثناء غزوها للعراق عام 2003 لترتكب افضع الجرائم بحق الشعب العراقي.
و كان للشرعية الدولية دورا سلبياً واضحا تَمَثَّلَ بعدم ادانتها للغزو الامريكي للعراق واعتباره احتلالاً رغم ما قامت به الولايات المتحدة وحلفائها من تدمير دولة وطنية عضوا في هيئة الأمم المتحدة وعضوا مؤسساً للجامعة العربية وشَرَّدت الملايين من العراقيين في داخل وخارج البلاد بسبب شعارات الديمقراطية والحرية المزيفة التي خَلَّفت ورائها الملايين من الايتام والارامل والمعوقين. وقد استغلت الولايات المتحدة الامريكية الكثير من الانظمة الاستبدادية في سحق الملايين تحت مسميات عديدة اكثرها تداولاً مكافحة الارهاب والجريمة. بالرغم من ان الولايات المتحدة من اكثر الدول التي تتحدث عن حقوق الانسان وشعاراته فإنها تستخدم حقوق الانسان كورقة في سياستها الخارجية لغرض تحقيق مصالحها الاستراتيجية.
و العالم اليوم يواجه تحديات عديدة ليس في مجال الحريات العامة السياسية وحسب بل هناك الكثير من القضايا العالقة كالبطالة التي انهكت الطبقات الفقيرة وقضايا الهجرة وما خَلَّفت ورائها من كوارث أهمها تنامي النزاعات العنصرية في دول المهجر، اضافة الى قضايا التلوث البيئي نتيجة استخدام الاسلحة المُحَرمة دوليا في الحروب التي خاضتها الدول الكبرى ضد الدول الفقيرة بحيث انتشرت الامراض المستعصية في تلك البلدان كالعراق وافغانستان، وهناك ايضا قضايا المخدرات ودورها في افساد اخلاقيات الاجيال الجديدة ناهيك عن صعود طبقات برجوازية تتحكم بسياسات واقتصاد الدول الوطنية مما جعل الانسان البسيط يعيش حالة من اليأس وانعدام الامان الاجتماعي والسياسي.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقبل للعولمة الصينية في طريق الحرير
- بانت نهاية قيادة العالم بقطب واحد
- أشكالية الشرعية السياسية في الوطن العربي
- التجريم كوسيلة لحماية الحقوق والحريات
- ألأسباب الموجبة لقيام ثورة 14تموز1958
- قاعدة العقد شريعة المتعاقدين
- المواجهة التركية المصرية على الارض الليبية
- فشل وديكتاتورية النظام القديم وعدم وضوح معالم النظام الجديد
- العدالة الدولية الفيتو للاعضاء الدائميّن في مجلس الامن الدول ...
- تحديد مفهوم الإجرام السياسي وفق نوع النظام السياسي
- جريمة الاختلاس
- تنفيذ ا الادارة للقانون والاوامر للمحافظة على النظام العام و ...
- المٌشرّع الدستوري وضمان الحقوق والحريات وسلامة كيان الدولة
- جائحة كورونة ونشر التعليم عن بُعد
- العدالة الجنائية الدولية
- أصحاب المصالح السياسية والمالية والعسكر والاعلام مَن يقود وي ...
- الأمن الدولي والانساني
- ادت التحولات الأساسية في المفاهيم واختصار سيادة الدولة على أ ...
- الديمقراطية ترتبط بالحالة التي يعيشها أفراد المجتمع من الناح ...
- النصوص الداعمة لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية احتلت موقع الص ...


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماجد احمد الزاملي - إنتهاك مباديء حقوق ألإنسان التي أقَرَّتها الامم