أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد الحافظ - اخرجوا من دائرة الوهم المزعوم بالقدسية الدينية














المزيد.....

اخرجوا من دائرة الوهم المزعوم بالقدسية الدينية


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 10:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد رافق حركة تطور المجتمع الانساني وعلاقات الانتاج،اصطفافات، وحراك اجتماعي،اوجب ظهور اشكالا مختلفة من الهيئات والتنظيمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية،لحل التناقضات والتعقيدات الناشئة عن تشابك المصالح بين هذه الاصطفافات الطبقية والاجتماعية، التي اساس تكوينها المادي هو قرب الناس وبعدهم عن ملكية وسائل الانتاج بدآ من الات الصيد البدائية حتى الات الانتاج المؤتمت القائم على منجزات الثورة العلمية الحديثة المتواصلة الاعجاز.
وان من بين هذه الهيئات الاحزاب السياسية، التي تعرف:بانها اتحاد طوعي لمناضلين آثروا على انفسهم ان يتقدموا الشرائح والطبقات الاجتماعية،التي ينتمون اليها او يؤمنون باهدافها.ليعملوا من اجل الوصول الى السلطة السياسية،لخلق افضل الظروف الملائمةلاشباع حاجاتهم الروحية والمادية.
ولقد شهد التاريخ الانساني اشكالا مختلفة من هذه الاحزاب، اختلفت باختلاف مناهجها الفلسفية ومن بينها احزاب الدين السياسي التي يهمنا شان الاسلامية منها لانتشارها في مجتمعاتنا. فلاضير من ظهور تلك الاحزاب مادام ان نشآتها الطبيعية اوجبتها ظروف موضوعية.لكن المشكلة ان تلك الاحزاب لاتقر بوصفها احزابا سياسية تسيس الدين وتستغله لغرض الوصول الى السلطة السياسية، بل انها تضفي على نفسها قدسية وهمية تدعى استمدادها من الدين،وهذه مخادعة كبيرة ومخالفة للواقع الملموس وللاسباب التالية:

1-من البديهي ان يكون لكل حزب نظام داخلي "دستور" يسترشد به في نشاطاته المختلفة في ظروف معينة. ومن البديهي جدا اجراء مراجعة لنصوصه باستمرارلتكييفها وفق المستجدات والمتغيرات المتواصلة.فالاحزاب العلمانية ذات ألبرامج الوضعية اصلا.مستجيبة لذلك تماما وقد يؤدي الجدل الفكري بين اعضائها حول تطوير تلك النصوص اما الى توطيد وحدة الحزب او انشقاقه وبذا يمكن فهم وتبرير تعدد الاحزاب العلمانية ذات الاسس الفلسفية المشتركة، ولكنني لاافهم ولاجد مبررا ماديا ومنطقيا لتعدد الاحزاب التي تدعي بانها اسلامية وان القرآن الكريم هو دستورها الوحيد الا بما هو متفق مع حقيقة كونها احزابا تسيس الدين لاغراض اشرنا اليها فيما سبق خارج اطار عالم الروحانيات المقدس وذلك لعدم جواز المس بانص القراني وتغييره ليشكل هذا التغيير اساسا موضوعيا لاختلاف وتعدد الاحزاب الدينية.
2- لقد اثبتت التجربة الحياتية للمؤمنين في بلادنا ان من يبتغي التفقه بالدين او التعرف على المقف الشرعي من اي قضية تواجه الانسان في حياته ينبغي عليه الاتصال بالمؤسسات والمراجع الدينية والائمة المؤتمنين والوارثين لعلم محمد ابن عبدالله(ص) وليس التوجه الى مقرات احزاب الاسلام السياسي وقيادتها. كما ان واقع الحال والصراعات على النفوذ بين هذه الاحزاب والجرائم التي ارتكبتها اجنحتها العسكرية دون انضباط ديني واخلاقي خلع عنها هالة القدسية التي تريد زورا احاطة نفسها بها لخداع الفقراء واستغفالهم.
3- لقد آثرت غالبية احزاب الاسلام السياسي العراقية التزام الصمت وعدم الرد على كثيرمن الاقاويل المتعلقة بالعقيدة الدينية: واخرها الادعاء بمصاهرة ألأمام المهدي (ع) وتناول الشاي معه ومعرفة خرائط تحركه، وذلك لمقتضيات سياسية محسوبة بدقة لاعلاقة لها بالدين ولا بتصويب القول فيه.لأن ذلك ليس من بين انشغالاتها الرئيسية.
4- اذا ماسلمنا جدلا ان القرآن الكريم دستور تلك الاحزاب ولاتخالف نصوصه القاطعة الدلالات(مثل بقية الكتب السماوية)، فأن ذلك لايستقيم مع ادعائها بأنها احزاب ديموقراطية عصرية تلزم نفسها بشروط وآليات الديموقراطية وتقبل الاخر وتتبادل معة السلطة سلميا.لان الآخرفي المجتمعات المتعددة الاديان والمذاهب والاثنيات والثقافات السياسية ومنها العراق قد لاتلزمه النصوص المقدسة مثل ماتلزم المسلمين ومنهم المؤمنين بالتحديد. وهنا تحدث الاختناقات التي قد تعصف بالتجربة الديموقراطية في بلد خرج للتو من نظام دكتاتوري لم يرث عنه المجتمع العراقي غير القمع والعنف والتطرف.

لذا ينبغي على تلك ألأحزاب نظرا لسعة قاعدتها الجماهيرية في أطار هذه المرحلة السياسية في بلادنا ان تتحلى بالموضوعية للخروج من دائرة الديماغوغية والوهم الزائف بالقدسية لتصبح عاملا أيجابيا في حشد جماهيرها من اجل بناء دولة ديموقراطية تحترم الحريات العامة وتصون حقوق ألأنسان وترسي اسس العدالة الاجتماعية.



#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ياسيدي...........نحن في ازمة سياسية خانقة
- قمامة الاحياء الفقيرة، لاتوجد فيها نفائس
- لتتسع بوحدتنا كوى الضوء والهواء
- لا لدستور لا يضمن أحلام الفقراء
- العراق بين مستشار الرئيس ووكيل الولي الفقيـه
- حين يخشى الكّلُ الكّلَ في حفلات بوس اللحى


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد الحافظ - اخرجوا من دائرة الوهم المزعوم بالقدسية الدينية