أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جاسم محمد الحافظ - حين يخشى الكّلُ الكّلَ في حفلات بوس اللحى














المزيد.....

حين يخشى الكّلُ الكّلَ في حفلات بوس اللحى


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1176 - 2005 / 4 / 23 - 12:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قوض البعثيون بمنهجهم الاقتصادي أسس نمو وتطور الاقتصاد العراقي وخربوا بذلك البنية الفوقية برمتها، مذ سيروا البلاد بعقلية قبلية متخلفة، مهملين عن عمد أحكام النظم الاقتصادية الاجتماعية الشائعة في المجتمع الإنساني المعاصر وجميع مقاسات علم الاقتصاد السياسي . فلم يكن نظامهم اقطاعيا ولا رأسمالياً كما لم يكن بالطبع اشتراكياً كما كان يحلوا لهم أن يدعّوا. ولعل أفضل وصف لنظامهم اعتباره نظام اقطاعية الدولة الحديثة * إن صح التعبير، حيث باتت عوائد مخرجات كل النظم الاقتصادية للدولة، ريفية أو حضرية، زراعية أم صناعية اضافة الى الثروة البترولية، تحت تصرف القعقاع بن يوسف التكريتي وأبناء عمومته، تماماً كما كان يستحوذ الاقطاعي على عوائد الأنتاج الزراعي في القرون الوسطى. كما إن عنصر العمل لم يكن حّراً أو أوفر حظاً من خصائص مثيله في الاقطاعية، عدا عن كون السخرة هنا مقنّعة، حيث فقدت الأجور جوهرها العلمي ولم تعد تكافئ كمية الجهد الإنساني المبذول لخلق المنافع في وحدة الزمن، دون أن تسد الحاجات الضرورية للعاملين كما الحال في المراحل الأولى لنشوء الرأسمالية على أقل تقدير.
إن اقتصاداً مشوهاً وأدارة مرتجلة كهذه نشرت الفقر والبؤس بين كل أفراد المجتمع العراقي وشرائحه واوقفت عملية مواصلة نمو وتطور تركيز رأس المال الوطني والخاص، وعطلت الحراك الاجتماعي . ومن ثم صعب فرز الناس على أساس اصطفافهم في شرائح اجتماعية متفاوتة في قربها أو بعدها من وسائل الانتاج، وتعقدت على إثر ذلك بلورة الأحزاب والقيادات السياسية الممثلة لمصالح تلك الشرائح خاصة تلك التي باتت تشعر بالغربة عن أحزابها التقليدية جراء سيادة القمع أو لخلل ما في تلك الآحزاب.
وما إن إنهارت السلطة البعثية بسبب من ثقل جرائمها، حتى عجت الساحة السياسية بكم هائل من الأحزاب والهيئات السياسية والاجتماعية، التي لم يجد أغلبها وسيلة للتعبئة الجماهيرية وراء شعاراتها الاّ بأثارة النعرات الأثنية والقبلية تارة أو النعرات الدينية والطائفية تارة أخرى، مكررة على شكل كوميدي أسود حال المجتمعات البدائية الغابرة في التاريخ الإنساني.
لقد أصبح عصياً على المرء تلمس الفروق الجوهرية بين البرامج الاقتصادية والسياسية لمعظم تلك الأحزاب التي سوقت لنا وبخداع ساذج شعارات فضفاضة عمومية ومتشابهة، أخفت وراءها حقيقة الهلع الشديد ، الذي يملأ قلوب هؤلاء القادة من استحواذ أحدهم على أفئدة الجياع وعلى اصواتهم لاحقاً، مخفية في حفلات يومية لبوس اللحى المشهد الحقيقي لمباحثاتها السرية المشحونة بالخوف من عصا التدخل الامريكي وسيف الفتوى الشرعية وشظايا الأنتحاريين.
وأستباقاً للمأساة، وتقويماً للعملية السياسية، واستعادة لأرادة الجماهير ، ينبغي على جميع القوى الديمقراطية العراقية الحية، وكل أصدقاء شعبنا أن يضاعفوا جهودهم الفكرية لتبصير الناس بمصالحهم الاستراتيجية الحقيقية وقيادة النضال الشعبي من أجل فصل المؤسسة الدينية عن الحكم والغاء المشروع القبلي المتخلف، وفضح وعزل كل القوى والأحزاب والهيئات التي تسيء للتجربة الديمقراطية وتشوش عليها وتستقوى على الشعب من خارجه.
إن الدفاع عن مصالح الفقراء واحلامهم في الحرية والعيش الرغيد والاستقلال الناجز شرف ما بعده شرف ولنا في ما قاله الأمام علي (ع): لو كان الفقر رجلاً لقتلته، حافزاً نحو فضاءات العدالة الاجتماعية.


• كم سأكون سعيداً لو تواصل الزملاء المختصون بدراسة هذه الظاهرة الاقتصادية " البعثية "



#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرياض.. انطلاق الاجتماع المفتوح للمنتدى الاقتصادي العالمي
- منتدى اقتصادي في الرياض وفلسطين موضوع للنقاش! .. ماالخبر؟
- مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية يصل إلى الرياض
- فرنسا تنجو من عقوبات وكالات التصنيف.. فهل زال الخطر؟
- إغلاق معبر رأس جدير يقطع أوردة مدن تونسية وليبية
- معرض تونس الدولي للكتاب يتأثر بالصعوبات الاقتصادية
- ??مباشر: الحرب في غزة محور مناقشات قمة اقتصادية عالمية في ال ...
- -بينهم ساويرس وبن جاسم ورئيس حكومة-..أغنى 9 مليارديرات في 7 ...
- فرنسا: نتعاون مع المغرب في تطوير مشروعات للطاقة الشمسية
- لماذا يكره الناس فكرة تحديد الميزانية الشخصية؟


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جاسم محمد الحافظ - حين يخشى الكّلُ الكّلَ في حفلات بوس اللحى