أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد الحافظ - العراق بين مستشار الرئيس ووكيل الولي الفقيـه














المزيد.....

العراق بين مستشار الرئيس ووكيل الولي الفقيـه


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1189 - 2005 / 5 / 6 - 08:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


1

يقال بأن سلوك العراقيين قد طبع بمراس صعب مفعم بالطيبة حد الأطمئنان، وبأختفاء الحدود الفاصلة بين الفرح والحزن والقسوة في حياتهم، تلك التي تعاونت مع أهمية موقع ديارهم لتكثر من أعداد ضحاياهم على مر التاريخ.
كواحد منهم غمرني فرح كبير يوم نصّب السيد الطالباني رئيساً للبلاد فهتفت في سري، بعداً للعنصريين من كل الأطياف ومرحى للمساواة والعدالة بين العراقيين جميعا .. غير إن الرئيس ( وكعادة الرؤوساء ) لم يدع فرحتي تدوم حيث سارع لتبديدها بتصريحاته المتكررة عن رفضه للمصادقة على إعدام الطاغية صدام إن رأى القضاء بإنه يستحق ذلك، لتناقض الأمر مع كونه محامياً وقع على لائحة عالمية تدعو لألغاء عقوبة الأعدام من جهة ولأن بين أجداده وأجداد صدام وداً قديماً من جهة أخرى!
وحلت بي - وربما بالكثير من العراقيين - ثانية الحيرة المفعمة بالحزن والتساؤل : ألم يكن السيد الرئيس محاميا حين دارت رحى الموت بأمر منه ومن غرمائه في ما أصطلح عليها حروب الأخوة الأعداء لتحصد أرواح الألاف من الأبرياء الكرد، والتي هي وبكل المقاسات أعز وأغلى وأطهر من دماء صدام وجلاوزته؟! وأين كان حرصه على حياة البشر حين أريقت بأمر منه دماء شهداء بشت آشان إثر اقتحام مقراتهم وقتلهم وسبي نسائهم وترك أجسادهم تنهشها ضواري الجبال، وهم من كانوا من خيرة فتية العراق وأفضل رموزه للتآخي العربي الكردي واصلب أبنائه في النضال دفاعاً عن عراق خال من العنصرية والطائفية والتمييز ومن أجل القضاء على الدكتاتورية، رغم أنف من يحاول اليوم عبثاً تزوير التاريخ!
فلا تنكئ، سيادة الرئيس، الجروح ولا تستفز الذاكرة العراقية المغلفة بالصبر، ولا توقع البلاد في حسابات خاطئة ولا تعطل، ربما بنصائح مستشارك الأمني، إجراءات تصفية البعث وإثاره في المناطق العربية بعد أن قضيت عليها في كردستان، وإخضع مؤسسة الرئاسة لأحلام الفقراء لأن بهذا لا بالعفو عن الطغاة تتحقق إنسانية الإنسان!
2
لعل من من أكثر ما تعيشه الحياة السياسية في عراقنا المدمر خطورة، ذلك التناقض الواضح بين الإدعاءات الديمقراطية وبين الأتجاهات الحقيقية للكتل والأحزاب الدينية.. ففي حواره المتلفز مع ممثل هيئة علماء المسلمين الدكتور حارث العبيدي، دعا الدكتور علي الدباغ والذي يّعرف إعلامياً بالخبير في شؤون المرجعية الشيعية، محدثه (الذي ناور ببراعة يحسد عليها لعدم رفع الغطاء الديني عن الأرهابيين في العراق) الى عدم اضاعة فرصة المشاركة في كتابة دستور إسلامي للعراق ومواجهة ما أسماهم بأعداء العراق. وأعداء العراق - كما يتضح من حديث السيد الدباغ الذي قضى سنوات النضال ضد الدكتاتورية مقيماً في الأمارات العربية (والعهدة على السيد الرئيس الطالباني في رده على مطالبة الدباغ له بالأستقالة عبر برنامج فضائية العربية)- هم الديمقراطيون والأسلاميون المتنورون والليبراليون من كل الطوائف والأثنيات العراقية، ممن لم يقطعوا رأساً أو يفخخوا عجلة أو يقتلوا مصلياً أو ينسفوا بيوت الله، إنهم بنظره كل من يقف ضد لبننة العراق و يدعو الى إعتماد المواطنة لا الأنتماء القومي أو الديني أو الطائفي أساساً، إنهم بنظره كل من لا يرضى بدستور يشابه طغيان السلطة الدينية في إيران وإفغانستان والسودان وغيرها ممن إختطفوا ديننا الحنيف وأستخدموه متراساً لطغيانهم.
إن خلاصنا أيها العراقيون، في كتابة دستور يؤسس لدولة علمانية تحفظ للدين قدسيته وتستلهم من أحكامه المقدسة ما يخدم البشر وتقدمهم وضمان مساواتهم، ويمنع ظهور القعقاع إبن يوسف ثانية.
وتلك لعمري مهمة لا يقوى على إنجازها الاّ من وعى دروس التاريخ الإنساني وإتعظ من عبره وإتسعت رؤياه لأفاق المستقبل.



#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يخشى الكّلُ الكّلَ في حفلات بوس اللحى


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد الحافظ - العراق بين مستشار الرئيس ووكيل الولي الفقيـه