أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هيثم الحلي الحسيني - العلاقات العراقية الروسية في ألف عام, بين إسقاطات الماضي, وحتمية الحاضر والمستقبل, الحلقة الأولى: مقدمة تعريفية ومنهجية, والجذور التأريخية الأولى















المزيد.....

العلاقات العراقية الروسية في ألف عام, بين إسقاطات الماضي, وحتمية الحاضر والمستقبل, الحلقة الأولى: مقدمة تعريفية ومنهجية, والجذور التأريخية الأولى


هيثم الحلي الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 20:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المقدمة التعريفية والمنهجية للدراسة: في التأريخ المعاصر, أعلنت العلاقات الدبلوماسية بين مملكة العراق وإتحاد الجمهوريات السوفيتية الإشتراكية, بشكل رسمي في التاسع من أيلول, العام 1944, وقد سبقت الإعلان التأريخي, تحضيرات على المستوى السياسي والدبلوماسي, إذ ألقت الأوضاع الدولية بظلالها, وخاصة وقائع الحرب الكونية الثانية, وعلاقات العراق الدولية, وإلتزاماته السياسية بدول التحالف الدولي, وفي المقدمة منها المملكة المتحدة.
إن القناعات لدى الطرفين, العراقي والسوفيتي, حملت بضرورة إقامة العلاقات السياسية والدبلوماسية, وتأسيسها رسميا بينهما, كونها باتت ضرورة ملحة للطرفين, ومن ثم للإقليمين الجغرافيين والسياسيين لكل منهما, لموقعهما ودورهما الحيوي القيادي فيهما, ولجهة تأخر إعلانها وتفعيلها, وكانت المملكة المصرية, قد أعلنت إقامة العلاقة بالإتحاد السوفيتي رسميا, بنفس العام, مما شكل دفعا للعراق, في إتخاذ الخطوة ذاتها.
وبعد إعلان الجمهورية العراقية, وإنتهاء الملكية في العراق, في الرابع عشر من تموز 1958, عمدت الدولتان العراقية والسوفيتية, الى تطوير العلاقات السياسية بينهما, في الكثير من المجالات ذات الإهتمام المشترك, وذات الطبيعة الإستراتيجية, وبنفس الأسباب التي تطورت اليها العلاقة البينية بالنسبة الى مصر, أو الجمهورية العربية المتحدة حينها, وكانت باكورة ذلك التطور في العلاقة, التوقيع على إتفاقية التعاون الإقتصادي للجمهورية العراقية مع الإتحاد السوفيتي في العام 1959.
وبعد إنتهاء الحقبة السوفيتية, في العام 1991, وتفكك الدولة السوفيتية الى الجمهوريات الخمس عشر, التي كانت تشكل إتحاد الجمهوريات السوفيتية الإشتراكية, ومن بينها تشكيل الإتحاد الروسي, فقد إعترفت الدولة العراقية رسميا, بالدولة الروسية الناشئة, بصفتها الوريث الشرعي لإتحاد الجمهويات السوفيتية الإشتراكية, فضلا عن الإعتراف الدولي والأممي بذلك.
وهذه الدراسة المعمقة, للعلاقة التأريخية بين العراق وروسيا, هي مساهمة متواضعة, في الإحتفالية بهذا اليوبيل التأريخي, بمرور خمس وسبعين عاما على إعلان التأسيس, ومشاركة في الإحتفالية التي تجمع الشعبين الصديقين, في هذه المناسبة التأريخية, الى جنب الفعاليات ذات الصلة, في الهيئات العلمية الأكاديمية, وأقسام اللغة الروسية وآدابها, فضلا عن الهيئات الدبلوماسية ومراكز الإعلام, ومنظمات المجتمع المدني, المهتمة بتوثيق أواصر الصداقة والتضامن بين الشعبين.
والتي من شأنها جميعا, المساهمة في تمتين العلاقة التأريخية بين الشعبين, والشراكة البينية الحقيقية, وفق ثوابت المبادئ المشتركة بينهما, الداعية للسلم العالمي, والحقوق والعدالة, والقيم الإنسانية الرفيعة, وقضايا التحرر الوطني, التي يجتمع عليها الشعبان الشقيقان الصديقان.
وستحاول الدراسة, مقاربة موضوعها من زوايا متعددة, لكنها ستلتزم السياق التأريخي, إذ تزعم ورقة الدراسة توثيقا, أن العلاقة بين الطرفين, ممتدة لأكثر من ألف عام, وذلك إبتداء بالجذور التأريخية, لإقامة أول سفارة لبغداد في البلاد الروسية, ومن ثم إتخاذ العلاقة طابعا تجاريا أو ثقافيا, من خلال التقارب الفكري العقائدي, أو الديني العقدي, أو المجتمعي, والتي أفضت الى تعاون وثيق بين الطرفين, سبقت إقامة العلاقات السياسية الدبلوماسية المعاصرة, بعدة قرون.
وستمثل حلقات الدراسة وتفريعاتها, الإستجابة المنهجية والبحثية, في الإطار العلمي لموضوع الدراسة ونطاقها, مستندة بذلك الى المنهج النقلي أولا, المعتمد على المصادر الرصينة المكتوبة, والمراجع الموثقة, كالكتب الصادرة في العراق, أو المراكز البحثية العربية, فضلا عن مثيلاتها الروسية, الصادرة تحديدا في اللغة الروسية.
وجرى أيضا إعتماد المصادر غير المكتوبة, من خلال وسائل الملاحظة والمشاهدة والمقابلات الشخصية, ورصد المنشورات ذات الصلة, في وسائل الإعلام الورقي والألكتروني, وقد حرص الباحث, على توظيف دراسته الأكاديمية, وتخرجه في المؤسسات العلمية السوفيتية, في حقل هندسة الإتصالات والحرب الإلكترونية البحرية, ودراسته العليا في الإستراتيجية والتأريخ العسكري, فضلا عن تحصيله العلمي, في مجال الأدب الروسي واللغة الروسية, وذلك لإغناء الدراسة وتعميقها, وتنوع مصادرها ومراجعها البحثية.
وستكون هذه الحلقة الأولى من الدراسة, متضمنة المقدمة التعريفية والمنهجية, المبينة لأهداف الدراسة وغايتها, وكذا نطاقها ومعضلتها العلمية, ثم ستشرع في الإضاءة الإستقصائية, للجذور التأريخية الأولى, التي تأسست وفقها العلاقات العراقية الروسية, والتي لا يمكن فصلها أو تجزئتها, عن العلاقة العربية الروسية ثم السوفيتية, خاصة في الجوانب الثقافية والفكرية, والأدبية تحديدا, أو الروابط العقدية الدينية, وبشكل كبير, الشراكة في قضايا الدفاع والأمن الوطني والقومي, إذ ستمضي الحلقات الأخرى تباعا, وفق السياق التأريخي, وصولا الى التأسيس المعاصر, ورؤاه الحالية, وأفاقه المستقبلية.
الجذور التأريخية الأولى للعلاقات الروسية العراقية: مما لا غبار عليه, فإن التأريخ المشترك, للعلاقة بين العراق وروسيا, بجوانبها المتعددة, يعود الى حقب زمنية موغلة في القدم, وهي تربو على أكثر من ألف عام, وبشكل موثق, إذ يعود تأريخ أول تأسيس لهذه العلاقة بين الطرفين, الى العام 921م, عندما بعثت دار الخلافة في بغداد, بأول سفارة لها الى بلاد الروس.
إذ كان الشعب الروسي في ذلك التأريخ, لازال تحت مسمى "السلاف", الذي يجمعه اليوم, مع شعوب أخرى, هي اليوم ناطقة بالروسية, أو بلغات شقيقة لها, ومن ذات العائلة اللغوية, كالأوكرانية والبيلوروسية والمولدافية الشرقية والصربية وغيرها, وكانت البلاد تسمى روسيا كييف "كييفسكايا روسي", ومركزها مدينة كييف, التي اليوم عاصمة للدولة الأوكرانية, وهي إحدى البلاد السلافية.
كانت السفارة التي بعثتها بغداد الى بلاد الروس, برئاسة السفير والفقيه السياسي والرحالة أحمد بن فضلان, وبأمر من الخليفة العباسي, المقتدر بالله, وكانت للسفارة مجموعة من الأهداف, من بينها السياسي والإقتصادي والثقافي والديني, لتستوعب أوجه العلاقة البينية المتشعبة بين الطرفين, وقد إحتفى القيصر الروسي, أو ما سمي بملك البلغار في الفولغا, "الموش التابار", بوصول السفارة الى عاصمة بلاده, بشكل يليق بالحدث التأريخي, وذلك بإعلانه الإحتفالات الشعبية, وجعله المناسبة يوم عطلة رسمية في البلاد.
وقد أعلن سكان بعض المناطق الروسية, إعتناقهم الإسلام, بوصول السفير بن فضلان الى تلك البلاد, خاصة في بلغار الفولغا, أو تتارستان الحالية, وبهذه المناسبة, فقد إعتمد مجلس النواب الروسي "الدوما" مؤخرا, ذلك اليوم عيدا رسميا, ليحتفى به باسم يوم الإسلام في روسيا, أسوة بيوم المسيحية, الذي إعتنق فيه الشعب الروسي, هذه الديانة.
وفي الحقيقة, فإن السفير بن فضلان, قد وثق سفارته التأريخية, من خلال كتابه الثمين, الذي دونه عن السفارة, أو رسالته الموثقة حولها, وضمنها مشاهداته ورؤاه, والوقائع والأحداث التي رافقت رحلته الطويلة والقاسية, التي إمتدت لسنين وشهور طويلة, قارب فيها الجوانب الجغرافية والمجتمعية والثقافية والسكانية, فضلا عن الشؤون السياسية والدينية, التي مثلت الغاية من رحلته وسفارته.
وقد حصلت الأكاديمية الروسية مؤخرا, على نسخة كاملة من رسالة بن فضلان, كانت محفوظة في خزانات الكتب, في الجامعة الإيرانية في طهران, وهنالك نسخة أخرى, ضمن محفوظات الوثائق العراقية, وقد قامت الأكاديمية الإستشراقية الروسية, بنشر ودراسة الرسالة الكاملة وتوثيقها, وتحليل نصوصها ومضامينها, فضلا عن إهتمام مراكز الثقافة والإعلام الروسية, الناطقة بمختلف اللغات الحية, بمضامين الرسالة والتعليق عليها, ونشر مختطفات منها.
وهذه الرسالة, على قدر كبير من الأهمية, ليس لتأريخ العلاقة بين بغداد وبلاد الروس فقط, بل تعد من أقدم الوثائق التأريخية, التي كتبت عن تأريخ روسيا وشعبها, وأرخت للحياة فيها, من جميع الجوانب, مما جعلها موضع دراسة الأكاديميين الروس, سواء المشتغلين منهم في التأريخ الروسي القديم, أو العاملين في مجال الإستشراق والتعريب, أو المهتمين في العلاقة بين روسيا والشعب العربي, أو الشعوب الإسلامية بشكل عام.
فأهمية الرسالة, تتمثل بإنعدام مثيلاتها من المصادر الرصينة, فقد وثقت للتأريخ الروسي القديم, خاصة جوانب الحياة الروسية, والخصال السكانية والمجتمعية, وتحديدا في الحقبة الزمنية, موضوع البحث, التي كتب فيها السفير بن فضلان, رسالته القيمة والمهمة, وعليه تعد الرسالة, مبحث رصين في "الأنثروبولوجي", علم الأنسنة أو الأناسة.
إن البحث والدراسة, في العلاقة بين العراق أو العرب عموما, وبين روسيا وشعبها, أو الشعوب السلافية, أو السوفيتية السابقة, أو قل الناطقين بالروسية, هي مادة غنية بالأحداث والوقائع, والروايات والمشاهدات الشيقـة، التي تسترعي وتستحضر ضرورات الدراسة والبحث المعمق, إذ يختـلط فيها الثقـافي والديني, بالسياسي والاجتماعي, والتأريخي والجغرافي, فضلا عن الأمني والدفاعي.
وليتشكل من هذا التواصل والتمازج والتقارب الثقافي, برغم البعد الجغرافي, نسيج من العلاقات الإنسانية، الممتدة بجذورها في عمق التأريخ, والتي تمزج المجتمعات العربية وشعبها, بالمجتمعات الروسية وشعبها, على إختلاف تقاليدهما, وعقائدهما وثقافاتهما, وذلك ضمن مشتركاتهما القيمية الإنسانية, ذات التعدد الثقافي والإثني الواسع, الذي تتوحد فيه الرؤى والمتبنيات الروحية والمادية, في فضاء جميل وإيجابي, يقوم على قبول الآخر, والتسامح مع المختلف والذات.
وإلى جانب سفارة ابن فضلان، برز مؤرخون عرب آخرون, اهتموا بالإنسان الروسي والحياة الروسية, وإستهوتهم الطبيعة الروسية, ما جعل من الأكاديميين الروس, والمؤرخين منهم بوجه التحديد, الباحثين والدارسين في التاريخ الروسي, يعدون نتاجاتهم, مراجع رصينة, يرجعون لها في أبحاثهم ودراساتهم, في هذا الحقل العلمي المعمق.
ومن أمثال هؤلاء المؤرخين الرواد, السفير أحمد بن فضلان أولا، وآخرين من طبقة المسعودي المتـوفى عام 956، وابن الـوردي المتوفى عام 749هـ، والمقـدسي المتوفى عام 1000م، وياقوت الحموي المتوفى عام 1228م, الذين إمتازوا بالسرد والنقل والوصف معا.
ولتقريب الموضوع, فمن جملة ما وصف هؤلاء المؤرخين به, طبيعة الشعب الروسي, نقلهم مثلا أن "الروس حمر، جمـَّـل الله خلقهم، لهم نظافة في لباسهم, يكرمون أضيافهم، ويؤون الغريب، وينصرون المظلوم، يحسنون إلى رقيقهم، ويتأنقون في ثيابهم, لأنهم يتعاطون التجارة، ولهم رجولة وبسالة إذا نزلوا ساحة الحرب, وإذا استنفروا خرجوا جمعياً ولم يتفرقوا، وكانوا يداً واحدة على عدوهم حتى يظفروا".
فهي متون نصّية نقلية, لا يجدها المؤرخ الروسي, بغير أمهات الكتب والمرويات والمخطوطات العربية, والتي يطلق عليها في الثقافة العربية, فن الرحلات, كونها شكل وغرض مبرز, من أشكال الكتابة التأريخية والأدبية الوصفية, فهذه المفردات الجميلة, والعبارات المنمقة في شكلها ومضمونها، كتبتها أقلام مؤرخين ورحالة عرب رواد, لم يسبقهم اليها غيرهم.
وبرغم أن بعض المغرضين, حاولوا إقحام نصوص موضوعة, لأسبابهم وغاياتهم, البعيدة عن المنهجية العلمية والأخلاقية والإنسانية, والتي تخرج عن نطاق الورقة, في إعتماد النصوص والمتون الرصينة والموثقة, والتي تنسجم وسياق الأحداث والنتائج والمخرجات البحثية, فضلا عن روح النصوص الصحيحة, والإيجابية التي تركها هؤلاء المؤرخين والرحالة, في ثنياتها وصفحاتها.
فهذا التفرد والندرة, والدقة بالوصف والنقل, قلّد هذه المصادر الرصينة, قيمة علمية وبحثية معتبرة, وهي تحمل في شكلها ومضمونها, دلالات معمقة في تاريخ الشعوب وعلاقاتها، وتبين الأهمية المعاصرة لصناعة التاريخ المعاصر, وجذور العلاقات البينية بين الحضارات والشعوب المختلفة, وتحديدا بين الحضارتين العربية الإسلامية والروسية نموذجا, حيث تعد موضوعات الثقافة والأدب حصرا, ملازما دائما, لجوانب السياسة والتجارة والإقتصاد, فضلا عن قضايا الشراكة في الدفاع والأمن الوطني, وهي مادة الحلقات اللاحقة, من ورقة الدراسة هذه, ونطاقها وغايتها.
وكان المجلس النيابي لجمهورية تترستان الروسية, في العام 2010, قد صوت بالإجماع, على إعلان يوم 21 أيار, عيداً وطنيا في الدولة, احتفالاً بإعتناق الدين الإسلامي رسميا, في بلغار الفولغا الروسية، في العام 922, بعدها تقدمت رئاسة تترستان الروسية, إلى مجلس الدوما الروسي, وهو المجلس النيابي الروسي الإتحادي, بمقترح إعتماد يوم دخول الإسلام إلى روسيا, عيداً وطنياً في عموم البلاد, وذلك لخلق التوازن المجتمعي في الإتحاد الروسي, فقد سبقه إقرار يوم تعميد روسيا، وهو يوم دخول المسيحية لروسيا, في 28 تموز من العام 988.
وتذكر الوثائق التأريخية, أن الأمير الروسي فلاديمير, الذي حكم من عام 960 حتى العام 1015، قد إعتنق المسيحية في اليوم الذي وسم بتعميد روسيا, لكنه في ذات الوقت, طلب من مسلمي روسيا في الفولغا, إرسال علماء الدين الى بلاطه, لتعليمه وحاشيته مبادئ الدين الإسلامي, الذي إنفتح عليه بشكل كبير.
ومنذ ذلك الحين والمسلمون الروس جزء حيويا من الشعب الروسي، متعايشين بسلم أهلي, مع باقي المواطنين المسيحيين الأرثوذكس, أو ما يطلق عليهم بالروسية "البرافاسلافياني", بمعنى ذوي الإيمان الصحيح, ويشكل المسلمون قرابة 20 بالمائة من سكان روسيا الإتحادية, وفق بعض الإحصائيات المعتمدة.
فالمفارقة أن الإسلام قد سبق المسيحية الى روسيا, بقرابة الستين عاما, بفضل سفارة بن فضلان, التي وصلت حينها من بغداد, برغم أن المسيحية قد سبقت الإسلام, بستمائة عام, وقد كاد الأمير فلاديمير, أن يجعل من الشعب الروسي جميعا, معتنقين للإسلام, لفرط إعجابه بمبادئه وسماحته, ودعوته للفضيلة والأخلاق, بما يتماهى وثوابت وسمات وثقافة الشعب الروسي, لكنه إختار المسيحية, لأسباب تتعلق ببعض التقاليد المجتمعية, التي وجدها متاحة في المسيحية, والتي يتمسك بها الشعب الروسي تقليديا.
ويشير التأريخ, أن الشعب الروسي مجتمعا, قد جابه حملات الإبادة, التي شنها صليبيوا الكنيسة الكاثوليكية, في القرون الوسطى, بمباركة البابا ومشاركة الملوك والأمراء فيها, بإدعاء نصرة المسيحية, وراح ضحيتها الملايين الروس, من المسيحيين الأرثدوكس والمسلمين, كما وجابها سوية أيضا, حملات العنف والإرهاب, التي شنتها المجموعات المتطرفة, المدعية للإسلام, في العقدين الأخيرين, والتي راح ضحيتها الكثير من المواطنين الروس, مسلمين ومسيحيين.
وقد لقي مقترح إعتماد يوم الإسلام في روسيا, إستحسان رئاسة مجلس الإتحاد الروسي, الذي يضم ممثلي الجمهوريات والأقاليم الروسية جميعا, إضافة لمجلس الدوما, الذي يضم نواب الشعب الروسي, وكذا ترحيب الرئاسة الروسية الإتحادية.
والأهم من هذ,ا أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية, رحبت بالمقترح ترحيبا كبيرا, ودعت إلى سرعة البت فيه, مما يعكس عمق العلاقة بين أبناء الشعب الروسي, مسيحيين ومسلمين, والتأثر المجتمعي الروسي التقليدي, بالثقافة والأخلاقيات العربية الإسلامية, في الوقت الذي رفضت رسميا, طلبات مشابهة, من قبل الجاليات اليهودية أو الكاثوليكية... دهيثم الحلي الحسيني, باحث في الدراسات الإستراتيجية والتأريخ العسكري المعاصر



#هيثم_الحلي_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيارات اليوم الوطني للدولة العراقية وإرتداداتها, الحلقة السا ...
- دراسة مقارنة في خيارات اليوم الوطني العراقي وإرتداداتها السي ...
- دراسة تاريخية مقارنة في خيارات اليوم الوطني للدولة العراقية, ...
- دراسة في خيارات اليوم الوطني العراقي, الحلقة الرابعة: دور ال ...
- دراسة في إختيار اليوم الوطني للدولة العراقية وإسقاطاتها في ا ...
- دراسة تاريخية مقارنة في خيارات اليوم الوطني العراقي, الحلقة ...
- خيارات اليوم الوطني للدولة العراقية وإرتداداتها, والخيار الج ...
- دراسة تاريخية مقارنة في خيارات اليوم الوطني للدولة العراقية ...
- مقاربة في نماذج بناة الدولة العراقية المعاصرة وأسباب تداعيات ...
- -ليبرمان-, بين الإقالة المؤجلة وتداعيات لعنة الطائرة الروسية ...
- -ليبرمان-, بين الإقالة المؤجلة وتداعيات لعنة الطائرة الروسية ...
- الأدوار القومية للجيش العراقي, بين الإستحقاق والتجاهل, حرب ت ...
- مقاربة لتداعيات أزمة الدولة وإنتفاضة الشارع العراقي, الترهل ...
- بالعلامة الكاملة, مونديال روسيا 2018
- الأديب الرائد عبد الله نيازي, حياة دون ضجيج ورحيل بصمت
- هل يكون العبادي النموذج الأمثل لرجل الدولة والخيار المتاح لل ...
- اليمين الأوروبي الصهيوني المتطرف, مبرراته وتداعياته والرؤى ف ...
- مقاربة في واقع اليمين الأوروبي “الشعبوي” المتطرف وإمتداداته ...
- صعود القطب الروسي ونهاية النظام أحادي القطبية, وأثره في السل ...
- مشروع إنفصال كردستان العراق, بين مخاطر الأمن الوطني ورؤى الإ ...


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هيثم الحلي الحسيني - العلاقات العراقية الروسية في ألف عام, بين إسقاطات الماضي, وحتمية الحاضر والمستقبل, الحلقة الأولى: مقدمة تعريفية ومنهجية, والجذور التأريخية الأولى