أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمعه عباس بندي - بين الشرقي والغربي ... حوار ساخر وساخن















المزيد.....

بين الشرقي والغربي ... حوار ساخر وساخن


جمعه عباس بندي
كاتب وباحث وأكاديمي وقانوني

(Dr.jumaa Abbas Hassan Bandy)


الحوار المتمدن-العدد: 6673 - 2020 / 9 / 10 - 09:49
المحور: كتابات ساخرة
    


في حوار صامت ومليء بالضجيج والصراخ والسخرية وشيء من الإتهامات بين مواطنين ـ صديقين ـ أحدهم يسكن في الواجهة الشرقية للكرة الإرضية والآخر يسكن في الواجهة الغربية منها ، فسأل الغربي صديقه الشرقي، مجموعة أسئلة وأستفسارات ، منها :
لمَ كل هذا الخراب عندكم وبينكم ، وكل هذه الخيرات عندنا وبيننا ؟.
ألستم الشرق الذي يكتحل ضوء الشمس في وجهكم منذ ملايين السنوات؟.
أليس عندكم أرض ، كما عندنا أرض ، وعندكم أنهار وبحار ومحيطات ، كما عندنا أنهار وبحار ومحيطات ، وعندكم أموال وبنوك وشركات ، كما عندنا أموال وبنوك وشركات ، وعندكم جنسيات وشعوب وطوائف وقوميات وديانات ، كما عندنا جنسيات وشعوب وطوائف وقوميات وديانات ، وعندكم دول وأعلام ، كما عندنا دول وأعلام ، وعندكم حكام وحكومات وجيوش وسلطات ، كما عندنا حكام وحكومات وجيوش وسلطات ، عدا النفط والغاز والثروة البشرية من الشباب والعقول والإمكانات والمواقع الجغرافية ؟!!!!.
ألم تكن قبل قرون إحدى أقدامكم في الشرق والأخرى في الغرب ، وإحدى أياديكم في الشمال والأخرى في الجنوب ؟.

فأجابه صديقه الشرقي ، وهو يمتص حرارة الكلمات في ريقه اليابس والملتهب : يا صديقي الغربي ، كل ما قلت وسألت وأستفسرت ، هي في محلها ، كما هي دائما في روؤسنا وقلوبنا وأمام أعيننا ، وأنا لا أحب أن ألقي على غربكم الكثير من اللوم والمسؤولية لما حدث ويحدث في شرقنا منذ مئات السنين ، لأنه في الأخير سيكون لنا نصيب الأسد في أفتراس أوطاننا وأولادنا ، لأن من يحكمنا هم في الظاهر في هيئات وفخامة السلطان هارون الرشيد ، ولكنهم في الباطن لا يملكون الصابونة التي يغتسلون بها من جنابتهم الدائمة.

وأضاف صديقنا الشرقي قائلا : أما أرضنا فأصبحت كعكة للمراسيم والأعياد وجزء من أجزائها هدايا حكامنا السعداء الى الأسياد من الأقرباء والغرباء ، أما أمولنا وبنوكنا وشركاتنا ، فهي خاصة بإمتياز وكل ما تملك من الديون فهي مقسمة بيننا بالتساوي وكل ما تملك رؤوس الأموال والأرباح ، فهي قيمة وأرقام مضافة في حسابات بنوككم الجارية والمتوفرة والمستودعة.

ولم يصمت صديقنا الشرقي عند هذا القول ، وأضاف : الجنسيات والشعوب والقوميات والطوائف والديانات ، تحولوا عندكم في الغرب جزء من مناخكم المعتدل وبيئتكم النظيفة وطبيعتكم الجميلة الغير طبيعية في جمالها وأناقتها وصار شعارهم جميعا : ((تحيا الأوطان والشعوب معا، ولن يحكمنا إلا من خدم))، أما عندنا في الشرق : الجنسيات والشعوب والقوميات والطوائف والديانات ، تحولوا الى شظايا نارية كل واحدة منها تحرق نفسها وتحرق غيرها ، وفق سياقات مناخنا الحار جاف صيفا والبارد ممطر شتاءا ، لذا فصحاري القلوب أصبحت أكبر مساحة من صحاري البرية والأرض المسطحة ، وتنافر العقول صارت كأقطاب المغناطيس ولكن إما كلاهما موجب أو كلاهما سالب ، لذا أزداد في قاموسنا اليومي وحتى الدبلوماسي ألفاظ مرعبة ومربكة للأوطان ، مثل : خائن وعميل وأيادي خارجية ومرتزق وبائع الوطن وعبيد الكراسي ، وبدل بناء الجسور بيننا للتواصل والتعارف والتعاون ، بنينا بيننا أسوار الصين من الوريد الى الوريد ، وأصبح مفهوم وفحوى شعارنا جميعا : (( تموت الأوطان والشعوب ، ولن يحكمنا إلا من يخدمكم بإحسان)).

وأضاف : أما دولنا وأعلامها صارت أسماء وأوزان ثقيلة في جيبونا وحقائبنا ونحن نمر في المطارات أو نعبر الحدود ، أما الجيوش في بلادي فأصبحت مهمته أن يحرس الكرسي و يحارب دون أن يعرف عدوه أو يدرك قتاله ، وأغلب حروبه ومعاركه تقع في شوراع المدن والقرى الآمنة وعلى سفوح جبالها الشاهقة.

ويبدو أن الشرقي ، لم ينسى كلمة نطق بها صديقه الغربي ، فأكمل حديثه ، قائلا : النفط في كل أوطان العالم ذهب أسود ونعمة بيضاء ، إلا أنه في وطني دخان أسود ونقمة سوداء ، والثروة البشرية من الشباب تم نمائه وتكثيره وتكبيره للحيتان الأعزاء في البحار والمحيطات وهم مهاجرون ومهجرون الى غربكم الدافئ ، والمواقع الجغرافية الهامة تم بيعها بالتقسيط المريح الى شركاتهم الرأسمالية النفعية.

ثم صعد صديقنا الشرقي على كرسي الجلوس وخاطب صديقه الغربي ، بهذه العبارات التأريخية والعميقة عن الدين ورسالته الخالدة ، يا صديقي الغربي : عندما يؤطر الدين تحت أي مسمى يفقد الدين طاقاته الروحية ، وفي هذه الحالة يتحول الدين الى أداة وآلة حادة ... عندئذ ندخل نفق التطرف ، وبعدها نلتقي في ساحات الإرهاب بكل أنواعه - الفكري والمادي - وعندئذ نفقد الشق الثاني من رسالة السماء المرسل اليه الإنسان وعندئذ يفقد الدين غايته الأساسية في تحرير الإنسان من كافة أشكال العبودية ، وتحويله الى رقم حسابي في المعادلات المتغيرة التي قد تؤدي الى أنتصار أي شيء ... إلا الإنسان والإنسانية.

وختم صديقنا الشرقي كلامه بصوته الشاذ ، مع هذا الغناء الشاذ ، مع هذه المفردات الأصيلة في واقعنا ، موجها صوته الى صديقه الغربي ، ليضيف جوابا على إجاباته ، فغنى ونبرة الحزن في ملامحه ، أيها الغربي:

عندكم عقول تعمل ... عندنا طبول تقرع
عندكم أفكارعلمية ... عندنا أسفار سياحية
عندكم (( نحن )) منهجا ... عندنا (( أنا )) سلوكا
عندكم إنتماء (( للوطن )) ... عندنا أمتلاك (( للوطن))
عندكم فكر وتفكير مبدع ... عندنا كفر وتكفير مبتدع
عندكم خدمات للمواطن ... عندنا خادمات من خارج الوطن
عندكم مؤتمرات في شرقا وغربا ... عندنا مأكولات شرقية وغربية
عندكم تخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة ... عندنا تبريك وتفريق ورقاعة وصفاقة
عندكم مستشار وأستشارات يومية ... عندنا مشاورات ومناوشات ليلية
عندكم الشخص المناسب والكفوء ... عندنا الشخص المنتسب والمتملق
عندكم الكرسي مَغرم ومتحرك ... عندنا الكرسي مَغنم وثابت
عندكم الحكومات تسرق للوطن ... عندنا تسرق من الوطن
عندكم الوطن تسعد المواطن ... عندنا الوطن يخنق المواطن
عندكم إعمار في الحجر والبشر ... عندنا أستحمار للحجر والبشر
فنسخ عندكم الحيوان إنسانا ... ومسخ عندنا الإنسان حيوانا ...



#جمعه_عباس_بندي (هاشتاغ)       Dr.jumaa_Abbas_Hassan_Bandy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلهي ... أنت أهل لذاك
- ترامب وعدم التفرقة بين دول البلطيق والبلقان ... وإستقلال إقل ...
- ظلك الدافئ ...
- حنين الوصال ...
- العالم بحاجة الى قرار أممي ... يمنع الإساءة الى جوهر الأديان
- بين الخيمة والغيمة ...
- بين التأمل والتألم
- ختان الإناث بين الفقه الإسلامي والقانون قراءة مقارنة
- أنا ... وهواك
- إلى أمة مجهولة ...
- في ممر التجلي ...
- نسألك عن أصل الحكاية ؟
- حلبجة الشهيدة والإبادة الجماعية وعدالة هولوكوست
- بوابات التلقي ...
- حقوق المرأة ... وقضية تحريرها
- المخبر السري في القانون العراقي
- زُليخا ... قد شغفها حبا
- اغتيال نزار قباني
- في رحاب الألوهية
- نسمات الأنس


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمعه عباس بندي - بين الشرقي والغربي ... حوار ساخر وساخن