أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جمعه عباس بندي - العالم بحاجة الى قرار أممي ... يمنع الإساءة الى جوهر الأديان















المزيد.....

العالم بحاجة الى قرار أممي ... يمنع الإساءة الى جوهر الأديان


جمعه عباس بندي
كاتب وباحث وأكاديمي وقانوني

(Dr.jumaa Abbas Hassan Bandy)


الحوار المتمدن-العدد: 6666 - 2020 / 9 / 3 - 09:30
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


جميعنا يتذكر الثلاثاء الأسود في التأريخ الإنساني الأسود 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة ، بكافة مشاهدها: من لحظة أرتطام طائرتين مدنيتن مع ركابها ببرجي التجارة العالمي في نيويوك ومحوهما مع جميع زائريهما وإصطدام الطائرة المدنية الثالثة بجناح فارغ قيد الترميم في مبنى بنتاغون العملاق الخماسي الأضلاع !!! وإسقاط الطائرة المدنية الرابعة بجميع ركابها في سماء مدينة بنسلفانيا من قبل السلاح الجو الأمريكي والتي كانت متجه الى البيت الأبيض حسب زعم الجهات المعنية ، وكانت من نتائج هذه الهجمات السوداء تقسيم العالم الى معسكرين - معسكر إما أنت معنا ضد الإرهاب أو معسكر انت مع الإرهاب - وسيناريو الحرب على أفغانستان شاخصة بعد أمام أبصرنا ، وفي حرب أمريكا على الإرهاب وقفت الدول الإسلامية - أغلبها - معها ومع حلفائها ، عسكريا وماديا ومعنويا ومن خلال هذه الحروب تم إسقاط نظام طالبان المتطرف في أفغانستان 2001 ومن بعده النظام الدكتاتوري في العراق 2003 ، ومن بعدهما تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن 2011 ، وتحت نفس المظلة ولنقس الغاية والهدف وقفت العالم الإسلامي مع أمريكا في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي ، وبجهود الجميع تم القضاء على داعش عسكريا في جميع مناطق نفوذه ودولته الظلماء، ولكن بعد دفع ضريبة باهضة من قبل شعوب المنطقة وخاصة في سوريا والعراق من الكورد والعرب وغيرهم وبالذات في مدن كوباني وشنكال وموصل ومعسكر سبايكر وبالأخص من أبناء الديانة الإيزدية المسالمة.

ومن بعد هذه التغيرات والأحداث والمواقف على الساحة العالمية ، غيرت أمريكا نوعا ما من سياستها الخارجية وأنفتح على الشعوب الإسلامية بدل أنظمتها القمعية الدكتاتورية ، وخطاب الرئيس باراك حسين أوباما في كل من أندونسيا والقاهرة خير دليل على هذا الأنفتاح وكانت لكلمات الرئيس الأمريكي باراك أوباما صدى واسع في الإعلام - دراسة وتحليلا – في ذلك الوقت، وكانت من ثمار هذا الأنفتاح الأمريكي على الشعوب الإسلامية أندلع الثورات العربية - الربيع العربي - وإسقاط أنظمة دكتاتورية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسودان، لكن يبدو أن هذا الأنفتاح الغربي الرسمي ، وخاصة الأمريكي لم يعجب بعض أصحاب النفوذ والمال والقرار في الغرب الظلي الغير الرسمي ، لذا نراهم بين فترة وأخرى يقومون بعمل يؤدي الى أشعال الفتنة الدينية بين - الإسلام والمسيحية - أو بالأحرى بين المسلمين والمسيحيين ، وهذه الجهات تدرك على أي وتر حساس يعزفون مؤامرتهم الخبيثة .

ففي عام 2005 وبالتحديد في 12 سبتمبر 2005 في الدانمارك ، تم نشر مجموعة من الرسوم الكاريكارتورية تسيء الى شخصية الرسول محمد - صلِ الله عليه وسلم - وأقتبست أغلب الصحف الأوربية هذه الصور من الصحيفة الدانماركية ونشرتها على صحفها تضامنا مع الصحيفة الدانماركية وكان من بينها الصحيفة الفرنسية الساخرة (شارلي إبدو) الأسبوعية ، لأجل توزيع هذه الفتنة بينهم ، حتى لا يكون للدول والشعوب الإسلامية مقايضة كل دول الأتحاد الأوربي – كما فعلت قريش عندما نوت قتل النبي – صل الله عليه وسلم - في مكة عندما جاءوا من كل قبيلة فتى وسيف ليضربوا الرسول الأعظم ضربة رجل واحدة وهو في فراشه - .

وبعد مرور سبع سنوات على هذه الحادثة - حادثة الرسوم المسيئة الدانماركية - ومرة أخرى وبالتحديد في 12 سبتمبر 2012 وهذه المرة في أمريكا تم عرض فيلم سينمائي مسيء عن حياة الرسول - صلِ الله عليه وسلم - والصحابة ودين الإسلام، هذا الفيلم الذي حرض الشارع الإسلامي مرة أخرى ضد أمريكا وكانت من شرارة هذا التحريض قتل السفير الأمريكي في ليبيا وأقتحمام السفارة الأمريكية في مصر ، كما وأدت الى بث روح الحقد والكرهية في قلوب الناس تجاه أمريكا، وها نحن على أعتاب الذكرى السنوية لأحداث 11 سبتمبر 2011 ، فإذا بمتطرف سويدي - بمعية آخرين - من مدينة مالمو السويدية وبالتحديد في 30/8/2020 يعيد المشهد القديم في ثوب جديد ويقدم على عمل متطرف أحمق ، لا يخدم أحدا سوى المتطرفين من أمثاله في الطرف الآخر ، وهو قيامه بحرق نسخة من القرأن الكريم.

نحن ندرك ونستوعب بأن الدول الغربية، دول دستورية ، ديمقراطية تحكمها مؤسسات مدنية منتخبة وهي خاضعة لمبدأ المشروعية ولا سلطة فيها تعلو سلطة القانون ، أي قد لا تستطيع بقرار رئاسي او غيره بمنع مثل هذه الممارسات الفردية الغير مسؤولة ، لذا نرى من الأفضل والأمثل الذهاب الى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من خلال الدول الإسلامية وغيرها، لتشريع قانون دولي او عقد اتفاقية دولية تجرم اي عمل يمس المقدسات الدينية الجوهرية بشكل سيء خاصة - حياة الرسل والانبياء والكتب السماوية - ، لأن مثل هذه الأعمال لا تخدم الحوار والتفاعل والتقارب بين الحضارات والديانات ، بل العكس أن مثل هذه الأعمال تصب في بوتقة ضرب مبادئ الأمن والسلم الدوليين المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.

لذا على الشعوب الإسلامية أن لا تعالج مثل هذه الأعمال بالعنف والتطرف والهجوم على السفارات الأجنبية وغيرها ، لأن مثل هذه الأعمال لا تخدم الإسلام أبدا ، بل قد يعطي للآخرين دليلا ملموسا بأن الإسلام دين العنف والتحريض ورفض الآخر دينيا وفكريا وحضاريا ، كما أدعو الجاليات المسلمة في الغرب أن تحترم قوانين تلك الدول وأن تبتعد عن أعمال العنف ورد الأفعال ، وأن تلجأ الى القانون والمحاكم في طلب حقوقها وحمابة تلك الحقوق ، وليكن صوت العقل والمنطق أعلى درجة وشأنا من رائحة النار والدخان المنبعث من الأفكار والقلوب قبل الأيادي والأقداح.

بل على الدول الإسلامية ومؤسساتها الدينية وجامعاتها أن تقوم من خلال رجال الفكر والفقه والعلوم الشرعية بوضع تعريف عام وبسيط وشامل عن الدين الإسلامي وعن حياة الرسول محمد بن عبدالله - صلِ الله عليه وسلم – وترجمة تفسير القرأن الكريم الى أغلب اللغات العالمية ، ونشرها عن طريق الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب وترجمة أمهات الكتب الدينية وإيصالها الى الطرف الآخر .
وفي الختام من حقنا أن نسأل :
1- مثل هذه الأعمال المتطرفة تصب في مصلحة أي جهة على مستوى الدول والشعوب والمنظمات والأفراد ؟.
2- لم وبالتحديد في ذكرى 11 سبتمبر ، يتم نشر أو عرض او القيام بمثل هذه الأعمال .. وهل في هذه الأعمال رائحة الأنتقام ؟ لأن أغلب هذه الأعمال المتطرفة تحدث في أعتاب الذكرى السنوية لأحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية.
3- هل هذه الأعمال وبالتحديد في هذا التوقيت والتأريخ، هو مخطط ومنظم وهادف أم فردي وعشوائي؟.



#جمعه_عباس_بندي (هاشتاغ)       Dr.jumaa_Abbas_Hassan_Bandy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الخيمة والغيمة ...
- بين التأمل والتألم
- ختان الإناث بين الفقه الإسلامي والقانون قراءة مقارنة
- أنا ... وهواك
- إلى أمة مجهولة ...
- في ممر التجلي ...
- نسألك عن أصل الحكاية ؟
- حلبجة الشهيدة والإبادة الجماعية وعدالة هولوكوست
- بوابات التلقي ...
- حقوق المرأة ... وقضية تحريرها
- المخبر السري في القانون العراقي
- زُليخا ... قد شغفها حبا
- اغتيال نزار قباني
- في رحاب الألوهية
- نسمات الأنس
- ذائقة الوجد


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جمعه عباس بندي - العالم بحاجة الى قرار أممي ... يمنع الإساءة الى جوهر الأديان