أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - لجنة مكافحة الفساد: الثقة جيدة، لكن رقابة الشعب أجود!














المزيد.....

لجنة مكافحة الفساد: الثقة جيدة، لكن رقابة الشعب أجود!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد في العراق لم يعد ظاهرة سطحية يمارس بين الحين والآخر، أو من هذا الشخص أو هذا الحزب أو تلك الجهة الحكومة أو الخاصة أو من هذه الدولة أو تلك، بل تحول الفساد عبر السنوات المنصرمة، منذ الاحتلال الأمريكي-البريطاني للعراق وتشكيل مجلس الدولة الانتقالي بقيادة بول بريمر، لاسيما في الفترة الواقعة بين 2006-2014، أي في فترة ولايتي نوري المالكي لرئاسة مجلس الوزراء العراقي، وعدم توقفها حتى ألان، نظاماً (System) متكاملاً وفاعلاً يمارس بجرأة وبلا حياء واستمرارية من قبل سلطات الدولة الثلاث ومؤسساتها وهيئاتها المستقلة وعموم الأجهزة المدنية والقوات المسلحة العراقية بكل صنوفها بصورة سافرة بمشاركة جميع الأحزاب الإسلامية السياسية، الشيعية منها والسنية، وتشكيلاتها المسلحة المعلن عنها أو المستترة، ومنها بشكل خاص الحشد الشعبي والميليشيات الطائفية المسلحة، وكذلك الأحزاب القومية، العربية منها والكردية، وكذلك القطاع الخاص الاقتصادي والتجاري والعقاري والبنوك المحلية الخاصة والحكومية، وبمشاركة قسرية من جانب المجتمع لتسيير شؤونه الخاصة والعامة، إضافة إلى مشاركة مستمرة من جانب الدول والشركات الأجنبية، لاسيما دول الجوار، وكذلك الدول الكبرى وتلك التي يتعامل معها العراق. هذا التشخيص الواقعي لا يعني عدم وجود أشخاص أو دوائر في هذا النظام لا يتسمون بالنزاهة والعفة والضمير والحس الوطني. إلا إن هؤلاء الأشخاص أو المجموعات لا يشكلون سوى القلة غير المؤثرة والمركونة جانباً والمكروهة من قبل الغالبية الفاسدة الفاعلة والمهيمنة على الحكم والمال والنفوذ الاجتماعي.
هذا الواقع يؤكد حقيقة مهمة إن محاربة هذا النظام، وأن كان غير مستحيل، ولكن صعب للغاية ومصحوب بمحاولات جادة للإجهاز على من يحاول التحرش بهذا النظام أو استدعاء شخوصه ومحاسبتهم، فهم يملكن أسلحة عدة وليس سلاحاً واحداً، ليس الميليشيات المستعدة للخطف والتغييب والتهديد والقتل في كل لحظة، بل وأيضا لهم قوى الدولة (السلطة التنفيذية ومجلس النواب والقضاء) التي تحميهم وتدافع عنهم، كما لهم في الخارج من يمارس كل الضغوط لإفشال كل محاولة لفتح ملفات الحيتان الكبار التي أتت ليس على مئات المليارات من الدولارات الأمريكية وسرقت الخبز واللقمة من أفواه الفقراء والمعوزين وأوقفت عملية التنمية الوطنية وزورت بتلك الأموال الانتخابات النيابية العامة والمحلية وغطّت على القتلة والمزورين ..الخ, فحسب، بل أن نظام الفساد المالي والإداري والسياسي قد صادر كامل حقوق الإنسان المثبتة في لائحة حقوق الإنسان الدولية لعام 1948 وبقية الوثائق واللوائح الدولية والإقليمية الخاصة بحقوق الإنسان والشرعة الدولية. من هنا تبرز حقيقة أن الفساد يعتبر من الجرائم الكبرى التي يجب ألَّا تسقط بالتقادم، بل يجب ملاحقة مرتكبيها حتى تحقيق العدالة. ومن هنا جاءت المطالبات الشديدة والمستمرة من جانب بنات وأبناء الشعب المخلصين بمحاربة الفساد والفاسدين وتجلت في أغلب المظاهرات والتحركات المدنية خلال السنوات المنصرمة، والتي تبلورت في هتافين صارخين "باسم الدين باگونة الحرامية"، باسم الدين والمذهب باعوا وطنه"، ثم تبلورت في شعارين مهمين: "نازل أخذ حقي"، و "أريد وطن" مستقل، يكون الشعب فيه هو صاحب الكلمة العليا والمصلحة.
قبل يومين نشرت وسائل الإعلام العراقية خبراً مهماً مفاده تشكيل رئيس مجلس الوزراء لجنة مسؤولة عن التحقيق في ملفات الفساد والقضايا الكبرى، التي طالما طالب الشعب بفتحها والتحقيق بالحيتان الكبرى التي أذلت الشعب العراقي وأفقرته وعطلت عملية التنمية والتقدم وأشاعت الرثاثة في جميع جوانب حياة المجتمع. وأوكل رئاسة اللجنة إلى الفريق الحقوقي السيد أحمد طه هاشم، معتمداً بهذا التكليف على عمله معه ومعرفته به وثقته بأمانته، كما وضعت تحت تصرفه ما يحتاج له من إمكانيات مادية وإدارية وملفات محفوظة منذ سنوات. ثم أوكلت للجنرال عبد الوهاب الساعدي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، مهمة اعتقال من ترى اللجنة ضرورة تقديمه للمحاكمة.
لا شك إن هذه اللجنة ستحتاج إلى عدة مسائل جوهرية:
1) تأييد الشعب وقوى الانتفاضة والأحزاب الوطنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني لهذا الإجراء ومتابعة تنفيذه.
2) تأمين مشارة خبرة مجموعة من الحقوقيين العراقيين والقضاة النزيهين، إضافة إلى الخبرة الدولية في مجال التحقيق بقضايا الفساد المالي، وقضية اجتياح الموصل ونينوى، وشهداء معسكر سپايكر، وأحداث الأنبار عام 2011، وشهداء انتفاضة تشرين الأول 2019، وقضايا المغيبين والمختطفين والاغتيالات، ...الخ.
3) ليس الهدف من التحقيق والمحاكمات هو الانتقام ونشر الأحقاد والكراهية في صفوف المجتمع، بل تحقيق العدالة واستخلاص الدروس منها ومن تجارب السنوات المنصرمة والخبرات التي يفترض الاستفادة منها والأسس التي يستوجب أن تسود في الدولة والمجتمع، وسيادة القانون وهيبة الدولة ومنع التجاوز على الدستور وحماية حقوق الإنسان والمجتمع وثروة البلاد.
4) إشراك الشعب من خلال نشر الوثائق والشفافية في التعامل مع الملفات وتأمين رقابة الشعب ومنظمات المجتمع المدني، ومنها منظمات حقوق الإنسان، والنقابات، على مجرى التحقيق والمحاكمات، مع الاهتمام بسرعة ودقة إنجاز الملفات بهدف الَّا تمتد طويلاً بحيث يتسنى للفاسدين الهروب من وجه العدالة أو تمييع القضايا، لاسيما لأولئك الذين ما زالوا يلعبون دوراً كبيراً في إدارة دفة السياسة في البلاد والتحكم بمجلس النواب وأجهزة الدولة والحشد الشعبي...الخ.
5) إن الثقة باللجنة التحقيقية وشخوصها أمر ضروري جداً، وإلا فالعملية لا تستحق الذكر، ولكن رقابة الشعب ومتابعته لها هي الأجود، التي لا بد منها للوصول إلى النتائج العادلة والمرجوة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء؟ اللامعقولية في ما ...
- هل الدعوة لجبهة شعبية ... شعار المرحلة في العراق؟
- البصرة الحزينة .. البصرة المنتفضة .. فما العمل؟
- المتهمون بالقتل يصرخون ها نحن القتلة، والدولة صم بكم عمي!!!
- دولة تحكمها الميليشيات والعشائر ليست حرة ولا ديمقراطية!
- من يسعى إلى جعل العراق دولة هشة وهامشية، ولمصلحة من؟
- هل السلطان العثماني الجديد الهائج كالثور مصاب بجنون البقر؟
- العلاقة الجدلية بين أيديولوجية حزب البعث ونهجه الأمني في الع ...
- ما الخيارات المتاحة أمام الكاظمي في حكم العراق- 2- الحكمة وا ...
- مآسي الشعب العراقي مع الأجهزة الأمنية وضرورات تغييرها الجذري ...
- ما هي الخيارات المتاحة أمام الكاظمي في حكم العراق
- الشاعر المغدور عبد الرزاق الشيخ علي في ذمة الخلود
- هل من انتخابات حرة ونزيهة في ظل الميليشيات والفاسدين؟
- هل المنتفضون أمام شراسة عادل عبد المهدي جديد؟
- إلى متى يتحرك الكاظمي بين مدينتي -نعم- و -لا-؟
- هل من مغزى لزيارة ظريفي للعراق؟
- الدولة العميقة تتحدى الدولة والحكومة في العراق
- محنة الشعب والوطن في الدولة العميقة!!!
- هل كان اغتيال هاشم الهاشمي مفاجأة؟
- صراع محتدم بين الإرادة الوطنية واللاوطنية في العراق


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - لجنة مكافحة الفساد: الثقة جيدة، لكن رقابة الشعب أجود!