أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما الخيارات المتاحة أمام الكاظمي في حكم العراق- 2- الحكمة والعقلانية والجرأة لرئيس الحكومة، وجبهة شعبية ضد الطائفية والفساد والإرهاب















المزيد.....

ما الخيارات المتاحة أمام الكاظمي في حكم العراق- 2- الحكمة والعقلانية والجرأة لرئيس الحكومة، وجبهة شعبية ضد الطائفية والفساد والإرهاب


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6637 - 2020 / 8 / 5 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد طرح السيد الكاظمي برنامجه السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي والأمني، وبضمنه انتخابات مبكرة، والكشف عن قتلة المنتفضين، وحصر السلاح بيد الدولة، على المستوى الداخلي من جهة، وبرنامجه بشأن العلاقات العربية والإقليمية والدولية التي تشير إلى أنه يسعى إلى الابتعاد والنأي بالعراق عن المحاور الإقليمية والدولية، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية التي ابتلي بها العراق طيلة السنوات المنصرمة، وهي لا تزال مستمرة بشكل صارخ.
وخلال الفترة المنصرمة اتخذ عدداً من الإجراءات التي لم تكن من القضايا الأساسية، على أهميتها، بل خضعت، على وفق متابعتي لها، لردود أفعال لما يجري في الساحة السياسية والاقتصادية والأمنية العراقية، مثل تأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين، أو اعتقال الأفراد العسكريين الذين اعتدوا بصورة عدوانية وارتكبوا جريمة بشعة ولا أخلاقية ضد الصبي القاصر حامد. لكن أبرز المسائل التي صرح بها كان إعلانه عن موعد إجراء الانتخابات المبكرة، والتي لم يتم حتى الآن تأمين أي شرط أساسي من شروط إجرائها بشكل حر ونزيه وعادل، أي تلك الشروط التي وضعها هو نفسه في برنامجه الوزاري.
إلى ماذا يشير هذا الأسلوب في عمل رئيس الحكومة؟ أرى أن رئيس الحكومة لا يزال يعاني من ضغوط داخلية وإقليمية شديدة ومتفاقمة تمنعه من العمل الحر على وفق الملفات الأساسية التي تواجه المجتمع العراقي والتي نادى بها وتظاهر لها المدنيون وقدموا التضحيات وتعرضوا لقمع شرس وعدواني من جانب حكومة الطائفي بامتياز نوري المالكي رئيس الحكومة في عام 2011، ومن ثم الشبيبة المنتفضة منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019 والتي لا تزال مستمرة ، والتي قدم الشعب خلالها المئات من الشهداء وآلاف الجرحى والمعاقين وجمهرة كبيرة من المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب إضافة إلى الاغتيالات والاختطافات في فترة حكم الجزار رئيس حكومة البيت الشيعي الخرب، عادل عبد المهدي.
إن من بين السمات المميزة لسياسة الكاظمي هي القلق والتردد وعدم حسم الأمور وجس نبض النخب والأحزاب الحاكمة ثم القيام بردود أفعال، كما إنها يمكن تكون، كما أشار السيد الدكتور فارس نظمي، إلى احتمال إرضاء قوى الانتفاضة وتخدير يقظتها من جاني، كما فيها عدم استفزاز القوى المناهضة للتغيير والتجاوب معها من جانب آخر، والتي تقود إلى حصول جمود عام وعجز عن توفير مستلزمات معالجة الملفات المطروحة من جانب قوى الانتفاضة للتنفيذ وليس للتردد والمراوحة والتخدير، عندها تصب في صالح أعداء الانتفاضة. إن رئيس مجلس الوزراء، كما أ{ى، بحاجة إلى خارطة طريق واضحة المعالم تتضمن جدولة أوقات تنفيذ الملفات الساخنة خلال فترة رئاسته لمجلس الوزراء وصولاً إلى الانتخابات المبكرة الحرة والنزيهة والعادلة.
كم يتمنى الإنسان أن يطلع رئيس مجلس الوزراء على ما يكتب وينشر في الصحافة الدولية والعراقية، إذ أنها تتضمن أفكاراً ومقترحات كثيرة وعملية بمقدور تنفيذها المساهمة بقطع شوط مهم على طريق تحقيق شروط ومستلزمات إجراء الانتخابات القادمة التي يعول عليها وعلى نضال الشعب المنتفض تغيير بنية مجلس النواب وتغيير ميزان القوى لصالح الشعب. لا يمكن القبول بالمداهنة والسكوت عن حيتان الفساد التي التهمت ولا تزال تلتهم موارد البلاد الأساسية، كما لا يمكن تجاوز ما طرحته السيدة فكتوريا جرجيس من مقترحات لمواجهة الفساد والأزمة المالية التي يعاني منها العراق، أو ما يطرحه الخبراء الاقتصاديون العراقيون من مقترحات لمعالجة المشكلات الاقتصادية والمالية الآنية وعلى المدى المتوسط والبعيد، التي لم تجد أي أذن صاغية قبل ذاك ولا اليوم. لا يكفي أن ننظم المنافذ الحدودية والجمركية في الوسط والجنوب مثلاً، بل لا بد أن تفرض الدول الاتحادية سيادتها على كل المنافذ الحدودية العراقية مع إيران وسوريا وتركيا، بحيث تشمل المنافذ الموجودة في كردستان العراق، التي تستوجب في الوقت ذاته معالجة المشكلات القائمة مع الإقليم في المجالات الاقتصادية والمالية والنفطية وحدود صلاحيات الإقليم وصلاحيات الحكومة الاتحادية. إن بقاء هذه المشكلات عالقة سوف تبقي العراق دولة هشة وهامشية عاجزة عن معالجة مشكلات البلاد الداخلية. إقليم كردستان جزء من الدولة العراقية الاتحادية، وبالتالي يخضع الإقليم لدستور العراق وقوانينه النافذة مع العمل على تغيير ما هو غير سليم وحمال أوجه أو رجعي وطائفي.
إن عدم تحريك ملف قتلة المتظاهرين مثلاً، واستمرار وجود كثيف ومتنوع للسلاح الخفيف والمتوسط بل حتى الثقيل المخبأ، ومنها صواريخ كاتيوشا أو غيرها، بيد الميلشيات الطائفية المسلحة وخارج سلطة القانون وممارستها ابتزاز الشعب والحكومة وإهانة الدولة واستفزاز رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، وتوجيه صواريخ كاتيوشا ضد المنطقة الخضراء والمطار ومواقع عسكرية أخرى، كما أن استمرار عدم فتح ملفات حيتان الفساد الكبيرة والمعروفة لرئيس الحكومة ورئيس جهاز المخابرات والقائد العام للقوات المسلحة، وعدم الكشف عن قتلة هشام الهاشمي بذريعة تعقيدات وتشابك المشكلة، وعدم الكشف عن مختطفي توفيق التميمي ومازن لطيف وغيرهما والمحررة الألمانية، أو السماح باستمرار مزاد العملة الصعبة وسرقتها وتحويلها إلى إيران وفساد وجشع البنوك الخاصة، لا يجعل من الدولة العراقية دولة مستقلة قادرة على اتخاذ القرارت المعبرة عن مصالح الشعب والوطن، بل دولة هشة وهامشية، وعاجزة عن تحقيق الانتخابات المنشودة التي يفترض أن تساهم في تغيير أوضاع العراق صوب دولة ديمقراطية علمانية حديثة ومجتمع مدني ديمقراطي مزدهر.
ما هي أوجه السياسة الاقتصادية التي ينتهجها الكاظمي خلال هذه الفترة، ما هي معالمها وما هو تأثيرها المحتمل على البطالة والبطالة المقنعة وعلى العدالة في التوظيف وتحريك مجلس الخدمة، وإيقاف دفع الرواتب للفضائيين وتعدد الرواتب التي يتسلمها الفضائيون وغير الفضائيين ...إلخ؟ ليس هناك ما يشير إلى وجود ملامح واضحة أو توجه ملموس وواقعي في معالجة مشكلة العقود التي أبرمها حسين الشهرستاني ورئيس حكومته نوري المالكي مثلاً والتي أساءت للاقتصاد العراقي وثروته النفطية، وهي لا تختلف عما مجموعة عقود الإنتاج أو الخدمة التي أبرمتها حكومة إقليم كردستان العراق، التي تميزت بالكرم لصالح شركات النفط الأجنبية، وفي غير صالح الاقتصاد العراقي واقتصاد إقليم كردستان ذاته، والتي عبّرنا عن رأينا بصراحة ووضوح للمسؤولين في الإقليم في حينها، كما كتبنا عن ذلك أكثر من مرة.
اشعر بأن السيد الكاظمي بحاجة إلى تغيير فعلي في مجموعة من مستشاري الحكومات السابقة، الذين كانوا، على وفق ما جربناه، بوقاً لهم أو سكتوا عن الحق، والساكت عن الحق شيطان أخرس. ومثل هؤلاء لا ينفعون للاستشارة الصريحة والجريئة والعقلانية.
ومن جانب آخر نحن بحاجة إلى جبهة شعبية واسعة في المرحلة الراهنة لدفع رئيس الحكومة وطاقمه الوزاري لتنفيذ الأجندة الضرورية وتشجيعه ومنحه الجرأة في التعامل مع واقع العراق الراهن. فالجبهة المناهضة للشعب تضغط باتجاه تجميد سياسات الكاظمي ومنعه من الحركة بالاتجاه الصحيح. في حين الجبهة الشعبية التي يفترض أن تنطلق من ومع قوى الانتفاضة الشعبية من مواقع المسؤولية والحرص على الانتفاضة وتحقيق أهدافها النبيلة. إن وحدة طلائع قوى الشعب المناضلة غائبة حالياً، وهي لا تزال غارقة في التفاصيل، في حين أمامنا جملة من الأهداف والمهمات المركزية التي يجب أنتيلتقي عندها قوى الشعب لتشكيل الجبهة الشعبية المعبرة عن مصالح الشعب والتي سيشعر الكاظمي ومن معه أن هناك من يدعم النهج الوطني والديمقراطي والتغيير المنشود، وبالتالي يتسلح بالجرأة والإقدام والاعتماد على تأييد الشعب وقوى الانتفاضة، الجبهة الشعبية، لتنفيذ خارطة طريق تشمل البدء بطرح الملفات واحداً بعد الآخر أو واحداً بجوار الآخر. إنها مهمة قوى الانتفاضة المدنية والقوى والأحزاب المدنية والديمقراطية واليسارية والقوى المستقلة والأمينة على مصالح الشعب والوطن.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآسي الشعب العراقي مع الأجهزة الأمنية وضرورات تغييرها الجذري ...
- ما هي الخيارات المتاحة أمام الكاظمي في حكم العراق
- الشاعر المغدور عبد الرزاق الشيخ علي في ذمة الخلود
- هل من انتخابات حرة ونزيهة في ظل الميليشيات والفاسدين؟
- هل المنتفضون أمام شراسة عادل عبد المهدي جديد؟
- إلى متى يتحرك الكاظمي بين مدينتي -نعم- و -لا-؟
- هل من مغزى لزيارة ظريفي للعراق؟
- الدولة العميقة تتحدى الدولة والحكومة في العراق
- محنة الشعب والوطن في الدولة العميقة!!!
- هل كان اغتيال هاشم الهاشمي مفاجأة؟
- صراع محتدم بين الإرادة الوطنية واللاوطنية في العراق
- تجربتي الشخصية الثانية مع سرطان الرئة
- زيارتان في بغداد لا تبشران بالخير للشعب والوطن!
- قوات السلطان التركي تواصل عدوانها على العراق
- العنصرية والتمييز العرقي جريمة مريعة بحق البشرية!
- هل من أمل واقعي في إقامة دولة فلسطينية مستقلة؟
- عزيز محمد والأخطاء القاتلة في تجارب بناء الاشتراكية - [في ال ...
- الشيخ الحيدري والسقوط المدوي لقوى الاسلام السياسي العراقية
- هل قادة حزب الدعوة إرهابيون ماضياً وحاضرا؟
- التمادي في نهب موارد الدولة من سلطات الدولة ذاتها والشعب يتض ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما الخيارات المتاحة أمام الكاظمي في حكم العراق- 2- الحكمة والعقلانية والجرأة لرئيس الحكومة، وجبهة شعبية ضد الطائفية والفساد والإرهاب