أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد درير - شيء من العناق يُحَلِّي فنجان الحياة














المزيد.....

شيء من العناق يُحَلِّي فنجان الحياة


سعاد درير
كاتبة وشاعرة وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 00:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ها أنتَ يا صديقي تَشعر بوطأة الـ«سْكانِير» الذي تَستسلم له عاريا كما ولدتكَ أُمُّكَ، ومَتى؟! بعد أن وجدْتَ نفسَكَ مُحاصَراً بكاميرات المراقَبة التي تُطاردك من كل جانب وكأنك تَخرج إلى الشارع لِتَسْتَأْنِفَ الأجهزةُ المراقِبة التقاطَ الصور الكاشفة لكَ رغم أنفِكَ..

ورطةُ الْمدَنِيَّة ها هِيَ تُمْلِي علينا شروطَها اليوم بِاسْم التحضُّر والزَّحْف العمراني وتوسُّع الْمَدِينة، فإذا بالإنسانية المسكينة، هذه المغلوب على أمرها، لا تَجِدُ لها مكانا في الْمُدُن الكبيرة التي تتحول إلى «غُول» لا يَرحم..

إنها الْمَدَنِية التي تَفرض عليك أن تَدفنَ قلبك كما تَئِدُ المولودةَ، ومن ثمة لا تَجِد أمامك إلا أن تَدوس تحت حذائِكَ مشاعِرَكَ وعواطفك النابضة بالحياة بعد أن استكثَرها عليكَ زمنُ القمع الوِجداني..

لِنَقُلْ إنها الْمَدَنِية التي صيَّرَتْها الحالُ قبرَ الإنسانية، فإذا بالإنسان يَقتل بيديه كُلَّ ما هو جميل وبريء ودافئ وصادق، لتستأنف طاحونةُ التحضر ابتلاعَ آخِر ما تبقى من حُلمٍ بأن نَضفر جدائلَ قلوبنا مُعلنين تعاطف الواحد منا مع الآخَر..

سِجن كبير نَبْنيه لنفوسنا بِاسْمِ الْمَدَنِية، سِجن هو بلا قضبان تراه يَكتم أنفاسَك الراغبة في شيء من العناق الذي يُحَلِّي فنجان الحياة الْمُرّ، فإذا بإنسانيتك تُصْلَبُ على جدار التوسُّع الحلزوني للمدينة، وإذا بِعُمركَ يَمُرّ..

إنها قيود الْمَدِينة الْمُتَمَدِّدَة تمدُّدَ أنفلوانزا خبيثة، تلك هي قيود المدِينة التي تُحْكِم قبضتَها على الإنسان لِتُجَفِّفَ منابِعَ إحساسِه بالآخَرين، فإذا بها ترَكض به ركضَ المجانين وتُعلِّمُه زُهدَ القُساة الذين هُمْ على دِينِ أفعالهم غير نادمين..

هو زمننا هذا لا يختلف عن حياة آلِية تَبني بميكانيكية لِتَقْتُلَ الإنسانية، زمن هو يُعلَّق فيه الإحساسُ على عمود الآلة التي لا تُفَرِّق بين القلب والحَجَر، فإذا بزرع الْمَحَبَّة يَموت، وإذا بوَرْدِ العواطف يُغادِرُ البيوت..



#سعاد_درير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرك الأسفل من جهنم الحياة
- يَذبل ورد الإحساس
- أصابع وردية
- تتمرَّد تمرُّدَ دودة زاحفة في اتجاه فَمِكَ
- قطعة سُكَّر هي المرأة
- رسائل حالفة أَلاَّ تَنْطَفِئَ.. (نص مسرحي)
- خِبْرَة أنثى لا تَجهَل خريطة الوصول إلى قلب الرَّجُل وعقله
- اَلْمُلْهَمان ((نص مسرحي))
- بَطَلُ الرفْض الاجتماعي في ظِلّ المحرقة الكبرى
- عصافير المشاعر تُشَيِّع جنازة القلب المقتول رَكْضا ولهاثا
- حفرة الواقع الأشَدّ ضَيقا من احتمالات القفز
- أَعِدْ شِفاهَكَ إلى مكانها
- أَجْدِفُ بِعَصا الصمتِ
- أَلِابتسامة عَينَي الحُبّ أن تُقَبِّلَ ثَغرَ الحياة؟!
- اِمْلَأْ جُيوبَ قَلبِكَ
- كآبة تُسيلُ دماءَ الروح
- -حياة وردية-.. المُلهِمة
- فَلْتَذُبْ كَلِماتُكِ بين شَفَتَيْكِ
- أصابع الموت تُغازِل روح إدغار
- فاكهة التجلّي


المزيد.....




- كاميرا ترصد مشهدًا مرعبًا.. سفينة أشباح في مياه ولاية واشنطن ...
- العثور على 43 طفلاً مفقودًا خلال عملية مداهمة.. وهذا ما يواج ...
- -استعرض قدرات تركيا والهدف منها-.. أردوغان يعلن بدء بناء حام ...
- فيديو منسوب لـ-قصف جوي على موقع حوثي في مكيراس- باليمن.. هذه ...
- سيناريو الهجوم الروسي: أين ستقع الضربة الأولى في أوروبا؟
- المجلس الأمني الإسرائيلي يصادق على إقامة 19 مستوطنة جديدة با ...
- فيديو جديد عن -مجمع الإمام علي- يزعم كشف قاعدة إيرانية -سرّي ...
- أمريكا تستولي على ناقلة نفط ثانية في الكاريبي.. وفنزويلا تصف ...
- ?دراسة: أعراض للاكتئاب ترفع خطر الإصابة بالخرف
- غانا تطالب أميركا بتسليمها وزيرا سابقا متهما بالفساد


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد درير - شيء من العناق يُحَلِّي فنجان الحياة