أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد درير - فَلْتَذُبْ كَلِماتُكِ بين شَفَتَيْكِ














المزيد.....

فَلْتَذُبْ كَلِماتُكِ بين شَفَتَيْكِ


سعاد درير
كاتبة وشاعرة وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6575 - 2020 / 5 / 27 - 10:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الدِّفْءُ لحظات.. والسعادةُ لحظات.. والحياةُ شيء من هذا وشيء من ذاك. لا تَتَحَسَّرِي على ما فات، وأَنْقِذِي ما يمكن إنقاذه قبل فَوَاتِ الأوان.
في بيتِكِ، أنتِ الْمَلِكَةُ، والعَرْشُ عرشُك، ولْيَكُنْ هو (رَجُلُكِ) عَمُودَ النور الذي يُسَلِّطُ عليك ما يكفي من ضوء ليكتشفكِ ويكتشف بالْمِثْلِ العالَمَ مِن حولك فيكِ أنتِ أنتِ، كيف لا والعالَمُ يتوحَّد في اللحظة التي تَصْنَعِينَها أَنْتِ تماما كما تَصْنَعِين كلّ الأوقات التي تُلَقِّنِين فيها حبيبَكِ زوجَكِ حاضِنَكِ دروسا في صناعة السعادة وفنّ الحياة..
مُنْذُ عرفَكِ هو عرفكِ مُبْدِعةً رقيقةً فنّانةً، فنّانة بإحساسك الْمُرْهَف، بشَغَفِكِ الجميل بترتيب فَوْضاه من خلال حِرْصِكِ الكبير على تلوين حياته بجَمال روحك وجمال خطواتك على طريق الحياة التي تجعلينَه يَلِجُها من أوسع أبوابها/ أبوابِكِ.
الله جميل يحِبّ الجمال، ويحِبّ أن يرى أثر نعمته على عبده.. وأنتِ جميلة، جميلة بدفء إحساسك به (رَجُلِكِ)، جميلة بسعيك إلى إرضائه، جميلة حتى بهَوَسِكِ بأن تَكُوني دائما طفلتَه الْمُدَلَّلَةَ كما يُحِبّ هو ويشتهي أن يكون كذلك بالْمِثْلِ بين يديكِ.
دَعِيهِ يَغْرِف من خابية جَمالك روحا وإحساسا وتفكيرا وتدبيرا. دَعِيهِ يُنَقِّب في أعماقك عن جوهرته الثمينة التي تَكُونِينَها أنتِ. كُوني أنتِ بطلةَ شريطِ حياته. كُوني أنتِ قَمَرَه ومَطَرَه. كُوني أنتِ قمرَه المضيء ومَطَرَه الذي يبعث الحياةَ في ما تسرقه منه الحياةُ وتقتله فيه الحياةُ. اِجْعَلِي بيتَك لَوْحَةً، لوحة فنية تُبْهِرُه. اِجْعَلِي إشراقتَك سفينةَ نَجاتِه، سفينة تحمله على بحر الأشواق إلى جزيرة العشق الخالد. اِجْعَلِي عينيك شُرْفَتَيْن يشعّ منهما الدّفء ويفوح عَبَقُ الحنان. اِجْعَلِي من مساءاتك حدائقَ يذوبُ وَرْدُها بين يديه (رَجُلُكِ) بِقَدْرِ ما تذوبين أنتِ بين يديه.
اِلْتَمِسِي له الأعذارَ، وكُوني له الوسادةَ الحالِمَةَ التي يستظلّ تحت فيئها وتَتَرَنَّم فيها أنفاسُه بعطر الخزامى التي تعبِّئينها في كيس الحُبّ الذي تجعلين منه حشوة في صدر وسادته كما أنتِ أنتِ. أَقْمِرِي في ليل أحزانه، أَمْطِرِيه حُبًّا وحُبًّا، كُوني شمسَه وظِلَّه، تَغَزَّلِي به ليتغزّل بك ويعلّمك فنون التَّوْقِ إلى أن ينصهر على نار كلماتك العذبة كقطعة شوكولا فريدة من نوعها كلّما غَمَسْتِ فيها سبّابتَك ولعقْتِ صَدَحْتِ: «أَمَا مِنْ مزيد ساحري»؟.. فَلْتَذُبْ كلماتكِ بين شفتيكِ لِتَمْلكيه وتُشَيِّدي من عشقه لكِ قصرا أنتِ فيه الأميرة وهو الأسير أسيرُ قلبِك.
قبل أن تُضايقَه الأوقاتُ ضَعِي رأسَه على ركبتيك، افْرِكي شَعْرَه كما تفعل الأُمّ بشَعر طفلها، افْرِكي أطرافَه ليتنسّم روائحَ الصِّبا..
اجعلي من شُرْفَتك الصغيرة في الغرفة المنزوية مملكةً يسطعُ فيها نجمُكِ في ضوء ما تُوَفَّقِين في انتقائه له من شموع وردية وبنفسجية تُزَيِّنين بها مساءَ الحُبِّ على طاولة عشائه موازاة مع وصلة موسيقية هادئة تفعل به ما تفعلُه أصابع مُدَلِّكَةٍ بجسدٍ مُتَعَطِّشٍ إلى دَبِيبها (الأصابع)، وازرَعي الورودَ الفوَّاحة على حافّة الشرفة/ شرفة حياته: ورودَ الكلمات والنظرات والبسمات واللمسات..
كُوني غيمتَه التي تَتَصَبَّبُ عشقا فيعشقك.. كُونِي مطرَه الذي يُنْعِشُ مساحتَه الخضراء فتتورَّد خدودُ إحساسه بك.. كُوني قمرَه الحالِم الذي بقُرْبِك تجعلينه يزهد في ما حوله من نجمات.. كُوني ليلَه الليلكي، كُوني نَدِيمَهُ الأمينَ الذي يتجرَّأ هو (رَجُلُكِ) على أن يكشف أمامه أوراقَه كاملة.. كُونِي أُرْجُوحَتَه التي يحمله دفءُ حضنِها مِن سماء إلى سماء.. كُوني مُلْهِمَتَهُ التي يُرَاقِصُها حتى في المساءات الباردة ويُرَدِّد على سمعها أَرَقَّ الخواطر والأشعار..
كُوني له وَرَقَةً يَكُن هو نَداكِ وقلمَك الذي يُسَطِّر ما شئتِ من هيام.. كُوني له وردةً يَكُن هو لك الرائحةَ الفَتَّانة.. كُونِي قارورَتَه التي تستوعب شَغَبَ طفولته (هو الطفل الكبير) يَكُن لكِ العطرَ.. كُوني له الْمَلِكَةَ التي يتربَّع على عرش قلبها يَكُن لك عمودَ النور الذي يُنير حياتَك ويُنير العالَمَ من حولك.. كُوني أُنْثَاهُ الوَديعةَ الرَّقيقةَ يَكُن فارسَكِ رَجُلَ المواقف والبطولات التي ينالها عن جدارة واستحقاق.. كُوني له كما يُريد يَكُن لكِ كما شِئْتِ.



#سعاد_درير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصابع الموت تُغازِل روح إدغار
- فاكهة التجلّي
- الرحلة الأخيرة إلى الكأس
- مِن أين لجواد الحُبّ أن يَعبر؟
- أصابع تستعد للقاء
- ذوبان ساعات الحياة.. عند عتبة سلفادور دالي
- وهم
- أقمرت في ليلي لِمَ؟!!!
- الطريق إلى العروبة، شقرة الشعر وزرقة العينين والمدينة الجديد ...
- خيانة
- الكتابة المتملقة والكاتب المغرور
- المرأة والكتابة
- على هامش يوميات منسي، السيد حافظ بين سندان الثقافة ومطرقة ال ...
- السيد حافظ رسالة إلى المثقف العربي الناشئ
- أحضان
- المرأة والعنف


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد درير - فَلْتَذُبْ كَلِماتُكِ بين شَفَتَيْكِ