أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - الامن الاجتماعي في ملحمة كلكامش














المزيد.....

الامن الاجتماعي في ملحمة كلكامش


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 16:21
المحور: المجتمع المدني
    


الأمن الشغل الشاغل للإنسان منذ الازل ، باعتباره العامل الجوهري الذي يحفظ الوجود الإنساني ويمنحه مكانه في الحياة بكرامة، لذلك فقد رافق تصور الحياة المطمئنة الآمنة كل العصور والأزمنة، بما يتفق مع الفطرة التي جبل عليها البشر وهي غريزة البقاء، وغريزة الدفاع عن الحياة وسلامة الجسد والحرية ، وتطورت أساليب الدفاع والحفاظ على الأمن بتطور وسائل التقنية التي توصل إليها الإنسان، من العصور البدائية والحجرية إلى الزراعة فالصناعة وعصر المعلومات ،
ملحمة كلكامش قصيدة ملحمية من آداب بلاد الرافدين تعتبر اقدم عمل أدبي عظيم وصلنا حتى الآن، احداث الملحمة دُونت قبل 4000 عام ، وبحسب عالم الاثار والمؤرخ العراقي الراحل طه باقر فانها تعتبر اوديسة العراق القديم
في ملحمة كلكامش تناولت كثير من الموضوعات واهمها الامن الاجتماعي ، أن الملحمة تزخر بصور رائعة لمواضيع إنسانية حساسة ، فهناك الحب والصداقة والبغض والحقد والأماني والحنين إلى الذكريات والبطولة والرجولة والمغامرات والرثاء.
تجتمع كثير من الصفات الجليلة في هذه الملحمة ليثار حولها ذلك الاهتمام النظري الكبير من الناس بمختلف أصنافهم ، فهي أقدم نوع من أدب الملاحم في تاريخ جميع الحضارات إذ كتبت قبل ملاحم هوميروس بأكثر من ألف عام ، ثم هي أطول وأكمل ملحمة عرفتها حضارات العالم القديم. ورغم أنها قد دونت قبل اكثر أربعة آلاف عام وترجع حقبة حوادثها إلى أزمان أخرى بعيدة، إلا أنها ما تزال خالدة وذات جاذبية إنسانية في جميع الأزمنة والأمكنة، لان القضايا التي أثارتها وعالجتها لا تزال تشغل بال الإنسان وتفكيره وتؤثر في حياته العاطفية والفكرية مما جعل مواقفها مثيرة تأسر القلوب
على الرغم من إن الملحمة تدور حول شخصية مهمة واحدة هو جلجامش وإنها مليئة بالمادة الآ أنها تعج بالمعلومات التاريخية المهمة حول بدايات العصور التاريخية كان جلجامش ملك على مدينة أورك وكان حاكما ظالما ويضطهد رعيته بشدة ، ومن ظلمة ضج رعيته وشكوه عند الآلة انو فسمع شكواهم واستجاب لهم ، فخلق ند لجلجامش واسماه انكيدو وجعله يربا في البرية مع الوحوش ، ثم يلتقي انكيدو وجلجامش ويتصارعا إمام الناس صراع شديد وثم يتصالحا ويصبحان صديقين حميمين ويسيران ليقاتلا ملك غابات الأرز خومبابا الوحش الجبار وبعد معركة حامية يقتلا خومبابا ، ويعودا إلى أورك فيمرض انكيدو وبموت ويحزن جلجامش لذلك حزنا شديد ويلبس السواد واخذ يجوب البراري

هناك في الملحمة اثارت اهتمامي في مجال الامن
1- انكیيدو إنسان بدائي متوحش، كان يشكل تهديدا خطيرا على امن مملكة اورك ، فاتبع الخصم أسلوب ترويض الشرير بارسال احد بغايا المدينة لانتزاع هذا الخطر وما قامت به من مجهود لترويضه وجعله مؤهلا لعالم المدينة والتحضر بعد انتشاله من عالم البرية وانتزاعه من معاشرة الوحوش، لذا نراه إنسانا متمدنا ،
2- هناك صورة تمثل الرجولة والخصومة الشريفة المنزوعة من الأحقاد، وذلك الغضب العارمة التي تفجرت من كيان كلكامش ضد انكيدو عندما تصارعا لاثبات القوة ، تمكن من السيطرة على هذا البركان من الغضب حالما استنفذ غايته ولم يخرج غضبه إلى باطل ، فنراه وهو في قمة الاقتدارعلى خصمه بعد أن صرعه أرضا، نراه بكل هدوء يستدير ليمضي، لقد قرر العفو عن أنكيدو ، لأنه يعلم أن هذا الأخير أهل لان يعفو عنه، لأنه ليس من الحكمة أن تكون غضبا عند القتال، حيث انتهت العداوة بصداقة أسطورية بينهما
3- بعد هذا الحدث انكيدو تعاون مع كلكامش على إزالة كل شر من وجه الأرض وتحقيق الامن الاجتماعي لمدينة اوروك ويتفق البطلين بالتعاون لتحقيق الامن وهما يمثلان (لحكمة والقوة ) حيث عقدا العزم للمخاطرة بنفسيهما في رحلة يكاد تنعدم فيها فرص النجاة ، للقضاء على (العفريت خمبابا) العفريت الذي يحرس غابة الأرز/ اصل الشر في العالم إنها رحلة يجفل لها قلب الصنديد مجرد أن تطرق سمعه ، إنها من صفات الرجال العظماء، النفوس التي زكيت وراضت أهواءها وميولها
انها رحلة البحث عن الحقيقة لبس البحث المجرد ، بل إنها مغامرات وأسفار يدفع فيها المرء روحه قربانا إنه جهاد للاعتلاء بمعنى الإنسان وامنه والبحث نحو الفضيلة والحق والخير والجمال ، انه جهاد البحث عن الحقيقة والعمل على نصرة الحق وعلو راية العدالة
إنها تنبؤنا بلسان حالها إن الإنسان كائن باحث عن الحقيقة ليعتنقها وباحث عن الامن الشخصي والاجتماعي والإنساني



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الانتهاكات تصدر من قوات حفظ القانون
- خطر الاجرام الدوائي وغياب اجهزة الرقابة بالعراق
- الاغتيال بالعراق جريمة يرتكبها الجبناء وتسجل ضد مجهول
- ازمة كورونا ودور الأحزاب والمجتمع المدني المغيب
- الاحتيال الدوائي بزمن الكورونا
- دروس من اقتحام الارهابيين للمباني وغياب المفاوض الأمني
- دور مواقع التواصل الاجتماعي بمنع الجريمة
- المنهاج الوزاري للكاظمي وإصلاح الداخلية
- الاستخبارات الجنائية العراقية متاهات وغياب المسارات
- جسر الموت بين الافتراء الحكومي ومصداقية المختصين
- العقلية الأمنية العراقية وتصديها المريع للاحتاجات
- قانون الجرائم المعلوماتية والمجرم المعلوماتي والعقوبات البدي ...
- العيون الساهرة بذكراها ومتطلبات النهوض وافاق المستقبل
- مؤسسات الدولة المتحجرة والحكومة الالكترونية المغيبة
- اصلاح وزارة الداخلية يبدأ باصلاح مركز الشرطة
- رسالة لمؤلف مسلسل غرامي شرطي وحرامي
- مرشحوا مجلس النواب وفحص صحتهم العقلية والنفسية
- رجال الشرطة المتقاعدون مناجم للخبرات الامنية والجنائية المهم ...
- الشرطة العراقية بذكراها السادسة والتسعون
- صورة رجل الشرطة في المسرحية العراقية


المزيد.....




- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - الامن الاجتماعي في ملحمة كلكامش