أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - خطر الاجرام الدوائي وغياب اجهزة الرقابة بالعراق















المزيد.....

خطر الاجرام الدوائي وغياب اجهزة الرقابة بالعراق


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 6626 - 2020 / 7 / 24 - 14:48
المحور: المجتمع المدني
    


الإجرام الدوائي هو مجمل الجرائم المتعلقة بالأدوية، سواء بالمواد الخام لإنتاج الأدوية، والأجهزة والمعدات ذات الاستعمال الطبي ومستحضرات التجميل ، والمكملات الغذائية المزيفة ، وإدخال هذه المواد إلى نظام التوزيع والتسويق التي تعرض صحة المواطن إلى الخطر.
وفقاً لتقارير صدرت من الإنتربول عام 2018، يتوفى أكثر من 1.2 مليون شخص في جميع أنحاء العالم سنوياً بسبب الأدوية المغشوشة، التي تعتبر تجارة مربحة للغاية، مما يجعلها أكثر جاذبية للشبكات الإجرامية، وتشير التقديرات إلى أن قيمة مبيعات الأدوية المغشوشة تصل إلى 85 مليار دولار أمريكى سنوياً، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 20% من الأدوية في السوق الدوائي مزيفة في دول العالم الثالث، في حين يعتقد أن 30-50٪ من الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات الخطيرة مزيفة في بعض أنحاء العالم التي ليس لديها أنظمة رصد ومراقبة ضد الغش الدوائي.
تم اكتشاف هذه المنتجات المزيفة في معظم دول العالم، بما فيها الدول المتقدمة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن اكتشاف أكثر من 900 صنف مغشوش حول العالم خلال العام 2017، وما خفي أعظم بالطبع، لكن انتشار الدواء المغشوش في الدول المتقدمة نادر جدا، نظرا لوجود انظمة رقابية متطورة، وتوفر معظم الأدوية هناك بأسعار في متناول الجميع لارتفاع الدخل الفردي في تلك الدول وتوفر أنظمة تأمين صحي متقدمة للسكان.
الأدوية المغشوشة متاجرة بآلالام الفقراء ولهذا اعتبرت حسب منظمة الصحة العالمية بانها جريمة منظمة ، لكونها تستهدف عن عمد شريحة المرضى، وتعتبر الجريمة الأولى ضد المرضى في جميع بلدان العالم، خصوصا مصابي الأمراض المزمنة، والقلب والضعف الجنسي والسمنة، والأورام السرطانية.
في ظل المشاكل التي يعاني منها العراق اليوم ، يبرز القطاع الصحي المنهار في العراق كأحد أبرز الملفات الشائكة التي تشكل خطرًا على صحة الشعب وحياتهم، حيث لا تنحصر مشاكل القطاع الصحي بالجزئية المتعلقة بتردي خدمات المستشفيات أو ضعف العناية و الرقابة والإدارة ، بل تتضاعف لتصبح مشكلة إدخال الأدوية المغشوشة أو المنتهية صلاحيتها إلى العراق مما أدى لخسائر بشرية فادحة في العراق .
تعرَّض العراق إلى عملية إدخال وترويج أدوية مغشوشة، وفاسدة، ومهربة بصورة غير شرعية، وإن التراخي في مواجهة هذه الظاهرة يسبب كارثة صحية وطنية، فضلا عن النواحي الإقتصادية، ولاشك أن التهريب، والتصنيع، ومن ثمَّ الترويج، يحتاج إلى عناصر إجرامية تقوم بدورها في تجارة الادوية المغشوشة ومالذلك من آثار صحية خطيرة،
انتشرت هذه النوع من الجرائم بالعراق في ظل الفساد المتفشي، وسطوة نفوذ مراكز قوى حزبية ، مستغلين غياب الرقابة والفوضى الأدارية ، وإغلاق مصانع الأدوية التي كانت تغطي أغلب إحتياجات المستشفيات والصيدليات بسبب الفساد واخواتها ، فاتجهوا إلى عمليات تهريب أدوية غير مرخصة داخل منافذ الحدود، وأصبحت هناك مافيات مختصة بالاجرام الدوائي من ساسة الى سماسرة ومكاتب ومذاخر وصيادلة وأطباء وكمركيون .
والسبب الاساسي نفتقر الى وجود اجهزه وطنية كفؤة ومدربه قادره على الوصول إلى منع وكشف هذه الجرائم لافتقارها للمهارات في التحقيق بجريمة الأدوية ، تكنولوجيا المعلومات والتتبع ، جمع الأدلة ، إعداد دعوى قضائية تخص الدواء
وعلى ضوء تزايد الإجرام الدوائي وخطورته الآخذة بالتزايد على صحة المواطن ، لقد اصبح هناك ضرورة ملحه استحداث إدارة (مكافحة الجرائم الدوائية ) استحداث هذه الدائرة تجعل إلعراق ملتزمة بمحاربة الظاهرة دولياً والتي تنظمها منظمة الصحة العالمية WHO ، وانضمامه إلى قائمة الدول التي تعمل فيها وحدات مشابهة، يتيح محاربة هذا النوع من الإجرام بشكل أكثر نجاعة سواء في أو على الصعيد الدولي، مع توفيره فرصة لتحسين مكانة ، علاقاتها وصورتها على المستوى الدولي.
مهامها محاربة استحواذ المافيات على المساعدات الدولية التي تصل الى العراق ، محاربة استيراد الأدوية المزيفة إنتاجها تصديرها والاتجار بها، محاربة ظاهرة استعمال أدوية ومركبات كيميائية لإنتاج مخدرات خطيرة، استعمال أدوية مزيفة بخلاف الهدف الأصلي للدواء، الكشف عن الادوية المنتهية الصلاحية ، تقديم المشورة والرأي بالنسبة لخطورة المواد التي يتم ضبطها من قبل مختلف جهات تطبيق القانون.
تتمثل نشاطات هذه الدائرة نشاط مشترك مع جهات تطبيق القانون المختلفة: وزارة الصحة وامن وطني ومخابرات والشرطة والجمارك ونقابة الصيادلة وغيرها من مراكز دراسات ومراكز بحثية والذي يشمل أعمال تفتيش، مداهمات وضبط لمواد مشبوهة في مصالح تجارية تعمل في مجال تسويق، توزيع وبيع أدوية ومكملات غذائية مزيفة ، جمع معلومات عن مستحضرات مزيفة مهربة ومسروقة وأخرى يتم عرضها على الجمهور بشكل كاذب ، نشاط استخباراتي لاكتشاف عمليات تهريب وسرقة لمستحضرات طبية وتسويق مواد خطيرة، تقديم الإرشاد لمنظمات عامة ولجهات أكاديمية بالنسبة للأخطار التي تلحق بالمواطن نتيجة الإجرام الدوائي ، تقديم المشورة المهنية والرأي لجهات تطبيق القانون في البلاد بموضوع المخدرات والمستحضرات الطبية المحظورة.
الخلاصة
لكي نكون مع الركب العالمي بمحاربة هذه الظواهر وطنيا، لو توفرت النية الحسنة لدى الحكومة ان تتخذ الحكومة الخطوات التالية :
1- اصدار امر ديواني باستحداث (إدارة مكافحة الجرائم الدوائية ) ترتبط بجهاز الامن الوطني لكون مهام الجهاز الحالية لم توضح بقانون ، وغير واضحة المهام ولوفرة العناصر المتفرغة ، وإقامة شراكة بين قطاعات العمل المتشابة والمشتركة ، وتتألف من مجلس تنسيقي كما موضح انفا من مختلف الوزارات المعنية، وتتخذ القرارات التنفيذية بشكل جماعي وليس فردي خشية من فساد بعض الفئات .
2- يتم تاهيل هذه الادارة وعناصرها بالمعهد العالي للتطوير الأمني والإداري بوزارة الداخلية عن كيفية التحقيق بجريمة الأدوية ، والتتبع للنشاطات الاجرامية الدوائية بتكنولوجيا المعلومات ، وجمع الأدلة ، وإعداد دعوى قضائية تخص الدواء
3- تشجيع المراكز البحثية بتقديم دراسات ميدانية عن حجم المشكلة بالمدن العراقية ، وتحديد الظواهر المرتبطه بهذه الجرائم ومسارات تهريب الادوية ومناشئها الى غير ذلك من الامور الفنية والجنائية والقانونية وان تكون نقابة الصيادلة شريكا
4- يتخذ مجلس القضاء الأعلى بتحديد قاضي مختص بكل منطقة استئنافية للنظر بالجرائم الدوائية .
5- عدم وجود نظام صحي معلوماتي (حكومة الكترونية لوزارة الصحة والبيئة) أدى لوجود ثغرات مهمة بعدم توفر قاعدة بيانات عن كافة الادوية التي تم استيرادها او الادوية المنتجه محليا وان تكون متاحة لكل الصيدليات ، وهذه من مهام وزارة الصحة .
6- احياء مشروع هيئة الغذاء والدواء العراقية المعطل منذ عام 2007 مما أدى الى غياب الاستراتيجية الوطنية للسلامة الدوائية ، وهذه مهام مجلس النواب



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتيال بالعراق جريمة يرتكبها الجبناء وتسجل ضد مجهول
- ازمة كورونا ودور الأحزاب والمجتمع المدني المغيب
- الاحتيال الدوائي بزمن الكورونا
- دروس من اقتحام الارهابيين للمباني وغياب المفاوض الأمني
- دور مواقع التواصل الاجتماعي بمنع الجريمة
- المنهاج الوزاري للكاظمي وإصلاح الداخلية
- الاستخبارات الجنائية العراقية متاهات وغياب المسارات
- جسر الموت بين الافتراء الحكومي ومصداقية المختصين
- العقلية الأمنية العراقية وتصديها المريع للاحتاجات
- قانون الجرائم المعلوماتية والمجرم المعلوماتي والعقوبات البدي ...
- العيون الساهرة بذكراها ومتطلبات النهوض وافاق المستقبل
- مؤسسات الدولة المتحجرة والحكومة الالكترونية المغيبة
- اصلاح وزارة الداخلية يبدأ باصلاح مركز الشرطة
- رسالة لمؤلف مسلسل غرامي شرطي وحرامي
- مرشحوا مجلس النواب وفحص صحتهم العقلية والنفسية
- رجال الشرطة المتقاعدون مناجم للخبرات الامنية والجنائية المهم ...
- الشرطة العراقية بذكراها السادسة والتسعون
- صورة رجل الشرطة في المسرحية العراقية
- الحروب العراقية المتتالية واثارها الكارثية على الامن البيئي
- الحروب وصفة الفاشلين


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - خطر الاجرام الدوائي وغياب اجهزة الرقابة بالعراق