أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعد هجرس - »أربعين مليار« يا أولاد الحلال!!














المزيد.....

»أربعين مليار« يا أولاد الحلال!!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 08:23
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أصبحت كلمة »الدعم« اكثر مفردات اللغة العربية شيوعًا واستخداما علي ألسنة معظم وزراء حكومة الدكتور احمد نظيف.
وكالعادة.. فإن هذه المشكلة ذات الايحاءات الاجتماعية والاقتصادية.. بل والسياسية ايضا، اصبحت مترافقة مع عبارة اخري تأتي في ركابها هي »وصول الدعم الي مستحقيه« ، مع الاستنكار اللازم لتطفل بعض »القادرين« علي حقوق »محدودي الدخل« ومزاحمتهم في الحصول علي حصة تزيد او تقل من كعكة الدعم.
ويستتبع ذلك -في العادة ايضا- كثير من اللت والعجن في تعريف »محدودي الدخل« الذين يجب ان يحصلوا علي »الدعم«.
ومع عودة الحديث عن الدعم هذه المرة تم التركيز علي دعم المنتجات البترولية ، الذي يستفيد منه القادرون ومحدودو الدخل علي حد سواء، ورغم تعودنا علي تضارب الارقام التي يدلي بها المسئولون فإننا وجدنا انفسنا امام »اجماع« يحدث لاول مرة بين كل الوزراء وكبار وصغار المسئولين فيما يتعلق برقم دعم هذه المنتجات البترولية، حيث اتفقوا جميعا علي انه يبلغ اربعين مليار جنيه.
واتفقوا جميعا - كذلك- علي ان هذه المليارات الاربعين يمكن ان تحل مشاكل التعليم والصحة اذا ما تم رفعها عن دعم المنتجات البترولية وتوجيهها الي هذه المجالات الخدمية الحيوية.
ولم يقل لنا احد كيف تم احتساب رقم الاربعين مليار جنيه، وعلي اي اساس!
ومع ذلك.. دعونا نفترض ان هذا الرقم صحيح.. ونتساءل بعد ذلك: هل ستعرف مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية طريقها للحل اذا تم رفع الدعم عن المنتجات البترولية؟ وهل ستنتعش احوال المصريين؟ وهل نقل معاناة اكثر من خمسة عشر مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر؟ وهل توجد ضمانة بأن مبلغ الاربعين مليار جنيه المشار اليه الذي سيرفع عن دعم المنتجات البترولية سيذهب فعلا الي دعم التعليم والصحة ولن يذهب الي مآرب اخري؟ وهل توجد لدي الحكومة دراسات علمية تجعلها مطمئنة الي ان رفع الدعم عن المنتجات البترولية لن يؤدي الي اشتعال اسعار السلع الاخري ربما بصورة لا يمكن التحكم فيها او التنبؤ بمداها؟
وكل هذه الاسئلة التي تحتاج الي اجابات دقيقة يسبقها سؤال اهم:
ألا توجد وسائل اخري لتوفير هذه المليارات الاربعين سوي البحث في دفاتر الدعم؟
لماذا لم يتضمن البيان المالي للحكومة - مثلا- كلمة واحدة عن »الفساد«؟
واذا تم حساب تكلفة الفساد - مثلما تم حساب تكلفة دعم المنتجات البترولية (اذا كان تم حسابه أصلا) فكم يكون عدد المليارات التي سيوفرها شن الحرب عليه؟
لماذا لم يتضمن البيان المالي للحكومة - مثلا- كلمة عن مليارات الدولارات »المصرية« الموجودة بالخارج، وكيفية جذبها واغرائها علي العودة الي الاستثمار في مصر؟
لماذا لم يتضمن البيان المالي للحكومة -مثلا- حساب »الهدر« في مواردنا، وكيف ان ايقاف هذا الهدر يمكن ان يوفر اضعافا مضاعفة للدعم علي المنتجات البترولية؟
وما دمنا نتحدث عن المنتجات البترولية - المطلوب رفع الدعم عنها- فلماذا لا نتحدث عن الاسعار التي نقوم بتصدير بترولنا وغازنا الطبيعي بها؟ وهل هذه الاسعار هي الافضل، ام انها تمثل اهدارا لثروة ناضبة؟
ولماذا لم ترد الحكومة علي ما كتبته كثير من الاقلام بهذا الصدد، ومنها ما كتبه الزميل الاستاذ عادل حمودة عن بيع وحدة الغاز الطبيعي (ألف قدم مكعب) لاصحاب مصانع الاسمنت والاسمدة والحديد بدولار بينما السعر العالمي ستة دولارات حسب مقياس هنري هوب؟
وهل صحيح ان الرقم الذي يضيع علي الموازنة نتيجة لذلك يصل الي نحو مائة مليار جنيه، اي اكثر من مرتين ونصف قيمة دعم المنتجات البترولية؟
وهل صحيح اننا نصدر الغاز الطبيعي بعقود طويلة الاجل وبأسعار متدنية جدا تتراوح ما بين دولار ودولار ونصف للوحدة في وقت يصل فيه السعر العالمي الي ستة دولارات؟
هذه اسئلة يجب ان تجيب عليها حكومة الدكتور احمد نظيف قبل ان تلوح بسيف رفع الدعم عن المنتجات البترولية.. ومن حق الشعب -الذي يدفع الضرائب- ان يتلقي اجابات شافية ومقنعة، خاصة ان خبرته مع الفرمانات الاقتصادية والمالية ليست ايجابية علي الاطلاق علي مدار عقود تزيد علي الحصر بدليل ان الانجاز الرئيسي للحكومات المتعاقبة خلال اكثر من ثلث قرن هو العجز المزمن في الميزانية، الذي يعكس بدوره خللا هيكليا متأصلا في بنية الاقتصاد.. يدفع ثمنه دائما وأبدا.. الغلابة الذين لا نتوقف عن »معايرتهم« بالدعم.. الذي هو في التحليل النهائي من جيوبهم؛ لان الحكومة ليس لها جيب.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة مرفوعة من الخدمة!
- يا وزير التعليم .. ماذا أنت فاعل فى هذه الفضيحة؟!
- هل يستسلم الوزراء لعبث الصغار؟!
- الدكتور حسن سليم يكشف خفايا مفاوضات -المساعدات- الأمريكية
- حسام بدراوي
- نبيل الهلالى
- بعد الرحيل الجماعي لرموز أجياله المتعاقبة.. اليسار يتشح بالس ...
- اليوم .. الصحافة فى محكمة الجنايات 2
- غداً .. الصحافة فى محكمة الجنايات
- اختلفوا علي كل شيء.. واتفقوا علي معاداة العلمانية
- معضلة أحمد عز
- الارهاب .. على الطريقة الكندية
- رسالة من كندا إلي أحمد نظيف.. ابن مونتريال
- »ثلاثية« المصريين بين الوطن والمهجر
- حاجة تقرف!
- ماليزيا تغادر سبنسة العالم الثالث.. وتلحق بقطار التقدم عام 2 ...
- الخصخصة.. وسنينها - 1
- الخصخصة.. وسنينها - 2
- أتوبيسات الغلابة .. منجم ذهب!
- لماذا يتحول كل خلاف إلى عداء مستحكم؟!


المزيد.....




- كيكة شوكولاتة غرقانة بصوص رهيب.. اقتصادية جداً ومفيش أسهل من ...
- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعد هجرس - »أربعين مليار« يا أولاد الحلال!!