أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سعد هجرس - يا وزير التعليم .. ماذا أنت فاعل فى هذه الفضيحة؟!














المزيد.....

يا وزير التعليم .. ماذا أنت فاعل فى هذه الفضيحة؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1596 - 2006 / 6 / 29 - 10:20
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


لم أصدق القصة عندما قرأت عنها لأول مرة فى جريدة "الخليج" الإماراتية تحت عنوان "انتقاد بوش فى امتحان يخضع طالبة فى مصر للتحقيق"، واعتبرت هذا الكلام مجرد تخريف برئ أو مغرض .. لا يهم.
لكنى رأيت الفتاة "آلاء فرج مجاهد" بشحمها ولحمها على شاشات التليفزيون مع منى الشاذلى فى "دريم" ثم مع عمرو أديب فى "أوربت".
وفى المرة الأولى لم أصدق جريدة الخليج .. أما فى المرة الثانية فلم أصدق عيناى.
فهل من المعقول أن يصل الحال بنا إلى هذا الوضع المزرى؟ هل من المعقول أن يتم التحقيق مع تلميذة لا يزيد عمرها عن خمسة عشر عاما فى موضوع "تعبير" كتبته فى الامتحان وانتقدت فيه الرئيس الأمريكى جورج بوش لتدخله فى شئون مصر وقالت أنها تكرهه وطالبته بأن يترك مصر فى حالها؟
هل تصدقون أن الشئون القانونية بالإدارة التعليمية بمدينة شربين بمحافظة الدقهلية استدعت الفتاة المسكينة وحاصرتها بالأسئلة: إنتى هاجمتى الرئيس الأمريكى ليه؟ وإزاى تنتقدى القيادات فى البلد؟ ومين قالك تعملى كده؟ بابا أم الأستاذ؟ إنتى فى تنظيم؟!
هل تصدقون أن يتحول المربى الفاضل، والمعلم الذى يكاد ان يكون رسولا، إلى مخبر درجة ثالثة، ثم إلى جلاد يصدر فرماناً لا يقل استبداداً عن فرمانات قراقوش بإلغاء امتحانها هذا العام فى كل المواد وليس فى امتحان التعبير فقط؟
هل تصدقون أن هذه الجريمة التربوية شاركت فيها سلسلة طويلة من "الأساتذة"، أى أنها لم تكن مجرد خطأ فردى. فقد بدأت بالمدرس الذى صحح ورقة الأجابة، فأصابه الرعب من مجرد قراءة كلمة تنطوى على قدر يزيد او يقل من النقد لمسئول أمريكى أو غير أمريكى، فرفع الأمر إلى رئيسه المباشر، الذى تصرف مثل مرءوسه ورفع الأمر إلى رئيسه الأعلى، وتوالت حلقات سلسلة الأساتذة المسكونين بالخوف واعتياد المشى بمحاذاة الحائط، حتى وصل الأمر إلى السيد وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية فنفش ريشه وأمر بإلغاء امتحان "آلاء" هذا العام.
هذه السلسلة الطويلة من المعلمين الخائفين والمرتعدى الفرائص المناهضين لحرية التعبير وحرية التفكير والإبداع، يجسدون أزمة التعليم لدينا. فهم لا يعترفون إلا بتعليم يقوم على الحفظ والتلقين والسمع والطاعة، ويعتبرون أى اجتهاد أو اختلاف فى الرأى "قلة أدب" وربما "مؤامرة" لقلب نظام الحكم.
وبعد ذلك نشكو من تدهور مستوى الخريجين الجدد، ونشكو من اتساع ظاهرة العزوف عن المشاركة، خاصة من جانب الشباب، فى الاهتمام بالشأن العام، بما فى ذلك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية!
هذه الجريمة التى حدثت فى شربين تستدعى منا النظر إليها على مستويين.
المستوى الأول هو هذا الحادث الفردى فى حد ذاته .. وبهذا الصدد فأننى أطالب وزير التربية والتعليم شخصياً بالتدخل فى الأمر، وإلغاء القرار الظالم واللامعقول لوكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية الذى شطب بجرة قلم سنة من عمر هذه التلميذة المجتهدة.
وأطالبه كذلك بالتحقيق مع كل الأساتذة والمعلمين والإداريين الذين تورطوا فى هذه الفضيحة ابتداء من مدرس الفصل وانتهاء بوكيل الوزارة، الذين نسوا واجبهم التعليمى والتربوى واستهوتهم وظيفة ضابط المباحث.
او على الأقل انتدابهم لدورة تثقيفية تعلمهم الفرق بين وظيفة المربى الفاضل ودور المخبر ورجل الأمن والمخابرات، وتنبههم أن رسالتهم هى تشجيع أبنائنا وبناتنا على التفكير الحر والنقدى وليس وضع أقفال من حديد على عقولهم وأفواههم!
المستوى الثانى والأهم هو الدلالة العامة لهذا الحادث الذى يدق لنا أجراس الانذار وينبهنا إلى أن التعليم لدينا ليس على ما يرام. وأن العطب الذى أصاب التعليم أمر بالغ الخطورة حيث يؤدى بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى استفحال باقى الأزمات فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
ولأن التعليم فى خطر.. فان الأمة فى خطر.
وما حدث للابنة آلاء فرج مجاهد فى شربين دقهلية مجرد واقعة كاشفة تبين لنا الهاوية السحيقة التى إنحدرنا إليها.. ولم يعد ممكنا التعايش معها أو الاستسلام لشروطها المخيفة.
فمصر تستحق تعليما أفضل .. تعليماً لا يكمم الأفواه ويعقد الألسن، وإنما تعليم يفتح آفاقاً بلا حدود لحرية التفكير والبحث والإبداع حيث لا سلطان على العقل إلا العقل.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستسلم الوزراء لعبث الصغار؟!
- الدكتور حسن سليم يكشف خفايا مفاوضات -المساعدات- الأمريكية
- حسام بدراوي
- نبيل الهلالى
- بعد الرحيل الجماعي لرموز أجياله المتعاقبة.. اليسار يتشح بالس ...
- اليوم .. الصحافة فى محكمة الجنايات 2
- غداً .. الصحافة فى محكمة الجنايات
- اختلفوا علي كل شيء.. واتفقوا علي معاداة العلمانية
- معضلة أحمد عز
- الارهاب .. على الطريقة الكندية
- رسالة من كندا إلي أحمد نظيف.. ابن مونتريال
- »ثلاثية« المصريين بين الوطن والمهجر
- حاجة تقرف!
- ماليزيا تغادر سبنسة العالم الثالث.. وتلحق بقطار التقدم عام 2 ...
- الخصخصة.. وسنينها - 1
- الخصخصة.. وسنينها - 2
- أتوبيسات الغلابة .. منجم ذهب!
- لماذا يتحول كل خلاف إلى عداء مستحكم؟!
- أمريكا.. غوريللا النفط العالمي
- هل يعود شهبندر التجار .. بأزياء ديموقراطية؟!


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سعد هجرس - يا وزير التعليم .. ماذا أنت فاعل فى هذه الفضيحة؟!