أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حميد طولست - الموت ديال الضحك !














المزيد.....

الموت ديال الضحك !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 09:46
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كثيرا ما نسمع عبارات :"الموت ديال الضحك" و"قتلنا بالضحك" و" نكتة كتقتل بالضحك " وغيرها من العبارات التي جرت قديما على ألسنة عامة الناس ، ولاتزال مطروقة ومتداولة بين المغاربة إلى اليوم للتعبير مجازاً عن حالة السعادة والسرور القصوى التي قد تجتاح المرء من موقف طريف ، أو شخص ظريف ، أو نكثة مسلية تدفع لاستعمال العبارات السبقة ، فهل حقا الضحك يقتل الانسان ؟ نعم وبكل تأكيد قد يموت البعض من شدة الضحك ، ولذلك نسمع المغاربة يرددون بعد كل مسرّة أو فرح أو ضحك الدعاء الأزلي :" الله يخرج هاذ الضحك على خير" ويأملون أن لا تتحول عبارة "الموت من الضحك" ،من معناها المجازي إلى حقيقة وواقع مرير ، كما حدث سنة 1976 في غينيا الجديدة ، حيث توفي الآلاف من أفراد قبيلة «فور» بعد ان أصيبوا بنوبات مفاجئة من الضحك الهستيري ، التي سماها الطبيب الأميركي كارلتون جايدوشك مرض "الضحك المميت".
وكما يحكى أن الألمان وقبلهم الرومان ، كانوا يستملون الضحك ، كسلاح للتعذيب ووسيلة للإعدام ، لكونه ضحك عصبي غير إرادي ولا عقلاني يُفقد الإنسان تحكمه في اعصابه ، ويؤثر على قدرته على التنفس بشكل طبيعي يتوقف معها وصول الأكسجين إلى المخ والقلب ومن تم يختنق ويموت ، لذلك نجد أن الكثير ممن لا يحتملون الدغدغة ، يواجهون ما تثيره فيهم من خوف وألم شديدين ، بنوبات ضحك وقهقهة لاارادية وغير متحكم فيها، مصحوبة بردات أفعال أوتوماتيكية غريبة وعنيفة تصل في الكثير من الأحيان إلى الشتم والسباب والعراك والمضاربة ، والتي لازلت أذكر أني كنت ورفاق الطفولة ، نحسب أن مبعثها لدى بعض ذوي الحساسية المفرطة من الدغدغة ، الذين عرفهم في حينا فاس الجديد ، هو الاستمتاع وليس الضغط والتوثر والقلق والانزعاج ،الذي تتسبب لهم فيها المداعبة الغير الآمنة العواقب والتي قد تؤدي ببعضهم إلى الهلاك ، الذي دفع العلماء الباحثون في صحة الأطفال النفسية والجسدية ، إلى تحذير الآباء والامهات من تعريض أطفالهم لدغدغة الأماكن الحساسة الموصولة بعصب أجسامهم ، كمنطقة أسفل الأبط وأسفل القدمين، التي يظنون أن مداعبتها ترفه عليهم وتسعدهم ، بينما هي تعرضهم للموت جراء الدغدغة الزائدة عن الحد المعقول الذي لا يستطيع معها الطفل مواجهة مضاعفاتها الخطرة إلا بالضحك ، الذي يشجع الآباء على مضاعفة الملاعبة والدغدغة ، فيقعون في حلقة مفرغة حبلى بمخاطر الموت المفاجئ والمتربص .
ومع كل هذا وذاك ، فليس الضحك كله أضرار وقتل ، بل له فوائد متعددة ، تجعل منه ضرورة كبيرة في الحياة ، حيث أنه إلى جانب مساعدة الناس على التخلص من القلق والتوتر ، وتقليل شعورهم بالأرق والملل والرتابه والكآبه والاكتئاب ، بفضل ما يفرزه من هرمون "الإندروفين"Endorphine الذي يعطي مفعول "المورفين" الذي يساهم في رفع نسبة Adrenaline و Noradrenaline المضادين للإلتهابات والمخففين من آلام "الروماتيزم" ، فإنه –الضحك- يعزز النوم العميق ، ويحمي من بعض أمراض القلب والشرايين، ويعيدة تنشيط جهازهم التنفسي ويرخي الجهاز العصبي والقصبات الهوائية ، وينشط الأمعاء ، ويخفف الإمساك ويرخي الألياف الناعمة ، ويطرد الكوليسترول من الجسم ، ويحد من تثبيط عمل جهاز المناعة ، وغير ذلك كثير من الفوائد التي تجعل الخبراء والعلماء ينصحون الناس به ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم قبل 14 قرنا حين قال: "روحوا عن انفسكم ساعه بعد ساعه فان القلوب اذا كلت عميت"، أو كما قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : "إن للقلوب إقبالاً وإدباراً، ونشاطاً وفتوراً، فإذا أقبلت بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلّت وملّت".
فكم نحن في حاجة ماسة إلى الضحك ، ليس لأنه يؤدي إلى التخفيف من التوتر والضيق النفسي فحسب، بل لتعزيزه الجهاز المناعي بالجسم ، وتدعيم مقدرته على التصدي بشكل كبير ، لكورونا الذي عم البلاد وشمل العباد ، والذي نطلب من الله عز وجل أن يكشف عنا جائحته ، ويعافي من أصابه وباؤها ، ويحفظ من سلم من بلائها ، إنه على كل شيء قدير، لكن إلى "بقيتي في دارك باش تحمي نفسك وجارك"..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس المشكل في اختيار نمط التعليم، بل في التعليم نفسه !
- الإنعطافة الجديد في الصراع العربي الإسرائيلي !
- في زمن كورونا لا نحصد إلا ما زرعنا قبلها !.
- وداعا المرحوم مولاي أدريس لمراني...
- لصوص ليلة العيد- والمسؤولية الأخلاقية/التشريعية !
- الغاء تسمية شارع الجولان ،عبث برموز الوطن واستهانة بمقدساته
- الخير في الكريم طبيعة ، وفي البخيل دفيعة !
- أسئلة ساد الإعتقاد بأن أجوبتها معروفة !
- التفاعل التخاطبي بين الحوار وبين المماحكة؟
- ذو الأصل الطيب شريف حتى في عداوته .
- التأقلم من أجل استكمال الحياة ،في زمن كورونا.
- التغول السقوط الأخلاقي والإنحطاط القيمي في زمن كورونا.
- ليس بالمقارنة تتميز الأشياء !!
- العظماء لا يفنون وموتهم حياة لأممهم ..
- مسميات أوبئة خزنتها الذاكرة الجماعية للمغاربة !
- -سعودة وشرقنة وأخونة وفلسطنة- الشوارع في زمن كورونا!؟
- لماذا ننسى رجالات بلدننا ؟
- مصطلحات التكاتف والتعاضد ، في زمن كورونا !
- دواعي معاداة الإعلام الرقمي !
- مشروع قانون 22.20 قتل للإعلام في زمن كورونا


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حميد طولست - الموت ديال الضحك !