أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد درير - يَذبل ورد الإحساس














المزيد.....

يَذبل ورد الإحساس


سعاد درير
كاتبة وشاعرة وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6663 - 2020 / 8 / 31 - 16:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم يَعُد إنسانُ اليوم يَخْشَى ضربةَ تسونامي بقدر ما صار يَخْشَى ضربةَ قريب من الأقارب الذين نَزلَ في حقهم الكثير ضمن آيات التنزيل المحكَم، بينما ما عاد أحد منهم يَحسب لكتاب الله حسابا..
إنهم أولئك القاحلة أراضي قلوبهم، فإذا بها لا تُنْبِتُ ولا تَجُود، وإذا بهم يَصلبونك على أكثر مِن عَمود، هُم الذين يتحولون مع مرور الزمن إلى حشرات زاحفة كُلّ همّها أن تَتَحَيَّنَ الفرصةَ لِتَزرع فيكَ سُمَّها..
هو هذا زمنك المالح، هو هذا زمنك الذي تَسود فيه لغةُ المصالح، فإذا بِذَوِي القربى يَنفثون أَدْخِنَتَهُم السامة لِيُلَوِّثُوا الجوّ النفسي ذاكَ الذي كثيرا ما تَرَقَّبْتَ أن يكون صِحّيا..
بعض الناس الذين كنتَ تتصور في حين من الدهر أن لك عليهم حقا ها هو يَذبل في أعماقهم وَردُ الإحساس، تَقسو قلوبهم من ثمة، تتقلَّصُ مساحة اعترافهم بوجودك رغم وجودك، ولا يَنتبهون إليك إلا عند حاجتهم إليك خدمة لمصالحهم التي تُميتُ فيهم آدميتهم..
هُم أولئك الذين يُبَيِّتُون لكَ أكثر من نِية، ولا يستكثرون عليك القتلَ المعنوِيَّ والتَّصْفِية، هُم أولئك الذين لا تراك عيونهم ولا تَسمعك آذانهم ولا تَذكر قلوبهم العابثة بأمثالك شيئا من الدَّم الذي يربطهم بك..
في عيونهم الناظرة إليكَ خلسةً يَغيب الاحترام، في عيونهم الشزراء يَتَمَدَّدُ مارد الانتقام، وفي عينيك البائستين تَنتحِبُ عصافير الغرام تلك التي تَستشعر الكثير من الحنين إلى العودة إلى الشجرة الأُمّ..
في أوقاتك الصعبة التي تُعادِلُ مَشْهَد كوميديا قاتمة بسببهم، تراك تَأمل أن يَبتلعَهُم «الطاعون» و«الكوليرا»، فأَقَلّ ما لا تكفر به مما تَشتهيه لهم هو الإسهال ثم الإسهال ثم الإسهال، إنه الإسهال الذي لا تَسعه مراحيض ولا تُلَمْلِمُه مناديل قُطنية ولا تَمْتَصُّه حَفَّاظات مِن الحجم الكبير..
عَبَثًا هُم يَركضون في حَلَبة الحياة لِيَهزمك الواحد منهم شَرَّ هزيمة، وما أَحُْقَرَه عندما يُقهقه أوانَ سقوطك أَبْشَعَ سقوط..!
صَدِّقْ يا صديقَ أيَّامي الحُلوة والْمُرَّة أننا أصبحنا نَعيش العَبَثَ بِكُلّ المقاييس.



#سعاد_درير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصابع وردية
- تتمرَّد تمرُّدَ دودة زاحفة في اتجاه فَمِكَ
- قطعة سُكَّر هي المرأة
- رسائل حالفة أَلاَّ تَنْطَفِئَ.. (نص مسرحي)
- خِبْرَة أنثى لا تَجهَل خريطة الوصول إلى قلب الرَّجُل وعقله
- اَلْمُلْهَمان ((نص مسرحي))
- بَطَلُ الرفْض الاجتماعي في ظِلّ المحرقة الكبرى
- عصافير المشاعر تُشَيِّع جنازة القلب المقتول رَكْضا ولهاثا
- حفرة الواقع الأشَدّ ضَيقا من احتمالات القفز
- أَعِدْ شِفاهَكَ إلى مكانها
- أَجْدِفُ بِعَصا الصمتِ
- أَلِابتسامة عَينَي الحُبّ أن تُقَبِّلَ ثَغرَ الحياة؟!
- اِمْلَأْ جُيوبَ قَلبِكَ
- كآبة تُسيلُ دماءَ الروح
- -حياة وردية-.. المُلهِمة
- فَلْتَذُبْ كَلِماتُكِ بين شَفَتَيْكِ
- أصابع الموت تُغازِل روح إدغار
- فاكهة التجلّي
- الرحلة الأخيرة إلى الكأس
- مِن أين لجواد الحُبّ أن يَعبر؟


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعاد درير - يَذبل ورد الإحساس